المرصاد نت - متابعات
انتقد باحث بريطاني شركات الأسلحة في بلاده التي تزود النظام السعودي الذي يقود حرباً في اليمن بالأسلحة وتسببت بمقتل آلاف المدنيين.وقال الكاتب سام بيرلو فريدمان في مقال نشره موقع "الديمقراطية المفتوحة" : "تسببت حملة القصف المستمرة للتحالف السعودي في مقتل الآلاف من المدنيين بينما دمرت المدارس والمستشفيات والمصانع والأراضي والمنشآت الزراعية" مشيرا إلى جانب الحصار الذي تقوده السعودية. تدفع حملة القصف باليمن إلى المجاعة حيث تقدر الأمم المتحدة أن إجمالي عدد القتلى في الحرب قد يصل إلى 230 ألف بحلول نهاية عام 2019.
وأضاف: "الأسبوع الماضي قامت مجموعة من نشطاء تجارة الأسلحة بممارسة الشعائر السنوية المتمثلة في النزول إلى قاعدة فارنبورو الجوية لحضور الاجتماع العام السنوي لأكبر شركة أسلحة في المملكة المتحدة “بي أي إي سيستمز”. يمتلك كل واحد منا حصة، مما يسمح لنا بحضور الاجتماع وطرح أسئلة على روجر كار رئيس مجلس الإدارة.
وتابع: "نذهب إلى هذا الاجتماع لأننا نريد محاسبة كبار تجار السلاح في البلاد، لن نسمح لهم بأن يستمتعوا بالحفل السنوي دون وجود إفساد للحفلة وتذكيرهم بالتكلفة الإنسانية مقابل أرباحهم".
وأردف: "كانت أسئلتنا حول اليمن حيث تشكل الطائرات المقاتلة من طراز المصنوعة من قبل "BAE" جزءاً رئيسياً من سلاح الجو السعودي الذي يحدث مثل هذا الدمار المطلق في البلاد". واستطرد: "كان كار قد أعد بعض السطور للدفاع عن "BAE" من التهم الموجهة لها، حيث إنها تساعد وتحرض على هذه المذبحة".
وأشار إلى أن أحد الشخصيات في إدارة الشركة كان يتصرف وكأنه سفير سعودي حيث كان مصراً على أن المملكة ليس لديها خيار سوى خوض الحرب في اليمن والدفاع عن شعبها ضد الهجمات الصاروخية اليمنية ومحاربة الإرهاب واستعادة حكومة هادي والذي أطاح به الحوثيون في عام 2014.
يقول فريدمان إن مبررات كار للحرب والتي تصور النظام السعودي كعشاق للسلام وأنها أُجبرت على الحرب التي لم تكن تريدها أبداً تنهار بناءً على أدنى تحليل للوضع. يضيف الباحث البريطاني: "الحقيقة هي أنها حرب باختيار السعودية وتحالفها كان الحوثيون غير مرتاحين بشكل كبير من نواح كثيرة لكنهم لم يهددوا المملكة أو جيرانها. لم تبدأ الهجمات الصاروخية اليمنية على أهداف سعودية إلا بعد أن بدأت حملة قصف التحالف في مارس 2015م والسبب الحقيقي للحرب هو أن السعودية رأت يدا لإيران في سيطرة الحوثيين وعقدت العزم على مواجهة منافستها الإقليمية أيا كانت التكلفة".
أما بالنسبة لمحاربة الإرهاب بحسب الباحث البريطاني فقد ذُكر أن بعض المليشيات التي تسلحها السعودية والإمارات - وغالباً ما تكون مزودة بأسلحة من الغرب - لها صلات بتنظيم القاعدة وداعش. ووفقاً لفريدمان فقد أفادت التقارير بأن المملكة العربية السعودية قد دفعت بالآلاف من القوات السودانية غير النظامية والمرتزقة لخوض حربها البرية بما في ذلك الجنود الأطفال وكذلك مليشيا الجنجويد السابقة المسؤولة عن الفظائع الجماعية في دارفور.
يتابع: "لكن حتى لو كانت الحرب نفسها عادلة إلى حد ما فإن هذا لا يسمح باستهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية أو الهجمات التي لا تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية". وأشار إلى أن كار رئيس مجلس إدارة "BAE" دافع عن هذا الأمر وقال: "هناك حروب في جميع أنحاء العالم والحتمية الحزينة هي أن المدنيين يتعرضون للأذى دائمًا لا هو ولا السعوديون يريدون ذلك". واستدرك: "فظائع مثل قصف حافلة مدرسية في أغسطس الماضي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 50 تلميذاً والكثير من الحالات المماثلة، ليست سوى حوادث مأساوية".
يقول: "إذا كان الأمر كذلك فإن التحالف السعودي لديه الكثير من الحوادث المأساوية. وفقاً لمشروع اليمن للبيانات الذي تابع غارات قصف التحالف طوال الحرب كان ما يقرب من نصف الهجمات أهدافها مدنية. مثل هذا القصف المستمر والمنهجي للأهداف المدنية لا يشير إلى سلسلة من الحوادث المؤسفة ولكن يشير إلى الفشل التام في التمييز بين العسكريين والمدنيين وتجاهل صارخ على من أو لماذا تم ضرب غاراتهم".
يمضي البحث البريطاني بالقول: "شن التحالف مئات الهجمات على أهداف تتعلق بالزراعة وإنتاج الغذاء مثل الأراضي الزراعية ومرافق الري ومكاتب الدعم الزراعي وقوارب الصيد والموانئ ومراكز التوزيع وأكثر من ذلك. العديد من هذه المنشآت بعيدة كل البعد عن أي هدف عسكري وقد تعرض البعض لهجمات متكررة"مضيفا: "هذا لا يشير إلى وجود خطأ إنه يوحي بجهد متعمد لتدمير وسائل دعم السكان المدنيين ولقد سخر مسؤول سعودي من السجل قائلاً: بمجرد أن نسيطر عليهم، سنطعمهم".
وقال: "بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين شركة الأسلحة "BAE" وحكام البلاد وموظفيها البالغ عددهم 6300 موظف في السعودية هل يُبذل أي جهد لمعرفة ما إذا كانت طائراتهم متورطة في فظائع واتخاذ خطوات لمنعها من جديد؟". وأضاف: "بمجرد تخطي التهرب الصريح حول أنها تكافح الإرهاب وتحافظ على السلام وأنها كقوة للاستقرار أعطى كار إجابة واضحة للغاية على هذا السؤال بقوله: لا".
لم يكن لدى "BAE" هذه المعلومات ولم تطلب هذه المعلومات فليس من دور "BAE" معرفة ذلك. وفقًا لـ"كار" تقوم "BAE" فقط بتزويد المعدات وصيانتها. ما يحدث بعد ذلك ليس له علاقة بهم، كل ذلك يقع على عاتق الحكومة البريطانية والسعودية.
إلى لك انتقدت صحيفة الجاريان البريطانية الدول الغربية التي تزود النظام السعودي بالأسلحة بسبب الحرب التي تقودها الرياض في اليمن وخلفت أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وفقا لتقارير الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير أعدته الكاتبة غابرييلا بيليني إنه مع تزايد التوترات الاجتماعية والسياسية في مجموعة متنوعة من الدول فيما يتعلق بالسعودية أصبح الحفاظ على العلاقات العسكرية القوية ومبيعات الأسلحة نقطة ضعف في جداول أعمال السياسة الخارجية لتلك الدول. وأضافت "على الرغم أنه في بعض البلدان قام الأشخاص أو المسؤولون الحكوميون فيها بإيقاف المبيعات إلا أن هناك شخصيات أخرى أكثر قوة تطلق العنان للصفقات وتوافق على المعاملات" مشيرة إلى أن السعودية تكافح للحفاظ على الدعم المستمر لمشاركتها في حرب اليمن.
وأشارت إلى أن بعض الحكومات تستمر في تقديم الدعم بينما تشكك حكومات أخرى في أهداف البلاد وتسعى بنشاط إلى خفض أو وقف كل أشكال الدعم. علاوة على ذلك مع العرض المستمر للصور والإحصائيات المتعلقة باليمن والتي تجعلها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وعن الولايات المتحدة قالت الصحيفة إن الرئيس ترامب وإدارته واصل تقديم الدعم للسعودية، مشيرة إلى أن الكونجرس الأمريكي بدأ في الانهيار بموقفه التقليدي المتمثل في الدعم الثابت للرياض. وذكرت أنه في نوفمبر 2018م قدم أعضاء مجلس الشيوخ تشريعًا يفرض عقوبات ويقيد مبيعات الأسلحة إلى السعودية والكيانات الأخرى التي تم تحديدها على أنها مسؤولة عن دور السعودية في الحرب الأهلية اليمنية، رغم أن هذا أدى إلى مزيد من التوتر بين الكونغرس والبيت الأبيض إلا أن الأخير سعى بشغف للالتفاف على هذا التشريع.
تقول الصحيفة "لذلك في 24 مايو أعلنت الإدارة أنها ستتجاوز الكونغرس لاستكمال بيع أسلحة بقيمة ملياري دولار إلى السعودية بإعلان حالة الطوارئ من أجل مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. صرح وزير الخارجية بومبيو بأن مصلحة الأمن القومي يتعلق سؤاله بالتهديد المتصوَّر الذي تمثله إيران للمملكة السعودية في اليمن وكذلك في أجندة إدارة ترامب الشاملة".
تشير الجارديان إلى أن فرنسا أيضًا طرفًا رئيسيًا في هذا النقاش لأنها ثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم حيث إن السعودية تعتبر عميلا رئيسيا ولقد ذهبت 60% من مبيعاتها من الأسلحة في عام 2017 إلى الشرق الأوسط وحده أي ما مجموعه 3.92 مليار يورو.
تضيف الكاتبة "على الرغم من استمرار سياسة الحكومة التي تنص على أن جميع الأسلحة الفرنسية تستخدم فقط لأغراض دفاعية من قبل السعودية، فإن الواقع مختلف"، مشيرة إلى أن تقريرا سريا تم تسريبه في أبريل أن السعودية والإمارات تستخدمان منظومات الأسلحة في الحرب الأهلية للمساعدة اللوجيستية والهجمات.
في مثال آخر على الاحتجاج على حرب الملك سلمان ذكرت الجارديان أنه في 20 مايو رفضت النقابات الإيطالية تحميل مولدات الكهرباء على متن سفينة سعودية تحمل أسلحة في احتجاج على الحرب في اليمن. وفي بيان قال العمال النقابيون إنهم لن يكونوا متواطئين فيما يحدث في اليمن. وذكرت جماعات حقوقية تدعم العمال النقابيين أن الأسلحة التي تم بيعها للسعودية للحرب في اليمن تتعارض مع معاهدة الأمم المتحدة بسبب خطر أنها قد تستخدم ضد المدنيين.
وأوضح التقرير أن أعضاء رفيعي المستوى من العائلة الحاكمة في السعودية انتهزوا هذه الفرصة لدفع أجندتهم المعادية لإيران من أجل المطالبة بمزيد من الدعم ضد العدو المشترك. يقول التقرير "لقد انتهزوا كل الفرص لإسقاط إيران وتنفيرها وإظهار أن العنف السعودي وحده هو السبيل لتحديهم" مضيفا "نظرًا لأن الحرب اليمنية هي أرض المعركة الأكثر مباشرة لمنافسة اللاعبين على الهيمنة الإقليمية فإن الوصول إلى الأسلحة والذخائر من الدول الأخرى أمر أساسي للمملكة السعودية".
وختمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول "سوف يملي التصعيد مع إيران داخل اليمن وخارجها كيف تتحول مبيعات الأسلحة في المستقبل على الرغم من أنه لا يبدو كما لو أن صورة السعودية سوف تسترد عافيتها في أي وقت قريب".
المزيد في هذا القسم:
- النظام السعودي يعيق إيصال مواد الإغاثة والمساعدات للشعب اليمني المرصاد نت - متابعات تكاد السنة الثالثة للحرب على اليمن تنتهي ولم ينتهي بعد هذا العدوان المجحف بحق أبناء الشعب اليمني الذي عانى ما عاناه من ظلم ومأساة وفقر وأ...
- مأساة اليمنيين .. انتشار الوباء وتقاعس حكومي وحصار شامل وصمت دولي المرصاد نت - متابعات دعا منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك الاثنين جميع الاطراف للعودة إلى مفاوضات السلام لوضع حد للحرب مطالباً في ...
- خطوات ممنهجة لتدمير التحالف البيئة البحرية اليمنية المرصاد-متابعات ستة أعوام اوشكت ان تكتمل من الحرب الشرسة على اليمن تسبب بخسائر كبيرة في الجانب الاقتصادي بمختلف جوانبه. ولم يكتفي التحالف بتدخله...
- الغارديان: إذا لم نتصدى للسعودية فإن الوهابية ستنتصر المرصاد نت - متابعات بعد الكشف عن استخدام النظام السعودي أسلحة عنقودية بريطانية الصنع في عدوانه على اليمن أثيرت تساؤلات عمّا تكسبه بريطانيا من علاقتها بالسعود...
- اعتراف بريطاني بالمشاركة في الحرب على اليمن المرصاد-متابعات اعترفت وزارة الدفاع البريطانية للمرة الأولى، أمس الخميس، بمشاركة مقاتلاتها الحربية في الحرب على اليمن. ونقلت صحيفة مورنينق ستار البريط...
- صحيفة أمريكية: الولايات المتحدة تتورط في اليمن من دون موافقة الكونغرس وإعلان الحرب المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة (Salon) الأمريكية إن إدارة أوباما نشرت بسرية على مدى الاسبوعين الماضيين، قوات أمريكية للمساعدة في القتال ضد القاعدة في اليم...
- مجاعة وموت بطيء باليمن.. وأميركا تمد السعودية سياسياً وعسكرياً المرصاد نت - متابعات أعلنت الأمم المتحدة ان السعودية رفضت رفع الحصار عن اليمن وقالت ان جهودها لم تنجح في رفعه حيث إن واشنطن تغطي قوى العدوان على اليمن سياسياً...
- بعد أربع سنوات من العدوان .. صنعاء تهدد التحالف بأسلحة ردع إستراتيجية ! المرصاد نت - متابعات شكّل العدوان والحرب السعودية الإماراتية على اليمن فرصة لتخلص الأخيرة من الهيمنة التاريخية لدول المنطقة وداعميها الإقليميين وهو ما جاء عكس ...
- الاندبندنت: أمريكا تقصف اليمن والصحافة البرجوازية الاميركية لا تهتم المرصاد نت - متابعات إن لدى الولايات المتحدة تاريخ في دعم الأنظمة القمعية والتدميرية في كل زاوية من زوايا هذا العالم ففي 12 اكتوبر المنصرم قصفت الولايات المتح...
- فشل متجدّد لقوات تحالف العدوان على جبهة الساحل المرصاد نت - متابعات من دون أن ينكسر الصمت الرسمي السعودي والإماراتي على تحركات المبعوث الأممي مارتن غريفيث الهادفة إلى إيجاد حلّ للوضع في مدينة الحديدة وأصلت...