مراوِغة أمريكا : ترامب يعقد صفقات الأسلحة وماتيس يدعو لـ«إحلال السلام»!

المرصاد نت - متابعات

بعدما تباحث دونالد ترامب مع بن سلمان في ما سمّاه «الخطر الذي يمثله الحوثيون على المنطقة» أطلّ وزير دفاعه جيمس ماتيس قبيل بدء محادثاته مع ولي العهد بتصريحات Matuos2018.3.23«مراوِغة» وعد فيها بـ«إنهاء الحرب لصالح شعب اليمن وأمن شبه الجزيرة».


«مراوَغة» قابلتها القوة الصاروخية اليمنية برسالة «باليستية» متجددة استهدفت من خلالها القول إن المراهنة على الزمن لن تؤتي ثمارها

على بعد 3 أيام من دخول العدوان المستمر على اليمن عامه الرابع على التوالي أماطت القوة الصاروخية اليمنية اللثام عن منظومة صاروخية جديدة دشّنتها باستهداف منشأة تابعة لشركة «آرامكو» في منطقة نجران. استهداف يحمل رسالة واضحة للسعودية ومن ورائها الولايات المتحدة في وقت يواصل فيه ولي عهد المملكة محمد بن سلمان زيارته إلى واشنطن.

هذه الرسالة المتركزة على الاستعداد لـ«لاقتحام العام الرابع من المواجهة بقدرات صاروخية نوعية» تأتي في ما يشبه رداً على محاولات إدارة دونالد ترامب تمييع الموقف عبر إطلاقها وعوداً فضفضافة بمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن والعمل على إيجاد حل سياسي بالتوازي مع استعدادها لإبرام صفقات تسلح إضافية مع السعودية ورفض الأصوات الداعية إلى وقف دعمها المادي واللوجستي والاستخباري لعمليات «التحالف».

وفي آخر المواقف الصادرة من واشنطن في هذا الإطار قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس إن بلاده «تسعى إلى إنهاء الحرب» وإن «هذا هو هدفها النهائي» وهو نفسه الذي أرسل قبل أيام رسالة إلى قادة الكونغرس ناشدهم فيها الحيلولة دون تمرير مشروع قرار يلزم إدارة ترامب بقطع مساندتها عن «التحالف السعودي».

وبعبارة إنشائية مطاطة تبدو غير ذات معنى؛ بالنظر إلى توصيف البيت الأبيض «أنصار الله» أول من أمس بـ«الخطر الذي يتهدّد المنطقة» وعد ماتيس بـ«إنهاء الحرب بشروط إيجابية لشعب اليمن وأيضاً مع تحقيق الأمن لدول شبه الجزيرة» من دون تحديد ماهية تلك الشروط ما يفتح الباب على مسار يبدو طويلاً من المناورات على الرغم من تشديد الوزير الأميركي على ضرورة «إحياء جهود البحث عن حل سلمي بشكل عاجل».

دعوة «لغّمها» ماتيس بمغالطتين: أولاهما توصيفه العدوان على اليمن بـ«الحرب الأهلية» ما يعني عملياً تبرئة السعودية من ما يدور في هذا البلد أو في الحد الأدنى التقليل من حجم مسؤوليتها عنه. وثانيتهما قوله لابن سلمان: «نحن ندعمكم في هذا الصدد» في معرض حديثه عن «جهود السلام»، في محاولة لتلبيس الرياض لبوس «الراعي» بين اليمنيين المتحاربين. وهذا ما تجلى بوضوح لدى إجابة ماتيس سؤالاً عن الخسائر في صفوف المدنيين إذ تجاهل جوهر الموضوع مؤثراً الإشادة بـ«الكميات الكبيرة من المساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية للمدنيين في اليمن».

هذه الممالأة الأميركية لولي العهد السعودي مع إنهاء الحرب على اليمن عامها الثالث تقابلها على مقلب القوات اليمنية المشتركة رسائل «باليستية» متجددة تستهدف إفهام كل من الرياض وواشنطن بأن المراهنة على إخضاع الحركة بمرور الزمن لن تؤتي ثمارها. هذا ما تجلى أمس في استهداف القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية منشأة تابعة لشركة «أرامكو» السعودية بصاروخ باليستي قصير المدى من نوع «بدر 1»، مُدشّنةً بذلك «الجيل الأول من منظومة بدر الباليستية محلية الصنع» وفق ما جاء في بيان صادر عن القوة الصاروخية.

وأكد البيان «استعدادنا لاقتحام العام الرابع من المواجهة بثقة أكبر وقدرات صاروخية نوعية سيكون أثرها ملموساً في الميدان» متوعّداً بأن «القوة الصاروخية ستطال جميع منشآت العدو رداً على عدوانه وحصاره». وشدد على أن «مساعينا لامتلاك قوة دفاعية رادعة لا تقف عند حد وأنه كلما طال أمد العدوان والحصار تعاظمت قدراتنا الصاروخية»، منبهاً إلى أن «ذلك يفرض على العدو أن يأخذ في علمه أن مختلف إجراءاته للنيل من القوة الصاروخية ما هي إلا محاولات بائسة ستبوء جميعها بالفشل».

وجاء الكشف عن منظومة «بدر» الجديدة بالتوازي مع نشر الإعلام الحربي صوراً لاستهداف الدفاعات الجوية في الجيش واللجان أول من أمس طائرة تابعة لـ«التحالف» من طراز «F 15» في أجواء محافظة صعدة واعترفت قيادة تحالف العدوان على إثر إعلان استهداف الطائرة بـ«تعرض إحدى مقاتلاتها لإطلاق صاروخ دفاع جوي معادٍ من داخل مطار صعدة» إلا أنها قالت إن «الطائرة تعاملت مع مصادر النيران وعادت إلى قاعدتها الجوية بسلام».

وبرر المتحدث باسم «التحالف» تركي المالكي الحادثة بأن «ما تعرضت له مقاتلة التحالف» والذي اعترف بأنه ينمّ عن «قدرات نوعية» «عبارة عن صاروخ دفاع جوي لم يكن موجوداً ضمن القدرات العسكرية للدفاع الجوي اليمني والتي تم تدميرها من قبل قوات التحالف» مستدلّاً بذلك على «استمرار النظام الإيراني في تزويد اليمن بقدرات نوعية».

وترافق استهداف الطائرة السعودية مع تنفيذ عمليات على الجبهة الحدودية أدت إلى «مصرع وإصابة عدد من الجنود السعوديين» وفقاً لما ذكرته وكالة «سبأ» اليمنية ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن الجيش واللجان شنّا هجوماً على المواقع السعودية في صحراء البقع بمنطقة نجران ما أدى إلى «تدمير آلية عسكرية ومقتل من كانوا على متنها».

كما نقلت عنه أن القوات اليمنية استهدفت كذلك، «تجمعات في صحراء الأجاشر ووادي آل القعيف في نجران بقذائف المدفعية». وفي عسير سُجّل قصف مدفعي للجيش واللجان على «تجمعات الجنود السعوديين في قلة حسن وخلف موقع المسيال».

واشنطن توافق على صفقة صواريخ مضادة للدبابات للرياض بقيمة 670 مليون دولار

وافقت الولايات المتحدة الأميركية على صفقة محتملة لبيع النظام السعودي صواريخ TOW 2B المضادة للدبابات بنحو 670 مليون دولار بدوره أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس دعم بلاده للسعودية من أجل التوصّل إلى حل سلمي للأزمة في اليمن.

وخلال اللقاء الذي جمع ماتيس مع بن سلمان في البنتاغون شدّد الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين والعمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب في المنطقة وقال ماتيس "لقد عملنا بجدّ مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد لإنهاء القتال في اليمن ونعتقد أن السعودية هي جزء من الحل".

وأضاف "لقد وقف المسؤولون السعوديون إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ونأمل أن تنتهي هذه الحرب هذا هو العنوان العريض وسنقوم بإنجازه بشكل إيجابي لمصلحة الشعب اليمني وأيضاً لمصلحة أمن المنطقة".

ويقوم بن سلمان بزيارة رسمية إلى واشنطن منذ أيام يبحث خلالها ملفات سوريا وإيران واليمن. وفي هذا الإطار كشف مسؤول أميركي أن إدارة ترامب ستسعى خلال الزيارة لعقد مزيد من الصفقات التجارية والاتفاقيات بقيمة 35 مليار دولار من أجل دعم 120 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.

ما هو الصاروخ تاو المضاد للدروع؟

التاو هو صاروخ أميركي مضاد للدروع دخل الخدمة عام 1970 مع الجيش الأميركي موجود لدى عدد من الجيوش الغربية والعربية.

انتقلت قدرة صاروخ تاو على اختراق الدروع من سمك 430 ملم إلى 900 ملم في أجياله المتطورة كما هي حال صاروخ الجيل الثاني BGM-71E-3B وبحسب بعض التقديرات فإن سعر الصاروخ الواحد يصل إلى نحو 30 ألف دولار.

وتستطيع الصواريخ ضرب أهدافها على بعد 3 كم وطول الصاروخ 1.16 مترا، وقطره 15 سم ووزنه 18.9 كغم بينما يصل وزن الرأس الحربي الذي يحمله 2.63 كغم.

يصل مدى الصاروخ إلى نحو 4 كلم يتم وضعه على عربات مدرّعة أو سيارات الدفع الرباعي وعلى منصات متنقلة ويحمل رؤوساً حربية يتراوح وزنها بين 3 و6 كلغ كما يتم التحكم فيه عبر نظام التوجيه السلكي.

وتعدّ صواريخ "تاو" صواريخ حرارية موجهة، يتم إطلاقها بواسطة قاذف أنبوبي ويتم تعقب الهدف بصرياً عن طريق طاقم التوجيه المكون من 3 أشخاص.

المزيد في هذا القسم: