المرصاد نت
تحولت اليمن إلى ورقة ضغط وإبتزاز دولي وإقليمي للسعوديه وبالرغم من كل هذا الإبتزاز والإستنزاف الذي تتعرض له السعوديه إلا أنها تزداد تصلب وتمسك بهذه الورقه وتدفع الكثير مقابل شيء بسيط حتى أصبح الصغير والكبير يعتبرونها غبيه وساذجه وهذه النظرة قاصره وخاطئه تفتقر إلى أبسط معايير الاستقراء والفهم لتعقيدات الواقع الذي تعيشه المنطقه ولايمكن أن يقر بها إلا جاهل ولابد أن يسأل كل واحد نفسه ماالذي يحدث بالتحديد ولماذا تحمل السعوديه نفسها كل هذه الأعباء والخسائر وهل هناك مايستحق كل هذه التضحيات الخياليه..؟
لابد أن هناك أسباب خفية تستحق كل هذا العناء والتضحيه والتصلب الذي تبذله السعوديه في اليمن خاصه وفي المنطقة عامه ..
وبالعوده إلى مقابلة محمد بن سلمان سنجد أن هناك أمر كبير وخطير جدا طرحه بن سلمان بكل شفايفه ووضوح وبإعتقادي إن صح ماتحدث عنه فإن السعوديه إذا لم تتحرك بكل ثقلها وتواجه بكل قوتها ستغرق في مستنقع لن تخرج منه أبدا وستكون أسوء حال من بقية دول المنطقه التي ستغرق جميعها في نفس المستنقع
وقبل أن أتكلم عن هذه النقطه المهمه سأوضح لكم جانب من الغموض الذي يلف المشهد في المنطقه عامه واليمن خاصه ...
فالملف اليمني لم يعد ورقة واحده في عملية الضغط على السعوديه وإبتزازها بل تحول إلى عدة أوراق وأصبحت عدن ورقه والحديده ورقه وحضرموت وشمال الشمال لكن السعوديه مستميته وغير مستعده أن تخسر في اليمن مهما كان الثمن باهضا ومكلفا وهاهي تضحي وتقدم التنازلات الكبيره مقابل اليمن...وهذا ماحدث في الأسابيع الماضيه :
1- تم وضع عدن ومشروع إنفصال الجنوب مقابل ليبيا ونتيجة للضغط الشديد الذي تواجهه السعوديه تنازلت عن ليبيا مقابل بقاء عدن بيدها وإغلاق ملف الإنفصال وبدأت الإمارات تنسحب ببطؤ وتتوجه نحو ليبيا كوكيل إقليمي لقوى غربيه وبدأت مؤشرات هذه الصفقه الخفيه تظهر في ليبيا من خلال لقاء حفتر والسراج والحديث عن العوده إلى طاولت الحوار ويأتي الإعلان عن تشكيل مجلس سعودي إمارتي يمني برئاسة محسن لإدارة اليمن تتويجا لهذا الإتفاق والتنازل الذي تم التوافق عليه مبدئيا ويجري حاليا إستكمال التفاهم حول تفاصيله وجزئياته خلف الكواليس .
2- تم وضع الحديده مقابل سوريا وقد يتضاعف الثمن والمقابل إلى بقاء الرئيس بشار ونتيجه للضغوط القويه التي تمارسها روسيا تنازلت السعوديه عن سوريا مقابل تنازل الروس عن الحديده وبدأت مؤشرات هذه الصفقه تظهر في الملف السوري من خلال الحديث عن حوار جديد في الآسيتانا سيتشارك فيه فصائل مسلحه وتستثنى منه المعارضه السوريه التي تمثل منصتي الرياض والقاهره بالاضافه الى مانسمعه من توافق على 4 مناطق منخفظة التوتر وهذه المناطق ستكون في الحقيقه حصة روسيا ونصيبها وبالمقابل ستترك بقية المناطق لأمريكا ومايحدث حاليا في سوريا هو طبخه روسيه أمريكيه ولاوجود لأي خلافات أوتباينات في سياستيهما في المنطقه والزيارة المرتقبه لوزير خارجية روسيا الى واشنطن تؤكد عمق الانسجام والتوافق بين الجانبين وتصب في ذات السياق المتفق عليه وتخدم البرنامج المشترك لمعسكر الكنيسه المسيحيه ومايحدث هو تبادل أدوار وتقاسم للمنطقه وتنفيذ مشروع قيام الدوله اليهوديه وخدمة الشعب اليهودي .
3- ورقة الانفصال واحده من أكبر التحديات التي تواجهها السعوديه في اليمن وخلال الفتره الماضيه تم التلويح بهذه الورقه وحدثت ردود أفعال كثيره رافضه لهذا المشروع ومنها توقف الفريق الذي يقوده على محسن عن المواجهات والقتال في معظم الجبهات وهذا مالمسناه في نهم وصعده وتعز وحجه والحديده وشبوه ومأرب والجوف بسبب رفض علي محسن وفريقه لهذا المشروع الذي تتبناه الإمارات وهذا ماجعل السعوديه تتحرك بقوه لإفشاله ومقايضة المتبنين له لان الانفصال معناه سيطرة الحوثيين على الشمال ووجود دوله لهم جنوب المملكه وهذا ماترفضه السعوديه ولايمكن أن تقبل به على الاطلاق .
وأما حضرموت فأعتقد أن وضعها الداخلي مختلف تماما عن الجنوب ومهما حدث فعملية إخترااقها واستخدامها كورقة ضغط لم تنجح حتى الان وسيكون لها وضع مختلف يتلائم مع تركيبتها الاجتماعيه والثقافيه .
