المرصاد نت
إلى رفاق وأمميي الأمس قرويي اليوم!!
عار على الهامات أن تتحوّل إلى أذناب!
إذا ما تجاوزنا أشقاء العصبية في رضاعة النهب والعنف والفساد بالأمس في قمة السلطة وأعداء اليوم - من أجل اختصار مجموعهم في واحد أو استبدال واحدٍ بواحد لا أقل ولا أكثر- إلى الكيانات السياسية الأهم من قوى الحداثة والمعاصرة في المشهد الوطني منذ ما قبل الوحدة وحتى الآن من يمين ويسار ووسط أو بتعبير أوضح من الاشتراكيين والقوميين والإسلاميين وقصتهم مع بعضهم ومع غيرهم من الأخوة الأعداء بدءاً من عداوة "كفرة ومسلمي" الأمس؛ لأمكننا قراءة هذه القصة بوضوح وبشفافية تامة وبهدف استخلاص الموعظة لمصلحة الجميع وبالمختصر المفيد على النحو الآتي:
أولاً: خمسة نوفمبر 67م وبداية العدّ التنازلي
إن القوميين والاشتراكيين وهم المكون الأساس لتيار الحداثة في اليمن وغير اليمن في الوطن العربي والمتغير السياسي الأول والمستقل لقيام الثورة في الشمال، وتحقيق الاستقلال في الجنوب في مواجهة القوى الرجعية والاستعمارية، غير أن قوى الحداثة والثورة هذه قد افتقدت زمام المبادرة الثورية والوطنية المستقل الذي انطلقت منه وتأسست عليه وانتصرت به للثورة والجمهورية في شمال الوطن والاستقلال في جنوبه أو بدأت بافتقاده على الأقل بدءاً من حركة الخامس من نوفمبر 1967م حينما تحالفت أجنحة البعض منهم من البعثيين مع القوى القبلية والتقليدية بقيادة القاضي الارياني رغبة في إقصاء الأجنحة القومية الأخرى لحركة القوميين العرب والناصريين والانفراد بالتحالف مع القوى التقليدية وبقايا القبيلة كتكتيك مؤقت، على الأقل، في نظرتهم الضيقة والقاصرة، إلا أن هذه القوى التقليدية كانت هي أكثر ذكاءً وأبعد نظرة منهم لأنها كانت تعي ما يُراد لها كمطية لغيرها فنجحت فيما هو عكسه لصالحها وحدها، لأنها نجحت في تحويل أول ثغرة مميتة في جسد الحداثة القومية والوطنية الغض - والتي أصاب بها نفسه- إلى منطلق لجعل هذا الجسد يتآكل ويتعفن من داخله ويقوم هو نفسه بتصفية بعضه البعض، حيث ما كادت أجنحة البعث المنتصرة في انقلاب نوفمبر 1967م تنتهي من قراءة البيان الأول بلسان الأستاذ العزيز المناضل يحيى الشامي وتكشف أوراق وملفات رفاق الدرب القومي من الحركيين والناصريين حتى وجدت ملفات المنتمين إليها قد سبقت إلى طاولة بطش وتنكيل القوى القبلية والتقليدية بهم والتي ظنوها مطية لغايتهم المفترضة قصيرة النظر، فصاروا على العكس من ذلك هم المطية الفعلية لمصالحها هي وبدأ تمدد سلطتها ومشروعها القبلي "المصطنع" واللاقومي واللاوطني حتى اليوم وليرحم الله المناضل الكبير والشهيد الحي سلطان القرشي ورفاقه فقد كانوا هم أول ضحايا البحث الخاطئ عن المستقبل في مستنقعات الماضي المتخلف.
وبذلك بدأ تحول تيار الحداثة القومي والوطني من متغير مستقل إلى متغير تابع ومن موضع الرأس إلى موضع الذَنَب بالنسبة إلى القوى التقليدية وبقايا القبيلة "المصطنعة" بعد الخامس من نوفمبر في شمال الوطن، بدءاً من (حِمى) القاضي الإرياني رحمه الله وبيت أبو لحوم وحتى (حِمى) بيت الأحمر وعسكرهم في السلطة والمعارضة حتى اليوم.
هذا إذا ما استثنينا فترة الشهيد الحمدي رحمه الله بسنواتها الثلاث (يونيو 1974م – أكتوبر 1978م) تقريباً والتي مرت كسحابة صيف حاول معها الحمدي استعادة معادلة الثورة والجمهورية والحداثة ومشروع الدولة المدنية كمتغير رئيسي وبقايا القبيلة وعسكرها كمتغير ثانوي أو تابع إلا أن حسم المواجهة الدموية البشعة لنهاية الحمدي كانت قد وضعت سداً منيعاً يحول دون إمكانية استعادة المعادلة إلى نصابها حتى اليوم.
ودون أن تفوتنا هنا الإشارة كذلك إلى حركة الخامس عشر من أكتوبر 1978م التي تصدى الناصريون "للانقضاض" من خلالها على السلطة بمفردهم وبذات الطريقة الانقلابية الأحادية وبمعزل عن شراكة قوى الحداثة الوطنية الأخرى وقد دُفنت (الحركة) في مهدها ببشاعة أقسى، ودُفن معها خيرة شباب الحداثة اليمنية وأنبلهم، وعلى رأسهم الشهيد "النظيف" عيسى محمد سيف رحمه الله.. فهلاّ نتعلم اليوم من هذه الدروس القديمة/ الجديدة ونحن على مفترق طرق! ونعي بأن قانون الجَدَل وسنّة الله في كون الطبيعة والمجتمع هو أن يلغي جديد الأشياء قديمها أو يغيرها! وأن الاستسلام لها أو المراهنة عليها في تغيير نفسها أو التغيير بها هو تعطيل لسنة الحياة؟ بل وفساد في الأرض عملاً بقول الخالق عز وجل: [وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ] هذا من جهة وأن من حفر لأخيه حفرة أوقعه الله فيها و"من دَوَّرُه كله فاته كله" من جهة أخرى و(أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ورفاقه) من جهة ثالثة والعاقل من اتَّعظ بغيره فهل تعقل القوى الصاعدة اليوم من أدعياء الحق الإلهي بتياريه (السُّني) و(الشِّيعي)؟!
هذا ما نرجوه.
كتب : أ.د حمود العودي - سلسلة أفكار بين يدي الحركة الوطنية (1)
المزيد في هذا القسم:
- أخوان اليمن والسقوط المدوي ! بقلم : مصطفى المغربي المرصاد نت لا يخفى ونتيحة للتصعيد السعودي ضد قطر والهجوم الغير مسبوق عليها قد أزيح الستار عن كافة الاقنعة المخبأة لقيادات حزب الاخوان اليمني التي شاركت في حكم...
- هل بدأ الربيع الخليجي المرحله الثانيه من مشروع الفوضى الخلاقة ! المرصاد نت اغلب سكان الأرض يتمنى زوال نظام آل سعود الراعي الرسمي للإرهاب العالمي المقنع ( باسم الإسلام ) وأكثر المتضررين نحن أهل اليمن القابعين تحت عدوانهم الغ...
- خطاب السيد عبدالملك ... بين الاسس الجامعة و مد اليد كتاب - المرصاد في بداية الخطاب رسم السيد مفهوم حركة انصار لمكونات الدين واهمية الاسلام كدين جامع غير مفرق ووسيلة تعبديه طاهره تقود الى حياة...
- هي الحكمة التي أسقطت كل الاقنعة وكشفت كل الحقائق المرصاد نت حينما اطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي صرخته في وجه المستكبرين بعباراتها الخمس المعروفة (الله أكب...
- من وراء استهداف الشرفاء والاحرار في هذا الوطن في ظل الاستهداف المتواصل للاحرار في هذا الوطن قامت عناصر استخباراتية امريكية باغتيال المواطن الحر والشريف الشهيد علي المحضار في عدن فجر يومنا هذا .. حيث زرعت ...
- أما السلام بإنهاء الانقلاب والعدوان .. أو القتال بشرف! المرصاد نت لا نريد منكم سوى وأحد من أمرين فقط اما السلام بإنهاء الانقلاب والعدوان أوأن تقاتلوا بشرف كما يقاتل الرجال الأحرار والتوقف عن قتل الأطفال والنازحين ...
- متى كان ال سعود رجالا ليتطاولوا على رجال الرجال ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت لم يكن ال سعود في يوم من الايام رجالا ولم يتصرفوا في يوم من الايام كرجال نشأوا وترعرعوا وعاشوا ولا زالوا في كنف وصاية الامبراطورية البريطانية...
- عسيري والتجربة الدنبوعية ! بقلم :عبدالله الدومري المرصاد نت جميع الخطوط الحمراء التي كان يصرح ويحذر بها الفار هادي تم تجاوزها وتعديها والأن العسيري يعاود تكرار التجربة الدنبوعية في تصريح للناطق ب...
- عامان على العدوان ! بقلم : د.علي الطائفي المرصاد نت عامان.. منذ أيقظ الذهول صنعاء على دوي إنفجارات القنابل و الصواريخ التي ألقتها طائرات العدوان السعودي الغادر لنسمع وسط صراخ النساء والأطفال و أنين ا...
- بقلم عبدالباسط الحبيشي : ردي على فقرة من مقال في صفحة الأستاذة فاطمة واصل كتب عبدالباسط الحبيشي ردي على فقرة من مقال في صفحة الأستاذة فاطمة واصل الفقرة : (ياجماعة نحن نؤمن بالغيبيات عندما نعجز عن تفسير الحقائق خلق الله...