بعد الذي صار (2) استعداداً للجولة الثانية صراع

Azal Aljaw10-3قبل الدخول في الحلقة الثانية يجب أن نعرِّج على بعض الأمور الطارئة أهمها الحرب النفسية والإعلامية التي مورست لإضعاف ‫#‏أنصار_الله‬ وإنتزاع نصر الثورة تمهيداً لمحاولة هزيمتها سياسياً بتشويهها وسحب الغطاء الأخلاقي منها
اندفع انصار الله بثورية خالصة نحو هدف سامي وهو إقتلاع المفسدين كشرط أساسي وقاعدة لتلبية أهدافهم الثلاثة المعروفة ، ورغم قوتهم المسلحة وقوتهم الشعبية في شمال الشمال وعلى الأرض إلاّ أنّهم سرعان ما أرهقتهم الآلة الإعلامية للمتنفذين فأنستهم المعركة الثورية ليتوهوا في مجريات الهم الأمني المفتعل في معظمه إعلامياً والذي لايمكن مواكبته ميدانياً ، فدخلوا في حلقة لايمكنهم التعامل معها وهم الحفاة العراة إلاّ بعدم الإلتفات لها والتقدم الى الأمام بخطى الواثق , فما بالكم لو أن كل الاجنحة السياسية والاقتصادية والإجتماعية ... الخ للمتنفذين دخلت في مواجهة مع الحدث الجلل و ضِدّاً لهم .
تحولت المعركة وأهدافها وبدأ موضوع سياسي جديد بعيداً عن الحراك الثوري ليفرض هزيمة معنوية و سياسية حتى وان حصلوا على بعض المقاعد الوزارية أو ساهموا في إختيار رئيسها رغم التقدم الميداني فبدل الإستمرار والإنغماس بدأ التوجس ومحاولة الحفاظ على ما انطلق انصارالله انفسهم لهدمه ليسبب حالة من الإرباك ليس عند انصار الله فقط بل وعند المراقبين وعند العالم أجمع الذي حبس أنفاسه في إنتظار وتساؤل هل سيتقدموا ؟ والى أي مدى ؟ ام سيتقهقروا بسبب الإعلام وحده ؟؟؟
لا أتفق مع الذين قالوا انه نُصب فخ او كمين لانصارالله في دخولهم الى صنعاء واعتقد ان ذلك جزء من تلك الحرب التي شنتها الآلة الاعلامية وحدها لإرغام الحوثين ليس على التقهقر فحسب أو على الأقل لا يُترجم نصرهم الميداني الى مكاسب سياسية لعموم الشعب وللحركة كحدِ أدنى ، كما انه كشف وجه قصور جديدة وهو ان الحركة ليس لها سياسات في الجانب الإعلامي وإنما إعتمادها هو على حنكة ولباقة ونجومية أفراد معدودين في الجانب الاعلامي ربما لهم اجنداتهم الخاصة التي تتقاطع احيانا وتختلف احيانا مع الحركة ومع الثورة عموماً . 
ولا اعلم لماذا عندي إحساس أنهم سيركزون على صورة متطوع المرور من اللجان الشعبية ، وانهم أي انصار الله سيكون تركيزهم على هيئته و نوعية ملابسه في المرة القادمة وكيف يتصرف مع السيارات والمشاة وكيف لاينغمسوا او يحتكوا بالناس وبالشؤون العامة الأخرى اكثر.....
وهنا الخشية الأساس فيها أنهم لايُعيرون الغطاء السياسي والاعلامي أهمية قصوى في محاولتهم للتركيز على الجانب الميداني العملياتي فقط والذي برعوا فيه في مختلف مراحل تطور الحركة .
وهنا يجب الإشارة أنه على الجميع ان يعلم ان ثورة 2014 هي إمتداد طبيعي لثورة 2011 والتي بدورها تمتد الى ثورة الحراك 2006 وكل تلك المحطات ترتكز على ثورة سبتمبر واكتوبر المجيدتين وان الحامل لمشعل الثورة وهموم الوطن وقضاياه اليوم في عموم اليمن شماله وجنوبه هم انصار الله، وأن الثورة ماضية رغم بعض القصور والاخفاقات الى محطتها الاخيره وهي الدولة الوطنية كاملة السيادة والحرية دولة كل المواطنين وليس فئة او جماعة او حزب او عصابة ، وأن من ينكث فانما ينكث على نفسه ومن يخون او يتخاذل فعليها والمسيرة مستمرة
انتهى.
في الحلقة السابقة تكلمنا عن أوجه القصور في عماد الثورة وسندها حركة أنصار الله وفي هذه الحلقة ننطلق من حيث توقفنا وهي الأسس التي لاتصلُح قاعدة لبناء يمن جديد وماهي الأسس التي يجب ان ننطلق منها
( المبادرة الخليجية - القرارات الدولية - مخرجات الحوار – اتفاق السلام و الشراكة الاخير ).
كلها لاتصلح ان تكون مرجعيات لبناء دولة ولوضع البلاد في الطريق الصحيح للأسباب التالية :
1- المبادرة الخليجية تم تصميمها لاجتياز الأزمة واعادة تقسيم السلطة بين الحكام انفسهم ولإعادة المشروعية لحكمهم وإعطائهم حصانة
2- القرارات الدولية لتثبيت النظام السابق ولفرض الوصاية الدولية والتدخل المباشر في اليمن
3- مخرجات الحوار كانت لإعطاء مشروعية للنظام القائم وإحتواء الثورة الشبابية والقضية الجنوبية والنظام نفسه من صممها وكانت بمشاركة مجرميه الذين ثار الشعب عليهم بالأساس .
4- إتفاق الشراكة والسلام كان على عجل لإحتواء تقدم انصارالله فقط ولم تشارك فيه القوى الثورية ولا أحزاب السلطة التقليدية إلاّ "كــ مُبَصّم" كما أنه تم بوساطة أجنبية وتدخل أممي ، وكذلك هو غير متكامل ولا يصلح كأساس لبناء دولة او لحل المعضلات والقضايا الوطنية وعلى راسها القضية الجنوبية .
كما أنه لايمكن الجمع بين تلك الأسس لأسباب متعدده لسنا بصدد تفنيدها باسهاب في هذه العجالة اكثر مما اشرنا اعلاه ومانريد ان نقوله ونريد من أحبتنا انصار الله ان يدركوه هو ان التنظيمات والاحزاب التقليدية والمتمثلة في المؤتمر وحلافائه وكذلك المشترك ومشاركوه لم يعد بمقدورهم إنتاج اي جديد او حلول للمشكلات الوطنية والتي نشاءت بسببهم واصبحت ضرورة لبقائهم بل لم يعد معهم سوى التمسك بالقديم وبزمام السلطة التي اصبحت ضرورة لبقائهم في الخريطة السياسية وبسبب عجزٍ مزمن ايضاً في قواعدهم لأخذ زمام الامور وضخ دماء وروح ايجابية بناءة جديدة ، ولذلك حتماً سيسعون في إتجاه إعادة الإمساك بزمام الأمور رغم أنهم الان مايزالون ممسكين بكثير من المفاصل الهامة في الدولة بالاضافة الى قدرتهم السياسية والأعلامية والمالية وعلاقتهم المتينة بالاجنبي ، من جهة أخرى استطاع انصار الله ان يحققوا نصراً مؤزراً تجاوز قليلاً أهداف الثورة الثلاثة الموضوعة ، الا ان النصر لم يكن حاسم ولم يكن مؤيد من كل فئات الشعب لأسباب متعدده أهمها 
ان انصار الله لم يشركوا احد في اختيار تلك الاهداف او في ادارة الغضب الشعبي وهم العنصر الاكبر والاقوى ( اي انصار الله ) في الساحة الوطنية وهم وحدهم من يستطيع جمع القوى والشخصيات الوطنية كما ان الهدف الثالث وهو تنفيذ مخرجات الحوار حيد كثير من الفئات الشعبية والقوى والشخصيات الوطنية التي قاطعت الحوار ورفضت المبادرة من الاساس وياتي على رأسهم الجنوبين عموماً والحراك الجنوبي بكل مكوناته خصوصاً .
لكل ذلك نعتقد ان الذي صار ماهو الا حلقة في مسيرة الثورة لامحالة سيلحقها عمل وعمل مضاد يجب الاستعداد له من خلال العمل في مسارين وفقاً للاتي :
1- دعوة كل الشخصيات و القوى والمكونات الوطنية والثورية الناشئة للقاء تشاوري لرسم ملامح القادم واستعداداً لجولة جديدة من الصراع ولأيجاد شراكة وطنية حقيقية معهم وتهيئة غطاء سياسي للمرحلة القادمة ويجب استثناء الاحزاب التقليدية المساهمة في السلطة كما انه يجب بحث جذور الازمات بطريقة تختلف عما تم في مؤتمر الحوار والعودة الى النقطة التي بداء فيها انحراف المسار الوطني كأساس يتم البناء عليه دون القفز لمرحلة البناء بدون الوقوف على أسس صحيحة (سنتطرق لها باسهاب في الحلقة القادمة ) .
2- المسار الثاني هو مسار الاحزاب التقليدية وهي علاقة ادارة الدولة في هذه المرحلة المؤقتة وهي علاقة مهمة يجب ان يلعب فيها انصار الله دور محوري في اتجاهين : 
** الاتجاه الاول محاربة الفساد ومنع إعادة القوى المتنفذة من الإمساك او التدخل في القرار الوطني وفي سبيل ذلك يجب ابقاء قوة حقيقية في العاصمة والمدن والمواقع المهمة من خلال اللجان الشعبية وتشكيل رقابة شعبية تكون مساهمة في جميع مؤسسات الدولة .
** والاتجاه الآخر التغلغل في مفاصل الدولة واشراك قطاع واسع من فئات المجتمع والمكونات التي لها مصلحة في التغيير وبتنوع من كافة المكونات الثورية وعليهم أن لايقعوا في فخ إحتكارها في اطار حركة انصار الله او بطريقة تقاسمية مع احزاب السلطة التقليدية. 
خلاصة :
على انصار الله ان لايركنوا للذين ظلموا وان يستعدوا للجولة القادمة لامحالة وعليهم جمع كل القوى الوطنية والشخصيات الوطنية معهم في ذلك وفي أسرع وقت وعليهم ان يدركوا انهم ربما لو عملوا ذلك قبل تاريخ 21 سبتمبر اقول ربما تجنبوا بعض السلبيات التي حصلت .
وللحديث بقية

المزيد في هذا القسم:

  • استقلال الجنوب! واجب وطني ! تمثلت عصابه 7 يوليو 94م التي أجرمت بحق اليمنيين في جنوب الوطن وارتكبت أبشع الأخطاء والانتهاكات ولا تزال آثارها حتى اليوم تنكأ قلوب ساكني مدن عدن والمكلا وغيره... كتبــوا
  • الحرب بالمقاولة "1" ! المرصاد نت كل الأحرار في اليمن والعالم يريدون ان يتوقف الحرب على اليمن الذي تم شنه بالمقاولة وليس بالوكالة كما تم الترويج له بيد ان الأسئلة الذي تطرح نفسها هي... كتبــوا