4- الإتفاق السري الذي تم منذ 6 أشهر بين قوى داخليه وإقليميه توقف تنفيذه بسبب تعقيدات المشهد وتداخل الملفات في المنطقه ولكن العوده إليه أمر حتمي وفي النهايه سيتم تنفيذه من خلال الإطباق الجماعي على الحوثيين بدأ بالحديده ثم حجه وصعده وحصارصنعاء وأعتقد أن الجميع داخليا وخارجيا سيقلبوا على الحوثي وسيحدث إنقضاض جماعي عليه ...
5- أمام كل هذا الإبتزاز والخسائر الفادحه التي تتعرض لها السعوديه في اليمن إستطاعت أن تحقق نجاح كبير في فرنسا وربحت المواجهه بينما خسرت روسيا مواجتها في فرنسا وستكون الجوله القادمه من المواجهه في ألمانيا والجميع يرتب أوراقه ويستخدم كل ثقله حتى لايخسر المواجهات لان الخساره في مكان معين ستنعكس على أماكن أخرى وثمنها سيدفع من ملفات أحرى
وأخيراً......
في ضوء كل هذه التوضيحات والحقائق سنجد أنفسنا أمام عدة تساؤلات أهمها...
ماالذي يحدث بالتحديد ولماذا تستميت السعودية في اليمن...؟؟
ولماذا تقدم كل هذه التنازلات والتضحيات مقابل حصولها على اليمن..؟
وهل كل هذه الخسائر والتضحيات التي تتكبدها السعوديه والمواجهات التي تخوضها مع الجميع من أجل عودت هادي وإعادت الشرعيه كما تقول وهل هادي يستحق كل هذا العناء أم أن هناك أسباب آخرى غير معلنه يجهلها الجميع...؟؟؟
بإعتقادي هناك سبب حقيقي وأمر خطير يستحق كل هذا العناء والتصلب والتضحيات التي تقدمها السعوديه في اليمن والموضوع أكبر وأبعد من عودة هادي ومن تنفيذ الحوثيين للقرار الاممي 2216 وهذا مافهمته من مقابلة محمد بن سلمان وأنا أعتبرها مقابله مهمه وصريحه كشفت الحقيقه التي لايعلمها إلا القليل.....
وهذا ما سأتناوله في الحقله القادمه ....
بقلم : شرف عبدالله مراد
المزيد في هذا القسم:
- معارك بن سلمان الخاسرة ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت يسعى بن سلمان لاستلهام تجربة محمد بن زايد في الامارات التي انتهجت سياسة التحديث من فوق لتكون النسخة العربية الافضل من مجتمع العولمة الحديث ...
- من الكويت .. إشارات ومؤشرات ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت ما يقارب الأسبوع في الكويت، لم تتضح معالم المشاورات بعد، وإن كانت مساعي مناقشة تثبيت وقف النار وصلت إلى مرحلة الاختبار والتجربة على الأرض بعد أن...
- القاهرة والرياض.. أكثر من تقارب وأقل من تحالف ! بقلم : محمد علا الدين مع زيارة الملك السعودي سلمان عبد العزيز للقاهرة بصحبة وفد يضم 15 وزيراً و25 من الأمراء،وعددا كبيرا من المستثمرين، ليكون الوفد السعودي الأكبر الذي يزور مصر...
- التناقض المصري تجاه العدوان على اليمن ! بقلم : علي السراجي المرصاد نت قبل فترة قدمت مصر مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يدعو الى ادانة تشكيل المجلس السياسي الأعلى واعادة عمل المؤسسة الدستورية والشرعية مجلس النواب من قبل...
- اليمن سينتصر في معركة الكرامة ! بقلم : علي عبده فاضل المرصاد نت مهما تََمَادت دول العدوان في المضي قدماً بفرض وصايتها وهيمنتها على اليمن ارضاً وانسانا فلن تحصد من وراء إقدامها على ذلك سوى الخزي والدمار والخسارة ...
- القاعدة ليست خطرا عسكريا بل خطرا امنيا ! ليست مشكلتنا الاساسية مع القاعدة في انها تمتلك سلاحا (خفيفا او ثقيلا) حتى يمكن نزعه بالوساطة او بالحوار او حتى بالاستيلاء عليها كغنام حرب مشكلتنا الكبرى مع...
- هل الشماليين سبب مشاكلنا ؟ بقلم : د. حسين اليافعي المرصاد نت في الجنوب عند حصول الاغتيالات ترتفع الاصوات وتقول الشماليين هم السبب واذا رأيت الفوضى والهمجيه قالوا بسبب الشماليين واذا رايت الفقر والجهل والمر...
- من ثوار إلى ثورة مضادة.. هزلية المشهد اليمني إن تداول مصطلح " الثورة المضادة" في الثورة اليمنية- التي لم تحقق فرزاً سياسياً أو اجتماعياً بل حملت تناقضاتها العميقة كلافتة عريضة- يجعلنا نفتقر للنزاهة ف...
- صراع الاجندات في جنوب اليمن صناعة أمريكية ! بقلم: محمد فايع المرصاد نت الصراع المحتدم في عدن بين قوى النفاق والارتزاق هو في الحقيقة يأتي ضمن مخطط امريكي يهدف الى اعطاء دور وحضور وسيطرة للتكفير الداعشي القاعدي وذلك لتقد...
- هل يفسد باتريك ما أصلحه غريفيث؟ المرصاد نت لم يكُنِ الاحتفاءُ الدوليُّ والأُمَــمي ممثلاً بحضور رأس الهرم للأُمَــم المتحدة غوتيريش لاتّفاق ستوكهولم الذي تم التوقيعُ عليه بين الأطراف اليمنية ...