هل حان وقت ذبح النظام السعودي في مسلخ ترامب ؟

المرصاد نت - متابعات

تشهد الساحة السياسية والإعلامية هذه الأيام تصريحات مهينة يكيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد نظام بني سعود وشخص الحاكم سلمان بالذات. وفي المقابل تأتي تصريحات Turmb2018.10.4ksaمحمد بن سلمان الخجولة لتؤكد أرتباط النظام السعودي الوثيق بالبيت الأبيض فما السر في ذلك؟

تصاعد وتيرة الإستهانات الترامبية بالحاكم السعودي وزبانيته منذ مطلع تشرين اول/اكتوبر الحالي والمحاولات السعودية المريرة لكسب الود الأمريكي تكشف عن أمور خطيرة يمكن التعرف عليها من خلال مراجعة بسيطة لتصريحات سيد البيت الأبيض الاخيرة.

ففي الوقت الذي ما زالت وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية تحتفظ فيه بأقوال سمسار البيت الابيض ترامب عندما طالب في مطلع الشهر الجاري الدول الغنية وبالتحديد مملكة النفط بدفع أموال مقابل تأمين الحماية لها من أي هجمات تهددها!!!... يطل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على وسائل الإعلام ليؤكد "إنه يحب العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة جيدة بنسبة 99%".

وبالرغم من ان ترامب عاد في الثالث من الشهر الجاري ليؤكد أمام مناصريه الذين تجمعوا بمدينة ساوثافن بولاية مي سي سي بي الامريكية ليقول بالحرف الواحد: "إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأميركي". إلا ان ولي عهد بني سعود راح يؤكد حرصه على علاقات العائلة المالكة الوثيقة بواشنطن ليقول "إن بلاده قامت بما هو مطلوب منها فيما يخص تخفيض اسعار النفط بل وفعلت أكثر من ذلك". كل هذا الإستمرار بالخنوع أمام العنجهية الامريكية لم يثن واشنطن من الاستمرار بإستحقارها للنظام والشخصيات السعودية بدءا من شخص الملك وصولا الى ولي عهدها وكبار ساستها والمسيطرين على دخل تصديرات البترول للمملكة ما اثار سخط الساسة السعوديين لكن الأمر لم يتنه في هذا المقام حيث كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية يوم أمس عن ترامب اتصالاً من الحاكم السعودي سلمان بن عبد العزيز يطلب فيه من واشنطن تقديم مساعدة للمملكة في حملة "عسكرية سرية" وأضافت الصحيفة إن ترامب طلب من الملك سلمان تسديد فاتورة قدرها 4 مليارات دولار قبل تقديم أي مساعدة امريكية.

هذه التطورات كفيلة لان تكشف عن حقيقة تهديدات ترامب تأكيد الساسة الملكيين المضي قدما في سياسة الإنصياع للبيت الأبيض لأن ما يتحدث عنه ترامب يبدو أنه قادم لامحالة.
 ولاشك ان أيام السبت وحتى الثلاثاء من الأسبوع الماضي كانت أسوأ أيام حياة الحاكم السعودي وأكثرها مرارة . فالحاكم السعودي وخلال هذه الأيام ليس تعرض لأسواء أنواع الإذلال من قبل ترامب فحسب بل أثار تساؤلات كثيرة حول أمكانية أستمراره في السلطة .

الملك سلمان وكما هو شأن أسلافه كان يعرف حق المعرفة منذ اليوم الأول لوصوله الى السلطة أنه يفتقد الى أبسط مقومات قيادة العالم الاسلامي كما يدعي بل إنه يفتقد الى صلاحية حكم مملكة النفط أيضاً لذلك تمادى أكثر من الأخرين لابداء فروض الطاعة الى أمريكا وزاد من هذا الإنبطاح على عهد ترامب لتحقيق الحلم الأول وأستمرار الحلم الثاني .

سلمان كان يصف نفسه بأنه الحليف الإستراتيجي لترامب حالياً وكان ينشد دعمه لقمع معارضيه في الداخل وبالتالي كان يضمن بقاءه في السلطة وخلافة نجله له بعد موته من خلال إنفاق مليارات الدولارات التي يحصل عليها من بيع النفط والسياحة الدينية . سلمان كان يثق بخياره الذي أعتمده لتحقيق هدفه الى درجة انه تجاهل أهانة الرئيس الأمريكي له ولبلاده ووصفهما بـ"البقرة الحلوب" فيما حاولت وسائل اعلامه تبرير هذه الاهانة التأريخية بأنها تأتي للاستهلاك الداخلي والدعاية الانتخابية .

حين وصف ترامب مملكة النفط بأنها البقرة الحلوب تغافل ولي العهد السعودي بن سلمان عن هذه الأهانة بذريعة انها تأتي في أطار الدعاية الانتخابية . لكن مفهوم تصريح ترامب هو أن البقرة يجب حلبها ما دامت حلوبة وحين ينتهي حليبها يجب ذبحها . ونظرا الى القصف الذي يتعرض له بن سلمان من قبل ترامب والموقف الخجول لولي العهد السعودي حيال هذه المسالة خلال مقابلته مع وكالة "بلومبرغ" والذي اكتفى بالقول ان تصريح الرئيس الامريكي غير دقيق السؤال الذي يطرح نفسه هو هل حان وقت ذبح حكم سلمان في مسلخ ترامب ؟ المؤشرات تشير الى انه حتى لو أفترضنا بأن وقت ذبح النظام السعودي من منظار ترامب لم يحن بعد فان موعد ذبح حكم سلمان وإعلان أنتهاء صلاحية الحكم السلماني قد أقترب.

هناك نقطتان بأمكانهما تسليط الضوء لفهم كلام ترامب وأذلال سلمان الاولى : هي ان ترامب ومنذ يوم السبت وحتى الثلاثاء من الأسبوع الماضي أي في غضون أربعة أيام أعرب مرتين وبشكل رسمي عن أستيائه حيال إداء الحكام السعوديين . في الإعلان الأول أي يوم السبت قال ترامب بانه قال لسلمان بانه لا يمكنه البقاء في السلطة أكثر من أسبوعين بدون دعم واشنطن. وبالطبع فانه أكمل تصريحه هذا بعد أربعة أيام حين قال ان الحاكم السعودي يملك عدة تريليونات دولار وإنه بلا دعم الولايات المتحدة لأ يعرف أحد ما ستتعرض له السعودية . التمعن في تصريح ترامب لاسيما تركيزه على فترة الأسبوعين للحكم السلماني في حال سحب ترامب دعمه له في الحقيقة ليس تحذيراً بل هو تهديد يمكن تطبيقه في لمح بصر فيما لو لم يبذل سلمان ما بوسعه لتحقيق المطالب الأمريكية.  الملك سلمان يعرف جيدا بان هذا التهديد جدي وان أمريكا وترامب لديهما المعلومات والتقييمات الدقيقة عن نقاط الضعف والخروقات والفجوات الأمنية السعودية وبالطبع فانهما لن يتوانا في أستغلالها اذا اقتضت الضرورة.

النقطة الثانية هي ان ترامب وخلال قدم دعماً أساسياً لسلمان حين قام باعلان أبنه ولياً للعهد واتمّ هذا الدعم من خلال إسناده له أثناء قمعه وترويعه للمعارضين في الداخل سواء على صعيد الأمراء أو الناشطين المدنيين وختمه بدعم الخطوات التي قام بها ولي العهد والتي وصفت باصلاحات بن سلمان . كما انه دعم السياسة الاقليمية التي اعتمدها سلمان ونجله لاسيما عدوانهما على اليمن. لذلك فان اقل ما يتوقعه ترامب من سلمان هو ان ضمان امن سوق النفط في غياب إيران لا يجب ان يواجه بتصريحات مثل "لايمكن" أو "لا نستطيع" .

لاشك ان الأمراء السعوديين التواقين للسلطة يترصدون الاوضاع كالذئاب الكاسرة لاستغلال فشل سلمان وتحقيق تطلعات ترامب . منذ اللحظات الاول لانطلاق مشروع "سلمنة السعودية" كان واضحا بان أمريكا تحتفظ بالمعارضين لهذا المشروع في جعبتها . الظواهر تشير الى أن العهد السلماني في نهايته لان رفع انتاج النفط وفق اهواء ترامب يهدد بانهيار الاقتصاد السعودي والتنصل عن أوامر ترامب سيفعّل مشروع التوديع السلماني في غضون أسبوعين. كما أنه وفي مثل هذه الظروف فان البحث عن حلفاء اقليميين للخروج من هذه الازمة توقف في المحطة الكويتية وأسعار النفط في اوبك وصلت الى أعلى مستوى لها خلال الاشهر الاخيرة هذا فضلا عن ان فشل او نجاح مؤامرة الحظر الايراني من قبل امريكا مرتبط بشكل كامل بهذه المعادلة . ولا شك ان سلمان يفكر في هذه الايام اكثر من اي وقت مضى بكيفية إعلان أنتهاء صلاحيته ؟ وان حلم "سلمنة السعودية" سيكون ضمن نطاق التوجهات الترامبية.

 إهانات ترامب تخرس سلمان وأبنه؟

في حين وصف الرئيس الأميركي السعودية بـ"البقرة الحلوب" وتم تجاهل إهانته عاد ترامب خلال الأيام الاربعة الأخيرة الى كيل إهانات أكثر قسوة للحاكم سلمانونظامه .

- الاهانة الأولى لترامب جرى تبريرها من قبل وسائل الإعلام السعودية بأنها تأتي في اطار الإستهلاك الداخلي والدعاية الإنتخابية ولكن المسالة لم تقف عند هذا الحد من قبل الرئيس الأميركي. فترامب ومنذ يوم السبت وحتى يوم الثلاثاء من الاسبوع الجاري أهان حاكم السعودية مرتين أخرتين ووصف عمر حكومته بأنها لن تطول أكثر من أسبوعين بلا دعم أميركي. مملكة الرمال وحاكمها لم ينبسا ببنت شفة أزاء هذه الاهانة وخيم عليهما الصمت لانه لا خيار أمامهما سوى الصمت.  

- سلمان يسكت لانه يعرف جيداً بان تقييم ترامب حول اقتداره الداخلي والاقليمي في محله. سلمان يسكت لانه يعرف جيداً بان بقاءه في السلطة وأستمرارها في خلفه رهن بأن يبقى تحت العباءة الاميركية.

- سلمان يسكت لانه عاجز عن تلبية طلب أميركا بسد حاجة واشنطن في حال غياب حصة إيران من أسواق النفط. في مثل هذه الظروف يواجه سلمان خيارين أحلاهما مر فهو أما يجب ان يلبي حاجة أميركا من خلال الإيعاز بزيادة انتاج النفط في بلاده الأمر الذي تعجز عنه السعودية حالياً كما أن القيام بهذه الخطوة يعني زعزعة الأستقرار والأمن الاقتصادي لبلاده أو يصمد أمام المطالب الاميركية. نتيجة أعتماد اي من هذين الخيارين هي فشل السعودية وبالتالي إستياء أميركا. 

لذلك صمت سلمان وفي مثل هذه الظروف أمام إهانات ترامب كخيار ثالث هو أقل كلفة برأيه.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية