المرصاد نت
فشلت الإمارات في إقناع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بأن المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي بل كشفت الإمارات عن نفسها بأنها تمارس تدخلات في الشأن الجنوبي وأنها تعرقل أي مساع للوصول لتسوية سياسية وحل شامل للعدوان والحرب في اليمن وأن المجلس الانتقالي هو جزء لا يتجزأ من أدوات الاحتلال الإماراتية للجنوب.
أدرك المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث عدداً من المسائل المهمة المتعلقة بتدخلات دول تحالف العدوان السعودي الاماراتي في الشأن اليمني ويسعى إلى استدعاء عدد من القيادات الجنوبية واللقاء معهم في سلطنة عمان بهدف تشكيل رؤية واضحة ومتكاملة عن الملف الجنوبي. حيث بات المبعوث الأممي اليوم على تواصل دائم بعدد من الخبراء والباحثين وأساتذة الجامعات المتخصصين في الشأن اليمني وبعض القيادات الجنوبية بهدف الحصول على معلومات متكاملة عن الأوضاع الجارية في المشهد السياسي الجنوبي.
وبالتالي ربما يسعى مارتن غريفيث في أن يلتقي بالقوى السياسية الجنوبية كافة للتعرف إليها والاطلاع على مواقفها من ما يتعلق بالتسوية السياسية الشاملة في اليمن، وبالتالي ربما الزيارات التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى عدد من العواصم العربية والأوروبية وترتيب لقاءات مع القيادات الجنوبية ستكون بمثابة مؤشر إيجابي على أن ملف القضية الجنوبية سيكون أحد الملفات الساخنة في الحوارات المقبلة بهدف الوصول إلى الحلول العملية للتسوية السياسية الشاملة في اليمن بدءاً برفع الحصار وإيقاف العدوان وانسحاب القوات الأجنبية من الجنوب وإنهاء وضع الاحتلال للجنوب.
تمارس الإمارات ضغوطاً قوية لعدم مناقشة تواجدها العسكري في محافظات الجنوب، بالذات في جزيرة سقطرى، وتحاول بقدر المستطاع أن تلتف على ملف القضية الجنوبية من خلال الادعاء بأن تواجدها في محافظات الجنوب شرعي وجاء بطلب من الحكومة الشرعية التي هي على خلاف معها، وبالتالي أرادت أن تقدم المجلس الانتقالي على أنه ممثل شرعي للجنوب بهدف إطفاء الشرعية على تواجدها العسكري في عدد من مناطق ومحافظات الجنوب. تمارس الإمارات ضغوطاً قوية لعدم مناقشة تواجدها العسكري في محافظات الجنوب
اليوم أصبحت أساليب وأهداف الإمارات مكشوفة أمام المبعوث الأممي الجديد هذه الأساليب التي تمارسها الإمارات داخل محافظات الجنوب والضغوطات التي تمارسها على المبعوث الأممي بهدف الاستجابة لمطالبها وتحقيق مطامعها في محافظة الجنوب، دفعت الإمارات إلى معركة مع المبعوث الأممي، تحولت إلى أروقة الأمم المتحدة حيث باتت التصرفات الإماراتية اليوم تلقى استنكاراً من قبل عدد من دول مجلس الأمن الدولي والتي باتت تدراك وتعرف أن الإمارات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة باب المندب وبحر العرب والبحر الأحمر، وفي أحد وأهم طرق الملاحة الدولية في منطقة باب المندب وخليج عدن وبالتالي المجتمع الدولي لن يسمح بدخول وانتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتهديد حركة الملاحة الدولية والتجارة العالمية في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
ويبدو أن الإمارات اليوم باتت في موقف يصعب عليها الاستمرار في ممارسة هذه الأساليب في مناطق ومحافظات الجنوب، وأن تعرقل حركة الملاحة الدولية والتجارة العالمية في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
الإمارات باتت تدرك أن مصالحها في محافظات الجنوب معرضة للخطر وأن آمالها بالمجلس الانتقالي قد باءت بالفشل، وبالتالي هي قد سعت إلى الاستعانة بـ«حزب الإصلاح» (الإخوان المسلمين) وطارق عفاش لحماية مصالحه الاستراتيجية في منطقة باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، وبالتالي أسندت إلى طارق عفاش مهمات قتالية في منطقة الساحل الغربي وأسندت مهمات لجماعة «الموتمر» و«الإصلاح» معاً مهمات في محافظة تعز بالذات في المناطق الساحلية المحايدة في تعز، بهدف ممارسة الضغط للحصول على تنازلات في أي تسوية سياسية قادمة تتعلق باليمن وتتعلق بالمصالح الاستراتيجية في الساحة الإقليميه والدولية.
الإمارات ستفشل في تحقيق أهدافها في اليمن، وسوف ترحل وإلى الأبد، وسوف تخسر شعبنا اليمني الذي كان يعتقد بأن الإمارات هي أرض الخير لهم، و لكنها كشفت عن عورتها وكشفت عن حقدها لليمنيين.
اليوم نستطيع القول إن الإمارات غير موهلة لأن تلعب هذا الدور في اليمن لحماية أمنها الاقتصادي ولا تستطيع بهذه الأساليب أن ترغم اليمنيين على التنازع عن أي ذرة تراب من أرضهم، ولايمكن للمجتمع الدولي الاستجابة لمطالبهم في حماية أمنها الاقتصادي من خلال إغلاق وإهمال ميناء عدن ومطار عدن والمنطقة الحرة وضرب الاقتصاد اليمني على حساب تنشيط الاقتصاد الإماراتي ولا يمكن أن يسمح المجتمع الدولي للإمارات بأن تعرقل حركة الملاحة الدولية في منطقة باب المندب وخليج عدن.
نستطيع التأكيد والقول، وبقوة إن اليمنيين في موقعهم الاستراتيجي المهم يمتلكون القوة وقادرون على فرض قواعد الاشتباك المتعددة الجوانب، تتحقق من خلالها أهدافهم وتحمى مصالحهم الاستراتيجية المهمة في باب المندب وخليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر، وهناك عدد من الخيارات الاستراتيجية لم تستخدم بعد!
كتب : د . محمد النعماني
المزيد في هذا القسم:
- بداية معرفتي بأنصارالله ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت سأكون كاذبا لو قلت لكم باني مع أنصارالله من الحرب الاولى أو أني أعرف فكرهم أو منهجهم من قبل بل كان وضعي مثل وضع البعض اليوم اقدح وارجف واشكك فيهم ح...
- خيانة عظمى بقرار رسمي .. الراقص على خداع المساكين! المرصاد نت مما لا شك فيه أن معظم الأنظمة العربية، التي تلت حقبة الاستعمار، لم تكن غير أداة من أدواته، وصنيعة من صنائعه، حكمت نيابة عنه، وعملت على تحقيق وتنفيذ...
- الأسد .. لا حلّ معه ولا حلّ من دونه ! بقلم : نصري الصايغ المرصاد نت منذ خمسة أعوام، تتحكّم لاءان بالأزمة السورية: «لا حل مع الأسد»، و «لا حل من دون الأسد». وبين اللاءين تتضاءل سوريا وتكاد ...
- حُجرية تعز: سر اليمن المكنون! المرصاد نت (أهدي هذا المقال لكل أساتذتي من أبناء الحجرية، الذين اكتشفت على أيديهم معنى فريداً للحياة وللوطن)..... قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء ا...
- مناجاة لروح الشهـــــــــــــــــــــــيد ! بقلم:أحلام عبدالكافي المرصاد نت أيها الشهداء أيها الأوفياء … يامن ارتقيتم بأرواحكم وسموتم بها إلى العلياء أيها الخالدون في عمق التاريخ سلامٌ سلام… سلامٌ من الله عل...
- إنفلات امني وانتهاك للسيادة الوطنية والضحايا يمنيين!! مازالت اياد الاثم والعمالة والإجرام مستمرة في قتل الابرياء وازهاق أرواح اليمنيين ، العسكريين منهم والمدنيين ، العلماء منهم والنواب والاكاديميين ، الثوار منهم وا...
- صالح بين سندان التكهنات ومطرقة الواقع ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت ان يسمح لوفد طبي روسي بالوصول إلى العاصمة صنعاء لزيارة صالح ومتابعة حالته الصحية " كما يتم تداوله" والذي تم بتنسيق مع قوى العدوان وبعد موافقتهم، فل...
- غراب BBC !! ليس لأنه مراسل قناة بريطانية وليس لأنه تواجد في ساحة التغيير قبل ان تكون هنالك ساحة ولكن لأنه منذ ان عرف بوابة الفرقة الأولى مدرع تحول من اعلامي يتميز بالحي...
- المجد للجيتري !! ظلت الرئاسة اليمنية لردحاً من الزمن ومنذ مطلع الستينات وهي تتنقل للتفاوض لحل مشاكلها من القاهرة الى طرابلس الى الكويت الى عمان الى الرياض.. &...
- يا انصار الله لا تحملُ الناس على مالا تطيق ان حبنا لانصار الله وذلك من خلال معرفه حقيقه بأخلاقهم القرآنية وتقبلهم للتعايش مع الاخر وعدم فرض الافكار والمذهب على الناس وكما هو معروف في المذهب الزيدي الذي ت...