الفشل العسكري وإندحار الغزاة ومرتزقتهم في الساحل الغربي يحرك العالم

المرصاد نت - متابعات

يصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الاثنين إلى العاصمة صنعاء. ونقل مصدر دبلوماسي في صنعاء أن المبعوث الأممي سيعرض خلال Alsahil Yemen2018.7.2لقاءاته بالمجلس السياسي الأعلى وقيادات القوي الوطنية إتفاقاً حول مدينة الحديدة ومينائها غرب البلاد قبيل عرض رؤيته لإستئناف المفاوضات بين كافة الأطراف اليمنية أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل لإقرارها والبدء فيها.

ويقوم غريفيث حالياً بجهود وساطة بين سلطة صنعاء وحكومة المنفي لإنهاء أزمة مدينة الحديدة الساحلية وميناءها.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أعلن أمس الأحد تعليقاً مؤقتاً للعمليات العسكرية في محافظة الحديدة بزعم دعم جهود غريفيث في تحقيق إنسحاب غير مشروط للجيش واللجان الشعبية من مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي.

من جهته عبّر المتحدث الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام عن رفض صنعاء النقاش الجزئي بشأن الحديدة وأضاف: موقفنا هو موقف واضح وصريح ولا يمكن أن نقبل أي نقاش جزئي لا في الحديدة ولا في غيرها بالمطلق. والذي يجب على الأمم المتحدة أن تتحرك فيه بعد مرور ما يقارب 4 أعوام من هذا العدوان هو البحث عن حل سياسي. فالعالم يُجمع أن الحل في اليمن هو سياسي ولا يجوز أن يتحرك المبعوث إلى الحل العسكري وأن يذهب إلى الحديدة حيثما إتجه العدوان.

الي ذلك قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن تحديات حرب المدن أجبرت القوات والفصائل الإماراتية على وقف هجوم مدينة الحديدة وأعلنت الإمارات الشريك الرئيسي في العدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن أمس الأحد وقف عملياتها العسكرية في الحديدة بشكل مؤقت بعد نحو ثلاثة أسابيع من إنطلاقها.

وتجاهلت أبوظبي سابقاً التحذيرات الدولية ونفّذت العملية العسكرية التي هدّدت حياة آلاف اليمنيين لإعاقتها وصول المساعدت الإنسانية عبر ميناء الحديدة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه عندما بدأت الإمارات حربها للسيطرة على الحديدة الشهر الماضي كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق إنتصار سريع غير آبهين بالتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محتملة فخورين بقواتهم العسكرية والمليشيات التابعة لهم وقدرتها على الإطاحة سريعاً بالجيش واللجان الشعبية والإرادة اليمنية.

وأضافت الصحيفة : لكن تحديات حرب المدن (الشوارع) أوقفت الهجوم وسط موجة من النشاط الدبلوماسي الذي يهدف إلى وقف الحرب .

وتابعت الصحيفة أن معركة السيطرة على الحُديدة أدّت إلى غضب دبلوماسي دولي كبير بسبب القلق على سلامة المدنيين البالغ عددهم 600 ألف نسمة والخشية من تهديد الحرب لخطوط الإمداد والإغاثة الإنسانية التي تصل عبر ميناء الحديدة إلى نحو 8 ملايين يمني.

في بداية معركة الحديدة قال المسؤولون الإماراتيون إن لديهم هدفين رئيسيين في الحديدة؛ الأول هو السيطرة على الميناء والمطار والثاني هو أن يكون هذا الانتصار مقدّمة لدفع الحوثيين وإجبارهم على الدخول في مفاوضات السلام ومنح القوى المدعومة من قبل الإمارات والسعودية دفعة أقوى خلال مفاوضات السلام.

وأكّد مسؤولون إماراتيون أنهم فضّلوا عدم الدخول إلى مدينة الحديدة لأنهم لا يريدون الدخول في حرب مدن خاصة وأن القوات التابعة للإمارات غير مجهّزة لحرب من هذا النوع. هذا وكانت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية قد إتّهمت في تقاريرها أبوظبي بأنها تدير سجوناً سرية في اليمن وتعرّض فيها سجناء إلى شتى أنواع التعذيب.

 وفي سياق متصل يبدو أن معركة الحديدة قد كشفت عن بدء خريف العلاقات السعودية الإماراتية على الأقل العسكرية منها حيث بات يرى الجانبان نفسهما – وطبعاً سائرقوى تحالف العدوان – في ورطة لم يكن يتوقع أحد أن تدوم إلى اليوم وأن تستنزف معنويات القوى الغازية لليمن بشكل يجعلها تلجأ إلى النقار مع الآخر حول الآمر والمأمور فيما بينهم.

فقد وضعت الإمارات السعودية في وضع حرج بإعلان وقف العمليات العسكرية عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي أعلن عبر تغريدات له وقف العمليات العسكرية في الحديدة كان وفقا للسعوديين يجب أن يصدر بواسطة الناطق باسم التحالف العقيد تركي المالكي بعد المشاورات مع القيادة السعودية.

