بعد 3 سنوات من العدوان .. ماهي خسائر النظام السعودي في اليمن ؟!

المرصاد نت - متابعات

أشار «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» إلى أن هناك تفسير آخر معقول يشير إلى أنّ الرياض ربما تُغيّر تكتيكاتها في اليمن تحت ستار تطوير وزارة الدفاع لافتاً إلى أن هذاYem map2018.3.6 التحوّل التكتيكي قد يكون ذا مغزى


نظراً لأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي هو أيضاً وزير الدفاع سيزور واشنطن في الشهر المقبل لإجراء محادثات حول الحرب والصراع المتفاقم في اليمن والقضايا الأخرى في المنطقة.

وأكد المعهد الأمريكي على أن القوات السعودية لم تكن ناجحة بشكل استثنائي في معركتها ضد اليمن مشيراً إلى أنه في الوقت الذي استولت الوحدات العسكرية المتحالفة من الإمارات على مدينة عدن الساحلية ومعظم الجنوب تمكّن «أنصار الله» من الاحتفاظ بشمال غرب اليمن الذي يضم حوالي ثلاثة أرباع السكان موضحاً أن الأسوأ من ذلك من وجهة نظر الرياض هو أن المملكة خسرت جزءاً من أراضيها لـ«أنصار الله».

ولفت المعهد الأمريكي إلى أن واشنطن تريد من السعوديين أن يسعوا إلى إيجاد حل دبلوماسي للحرب من خلال إعادة فتحهم قناة اتصال خلفية عُمانية مع الحوثيين ومن ثم تفريقهم عن رعاتهم الإيرانيين لكن المعهد شدد على أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت التغييرات الجديدة في صفوف المسؤولين السعوديين ستعكس تحولاً في هذا الاتجاه أو عزماً على إحراز انتصار عسكري.

وأوضح «معهد واشنطن» أنه من حيث التقاليد السعودية لا ينتمي هؤلاء الضباط الكبار إلى العائلة الملكية وأنه تم اختيارهم بطريقة خاصة تجعل من غير المرجح أن يخططوا للقيام بانقلابات عسكرية، مشيراً إلى أن الاستثناء الملكي الوحيد فهو قائد القوات الجوية الجديد اللواء طيار ركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود الذي هو أيضاً أحد أقرباء ولي العهد وأكد المعهد على أن القوات الجوية السعودية قد تعرضت لانتقادات واسعة لأنها ضربت أهدافاً مدنية في اليمن سواء عمداً او بسبب إخفاقها في استخدام الذخائر الموجهة بدقة، التي زودتها بها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأكد المعهد الأمريكي في ختام تحليله على أن الولايات المتحدة ترى أنّ هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها، وأنّ تفشي المجاعة ووباء الكوليرا في اليمن ينعكسان سلباً على واشنطن والرياض على السواء وأنه على الرغم من أنّه من المتوقع أن يشدد ولي العهد على التغييرات الإجتماعية والإقتصادية التي سيجلبها إلى المملكة خلال زيارته إلى واشنطن إلا أن الضغط عليه لإنهاء الحرب سيكون من أولويات جدول الأعمال الأمريكي.

بعد 3 سنوات.. ما الذي خسره نظام بني سعود في حربه على اليمن؟

دخل تحالف العدوان السعودي على اليمن العام الرابع على التوالي دون أفق لحسم الحرب التي بدأت في مارس/آذار عام 2015 وبعد 3 سنوات من تولي بن سلمان» منصبه كوزير للدفاع  .. خلف هذا العدوان أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة أدى إلى تفشي الأوبئة وتدمير وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم.

قالت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير لها الشهر الماضي إن السعودية تكبدت خسائر ضخمة وإدانة متزايدة بسبب عدوانها وحربها علي اليمن. وأكدت أن زيارة بن سلمان المقبلة إلى لندن تثير الجدل؛ فقد وقفت معه بريطانيا ولكن باعتبارها مورداً رئيسياً للأسلحة فهي معرضة للخطر جراء الاستخدام المميت للأسلحة البريطانية في اليمن.

 ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية ستقدم للأمير «الوحشي» الدعم لمزاعم الإصلاحات الاقتصادية وجهوده المتواضعة للحد من التمييز ضد المرأة ولكن الأولوية العاجلة هي دفع بن سلمان إلى مبادرات جديدة لإنهاء الحرب في اليمن.Bnsalmen2018.3.6

وذكرت «التايمز» أن الحرب السعودية على اليمن تسببت في كارثة إنسانية وقتلت الآلاف كما حرم الحصار السعودي على الموانئ الأسر اليمنية الفقيرة بالفعل من الإمدادات الغذائية مما جعل أوضاع هذا البلد تشبه القرون الوسطى.

وأضافت الصحيفة أنه على مدى السنوات الأربع الماضية تعرض اليمن لحرب دمرت هذا البلد الضعيف بالفعل وشوهت صورة جارته الغنية بالنفط مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للملكة  السعودية عزم على إحباط ما اعتبره محاولة طهران لزعزعة استقرار الجارة السعودية. وبدعم من العديد من دول الخليج المتحالفة شن هجمات جوية مدمرة وغير دقيقة في كثير من الأحيان على مواقع الحوثيين. وكانت النتيجة كارثة إنسانية.

وذكرت: «لقد لقى الآلاف مصرعهم وبسبب عدم وجود أدوية وفشل المستشفيات مات العديد من الجرحى وفرض السعوديون حصاراً على موانئ البحر الأحمر اليمنية لقطع شحنات الأسلحة الإيرانية ولكنهم قطعوا أيضاً الإمدادات الغذائية. وقد أصبحت الأسر اليمنية الفقيرة بالفعل تعاني من الجوع وفي وضع يشبه القرون الوسطى وأخذت الكوليرا تنتشر بشكل قاتل».

ورأت «تايمز» أنه لا يوجد احتمال لفوز أي من الجانبين في هذه الحرب مشيرة إلى أن آمال التفاوض على حل توفيقي تأثرت بسبب الانقسامات من جميع الجوانب لافتاً إلى أن علي عبد الله صالح قتل العام الماضي بعد محاولة التخلي عن الحوثيين. أما في الجنوب فإن أولئك الموجودين في عدن الذين لم يقبلوا التوحيد مع الشمال قد انقلبوا على هادي.

تغيب التقديرات الرسمية لحجم التكلفة الحقيقية للحرب التي يشنها التحالف السعودي علي اليمن بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن التكلفة تتراوح بين 85 مليارا و760 مليون دولار إلى 87 مليارا و560 مليون دولار بما لا يشمل الخسائر غير المباشرة المتعلقة بتراجع الاستثمارات في السعودية على وجه التحديد والزيادة في الإنفاق العسكريى والنقص في احتياطي النقد الأجنبي.

وبحسب تقرير تلفزيوني بثته قناة «العربية» السعودية في 2 أبريل/نيسان 2015 أي بعد 8 أيام فقط على انطلاق عملية «عاصفة الحزم» فإن التقديرات أشارت إلى أن المملكة قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهريا على الضربات الجوية ضد اليمن باستخدام 100 طائرة. وأشارت القناة آنذاك إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمر أكثر من 5 أشهر ربما تكلف الرياض أكثر من مليار دولار أمريكي.

وفي أرقام بعيدة عن تقديرات القناة قالت مجلة «فوربس» الأمريكية بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار أي إن التكلفة الشهرية تصل لـ120 مليار دولار. تقدير آخر جاء في دراسة نشرتها مؤخرا جامعة «هارفارد» الأمريكية أشارت فيها إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد.

خبراء اقتصاديون وعسكريون غربيون يرون في الارتفاع الكبير لتكلفة الحرب السعودية على اليمن والفشل الميداني من أهم عوامل زعزعة الحالة النفسية لحكام الرياض مشيرين إلى أن تكلفة العدوان على اليمن الذي راح ضحيته عشرات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ تجاوزت الترليون و500 مليار دولار دون أن يحقق سلمان ونجله و«التحالف العسكري» الذي يقودانه أي إنجازات عسكرية حقيقيّة ما سيجعلها تقف على حافة الإفلاس الحقيقي في القريب العاجل.

فيما قالت شركة «آي إتش إس» للأبحاث والتحليلات الاقْتصَادية إن مشتريات السعوديّة من السلاح قفزت بمعدل كبير؛ لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015 بقيمة 65 مليار دولار.

وبالنسبة لصفقات السعوديّة في العام 2016 أعلنت الحكومة الكندية توقيع صفقة بقيمة 15 مليار دولار تتضمن بيعها لـ500 مدرّعة تعد الأقوى في العالم قبل أن تقول ألمانيا إنها سلمت المملكة الدفعة الأولى «15 زورقاً» من زوارق دورية يبلغ إجمالي عددها 48 زورقاً في صفقة بلغت قيمتها 1.60 مليار يورو.

كما ذكرت وزارةُ الدفاع الأَمريكية «البنتاغون» عن بيع 153 دبابة ومئات من المدافع الرشاشة وعربات مصفحة ومعدّات عسكرية أخرى إلى السعوديّة في صفقة بلغت قيمتها 1,15 مليار دولار إضافة إلى توقيع شراء 5 فرقاطات إسبانية بقيمة مليارَي يورو.

وفي العام ذاته أعلن «البنتاغون»، توريد أسلحة للسعوديّة قيمتها 3.51 مليار دولار تضُمُّ الصفقة مروحياتٍ للشحن من طراز «سي إتش إف شينوك» والمعدات المرتبطة بها.

وفي 2017 كشفت وكالة «شينخوا» الصينية عن توقيع الصين أَكْبَـر صفقة بيع طائرات من دون طيار في تاريخها مع السعوديّة وبلغت قيمة الصفقة 600 مليون دولار فضلا عن توقيع اتفاقية مع أمريكا قيمتها 300 مليون دولار تشمَلُ «تكنولوجيا صواريخ موجّهة فائقة الدقة».

المزيد في هذا القسم: