
لم أكُـن أُريد أن أخوض في جدلية الساعة حول موعد المليونيات أو شعاراتها أو من سيعتلي هامة الجماهير ليكرر شعارات سئمناها منذ سبعة اعوام بل لا ابالغ ان قلت اني كنت من اشد المعارضين لتكرار المليونيات من باب الخوف على حصر النضال في الحراك بــ "نمطية" المليونيات التي تتطلب توافق حتى على الصورة والمايك وحق الباص .... الخ من المصروفات والعمولات والنثريات وغيرها , كما كنت في السابق معترض على الساحات والبقاء فيها خوفاً ايضاً من تجريد الحراك من المقاومة والتصعيد والحال ذاته مع ثورة التغيير , ولكن قدر الله وماشاء فعل وهذا ماكسبت ايدينا والقادم ايضاً هو ماسنكتسبه بأيدينا .
معلوماً للجميع أن الحراك اختار" السلمية " كخيار أوحد دون تعريف ماهية "السلمية" ومداها ووسائلها وأساليبها الى درجة تجريد حتى الشجر والحجر ناهيكم عن البشر من حقهم في الدفاع عن النفس ، مجرد الدفاع عن النفس ولن نخوض في مسائل القصاص كحق شرعي سماوي وعرفي وقانوني ،، حتى أصبحنا كـالغرض نـُـرمى ولا نـَـرمي كما قال الإمام علي ابن ابي طالب ( ع ) يعني بالهجة الدارجة اصبحنا نصع لكل من جاء تنصع .
كعادتي في السذاجة توقعت أن الشعب الذي مل من كل الآعيب السياسية والسياسين سينتفض دون حق الباصات وسيغضب بمجرد سماع الخبر المتوقع بتقسيم البلاد والعباد الى اقاليم لم ينزل بها الله من سلطان ولكن لم يحدث ذلك ,كما توقعت وكنت ساذجاُ أيضاً انهُ : إذا تعرض جزء من الوطن لعدوان غاشم سيتداعى بقية الاجزاء بالسهر والحمى أو بالسهر فقط ، فشطحت بخيالي أن الناس ستتدافع بمليونيات ومن دون حق الباصات الى الضالع لوقف المجازر أو في الحد الادنى ستكون مليونية عدن القادمة فيها أي شي لدعم إخواننا في الضالع الذين يراق دمهم في الشوارع والمنازل دون أي ذنب إقترفوه ، إلا إذا اعتبرنا دفاعهم عن أنفسهم جريمة تخِّلُ بسلميتنا ، وأنهم مذنبون لأنهم صاروا في زمنٍ يُقتل اطفالهم ونسائهم ورجالهم دون ان يندى لنا جبين ! وقد كان ذلك ايضاً من قبلُ في أبين وحضرموت ،،، والحبل على الجرار .
سأستمر في سذاجتي وسأحلم أنه - في المليونية القادمة- سيتبرع كل من سيحضر ومن لم يحضر بمئة ريال لدعم الضالع ، وسأحلم أن المليون في مئة في الحد الادنى ستكون مئة مليون ، وسأحلم أن عشرة الف شاب من بين المليونية ستاخذهم الحمية والنخوة أن يتجهوا الى الضالع او سيحضروا الضالع الى كل مدينة وقرية نصراً للضالع أو حتى نتساوى في الموت والتنكيل معهم أو أي شيء من هذا القبيل .
أخشى ما أخشاه أن سذاجتي وأحلامي قاربت أن تنتهي على واقع مُناقض ، ولا أعرف هل انا فقط من سيصحو !! أم سارية المليون المتجهة لغير القبلة او كما يقول المثل ( الطبل في الوادي والشرح في الجبل ) .
وختاماً أقول للمليونية القادمة بعد يومين : ياسارية الضالع الضالع
المزيد في هذا القسم:
- الخائن الاكبر كتب احمد درويش هذا هو بالضبط. قلناها آلاف المرات ان اليمن تم تسليم مفتاحها وفقاً لأوامر عُليا ولكن أعلى حتى من وزير الدفاع الخائن واعلى من عبدربه هادي الخائن الذي قدم استقالته...
- الصرخة عامل موحد وليست عامل اختلاف ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما نتخلى عن الصرخة واصدار الاوامر من قبل القيادات للناس بعدم الصرخة ،فهذا يعتبر في نظري بداية انحراف المشروع الثوري والوطني للمسيرة ت...
- مقترح وطني بدعوة الثوار المشاغبين ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نتظهرت مؤخراً وعلى السطح شريحة كبيرة من الثوار التي لا يستطيع اي يمني او غير يمني ان يشكك بوطنيتها الوازنة على الساحة الوطنية او حتى ان يزايد عليها ل...
- اللجان الثورية الجنوبية وأنصار الله ! بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت لم يُكن لأنصار الله كمكون سياسي مليشوي ثوري اي وجود في مايو من عام ١٩٩٠ عندما تم تحقيق الهدف الخامس من أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة...
- رأي للنقاش هذه المجزرة التي حدثت اليوم في التحرير، وغيرها، تعطي "أنصار الله" الشرعية الأخلاقية الكاملة لملاحقة القاعدة إلى كل وكر من أوكارها.. &nb...
- أبحث عن الاسلام بين المسلمين ! بقلم : أ.نايف القانص * المرصاد نت فتشت على الاسلام بين المسلمين فلم اجد سوى اصنام سكنت قلوبهم وخرافات طغت على عقولهم واجرام رافق سلوكهم وانحلال اخلاقي لا تجد له أساس بين ابجديات الج...
- إلى الشيخ الزنداني......فرصه للتوبه لقد كانت لأفكارك المتطرفه ومن ينهج نهجك المتطرف في التفسيرات الدينية دورا كبيرا في بروز ظاهرة التطرف والإرهاب في اليمن. بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعد بها النظام ...
- مقتلة عمران.. تبييت الجريمة وتوظيفها سياسيا! بيان المصدر المسؤول الصادر يوم أمس الأول عن وزارة الداخلية بخصوص الأحداث بعمران لم يكن صحيحاً، كما لم يعبر عن سلطة مسؤولة تجاه ما حدث بالضبط، وتجاه الضحايا من...
- الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب د. أحمد قايد الصايدي في شهر سبتمبر 1914م، أي بعد شهر واحد تقريباً من اشتعال الحرب العالمية الأولى، كتب هرمان هيسه، المف...
- أحداث عمران بين الحقيقة والتمني .. ما حدث في حاشد كقبيلة و ما يحدث في عمران كمحافظة بين الحقيقة و ما تتمناه مراكز النفوذ القبلية و السياسبة الفاسدة و الفاشلة أن يكون . إن ماحدث في حاشد كقبيلة و ...