وأكد موقع "صدى الخليج" نقلا عن مصادر سعودية وجود ضغوط خارجية دولية هائلة أجبرت الإمارات على هذا الإعلان بعيداً عن موافقة السعودية أو عدم موافقتها ويعزون ذلك لوجود أسرى كبار تابعين لدول مهمة كفرنسا وإسرائيل وبريطانيون وأميركان إضافة إلى قيادات إماراتية والمئات من المرتزقة من جنوب اليمن والسودان تخشى الدول الغربية من انفضاح أمرهم فيما لو استمرت المعارك وقد يقوم الإعلام الحربي اليمني بعرضهم أمام الشاشات ما سيتسبب بانتكاسة وفضيحة دولية قد تطيح بحكومات دول تمنع قوانينها الاشتراك بحروب خارجية من دون الرجوع إلى برلماناتها الأمر الذي انتهى إلى الضغط على الإمارات المخطط الفعلي والمتبني لهذه المعركة لإيقاف القتال هناك باقل الخسائر.

كانت تمني الإمارات نفسها أن تسيطر على أهم وأخطر الممرات الدولية البحرية التي يطل ميناء الحديدة عليها لكن ما حدث من مقاومة شديدة وسقوط ضحايا في الجانب الذي تقوده الإمارات أربك الخطط العسكرية وأفشلها ويقال إن السعودية كانت معارضة لشن هذه الحملة ولكن إصرار الإمارات وإعلانها التمهيدي لهذه المعركة وضع القيادة السعودية في حرج.

وكانت القوات السعودية قد حاولت قبل أيام التدخّل على نحو نوعي في معركة الساحل الغربي وإحداث اختراق من الجهة الشمالية بعد فشل نظيرتها الإماراتية في تحقيق تقدم جنوباً.

ولإتمام هذه المهمة حاولت القوة البحرية السعودية تنفيذ إنزال بحري في منطقة ميدي إلا أن القوة البحرية اليمنية نجحت في إفشال العملية وعبرت قيادات سعودية خلال اجتماع خاص عن سخطهم وغضبهم لهذا الإعلان المفاجئ من دون الرجوع فيه لاستشارة أحد في النظام السعودي.

هذا وفاجأ رئيس اللجنة الثورة العليا محمد علي الحوثي الأوساط السياسية بالحديث عن حصار للمرتزقة الإماراتيين في الحديدة حيث تحدث في تغريدته بالحرج الذي وقعت فيه الإمارات وحلفائها الغربيون.

وقال محمد علي الحوثي في تغريدة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس الأحد: إذا كان الإماراتيون صادقين في إيقاف عدوانهم على الحديدة فنحن جاهزون للتواصل من أجل البحث في كيفية إخراج مرتزقتهم من الحصار هناك في إشارة إلى ما لدى القوات اليمنية المشتركة من كنز ثمين تمت السيطرة عليه وهم أسرى من كبار الضباط والقادة الغربيين والاسرائيليين والإماراتيين وجاءت تغريدة الحوثي في سياق تبادل التصريحات والتصريحات المضادة مع الإمارات على خلفية إعلانها وقف القتال في الحديدة.

التغريدة تتمتع بقدر عال من الثقة بالنفس.. ما بات يفتقر إليه إعلام العدوان بشقيه السعودي والإماراتي والذي يبدو أنه لم يعد يقو على كتمان ما يدور من سجال خلف كواليسه أو أنه لم يعد يكترث إلى افتضاح المساجلات التي يتراشق بها الساسة أو الجنرالات فيما بينهم.. وهذا ما ينذر بالمزيد والمزيد.

يضاف إلى ذلك تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان الذي سخر من مدعيات قرقاش بالقول إن "الإمارات كانت تتوقع احتلال الساحل الغربي في ساعات وإذا بها تغوص في رمال الساحل اليمني وتغرق في مياه بحره بعمليات وبطولات الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة وقبائل اليمن الأحرار الذين يتقاطرون على الساحل لمواجهة عدوان بربري ومحاولة احتلال بائسة من قوى أكثر بؤسا وحماقة اعتادت اللعب في مصائر الشعوب والدول والاقتيات على آلام البشرية من اجل مصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية التي تقف وراء أدواتها في العدوان على اليمن وشعبه."

وأضاف: نعتقد ان محاولة قرقاش هي محاولة للدخول في معركة جديدة للتغطية على الفشل العسكري والسياسي والإعلامي الذي وقعوا فيه نتيجة اعلامهم الصريح والذي كانوا يطمئنون اليه بأنهم سيسيطرون على الحديدة وان صلاة العيد ستكون فيها وعندما فشلوا عادوا الى هذه الالتفافات والخدع.

فضلاً عن أخبار الإنجازات الميدانية لصالح الجيش واللجان الشعبية.. فإن كل هذه إنما هي مؤشرات على أن اليد الطولى إنما هي للجيش و اللجان الشعبية وليس للقوات الأجنبية الغازية إماراتية كانت أم سعودية أم غيرها.

معركة الحديدة قد تكون علامة فارقة خلال الحرب المفروضة على اليمن.. قد يصنف التاريخ الحرب إلى ماقبلها ومابعدها حيث تعددت مظاهر الهزيمة لقوى العدوان فيها وكشفت ما كان عليه النمر الورقي الذي تشكله مجمل القوى المتحالفة ضد اليمن عسكريا كما كشف هشاشة المواقف السياسية لدول العدوان وتخبطها في القرار والتنسيق فيما بينها.. والأنانية والعصبية بشأن التنسيقات والتي يبدو أنها باتت أكثر أهمية لها من النتائج التي تحققها على أرض المعركة.

المزيد في هذا القسم: