المرصاد نت - قاسم عزالدين
العدوان السعودي ــ الإماراتي لتدمير الحُديدة فوق رؤوس سكانها المكلومين بالجوع والمرض من الحصار تشارك فيه الدول الغربية وبعض الدول العربية بما لا تقدر عليه السعودية والإمارات. لكن الرئيس الفرنسي يسعى لإشباع جوع طموحاته باقتناص بقايا الفريسة التي يعفُّ عنها الذئب الأميركي.
بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان عشية العدوان الجوّي لتدمير مطار الحديدة هو بمثابة الضوء الأخضر للسعودية والإمارات من أجل تنفيذ العدوان على المطار والابتعاد في الوقت الحالي عن الميناء. فإعراب المفوضية عن قلقها على الوضع الإنساني لم يقترب من شبهة الضغط لوقف العدوان أو الإشارة من بعيد إلى الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها السعودية والامارات بسلاح الجو.
في السياق نفسه يجدد مجلس الأمن دعوته "لإبقاء ميانئي الحديدة والصليف مفتوحين" ويُعرب عن قناعته بأن الحل في اليمن هو حل سياسي وليس الحل العسكري. لكنه يعوّل على جهود مبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث الذي ذهب إلى صنعاء بذريعة البحث عن حل سياسي لا يعدو كونه عن طلب استسلام وتسليم السعودية والإمارات بالسياسة ما عجزت عنه دول العدوان بالحرب والتجويع والحصار.
الدول المتحكّمة بمجلس الأمن والهئيات الانسانية الدولية لا يضيرها أن تُعطي من طرف اللسان حلاوة لتعزيز الأوهام بفضائل مزعومة. لكنها شريكة فعّالة في جرائم اليمن التي باتت تُوصف بكارثة العصر كما تُطلق عليها الجمعيات الإنسانية. فالإدارة الأميركية التي رفضت طلباً من الإمارات لخوض معركة العدوان المباشر على الحُديدة، لا تنفي مشاركتها الفعّالة في العدوان على اليمن عبر تزويد السعودية والإمارات بالسلاح والذخائر وعبر الإشراف على غرفة العمليات والدعم اللوجستي والاستخباري وإحداثيات الأقمار الصناعية. وهي تشارك أيضاً بمستشارين وخبراء عسكريين على الأرض وبضباط أميركيين متقاعدين وشركات "بلاك ووتر" المشرفة على الأمن والعمليات الخاصة.
في بريطانيا يوجّه حزب العمال والمنظمات المناهضة للحرب أصابع الاتهام إلى حكومة تيريزا ماي بالمشاركة مع السعودية والإمارات في التسبب بالجرائم بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. ولا تنفي تيريزا ماي معظم هذه الاتهامات لكنها تبرّر مشاركتها بما تجنيه من مكاسب اقتصادية وتجارية مع السعودية والامارات.
لعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر حذاقة من الحكومة البريطانية في تبرير المشاركة بالجرائم إذ يصبغها بلون من الدهان الانساني وفق ما خلصت إليه مجلة "لو جورنال دي ديمنش" الأسبوعية الفرنسية. فوزارة الدفاع الفرنسية نفت ما نقلته صحيفة "لو فيغارو" عن مصدرين عسكريين بشأن مشاركة فرنسا بقوات على الأرض في معركة الحديدة.
لكنها نفته بعذر أقبح من ذنب في إدعائها أنها تستعد "لعملية إزالة الألغام لدوافع إنسانية بعد اكتمال العمليات في الحديدة" وسيطرة العدوان ضمناً. وهذا التفسير من وزارة الدفاع أثار حفيظة طوني فورتين من مرصد التسلّح الذي وصف نفي الوزارة بأنه نفي في معرض التصريح بتشجيع العدوان على الحديدة بشكل لا لُبس فيه. وفي مجرى هذا الاندفاع الفرنسي الذي أقرّه ماكرون في لقائه مع محمد بن سلمان في باريس بتاريخ 10 نيسان/ بحسب "وول ستريت جورنال"، دعا ماكرون إلى ما سماه "مؤتمر إنساني" في باريس في نهاية الشهر الحالي متوقعاً الحسم العسكري واستسلام الجيش واللجان الشعبية.
لا غرو أن الدول الغربية المشاركة بالجرائم والعدوان، تزعم محاربتها النفوذ الإيراني وتعزيز المصالح التجارية مع السعودية والإمارات وحماية المصالح الجيو ــ سياسية مع إسرائيل. لكن فرنسا التي ألِفَت تاريخياً اقتناص الغنائم في الخليج وراء أميركا يتراءى لها بزعامة ماكرون أن تعفّف ترامب عن الانغماس في معركة الحديدة هي فرصة ابن آوى للانقضاض على بقايا فريسة الذئب الأميركي. فماكرون يتخيّل فوز الإمارات بمينائي عدن والحُديدة على مطل باب المندب مقابل القواعد العسكرية في جيبوتي التي غزتها أميركا واليابان والصين لحماية إمدادات النفط بعد أن كانت حكراً على فرنسا. ولعلّه يعوّل على انسجامه مع ابن سلمان وابن زايد فيما يبشّر به ماكرون في داخل فرنسا وخارجها بشعارات الاصلاح والتحديث وفي مقولة "إذا أردت مكافحة الجوع عليك إشباع جوع الأغنياء للثروات الطائلة" كما يعتقد ماكرون ويفتخر.
ولا ريب أن ماكرون الذي يتوهم هزيمة اليمن بوقوعه فريسة للذئاب وأبناء آوى الذين يشبهون بعضهم بعضاً في قتل الأبرياء وتدمير حضارات انسانية عريقة غير قابلة للبيع في أسواق النخاسة لا يعرف عظمة اليمنيين في مواجهة الأعداء. وفي أغلب الظن أن تعمّقه في الاطلاع على قياديي الحركة الصهيونية لم يصل به إلى الاطلاع على اعتراف بن غريون أن الكتيبة اليمنية في الجيش المصري أذاقت الاسرائيليين أهوال الموت بشجاعتها وعزيمتها.
المزيد في هذا القسم:
- تحالف العدوان السعودي يصعّد جواً وأرضاً مع انطلاق محادثات السويد ! المرصاد نت - متابعات قالت وزارة الدفاع اليمنية أن تصعيداً عسكرياً واسع جواً وأرضاً لتحالف العدوان السعودي في جبهات القتال الداخلية وعلى الحدود في نجران وأتهمت...
- الوكلاء المحليون في اليمن .. بيادق الرياض وأبو ظبي ! المرصاد نت - لقمان عبدالله تتسارع الأحداث الميدانية في جنوب اليمن بين طرفَي النزاع: «الشرعية» اليمنية مدعومة من السعودية و«المجلس الانتقالي الجنوبي» مدع...
- اجتماع لجنة صياغة الدستور بحضور بن عمر و17 تجربة صياغة دستور تحت الاستنباط.. شرعت لجنة صياغة الدستور في مناقشة خطة عملها والجداول الزمنية الخاصة بمهامها خلال اجتماعها اليوم الذي عقد بحضور المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر وكشف مص...
- إتفاقية سرية بين الإمارات و”بلاك ووتر” لجلب المرتزقة الكولمبيين للقتال في اليمن وليبيا المرصاد نت - متابعات استطاع موقع "وطن" الحصول على نص الإتفاقية السرية التي وقعتها دولة الإمارات مع كولومبيا لجلب مئات المرتزقة الكولمبيين للقتال في صفوفها بعد...
- واشنطن تدرس التدخّل المباشر في الحرب على اليمن المرصاد نت - لقمان عبدالله تدرك الولايات المتحدة الأميركية أن المجازر السعودية بحق الشعب اليمني تسيء إلى سمعتها وتحدث ضرراً كبيراً في ادعاءاتها راعيةً لحقوق ال...
- حضرموت رهينة طرفي العدوان .. دور محوري إماراتي في الساحل وتمدد سعودي في الوادي المرصاد نت - متابعات عامان من العدوان والحرب في حضرموت أتت تداعياتهما مريرة و وخيمة على واقع المحافظة المسالمة الغنية بالثروات والموارد. فبعد أيام من...
- طيران تحالف العدوان يواصل غاراته على عدد من المحافظات المرصاد نت - متابعات واصل طيران العدوان الأمريكي السعودي ارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني خلال الساعات الماضية خلّفت عدداً من الشهداء والجرحى. وأوضح مصدر أم...
- المجلس الأعلى يعلن تشكيل حكومة انقاذ برئاسة بن جبتور المرصاد نت - سبأ صدر اليوم قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم" 18" لسنة 2016م بتكليف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور بتشكيل حكومة إنقاذ وطني فيما يلي نصه : ...
- ! تحت وطأة حصار “التحالف” الخانق .. وفاة 5 نساء وشيخ مسن في الدريهمي المرصاد نت - متابعات بلغت حصيلة ضحايا الحصار الخانق الذي تفرضه قوات التحالف السعودي الإماراتي على مدينة الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة 5 نساء وشيخ مسن وفق مصاد...
- عُمان تستعين بـ"بريطانيا" لردع الاحتلال الإماراتي المرصاد نت - متابعات يوماً عن أخر وسلطنة عمان تضيق ذرعا بالممارسات الاماراتية في المناطق الجنوبية اليمنية فمنذ عام ونصف بدأت الإمارات تتمدد بأطماعها التوسعية ...