هدوء على جبهة الساحل ... واجتماعات ماراثونية في صنعاء

المرصاد نت - متابعات

حتى مساء أمس لم يخرج من الأروقة السياسية في صنعاء ما يمكن اعتباره مؤشراً حاسماً إيجابياً أو سلبياً في شأن ما ستؤول إليه الجولة الجديدة لمارتن غريفيث. وعلى رغم ترافق Sanaa2018Ye.7.4اللقاءات التي يجريها مع هدوء على جبهة الساحل وتراجع في منسوب التهديدات الإماراتية إلا أن مسار التطورات في الحديدة يظلّ معلّقاً .

تابع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس لقاءاته في صنعاء من دون أن يتضح مسار الجهود التي يبذلها في شأن مدينة الحديدة ومينائها. لكن كثافة تلك اللقاءات وإحاطتها بالسرية من قبل صنعاء ربما تنبئان بأن ثمة في هذه الجولة شيئاً مختلفاً.

وأعلن مارتن غريفيث قبيل مغادرته صنعاء اليوم أنه أجرى «محادثات مثمرة» مع قائد الثورة الشبايبية السيد عبد الملك الحوثي حيال الأزمة في هذا البلد.

وجاءت تصريحات غريفيث في ختام مهمة دبلوماسية إلى صنعاء لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية تجنّب مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر عدواناً وحرب شوارع. وقال غريفيث للصحافيين في مطار صنعاء: «أتقدم بالشكر إلى السيد عبد الملك الحوثي الذي التقيت به أمس (الثلاثاء) جراء دعمه والمحادثات المثمرة التي أجريناها» في أول إعلان عن لقاء بين الرجلين منذ تعيين المبعوث الدولي في منصبه في شباط/ فبراير الماضي وأضاف غريفيث: «التقيت خلال زيارتي قادة وممثلين سلطة صنعاء وأنا مطمئن إلى حد كبير بفضل الرسائل التي تلقيتها والتي جاءت إيجابية وبنّاءة».

ومع ذلك يصعب التنبؤ بنتيجة سريعة يمكن أن يصل إليها غريفيث في ظل استمرار العمليات العسكرية على غير جبهة ومواصلة طيران تحالف العدوان استهداف الأراضي اليمنية مُزهِقاً أرواح المزيد من المدنيين.

وأغارت مقاتلات تحالف العدوان أمس على حفل زفاف في منطقة غافرة في مديرية الظاهر في محافظة صعدة ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً معظمهم نساء وأطفال وجرح 11 آخرين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» عن مصدر أمني في صعدة قوله إن استمرار تحليق طيران العدوان في سماء المنطقة أعاق عملية الإسعاف وانتشال الضحايا. وجاء ارتكاب هذه المجزرة بعد ساعات فقط على مقتل 3 مدنيين وجرح 9 آخرين بضربة جوية استهدفت مدرسة في مديرية زبيد جنوب محافظة الحديدة وكذلك مقتل 3 عمال وإصابة اثنين آخرَين بجروح بغارة لطائرة من دون طيار تابعة لـتحالف العدوان على إحدى المزارع في مديرية حيران في محافظة حجة.Grafiat2018.7.4

وترافق استمرار الغارات الجوية مع محاولات تقدم للقوات الموالية لـتحالف العدوان من عدة محاور في جبهة حيفان بمحافظة تعز. وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباءاليمنية «سبأ» أن تلك المحاولات استهدفت مناطق النجدين ووادي الضباب والهجمة وبني علي والمفاليس وتبة سعيد والخزان والقبة مؤكداً التصدي لها جميعاً، وتكبيد المهاجِمين «عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادي».

وفي جبهة نهم تصدّت القوات اليمنية المشتركة لمحاولات تقدم مماثلة باتجاه الرباح الغربي وتبة جعفر والصوامد شرق العاصمة صنعاء وأفاد مصدر عسكري في الجيش واللجان بأن المهاجِمين «فشلوا في تحقيق أي تقدم يُذكر على الأرض وانتهت محاولتهم بسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم».

بالتوازي مع ذلك نفذ أبطال الجيش واللجان «عملية نوعية» ضد أحد مواقع القوات الموالية للسعودية في التبة الرملية بصحراء الأجاشر قبالة نجران وصاحب هجومَ الأجاشر إطلاق صاروخ باليستي من طراز «بدر 1» على مدينة الملك فيصل العسكرية في خميس مشيط بمنطقة عسير.

أما في جبهة الساحل الغربي فلم تُسجَّل تحركات للقوات الموالية لـتحالف العدوان عند خطوط التماس مع الجيش واللجان لكن القوة الصاروخية في القوات المشتركة أعلنت أمس «استهداف تجمعات للغزاة والمرتزقة بصاروخ باليستي قصير المدى» مؤكدة أن الصاروخ «حقق إصابات مباشرة في صفوفهم».

هدوء جبهة الساحل قابله تراجع ملحوظ في تهديدات القيادات الناطقة باسم تحالف العدوان خصوصاً الجناح الإماراتي منه الذي لم يبدر منه منذ التصريحات الأخيرة لوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش أي تعليق على المحادثات التي يجريها غريفيث في صنعاء. صمتٌ قد يُستشفّ منه مؤشر إيجابي في شأن ما ستؤول إليه تلك المحادثات التي يغلب عليها طابعا الكثافة والسرية وهو ما قد يجعلها أكثر جدية مما سبقها.

ولم يتمّ الإعلان في العاصمة صنعاء حتى مساء أمس سوى عن لقاء جمع المبعوث الأممي بوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية نبيل أحمد الغولي ومن ثم آخر برئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن غريفيث يجري منذ مساء الاثنين اجتماعات ماراثونية مع أعضاء الوفد الوطني المفاوِض وقيادات سلطة صنعاء مضيفة أنه أعقب اللقاء الأول بين الجانبين لقاء تشاوري آخر اقتصر على أعضاء الوفد الوطني.

وفيما تحاول الوسائل الإعلامية الموالية لحكومة الرياض الإيحاء بأن المبعوث الأممي يحمل إلى صنعاء إنذاراً بضرورة الخروج من الحديدة تحت طائلة عملية عسكرية جديدة تنبئ المؤشرات الصادرة من العاصمة صنعاء إلى الآن بخلاف ذلك. إيجابية ربما يعزز الحديث عنها تحمس السويد لاستضافة جولة تفاوضية جديدة جددت أمس على لسان سفيرها في الأمم المتحدة رئيس مجلس الأمن الدولي أولوف سكوغ إبداء استعدادها لها.

المزيد في هذا القسم: