يتميز الرئيس هادي عن غيره من الرؤساء ان لدية ثقافة و خبرة علمية ومهنية عالية و
كبيرة , مسيرة ابتدائها من اكاديميات المملكة المتحدة العسكرية (بريطانيا) الى كليات القاهرة العسكرية واختتمها في الاكاديميات العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي سابقا , المميز في هذه السيرة الذاتية تداخل المهارات العلمية المكتسبة مع يوميات تدرجه في سلم الوظيفة العامة العسكرية و السياسية حتى تسلمه مسئولية كرسي الرئاسة الأولى في صنعاء , مع ذلك الكم المعرفي و العملي المتميز للرئيس هادي إلا انه يظل انسانا وبالتالي عرضه للتقديرات و الحسابات الغير موفقة احيانا اخرى , الاشكالية ان درجة الخطورة تزداد اذا تمت عملية اختراق محترفة لمطبخه السياسي من بقايا فساد عناصر ذات النظام السابق المؤتمري الاصلاحي الاشتراكي ... الخ.
احتراما لمكانته وقدراته التي لا يستهان بها و قلقا عليه وحبا فيه نرجع بالذاكرة الجمعية الى فترة تاريخية سابقة مشابهه للمرحلة التاريخية المعاصرة, بعد الموت المفاجئ للرئيس جمال عبد الناصر دفع دستوريا ودون استعداد نفسي مسبق بالمناضل المخضرم محمد انور السادات الى تسلم كرسي الرئاسة الاولى في مصر , حتمية الصراع و التناقض بين بقايا النظام الشمولي السابق مع توجهات الرئيس السادات الديمقراطية دفع للمشهد السياسي المصري معارضات من قبل الشيوعيين و الناصريين (اليسار) للنظام الجديد , برجماتية تنظيم الاخوان المسلمين وانتهازيته دفعته الى عرض صفقة اطلاق سراحهم من المعتقلات مقابل التكفل للرئيس السادات بتصفية خصومه اليساريين , لان عين الاخوان على كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة) في الوقت الضائع ودون سابق انذار وجد الرئيس السادات نفسه امام الاخوان وجها لوجه , التقديرات والحسابات الخاطئة للرئيس المؤمن السادات باستئجار مليشيات الاخوان دفع ثمنها بالإطاحة برأسه بطلقة متأسلمة وعلى الهواء مباشرة .
التاريخ يكاد يعيد ذات الانتهازية السياسية على المشهد السياسي اليمني بعد الثورة الشبابية اليسارية التي دفعت المصالح الدولية على التوافق حول جمهورية الرئيس هادي الانتقالية , اخوان اليمن ممثلين بحزب الاصلاح التكفيري بدوا بطرح أنفسهم عصا غليظة بيد الرئيس في مواجهة خصوم اصطنعهم له اعلامهم المضلل , اذا افترضنا جدلا تمكن حزب الاصلاح و دواعشه من القاعدة و انصار الشر و السلفيين من هزيمة انصار الله / الحوثيين و الحراك الجنوبي بضربه واحدة , السؤال الذي يطرح نفسه :- بعد الانتصار هل سيرحلون بسلام الى دكه التقاعد او تتجه انظارهم زحفا دمويا نحو كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة) ؟!.
لا احد يشكك بدهاء الرئيس هادي و مهاراته القيادية و قدرته على المناورة امام ضحالة التسول الرخيص من الاصلاح التكفيري بعرض خدمات ميلشياته كمرتزقة للإيجار , مع ذلك لفت النظر الى خطورة الأمر من باب التحرز من الوقوع فيه و كما يقول المثل : ما يقع إلا الشاطر , أما المراهنة العدمية على خلاف الاخوان مع السعودية أكذوبة باعتبار الاخوان و الاصلاح و داعش و القاعدة و انصار الشريعة و السعودية يقفون معا على قاعدة الفكر الوهابي السلفي التكفيري , الوصول المفاجئ للإخوان المسلمين الى السلطة بمصر على ظهر ثورة 25 يناير الشبابية اليسارية اظهر للعلن تنافس الاخوان و السعودية على بيع بضاعة الخطاب الديني و التسابق على دور الشرطي الامريكي بالمنطقة .
المزيد في هذا القسم:
- عبد الملك الحوثي والذين معه"2"! المرصاد نت مر أكثر من شهر ونصف على توقيع اتفاقية ستوكهولم التي تتعلق بالأسرى وإعادة تشغيل ميناء الحديدة وما زال تنفيذ ما ورد بها يبدو لغزا رغم أنه لم يقترب بع...
- حكومة ابن حبتور رسالة سياسية أكثر منها وظيفية ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت من الانطباع الأول يبدو بن حبتور كما لو كان الأخ غير البيولوجي لـ”بن دغر” فكلاهما من ذلك النوع الذي يحتفظ في جيبه دائماً بتذكرةٍ من اتجا...
- هذا ما سيحدث في اليمن إن لم يصمد الحوثيون! المرصاد نت دعونا نضع الثوابت قبل المتغيرات والاحتمالات بأن حركة الحوثيين مدعومة فنياً ومالياً من إيران لكن المقاتل على الارض مصنع ومطور السلاح والمخطط والمهاج...
- صناعة القداسة ! بقلم: أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت لست من المهتمين بمشاهدة الفضائيات الا فيما ندر لاسيما تلك الفضائيات المعادية لليمن والمساندة للعدوان وبالأخص تلك الفضائيات اليمنية التابعة للإصلاح ...
- اليمن بإختصار شديد جزء ثاني علي عبدالله صالح: ماذا يعني النظام الدولي او ماتسمى بالعلاقات الدولية: - من ضمن ما تعنيه العلاقات الدولية التي تربط العلاقات المتشابكة بين الدول في إطار ال...
- داخل في الغُرم .. خارج من الغنيمة عُرف عنما كانت تُسمى بالمعارضة في عهد النظام السابق بإنها كانت جزء لا يتجزأ منه كواجهة لحماية وتجميل النظام وعلى رأسها الحاكم السابق، لما كانت تقوم به م...
- المال السعودي هو من يحرك هذا العدوان ! بقلم : نجيب الزبيدي المرصاد نت تشير أو تؤكد الكثير من المصادر التاريخية أن العلاقة بين اليمن ومملكة الدواعش والإرهاب قد اتسمت أو أنها اصطبغت على مر عقود من الزمن بالتاريخ غير ...
- كل عام وانتم في خير وعافية بينما نرف اليكم أجمل التهاني بحلول العام الجديد تستغل أسرة المرصاد التابعة لحركة خلاص هذه الفرصة لتعلن عن إستئنافها موافاة قرائها الأعزاء بكل جديد عن أحداث هذا ...
- حزب الاصلاح .. يبدل جلدته مثل الافاعي ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت اليدومي .. يقول أن التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية إنجاز عظيم يجب أن يشتد عوده ويدعو الى تفعيله بعد أن نام تقريبا ولم ينجز اي مهمة تبهج نفس ال...
- هرطقات الصحفي عبدالرحمن الراشد عندما يتخندق الصحافي في معسكر الولاء لولي النعمة او التعصب الأعمى لصالح من يسبغ عليه بالهدايا والعطايا يتحول الى مجرد بوق أجير يلبي رغبات غيره دون إعماله للعق...