مستنقع الحديدة يبتلع أحلام بن سلمان وأمریکا والإمارات ومرتزقتهم

المرصاد نت - متابعات

تحالف العدوان على اليمن بجميع أعضائه الإقليميين والدوليين يعيش هذه الأيام ظروفاً لأ يحسد عليها نظراً إلى إنه غارق في مستنقع اليمن ولا يجد مفراً له سوى عقد الأمل علىAlhodidah2018.6.24 المشاورات والمفاوضات التي يجريها المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث.

قد يستغرب البعض ان يبذل جميع أعضاء تحالف العدوان ما بوسعهم للخروج من مستنقع اليمن بشكل مشرف مع حفظ ماء الوجه عبر التواصل مع المبعوث الاممي ولكن الحقائق الميدانية لا توحي بغير ذلك. فإبن سلمان الذي وعد قبل أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام بحسم ملف اليمن في غضون ثلاثة أسابيع وإعادة الفأر هادي الى سدة الحكم وقطع الاذرع الإيرانية وبالتالي إعادة الأمن والأستقرار الى الحدود المشتركة مع اليمن سرعان ما أدرك بان هذه مجرد أضغاث أحلام نابعة من عدم نضجه وخبرته .

هذا فضلا ًعن أن مواكبته لمحمد بن زايد أوصلته الى نتيجة مفادها أن نظيره الإماراتي وقبل أن يكون عوناً ومطيعاً له قد تحول الى منافس جاد يقدم مصالح بلاده على أي مصلحة أخرى وانه يحاول فرض رؤاه وإملاءاته على المنطقة كما هو حال إبن سلمان.

هنا ينبغي القول ان إبن سلمان لو كان يتحلي بقدر ضئيل من الخبرة والحنكة السياسية لأدرك منذ البداية أن مواكبة بن زايد له في العدوان على اليمن كانت تهدف الى إكمال سلسلة حلقات جزره والهيمنة على البحر ومنطقة باب المندب الإستراتيجية من جهة وضم ميناء الحديدة إلى الإمارات باعتباره الإمارة الثامنة من جهة اخرى.

إن إبن سلمان ومنذ اليوم الاول الذي أرتدى فيه جبة ولاية العهد وضع نصب عينيه تحقيق هدفين أساسيين أولهما إقصاء المنافسين له على العرش وبالطبع ليس فقط نجح سريعاً في تحقيق مبتغاه بمساعدة من والده بل إنه وبذريعة مكافحة الفساد – كما يدعي الأمير الغر- قام بإقصاء وترهيب جميع منافسيه .

الهاجس الثاني الذي كان يعتري إبن سلمان هو فرض أقتداره وزعامته على المنطقة وبالطبع العالم الإسلامي والخطوة الأولى في هذا الأطار تمثلت في حسم مشروع إحتلال اليمن الفاشل. بناء على ذلك بدا الأمير الغر زيارات مكوكية الى الدول الغربية والأمريكية بهدف كسب الدعم . تم إنفاق ملاين الدولارات الحاصلة من بيع النفط واقامة موسم الحج في إطار صفقات ملياردية فضلا عن الطاعة العمياء لأمريكا وأوروبا في جميع المجالات لاسيما الموافقة الصريحة على الإعتراف بشرعية الكيان الصهيوني والترحيب بصفقة القرن.

ظاهر الأمور كان يوحي بأن جميع المقدمات كانت مهيأة لإبن سلمان لتنفيذ مآربه وكما يقال فان المقتضيات كانت موجودة والموانع مفقودة . صدر أمر الهجوم على الحديدة بهدف محاصر سلطة صنعاء  جواً وبحراً. حلت ساعة الصفر بشروط أمريكية مسبقة تؤكد ضرورة أن تكون العمليات خاطفة وحاسمة .

الإمارات وفي خطوة لدعم مشروع إبن سلمان قامت بتعبئة 12 لواءا من قوات التحالف الى جانب لواء العمالقة ووضعتهم تحت إمرة طارق عفاس نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزجت بهم في حرب الحديدة.

المخطط كان قد حدد مهلة شهر لإحتلال الحديدة كحد اقصى لكن التقدم السريع والخاطف للقوات الغازية في طريق الساحل المعبدة أصطدم بصمود اليمنيين. تنصلت أمريكا عن تقديم الدعم لقوات التحالف في عملياتها بالحديدة وذلك بعد أن أدركت بأنه تم التلاعب بها بسبب المعلومات الإستخباراتية المغلوطة التي قدمها السعوديون والإماراتيون اليها.

وبما إنه كان قد تم زج أسم ترامب وأمريكا في العدوان على اليمن فان واشنطن رات نفسها مرغمة بالتالي على تحجيم مساعداتها الإستخباراتية والتاكيد ثانية على ضرورة إنهاء الحرب بشكل سريع ونهائي.

نتائج العدوان لم تكن كما جرى التخطيط لها على الورق حيث كان من المقرر أن يتم الاستيلاء على مطار الحديدة كهدف أساسي ولكن ما نشاهدة اليوم على الساحة هو تطويق القوات الغازية من ثلاث جبهات وقطع إتصالها مع الجهات الخلفية الداعمة لها الأمر الذي حدا بأمريكا الى خوض غمار المعركة مجدداً عبر مروحياتها لتقديم الدعم اللوجستي الى القوات المحاصرة  .

حالياً حيث تثأر الكثير من الشكوك حول مصداقية أمريكا وأوروبا وأعوانها عسكرياً وإعلامياً  فان الجميع بأتوا يتشبثون بالمبعوث الدولي الى اليمن اليمن مارتن غريفيث ويعقدون الأمل على وساطته لإستعادة المياه إلى مجاريها لكن  الجيش واللجان الشعبية اليمنية الظافرة ترفض أي مساومة أو مفاوضات حول سيادة الحديدة في ظل الأنتصارات التي تحققها.

قراءة : أبو رضا صالح

المزيد في هذا القسم: