المرصاد نت
يمكن التوقف أمام أربع حقائق صادمة فيما آلت اليه الحرب العدوانية السعودية على اليمن حتى اللحظة الراهنة وإلى مستقبل منظور وعلى النحو التالي:-
– الحقيقة الأولى
– فشل الحسم العسكري من قبل العدوان السعودي وحلفائه وعدم وجود آي مؤشر على أمكانية حسمها عسكرياً في المدى المنظور..
-الحقيقة الثانية
– هي تردد صنعاء منذ البداية في تحويل الفشل العسكري السعودي إلى إنتصار يمني وبدلاً من ذلك مراهنتها الثابتة – كإستراتيجية – على عوامل الصمود والوقت والقبول بما يطرح من شروط كالمبادرة الخليجية والقرار 2216 ومخرجات الحوار، فضلاً عن مبادرات حسن النية التي تقدمها بين فترة وأخرى علها بذلك تقنع السعودية بضرورة وقف الحرب والجلوس للتفاوض بدلاً من اجبارها عليهما بالقوة وبرفع خسائرها العسكرية والبشرية وتحويل أثار الحرب الى الداخل السعودية بصورة مؤثرة، وبما يجعل الأستمرار فيها خطير بقدر ما هو غير مجدي وحتى اللحظة لم تدرك صنعاء بعد أن سياسة “الاقناع” لا توقف الحروب بين الدول، بل تغري بأستمرارها وتطيل من أمدها وترفع من كلفتها وهذا هو الحاصل في الحرب اليمنية اليوم.
– الحقيقة الثالثة
هي توقف مساعي السلام الأممي وغير الأممي بصورة فعلية وغياب آي خطة لوقف الحرب أو للحل السياسي الشامل للازمة اليمنية، بالمقابل يتم تثبيت الحلول الجزئية بديلاً للسلام لا مقدمة له وهذا ما يقوم به المبعوث الأممي ومن خلفه بريطانيا كما يبدو بدأ من مفاوضات السويد وحتى اللحظة حيث يلاحظ ان التهدئة في الحديدة أصبحت هي الفعل الوحيد لمساعي السلام في اليمن.
– الحقيقة الرابعة
هي إعادة تعريف الحرب السعودية العدوانية على اليمن وما أنتجته وتنتجه كل يوم من حروب داخلية بين اليمنيين بأعتبارها قضية إنسانية تتعلق بالمساعدات والأمراض وعدم صرف المرتبات أو فتح المطارات بدلاً من كونها قضية سياسية وحرب أجنبية وداخلية كبرى تعتبر المسالة أو المأساة الإنسانية أحد نتائجها لا أحد أسبابها.
– الحقيقة الخامسة
هي تجميد جبهات إستراتيجية في السواحل والحدود وحدود المحافظات الجنوبية وإنشاء جيوش ومليشيات ورسم خرائط ووقائع جديدة خارج كل الأطراف المتحاربة وعلى حساب عناوين حروبها بل ونقيضاً لها يرافقها تفجر حروب داخلية وتواصل أخرى على مستوى كل منطقة على حدة من ناحية وداخل كل طرف من أطراف الصراع المحلي من ناحية أخرى.
تلك اذا هي الحقائق الصادمة في الحرب على اليمن اليوم أو في ما آلت اليه نتائجها حتى اللحظة الراهنة، الأمر الذي يجعل الحرب مرشحة للاستمرار بدون أفق وبدون خطة جدية لوقفها.
وخلاف ذلك فكل الأطراف الداخلية والخارجية تغرق اليوم في حروب اليمن بصورة أكبر على خلاف ما يبدو على السطح وبما يجعل تشظي هذه الحرب على اليمن – الحروب اليمنية – الفاشلة أو حروب الفاشلين خطراً وحرباً على أمن وأستقرار المنطقة وبحارها وممراتها بصورة أعنف وأشمل مما هو عليه الحال الأن، خصوصاً والسعودية وبقية حلفائها يحرصون بغباء أو ربما بوعي – لا أدري- على جعل اليمن نقطة إرتكاز وتفجر لحرب المحاور الإقليمية بين إيران وحلفائها من جهة والحلف المعادي لها بما فيه إسرائيل من جهة أخرى وبما يجعل حل الأزمة في اليمن مرتبطة كلياً بتفجر حرب إقليمية محتملة في المنطقة، ولكن دون أن تعكس آي تهدئة أو حلول جزئية ومؤقتة لأزمات المنطقة ايجاباً لوقف الحرب على اليمن والحروب في اليمن بل هو العكس تماماً..!.
