مبادرة للحل السلمي '3-1' ! بقلم : توفيق عيضه

المرصاد نتye san2017.3.22

قد يستغرب البعض من العنوان وقد يذهب تفكير البعض الآخر إلي أن المبادرة تخص إيقاف الحرب الدائرة بين اليمن والسعودية، فأن لم تكن كذالك سيطرح سؤال طيب إذا لم تكن المبادرة لإيقاف الحرب فماذا ستوقف ؟ ؟
دائمآ ما تطرح المبادرات السلمية بعد وقوع الفأس في الرأس واندلاع المعارك ولم يسبق أن طرحت مبادرة سلمية قبل أن تندلع أي معركة بل وتطرح في أوج ما يسمى صف وطني ولحمة داخلية في مواجهة العدوان.
من هنا سيذهب العقل إلي تحليل مبسط للمبادرة ودوافعها وأهدافها بالقول إن طرح مبادرة للحل السلمي بين انصارالله والمؤتمر وهم في حالة وئام وتوافق تهدف لخلق بلبله والايحاء بأن الوضع على وشك الإنفجار وبالتالي توتير الناس وخلق حالة من عدم الثقه تضر بالصف الوطني في مواجهة العدوان وتقسم الجبهة الداخلية. .
ولكن أيهما أجدى وانفع أن ندس رؤسنا في التراب كا النعامة لتجاهل رؤية الخطر القادم تحت عنوان الحفاظ على الصف أم نواجه الواقع ونراقب الاختلالات وإلي أين ستصل بنا لإيجاد المعالجات الجذرية لهذه الأختلالات ولتصحيح المسار وبالتالي ضمان صف ثابت ومتماسك وقابل للاستمرار والحياة ؟ ؟
صحيح اننا نسمع عن الحروب الاستباقية ولكن لم نسمع بعد عن مبادرات السلام الاستباقية، لذى قررت أرساء مبداء جديد وهو طرح مبادرة سلام استباقية مبنية على استقراء وتحليل موضوعي للأحداث ومألاتها والتي من إحدى أسواء مألاتها هو الوصول للعنف والحرب من أجل إصلاح الخلل كخيار اخير ووحيد عندما يجد أحد الأطراف انه وصل لطريق مسدود وأنه لا بديل أمامه إلا تحطيم الجدار، لذى فمبادرتي تهدف لفتح باب في الجدار اللذي سنصل إليه حتمآ في حال استمرار الوضع القائم واللذي يتدحرج بوتيره ثابته نحو ذالك الجدار. .
سأبداء الليله بأستقراء تاريخي للأحداث ومن ثم تحليل موضوعي للوضع القائم ودراسة إلي أين سيذهب بنا ومن ثم طرح مبادرة الحل السلمي الاستباقي اللتي ستعزز أن شاء الله من متانة الصف وتجعله منيع وغير قابل للتلاعب والتوظيف من أي طرف، وتفوت على العدو المتربص فرصة تحقيق ما لم يستطيع تحقيقه بحصار خانق وبعدوان عالمي هو الاشرس في تأريخ الحروب. ..
يتبع ..

مبادرة للحل السلمي 2:
قبل أن ندخل في قضية مبادرة الحل السلمي بين انصارالله والمؤتمر نحتاج لمعرفة خلفيات العلاقة وتأريخها.
بعد إندلاع ثورة 11 فبراير واللتي كانت مزيج من رعاية أمريكية قطرية ضمن مشروع الفوضى الخلاقة (لإعادة بناء النظم السياسية في الوطن العربي على أسس طائفية لإنشاء حلف سني يقوده الأخوان المسلمين في مواجهة الخطر الإيراني وكمرحلة أولى للإعداد لحرب المئة عام بين السنه والشيعة)
ومن ناحية أخرى كان للثورة أسباب موضوعية من قبيل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي وحالة التفسخ الإجتماعي والقيمي، في ظل دولة كرتونيه ونظام وصاية يدار بوساطة سفراء امريكا والسعودية وهيمنة إسرائيلية على بنية النظام ومفاصله عبر المخابرات الأردنية.
