المرصاد نت
كان البعض يعتقد -وانا منهم- من ان امريكا تريد ان تتخلى عن حكام مماليك وامراء الرمال في دويلات الخليج وعلى وجه الخصوص السعودية كما تخلت عن النظام العراقي والمصري
عبر زجها في عدوان على اليمن تحديدا وتمويلها لأحتلال العراق سابقا وتدمير سوريا ودعم الارهاب عموما، لكن اتضح بان انهيار تلك الانظمة لن يكون في صالح امريكا لانها لن تجد بديلا افضل منها، بل كانت -اي امريكا- تريد ان تفرغ خزائنها عبر افتعال تلك الصراعات من اجل شراء الاسلحة الامريكية، فأصرار امريكا على الدفاع عن أمن المملكة هو لا يعاني من انها ستقاتل بنفسها وجنودها، وانما ستبيع الاسلحة الحديثة وستدعم بالمواقف الدولية وكل ذلك ليس على سواد عيونها وانما مقابل المال فكما نضب مالها سرعان ما ستتخلى عنها.
فصفقة الاسلحة الاخيرة التي تقدر بمليار وربع المليار دولار تقريبا والتي كانت لشراء اليات عسكرية فقط دون الطائرات وصواريخها، كانت مؤشر بان الخزينة السعودية بدات تدخل مرحلة الخطر مقارنه بالصفقات السابقة ، وان استمرار العدوان على اليمن وعوامل داخلية اخرى بالاضافة للخلافات السعودية مع قطر والامارات والسلطنة كفيلة بإسقاط النظام السعودي عما قريب، فما أمكن من امريكا وبريطانيا الا ان دعت لعقد اجتماع اصفه بالطارئ لحلحله الاوضاع في اليمن وإيجاد حل لإخراج السعودية من الورطة التي ستضر بالمصالح الغربية في المملكة والمنطقة.
فتصريحات كيري والجبير دليل من ان السعودية قد نالها الوجع، وان استمراره سيؤدي الى الموت المحتوم، فالمسكنات الامريكية هذه المره لن تجدي نفعا، بل على العكس ستزيد من تفاقم الوجع لانها غير مناسبة للألم، لذلك امريكا في ورطة لم تمر بها من قبل وهي امام خيارين احلهم مر، فأما ان تأمر سعوديتها بوقف العدوان ورفع الحصار وهذا يعتبر انتكاسة واعلان للهزيمة سيعرض السعودية ومن يقف معها وخلفها للمسألة الجنائية الدولية، واما ان تصر على دعمها للعدوان والحصار الذي سيفقد اداتها المدن الحدودية، وهذا ما سيعرضها لمزيد من شراء الاسلحة والولاءات و الابتزاز الدولي مقابل الدفاع والسكوت عن عدوانها، فأيهما افضل الخيار الاول ام الثاني ؟ كلاهما يمثل هزيمة ونهاية لبني سعود ولكن بأختلاف الطرق لان تبعات الخيارين مكلفه ستتكبدها السعودية وحدها.
لذلك اعتقد من ان هذه المرحلة ستؤسس لحوار ومفاوضات يمنية سعودية مباشرة، كون الاهتمام الامريكي السعودي انصب مؤخرا على مواجهات الحدود دون إعطى اي اعتبار للمواجهات الداخلية و الشرعية المزعومه، وعلى هذا الاساس اليمن سيكون طرف والسعودية طرف، فهادي ومرتزقتة لا يمثلون اي رقم ولا يوجد لهم اي علاقة باليمن بدليل عدم حضورهم اجتماع جدة الذي يناقش الشأن اليمني فما بالكم ان يكون له علاقة بمواجهات الحدود؟ أعلمتم لماذا نقول بان ما بعد اجتماع جدة ليس كما قبله؟
المزيد في هذا القسم:
- قطع فتيل الحرب العالمية الثالثة! المرصاد نت قطع فتيل الحرب العالمية الثالثة كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صباح اليوم مقتل زعيم المنظمة الإرهابية (داعش) ف...
- الكويت باد من عنوانه ! بقلم : محمد السقاف خاص : صدقوني ليس تشاؤما ولا قنوطا ولا يأسا من فرج الله لا والله ولكنها مجرد قراءة بديهية للعناوين البارزةالتي يرسلها لنا عدونا البغيض من خلال ممارساته الغادرة ...
- فلسفة الصراع الدولي.. الحرب على سورية .. وفي سورية لا يختلف شخصان في تعريف و توصيف الحرب على سورية بأنها حربا ً كونية و صراعا ً دوليا ً بإمتياز...و لا بد للمرء أن يطرح سؤاله هل هي حقا ً كذلك ؟ أم هي حرب أه...
- أم الأمم الأمة اليمنية العظيمة اكبر كذبة تاريخية ادت الى تقسيم المنطقة الواقعة من المحيط الى حدود بلاد الهند ليسهل غزوها هي تنسيب الامة اليمنية العظيمة للعرب وليس العكس رغم اننا جميعا نعرف ان...
- نبض الريح ! عن المفهوم الخاطئ للشراكة والتوافق ! المرصاد نت كلما مرَّ الوقت كلما زادت بعض الأحزاب السياسية التي أدمنت البقاء في السلطة في تغولها واستمرائها لممارسة لعبة الفهم الخاطىء لمفهومي التوافق وا...
- مُقدِمة لنظام عالمي شمولي جديد! المرصاد نت كتب : عبدالباسط الحبيشي لا شك اننا نعيش حالة مخاض لنظامٍ عالميٍ جديد، ولكن بما ان القاعدة تقول البعَرّه تدل على البعير، لذا فان هذ...
- رحلة الأنا (٢) يبدأ التغيير الشامل بالضرورة سواء كان للقرية او للعُزلة او للمدينة او للمحافظة او للدولة او حتى للعالم بأسره يبدأ من الذات او من الفرد اولاً، وليس من ...
- الشرعية .. ليست شيكاً على بياض ! المرصاد نت مفتتح : الشرعية هي مكانة رمزية ، كما هي دور ومهام وقضايا مطلوب إنجازها لصالح الناس البسطاء اصحاب المصلحة في الاصلاح والتغيير، الناس الذين من المهم ...
- هل يمكن إحياء دور الشباب الواعي لقيادة اليمن إلى بر الأمان؟ اليمن يعيش بين أنانية حركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي وتسلطها، وبين شيخوخة السّاسة السابقين وعجزهم عن إنتاج مشروع يخرج اليمن من أزمته، وبين صراع القب...
- الإسلام: الدين الأخطر في العالم! كتب: عبدالباسط الحبيشي الدين الذي لا نعرفه في الحقيقة ان ثمة الكثير مالا نعرفه كمسلمين عن الإسلام جعلنا نستهين بقو...