المرصاد نت - متابعات
تشهد العاصمة العمانية مسقط حركة دبلوماسية دولية ملحوظة في إطار ملف الأزمة اليمنية في ظل زيارات نشطة ولقاءات مكثفة مع السلطان قابوس بن سعيد الذي تلعب بلاده دور الوسيط في حرب اليمن بعد امتناعها عن الانضمام لتحالف العدوان السعودي.
مصادر أماطت اللثام عن مبادرة دبلوماسية جديدة حملها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان لإنهاء الأزمة اليمنية في إطار سياسي تشمل إجراءات محددة ما زالت تفاصيلها بانتظار حسم من المحمدين " بن زايد و بن سلمان " مبادرة جديدة يسعى الرئيس المصري من خلالها إلى اقتحام المشهد الخليجي دبلوماسياً على نحو يعزز الدور المصري الوسيط في الأزمات الإقليمية وذلك من خلال طرح رؤية لحل توافقي للأزمة اليمنية.
المبادرة التي يسعى السيسي إلى الترويج لها تنطلق من خطوط عريضة تتمحور حول فكرة الحوار بين الأطراف اليمنية في لقاءات تستضيفها وتراها القاهرة ضمن إطار عربي أو خليجي وبضمانات تسمح للقوى اليمنية المختلفة بالتخلي عن لغة السلاح وإعادة بناء الدولة اليمنية على أسس توافقية بعدما أنهكتها الحرب.
ومن غير المعروف ما إذا كانت المبادرة المصرية بشأن اليمن قد جاءت في إطار مسعى مستقل يأتي في سياق المساعي الدبلوماسية التي قامت بها القاهرة خلال الفترة الماضية في أكثر من ملف - فلسطين، سوريا، لبنان… - أو أنها تأتي بإيعاز سعودي في ظل الإخفاقات المتلاحقة التي واجهتها الرياض منذ إطلاقها ما يسمّى «عاصفة الحزم» التي تجعلها راغبة أكثر من أي وقت مضى في البحث عن مخرج سياسي لمغامرتها العسكرية.
وإذا كان الوضع الخليجي العام يبدو مهيّأً لتقبُّل مبادرة كتلك التي تطرحها القاهرة فإنّ التسريبات المرافقة لها ولا سيما ما حكي عن عدم حصول السيسي على رد سريع من السعودية والإمارات على ما يطرحه يثير بعض التكهنات بشأن طبيعة التحرك المصري وما إذا كانت ظروفه قد نضجت بالفعل… أم أنّ الفتور الظاهر هو من باب جس النبض وتجنّب طرح كل الأوراق دفعة واحدة على الطاولة.
ومع ذلك فإنّ الحديث عن المبادرة المصرية خلال زيارة السيسي لسلطنة عمان تعكس جدّية المسعى المطروح خصوصاً أن مسقط لطالما لعبت دوراً إيجابياً في إيجاد المخارج للأزمات الدولية وهو ما تبدّى بنحو خاص حين كانت قناة اتصال دبلوماسية مفتوحة في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الكبرى الست ومن جهة ثانية إنّ اختيار سلطنة عُمان منصّة لإطلاق المبادرة المصرية بشأن اليمن يشي بأن الحراك المصري في هذا الاتجاه ليس بالجديد.
وفي العموم قدم السيسي تفاصيل المبادرة للسلطان قابوس بن سعيد خلال الزيارة التي استغرقت ثلاث أيام لمسقط وجرى التفاوض بشأنها مع الملك السعودي سلمان وولي عهده محمد بالإضافة إلى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي التقاه السيسي في ختام جولته الخليجية في زيارة استمرت نحو 24 ساعة شهدت ثلاثة اجتماعات ثنائية بالإضافة إلى اجتماعات موسعة مع وفدي البلدين.
وفي مبادرته يطرح السيسي الحوار السياسي كحل للأزمة اليمنية على أن يكون ذلك برعاية مصر وأستضافتها خصوصاً أن القاهرة لم تفقد أتصالاتها وعلاقاتها بجميع الأطراف اليمنية.
وما يعزز المبادرة المصرية أن القاهرة برغم مشاركتها الظاهرية المعلنة في «التحالف السعودي علي اليمن » إلا أنها لم تشارك عملياً في العمليات العسكرية ما يبقي أيديها نظيفة من الدماء الجارية في الميدان اليمني.
ومن المتوقع أن تجرى مناقشات موسعة لاعتماد المبادرة سواء في إطار مصري خليجي أو بإطار الجامعة العربية من خلال القمة العربية الدورية المقررة الشهر المقبل.
وتعهد السيسي في مبادرته باستخدام قدرته «الشخصية» في إقناع المعارضة اليمنية بوقف أية تحركات «عدائية» وتقديم تنازلات سياسية لكن في مقابل مطالبة الفريق الآخر بتقديم تنازلات مقابلة وإشراك مختلف التيارات الوطنية اليمنية في السلطة.
ومع أن التعهدات المطلوبة مصرياً قوبلت بموقف إيجابي من جانب محمد بن زايد إلا أن السيسي لم يتلقّ رداً حازماً من ولي عهد أبو ظبي خلال لقاءاتهما الثلاثة وإن كان الأخير قد وعد بعرض الأمر على ولي العهد السعودي ابن سلمان قريباً ومناقشة سبل الشروع في تلك المبادرة، إن لقيت القبول.
ووفقاً لما نُقل عن ابن زايد فإنّ الإمارات لا ترغب في استمرار العمليات العسكرية في اليمن وإنه يشعر على المستوى الشخصي بـ«ألم» بسبب الوضع الإنساني وعدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق عديدة.
وبحسب مصادر مصرية مواكبة لهذا الحراك ينتظر السيسي خلال الأيام المقبلة رداً إماراتياً سعودياً على مبادرته فيما بدأت اتصالات عمانية مع الكويت والسعودية خلال اليومين الماضيين للغرض ذاته.
وفي مؤشر على استعجال الحل قالت المصادر إنّ السيسي أقام في مسقط لمدة ثلاثة أيام بانتظار ردود سريعة على مبادرته وكان يرغب في إعلانها قبل التوجه إلى الإمارات لكن الاتصالات التي جرت على مستويات رفيعة لم تصل إلى نتائج نهائية ومن ثم تعرقلت المبادرة التي صيغَت في نحو 10 بنود أساسية.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية أن السيسي حمل في زيارته الاحد الماضي للعاصمة مسقط مبادرة تمهد لإنهاء الأزمة في اليمن وتسمح بإجراء محادثات سياسية بين الأطراف اليمنية ووقف القتال والدخول في هدنة يعقبها السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا الخلافية.
وأضافت أن “الوثيقة تلزم الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية وعدم التعرض للملاحة في مضيق باب المندب والابتعاد عن إيران بما يسمح باستقلالية قرارهم”.
وعن السلاح ذكرت الوثيقة أن مصر تقترح علي أنصار الله ترك سلاحهم ودمجهم تدريجياً في صفوف قوات الجيش اليمني وأن “الوثيقة المصرية المقترحة تسمح بإشراك أطراف دولية في المفاوضات بينها مجلس الأمن والأمم المتحدة”.
وبين أن “القاهرة متمسكة بأن تكون جميع الاتفاقيات بين الأطراف المتنازعة في اليمن مكتوبة”.
وبحسب ما رشح أقترح السيسي «تحييد» إيران بنحو كامل عن الأزمة اليمنية وذلك من خلال التواصل المباشر معها وربط تحسين مستوى العلاقات المصرية والخليجية بدعمها لجهود وقف الحرب اليمنية والتشديد على استقلالية قرار اليمنيين مع إدخال أطراف دولية لضمان تنفيذ جميع الاتفاقيات.
كذلك أبدى السيسي استعداداً لمشاركة قوات مصرية في عملية حفظ السلام في اليمن والمساعدة في إعادة تأهيل الجيش اليمني تأهيلاً كاملاً وتدريب قياداته في حال نجاح المبادرة المطروحة على أن تكون هذه الخطوة في إطار عربي ودولي معلن ومحدد المسارات ووفق جدول زمني مختصر.
وبالرغم من أن الأزمة اليمنية طغت على الجولة الخليجية للسيسي إلا أن الأزمة المرتبطة بقطر كانت حاضرة بقوة حيث تسعى القاهرة إلى إبقاء سلطنة عمان وسيطاً محايداً بين الدوحة والخليجيين إلى جانب تأكيد مصري لضرورة تدخل السلطنة لتحسين الأجواء بين الكويت والسعودية بعدما شهدت توتراً ملحوظ خلال الفترة الأخيرة مع التشديد على ضرورة عدم انحياز الكويت أو التورط بدعم مواقف قطرية تتعارض مع مواقف الرباعية المقاطعه.
وجاءت زيارة الرئيس المصري لمسقط بالتزامن مع تواجد رئيس الوفد الوطني في المفاوضات " محمد عبدالسلام" الذي بدوره وصل إلى العاصمة العمانية قبل أسابيع بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي تتولى بلاده ملف اليمن في مجلس الأمن.
وفي السياق ذاته كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن بريطانيا تعمل على مساعدة الكويت وسلطنة عمان على اقتراح استراتيجية خروج للرياض من حرب اليمن بحيث لا تبدو وكأنها هزيمة للسعودية.
المزيد في هذا القسم:
- ولد الشيخ إلى الرياض ثم مسقط ... وتوازن الميدان لم ينكسر المرصاد نت - متابعات يستأنف المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال اليومين المقبلين مشاوراته مع أطراف اليمنية وذلك بعد تعثر اجتماع لجنة التهدئة ...
- عاجل : الناطق الرسمي لأنصار الله يكشف عن آخر نتائج المباحثات في عُمان (تفاصيل) كشف الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام الذي يزور عُمان حاليا مع وفد من أنصار الله عن آخر ما توصلوا إلية فيما يتعلق بوقف العدوان على اليمن . نص التصريح كم...
- تعز... صورةٌ مصغرة للانقسامات والصراعات في اليمن! المرصاد نت - متابعات من المعاناة الإنسانية والحرب بمختلف تفرعاتها وأطرافها مروراً بالتقسيم بين أكثر من مركز وصولاً إلى حضور الأحزاب الملحوظ على صعيد خارطة الن...
- جلسة مفاوضات جديدة بين الوفد الوطني ووفد الرياض بحضور ولد الشيخ المرصاد نت - متابعات عُقدت جلسة مباحثات مشتركة بعد ظهر اليوم الجمعة بقصر بيان جمعت رؤساء الوفد الوطني ووفد الرياض بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، و...
- السعودية والإمارات: صراع على الوكالة الأميركية في اليمن المرصاد نت - الأخبار تحرص كل من السعودية والإمارات على إظهار التفاهم في الملف اليمني فيما تشدد الأخيرة حين الحديث عن السعودية على وصفها «الشقيقة الكبرى&r...
- أمريكيون وهادي في عدن وأماراتيون وجواس في باب المندب المرصاد نت - خاص وصول قوات احتلال امريكية يوم امس الجمعة الى عدن بينها فريق من القوات الخاصة وعناصر من الاستخبارات الامريكية يأتي وصول هذه القوات للإ...
- اليمن .. بين فشل الهدنة و ' شيطنة ' كيري المرصاد نت - بي بي سي نشر موقع قناة بي بي سي البريطانية تقريراً مطولاً تناول الأزمة القائمة في اليمن والتطورات التي اعقبت إعلان مسقط الذي تبنى وزير الخارجية ا...
- في وزارة الكهرباء سميع يتحدى القانون ويفضح صلاحيات هادي المعدومة .. متابعات - صحيفة الأولى : منع وزير الكهرباء صالح سميع, مدير عام مؤسسة الكهرباء عبد الرحمن سيف عقلان من دخول المؤسسة, مستعيناً بوزير ال...
- التحالف دعم أحدها بالسلاح .. صراع دموي بين القاعدة وداعش في اليمن! المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن القاعدة وداعش تخوضان سباقاً مميتاً لكسب النفوذ والأراضي والجنود في اليمن. وأشار مسؤولون وزعماء ق...
- قوى العدوان تستهدف قطاعات النفط والغاز والسيطرة على مناطقها المرصاد نت - أحمد المالكي شهدت القطاعات الاقتصادية والخدمية تطورات متسارعة بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م لتغدو قطاعات الث...