هذا التقاطع في المصالح بين رغبة شعبية في التغيير والخروج من نفق نظام الكليبتوجراس ( حكم اللصوص بالصوص ومن أجلهم) وبين مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي( شكل هذا التقاطع البيئة الخصبة لإطلاق ثورة تعلقت بها آمال المطحونيين ويمسك بزمامها الشيطان وآقرانه.
كان انصارالله أحد أكثر المكونات الشعبية تعرضآ للأذى والاضطهاد والقمع والتمييز من قبل النظام المستهدف بالثورة لذى شاركوا في الثورة الشعبية على إعتبار أن أي تغيير في البنية السياسية للنظام ستكون أرحم وأفضل من تفرد النظام بهم ببنيته الحالية واستمراره في حروب الإبادة والاستئصال. .
دخول انصارالله في الحراك الثوري خلط الأوراق وخلق حالة من الفزع خصوصآ لدى النظام السعودي المنزعج أصلآ من مشروع الفوضى الخلاقة والذي سيطيح بزعامة السعودية للعالم السني لصالح تزعم الأخوان المسلمين. .
هذا الدخول لانصارالله في الثورة والغير مرغوب فيه دفع المملكة للدخول بكل ثقلها على خط الثورة للحفاظ على بنية النظام والوصول إلي صيغة توافقية تعيد هندسة بنية النظام ليصبح للأخوان القرار الأول فيه مع بقاء صالح وحزبه ضمن بنية النظام ، لأن دخول انصارالله على خط الثورة كان سيتصادم مع مشروع الفوضى الخلاقة وخلق نظام طائفي سني وهو ما يعني خلق تقاطع مصالح بين صالح وحزبه وانصارالله بحكم انهم المستهدفون بالأبادة والاستئصال كنتاج طبيعي لامساك الأخوان المسلمين بمقدرات البلد ..
لذى كان الدخول السعودي والمبادرة الخليجية لمنع خطر حدوث تقاطع مصالح بين صالح وقواعده وبين انصارالله سيدفعهم للتحالف بحكم المصير المشترك اللذي ينتظرهم على يد الإخوان المسلمين. .
بالفعل تم وأد الثورة وفرض المبادرة الخليجية ونصب الدنبوع (صنيعة عفاش) كرئيس صوري يمثل المؤتمر فيما سلمت رئاسة الحكومة للأخوان المسلمين.
كان الإخوان المسلمين بالفعل يسيطرون على نصف النظام السياسي وأجهزة الدولة والأمن والجيش قبل اندلاع الثورة وكانوا جزء أصيل من النظام اللذي خرج المستضعفون ضده، لذى أعطت المبادرة الخليجية حصة إظافية للإخوان المسلمين إظافة لحصتهم في النظام فكانت لهم الغلبه في القرار السياسي والعسكري والأمني والأقتصادي، وهو ما دفعهم للتغول واظافة مئات الآلاف من كوادرهم لأجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والعمل على اجتثاث انصار صالح من أجهزة الدولة تفكيك أجهزته الامنيه والعسكرية وعلى رأسها الحرس الجمهوري والأمن المركزي.
وفي نفس الوقت بأشر الإخوان المسلمين مشروع الفوضى الخلاقة فأطلقوا حرب طائفية ضد انصارالله مستهدفين حصار صعدة وتجويعها فيما حركوا قطعان القاعدة والسلفية الجهادية في كتاف ودماج والجوف وحاشد وغيرها لشن حرب أبادة ضد انصارالله فيما تم التعامل الأمني مع ناشطي انصارالله في صنعاء عبر الاغتيالات اللتي توسعت لتشمل كل الضباط والشخصيات اللتي كان تنظيم الأخوان يرى فيهم عقبة أمام مشروع اخونة الدولة. ..
ممارسات الأخوان خلقت البيئة وتقاطع المصالح اللذي كانت تخشاه المملكة بين انصارالله وصالح وحزبه .
يتبع ...