والخلاصة الحرب في اليمن تتفسخ وتلد حروب أخرى وتنتقل شيئاً فشيئاً إلى مربعات خارج اليمن وداخل اليمن لا علاقة لها بالعناوين التي تفجرت الحرب تحتها أول مرة، بل على النقيض منها تماماً، وهذه الحروب الدموية المتوالدة لا أفق لوقفها أو مجرد خطة لإخراج الأطراف الخارجية من بركة الدم اليمني فيها..!
إنها الحروب التي تقود نفسها ولم يعد لها من هدف سوى القتل والتشظي والتعفن والكراهية والأمراض الوبائية بل والإمعان في تعميق وأتساع المأساة الإنسانية بدلاً من الحد من أثارها كما يدعون كذباً وبهدف التضليل واختطاف وعي البؤساء من اليمنيين وتلك هي الحقيقة السوداء والصادمة في حروب اليمن وعلى اليمن وكل المنطقة اليوم.
كتب : أ . محمد المقالح
المزيد في هذا القسم:
- حُجرية تعز: سر اليمن المكنون! المرصاد نت (أهدي هذا المقال لكل أساتذتي من أبناء الحجرية، الذين اكتشفت على أيديهم معنى فريداً للحياة وللوطن)..... قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء ا...
- ترحيل أبناء الحالمة من عدن ؟ ماهو الهدف ؟ من خطط ؟ ومن نفذ ؟ بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت من خلال متابعتي لمسار التفاوض الممل بالكويت عبر نافذة الفسبوك وايضا للتامل بكثير من القضايا المستجدة منها المتعلقة بنشاط الارهاب بالجنوب والمسرح...
- لا تنتظروا "حمدي" آخر لا تنتظروا من القدر منح اليمن "حمدي" آخر، لأن الرهان على "منقذ"، أياً كان، يُكرس حالة العجز، ولا يضمن تحويل اليمن إلى وطن، ودولة حقيقية قائمة على القانون والموا...
- لماذا فشل اللقاء قبل ان يبدأ؟ المرصاد نت ساورَتنا كل الشكوك وأعتقدنا في البداية بأنه من سيلعب بالبيضة والحجر كونه جاء من التي سُميت بالبلاد التي لا تغرب عنها الشمس وسيكون مدعوماً بقوة من ك...
- ياسارية الضالع الضالع لم أكُـن أُريد أن أخوض في جدلية الساعة حول موعد المليونيات أو شعاراتها أو من سيعتلي هامة الجماهير ليكرر شعارات سئمناها منذ سبعة اعوام بل لا ابالغ ان...
- عدوان خارجي لا حرب داخلية ولا حل سياسي بدون هذه التوصيف ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت *شرط الوصول الى اتفاق ينهي الحرب هو التخلي عن مرجعيات المفاوضات الجارية ودمج مساراتها في كل من عدن ونجران والا فهي الحرب الاهلية والاقليمية معا !حر...
- *جاستا .. هل يتنحى عادل الجبير؟ بقلم : طراد بن سعيد العمري المرصاد نت تذكروا معي جيداً “ستيفاني روس دي سيمون” Stephanie Ross DeSimone، واحفظوا إسمها عن ظهر قلب هذه أرملة أمريكية قامت برفع دعوى قضائية ضد ال...
- ماذا يدور تحت الرمال المتحركة؟؟؟ رغم سهولة القراءة للخلفيات والجهات التي تقود احداث العنف الوحشي المستمرة والمنتشرة على رقعة واسعة من وطننا العربي والإسلامي حالياً إلا أن التظليل الإعلامي الم...
- عن عملية اصطياد البارجة (سويفت)! بقلم : محمد الصفي الشامي المرصاد نت طالما قررت قوى الغزو الاعتداء على اليمن فما عليهم إلا أن يتوقعوا المفاجأت ” هذا هو لسان حال فرسان الجيش واللجان الشعبية وما أكث...
- كبد الحقيقة ! بقلم :عفاف محمد المرصاد نت إبان حرب التحالف الغشوم بزعامة دولة السعودية على اليمن لم تكن أهداف الحرب جلية وغير منطقية اكتنفها الغموض والتباين والأعذار الواهية المتخبطة بين ال...