منظمة العفو الدولية تحذّر من كارثة إنسانية في الحديدة

المرصاد نت - متابعات

مع اشتداد حدة القتال خلال الأسابيع الأخيرة في محيط محافظة الحديدة وعلى طول الشواطئ الغربية اليمنية وجهت «أمنستي» تحذيراً من الأثر البشري لهذا الهجوم العسكري الذي قد يطال المدنيين الفارّين

أفاد تحقيق ميداني أجرته «منظمة العفو الدولية» (أمنستي) بأن الهجوم الذي تشنه المليشيات الموالية لـتحالف العدوان تسبّب بنزوح عشرات آلاف المدنيين من محافظة الحديدة (غرب) مع احتدام القتال على خطوط الجبهة على الساحل الغربي لليمن وحذرت من مغبة حدوث «ما هو أسوأ» إذا وصلت الحرب إلى مناطق الحضر الخاضعة لسيطرة القوات اليمنية المشتركة.

وفي التقرير الذي نُشر اليوم قالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع 34 شخصاً نزحوا من عدة قرى وبلدات في محافظة الحديدة بين كانون الأول/ يناير وأوائل أيار/ مايو تحدثوا عن «هجمات مروعة» بقذائف الهاون (المورتر) فضلاً عن غارات جوية وألغام وغيرها من الأسلحة الخطرة وذلك في الوقت الذي كانت المليشيات المواية لـتحالف العدوان بقيادة الرياض تسعى لإلحاق الهزيمة بالجيش واللجان الشعبية.

في هذا الإطار رأت كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في «أمنستي» راوية راجح أن «الأثر البشري لهذا الهجوم العسكري الجديد على المناطق الساحلية الغربية لليمن، واضح في القصص المؤلمة التي تشاطَرها المدنيون الذين تسبب العدوان والحرب في نزوحهم»، وأن روايات النازحين هي بمثابة «لمحة عمّا يمكن أن يحدث على نطاق أوسع إذا طال القتال مدينة الحديدة ذات الكثافة السكانية الشديدة». وأعربت راجح عن قلق المنظمة الشديد «بشأن ما يبدو أنه هجمات عشوائية وانتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي»، مطالبةً «جميع الأطراف الالتزام ببذل قصارى جهدها لتوفير الحماية للمدنيين» باعتبار أن «الهجمات تعرض حياة وسبل معيشة مئات الآلاف للخطر».

وفق التقرير أبلغ مدنيون من زبيد والجراحي وحيس والخوخة التي تقع على بعد بين 100 و150 كيلومتراً جنوبي مدينة الحديدة «العفو الدولية» أنهم وكثيرين آخرين فرّوا إلى مدينة عدن الخاضعة لسيطرة مليشيا مسلحة موالية للإمارات وفي أجزاء أخرى ملشيات موالية للسعودية.

كذلك أشار التقرير إلى أنه تم تفجير حافلات تقلّ مدنيين من الفارين بسبب الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات التي «زُعم أن الحوثيين قاموا بزرعها في محاولة لمنع المليشيات المسلحة من التقدم».

كما أن غالبية الفارين لم يكن في إمكانهم دفع ثمن الرحلة إلا ببيع ممتلكاتهم بحسب «العفو الدولية». وفي غياب المخيمات الرسمية للنازحين داخلياً سعى العديد من المدنيين النازحين، الذين أجرت المنظمة مقابلات معهم في عدن للحصول على ملجأ موقت في أوضاع غير مستقرة من بينها مبانٍ قيد الإنشاء أو بنايات مهدمة تعرّضت لأضرار بالغة في جولة سابقة من القتال بين القوات اليمنية والمليشيات الموالية لـتحالف العدوان في عدن عام 2015.
يذكر أن محافظة الحديدة تمرّ عبرها حوالى 90 في المئة من واردات اليمن التجارية وإمدادات الإغاثة المطلوبة بشدة.