مبادرة للحل السلمي 3:
في الوقت اللذي كانت عملية امتهان المؤتمر وأذلاله على يد الإخوان المسلمين سعيآ لاجتثاثه مستمرة، كانت الحرب اللتي حملة عناوين طائفية على انصارالله بصعدة تصل إلي ذروتها، ورغم الحصار المطبق وحشد عشرات الاف المقاتلين الوهابيين من أنحاء اليمن والعالم تمكن انصارالله ولجانهم الشعبية من كسر الحصار والاستيلاء على كافة البؤر الاستيطانية ومعسكرات المجموعات الإرهابية من دماج إلي كتاف وصولآ للجوف وساحل تهامه وأستمر تقدم اللجان الشعبية حتى معاقل قيادات الأخوان من آل الأحمر في حاشد وصولآ لقاعدة الإخوان العسكرية الأكبر في اليمن والمتمركزة بمحافظة عمران ، طوال فترة تقدم اللجان الشعبية كان المؤتمر يوجه أتباعه بالبقاء على الحياد وعدم مواجهة التقدم السريع للجان الشعبية لأن في تقدمهم مصلحة مشتركة وتقاطع للمصالح فأنصارالله يجتثون القوة العسكرية للإخوان والجماعات الإرهابية لانها حالة الاستنزاف والقتال اللتي ضلت تضرب صعدة ومحيطها على مدار أكثر عشر سنوات، ومن ناحية المؤتمر كان من يسقط تحت أقدام رجال الله هم أعدائه اللذي يسومونه سوء العذاب والاضطهاد في صنعاء. .
ولكن بعد سقوط عمران السريع والمذهل انتابت صالح مخاوف من عمليات انتقامية قد يمارسها انصارالله ضده ثأرآ لسته حروب شنها عليهم ولن يرعى لهم فيها إلآ ولا ذمة.
هذه المخاوف خلقت تقاطع مصالح ولكن هذه المره بين صالح والإخوان لمواجهة الخطر المشترك والمتمثل في حركة انصارالله ولجانهم الشعبية اللتي لن يتمكن أي طرف منفرد في الوقوف بوجهها. لذى سعى صالح لعقد تحالف وحلف مع الأخوان والدنبوع، توسط الشيخ صادق الأحمر لدى إخوانه وعلى رأسهم حميد للقبول بهذا التحالف في وجه الحوثيين ولكن رد حميد كان الرفض والقول لم يعد هناك ما نخسره لقد سقطت حاشد وعمران بيد الحوثي والآن لم يعد لدى الحوثي إلا هدف واحد وهو رأس عفاش ولن نحمي رأسه ولا مصلحة لنا في خوض معركته، فيما الدنبوع قابل طلب صالح بالتحالف بالرفض وقال تريد من الحوثيين يعلقوني من رقبتي
هم يشتوك انت ما يشتوني أنا ، فيما قبل علي محسن بالتحالف لمواجهة الحوثيين.
رأي صالح استحالة مواجهة الحوثيين بالاستعانة بعلي محسن فقط وقرر طلب الأمان من السيد عبدالملك الحوثي مقابل الحياد وعدم مساعدة علي محسن ..
وسريعآ ما تمكن انصارالله من إسقاط الفرقة وفرار علي محسن، وتمكنوا من تلافي إنهيار أجهزة الدولة اللتي تركت بدون حراسة لتكون عرضه للنهب وبالتالي أنهيار أجهزة الدولة ودخول البلاد في حالة إنهيار وفوضى عارمه .
سعى انصارالله لخلق تفاهم مع الرئيس عبدربه منصور أنتج إتفاق السلم والشراكة والذي يتضمن تشكيل حكومة كفاءات غير حزبيه مقابل تعاون الجيش والأمن في مواجهة عصابات القاعدة اللتي كانت قد سيطرة على أغلب معسكرات الجيش وأكثر الجنوب ومحافظات مأرب والجوف والبيضاء وصولآ لارحب على تخوم العاصمة.
بعد إسقاط انصارالله لأهم معاقل القاعدة في البيضاء بمديرية رداع وصولت السعودية لقناعة بضرورة تدخلها العسكري المباشر، فوجهت الدنبوع لفرض مشروع الأقلية عبر مهندسها مدير مكتبه مما دفع أنصارالله لاعتقال مدير مكتب الدنبوع لإيقاف شرعنة الأقاليم عبر دستور أريد سلقه خلال ساعات فجأة التوجيهات الأمريكية السعودية بالتصعيد العسكري مع انصارالله وأنهم سيقومون بحمايته ودعمه.
ولكن سرعان ما كسرت قوات الدنبوع في صنعاء وهو ما دفعه للأستقاله مع حكومة التكنوقراط مع رفض الاستمرار في تسيير الأعمال وتحت شعار (ورونا كيف عتحكموا) فواجه انصارالله موقف هو الأصعب في تأريخهم فأما أن يتركوا أجهزة الدولة تنهار نتيجة الفراغ أو يسعون لخلق تفاهم سياسي مع صالح لمشاركتهم في تشكيل حكومة.
لأن انصارالله لا يستطيعون تشكيل حكومة منفردين فلا كوادر لديهم لديها خبرة في أمور الحكم ولا وجود لمناصرين لهم داخل أجهزة الدولة اللتي كانت في جلها مقتسمه بين الإصلاح والمؤتمر مع قسم ظئيل لبقية القوى السياسية.
ولكن طلبهم ووجه بما يشبه الرفض من قبل صالح حيث طرح أمامهم طلبات مستحيلة فحواها عودته للتربع على رأس السلطة، ولكن طلبه ووجه بالرفض لأن انصارالله يسعون للشراكة لا لإعادة نظام صالح كما كان قبل 11 فبراير.
وصل الطرفان لتفاهم جزئي ينص على تشكيل لجنة تنسيق سريه بين انصارالله والمؤتمر يكون للمؤتمر فيها القرار الفصل في أي تعيينات أو مرشحين لمناصب حتى لو كانوا من انصارالله مقابل مساعدة انصارالله في إدارة أجهزة الدولة. .
فكانت الجان الثورية اللتي شكلت من 70% مؤتمر و 30% انصارالله. .
وتمكن الطرفان من إدارة البلاد لمدة عامين وفق آلية انصارالله في الواجهه وعفاش يدير في الخفاء. ..
وصولآ لبدء إرهاصات مفاوضات الكويت وأعتقاد صالح بأن السلام أصبح قريب وحان الوقت للعودة للواجهه
وهو ما أثمر إتفاق سياسي شكل بموجبه المجلس السياسي الأعلى. ...
يتبع.....

المزيد في هذا القسم:

  • لماذا انكمشتم وارتبكتم؟ ارتبكت وارتعبت الأنظمة الذيلية ومليشياتها في المنطقة بما فيهم الحوثيون وذلك من إنتصار غزة المؤزر، ارتعبوا بنفس القدر وربما اكثر من تحرير سوريا، والبعض منهم يجير... كتبــوا
  • فزاعة العقوبات منذ 2011 ووسائل الإعلام وتصريحات النخبة السياسية تناشد وتواعد وتؤكد وجود عقوبات دوليه ضد الرئيس علي عبدالله صالح ! 3 أعوام ومازالت التهديدات التي لم تتم حتى ا... كتبــوا
  • هدنة مخترقة المرصاد كتبت: اخلاص القرشي   هدنة مخترقة : كأحلامنا... معلقةٌ بأحبالِ السَّراب الواهية لكنه الأمل يسبقنا ويجرنا جراً الى الأقدارْ الى ضوءٍ بعيدِ ا... كتبــوا
  • لا تنتظروا "حمدي" آخر لا تنتظروا من القدر منح اليمن "حمدي" آخر، لأن الرهان على "منقذ"، أياً كان، يُكرس حالة العجز، ولا يضمن تحويل اليمن إلى وطن، ودولة حقيقية قائمة على القانون والموا... كتبــوا
  • دُروس السنوات العِجاف ! المرصادكتب: د. ياسين الشيباني      عندما تشيخ الأنظمة الحاكمة ، تتجمّد الدماء في عروقها ، وتتكلّس مفاصلُها ، وبالتالي تصاب بالعجز وعدم ال... كتبــوا
  • اليمن والقتل بكاتم أخلاق لم تعُد تعني الحياة شيئاً في وطن يتدحرج بخطى حثيثة نحو مستنقع الجريمة بوصفها باقة يومية وباقة أسبوعية وباقة شهرية لمجرمين ينتظرون الفوز بالجائزة الكبرى .. و... كتبــوا