المرصاد نت - متابعات
شهدت التطورات الأخيرة في اليمن أياماً عصيبة وساعات بطيئة يتحكّم بعقاربها القلق والغضب وجدت فيها الرياض نفسها تتوكأ على عصا حسرتها وفشلها وتهشُّ بها على ألمها بعد فاجعتي "أرامكو والدمام" ولها فيها مآرب أخرى من تحشيد دول الإقليم لإنقاذ الملاحة الدولية وتوظيف استهداف ناقلتها النفطية لفرض واقع جديد يستدعي اتخاذ مواقف جادة تعزّز المسار العسكري في معركة الحديدة إذ أوقفت صادراتها من النفط الخام على ممر ومضيق باب المندب بعد استهداف ناقلتها النفطية بنيران القوة البحرية اليمنية استغلال خاسر لم يدم طويلاً فالخطر لم يعد ناقوسه يدق ضجيجاً على هذا الممر البحري فحسب بل أضحى اخطبوطاً بثلاثة قلوب تتفرع منه أطراف مفترسة ترصد فريستها في أكثر من اتجاه دون رقيب وما إن أفرغت الرياض زفير رئتيها المكبوت حتى بدأ شهيق جارتها أبو ظبي يتعالى بضوضاء صدمة الانكسار وأزيز الرعب القادم من قلب عاصمتها حيث أفرغت طائرة يمنية مسيّرة حمولتها من غضب اليمنيين على مطار أبو ظبي الدولي بعد أربعة أعوام من صبر الحليم حمولة كانت كافية لإيقاف حركة المطار الملاحية وإلغاء كل رحلاته إلى أجل غير مسمى، في هذه الأثناء خرجت إلى العلن تصريحات إماراتية الجنسية تؤكد الانفجار وتنسبه إلى ما وصفته بحريق في إحدى عربات النقل لكنها لم تفصح عن سبب الحريق الذي كان خطاً أحمر عريضاً يذيّل شاشات قنوات الأخبار بعظمة الخبر العاجل.
هذا الحدث الفارق مخر عباب الحرب على البلد السعيد دون مجاديف ووجد اليمنيون فيه الاستقبال الأمثل للمبعوث الأممي "مارتن غريفيث" الذي وطأت قدماه مطار صنعاء الدولي بالتزامن مع وطأة "صماد3" مطار أبو ظبي الدولي ولكل وطأة دلالتها ولكل حدث هدف مختلف يجبُّ ما قبله، فتسارع الأحداث يحرمها التقاط الأنفاس ويجعلها متربصة لأنصاف الفرص، وعلى دول العدوان أن تحترم قواعد الاشتباك الجديدة وتؤمن أنها أمام خيارات صعبة تزداد صعوبة مع كل تعنّت واستخفاف بقدرات اليمنيين وقضيتهم ومظلوميتهم، فمرحلة الدفاع اليمنية لن تكون بمفردها بعد أن تقاطعت مع مرحلة الهجوم الموجع والمقنن شكلاً ومضموناً.
إن الرسالة الحقيقية التي بعثتها الطائرة المسيّرة الأخيرة "صماد3" وقبلها "صماد2" هي رسالة سلام بالخط اليمني المسند الذي لا تتهجاه النكرات ولا تفهم معانيه أشباه الدول التي خرجت من ظلمات عارية من جينات الماضي وأصل عقيم مقطوع التاريخ، هي رسالة سلام لمن أراد ألّا يفوّت الفرصة للخروج من مستنقع سيعلق فيه ورسالة ناعمة لمن يتدارك موقفه ليحفظ ماء وجهه إن وجد فبعد "صماد" بتسلسلها ليس كما قبلها وبعد أن تمتد يد السلام مقدمة التنازلات تلو الأخرى ستمتد أيضاً ولكن هذه المرة بالصفعات، فالسلام في قاموسها لا يعني الاستسلام وإن تموسق النطق وتشابهت الأحرف.
إن المتتبع لمسارات الصواريخ الباليستية اليمنية ومراحل دخولها خط المعركة سيجد أنها عزفت على وتر المدى بصرف النظر عن الهدف ورمزيته فبدأت بنجران وعسير ثم ابها فجدة ثم الرياض ومع كل إطلالة باليستية يسدل الستار عن منظومة جديدة لمدى أبعد ولسان حال كل منظومة يؤكد حقيقة أن البوصلة نحو العدو الحقيقي لا الوكلاء وأن المعركة هي معركة المسافات التي تفصل منصة الإطلاق عن قلب العدو لكن العدوان السعودي بتغطرسه لم يستوعب فحوى تلك الرسائل ولم يستفق إلا على إيقاعات الانفجارات وسط عاصمته، ولم يسعفه تخبّطه وهرولته صوب موسكو وواشنطن للتحصّن بدروع الأولى والقبة الحديدية للثانية، فالتصنيع الحربي اليمني كان نبيهاً في هذه النقطة وذكياً بما يكفي ليضع حدّاً لذلك التخندق الواهن بعد أن حيّد تلك الدفاعات بتقنيات تحديث جديدة تحصّن الزائر اليمني وتضمن له رحلة آمنة تنتهي بعناق هدفه الدقيق في طقوس الضيافة اللذيذة.
لقد انتهج الطيران اليمني المسيّر نفس ذلك النهج، ودخل معركة المسافات باقتدار وكان له أثره الصادم على الخصم حتى عبر المونديال بنجاح ولن تكون أبو ظبي محطته الأخيرة من التصفيات فكأس النصر سيرفع عاجلاً أم آجلاً، وبلوغه لن يخلو من المفاجآت التي جاءت هذه المرة صمّادية من خارج منطقة الجزاء.
كتب : فؤاد الجنيد
المزيد في هذا القسم:
- أسوشيتد برس: منع لقاحات الكوليرا من دخول اليمن لـ"تعنت أطراف الصراع" ! المرصاد نت - متابعات كشف تحقيق صحفي أن أطراف النزاع في اليمن منعوا شحنة محملة بلقاحات الكوليرا من دخول البلاد بينما كان الوباء يفتك باليمنيين الذين يرزحون تحت...
- أكثر من 100 قتيل وجريح في ساعات .. تعز تصطلي بنيران الفصائل المسلحة! المرصاد نت - متابعات لم تكد نيران المواجهات بين الفصائل والميليشيات الموالية للتحالف المسنودة بدعمه وأسلحته أن تتوقف في مدينة تعز حتى عادت من جديدة حتى كأن هذ...
- مصدر عسكري: مصرع 180 وإصابة 136 من قوى العدوان في الدريهمي المرصاد نت - متابعات فرض العدوان السعودي الأمريكي بقصف الطائرات والصواريخ والمدفعية حصاراً خانقاً على مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليم...
- خطف الفتيات: ظاهرة تقلق الأهالي في تعز بظل الإنفلات الأمني الكبير المرصاد نت - متابعات عادت ظاهرة اختفاء الفتيات في تعز إلى الواجهة مجدداً وأخذت تتصاعد بشكل ملفت، حيث سُجّلت خلال الآونة الأخيرة حالات اختطاف متعددة ما زال يكت...
- الداخلية تعترف بفرار 29 سجينا في هجوم استهداف السجن المركزي اصدرت وزارة الداخلية اليمنية مساء اليوم الخميس بيانا عقب الانفجارات والهجوم الذي استهدف السجن المركزي بالعاصمة صنعاء مساء الخميس 13 فبراير وقالت الوزا...
- مصرع "ارهابي" سعودي الجنسية في صفوف عناصر القاعدة بمحافظة إب لقي الإرهابي التكفيري السعودي الجنسية أنس السلمي مصرعه وهو أحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة المتواجدة في اليمن وذلك في مواجهات مسلحة مع عناصر انصار الله باليمن. وق...
- تبخّر وعود ولد الشيخ يبدّد نتائج الكويت 1... ويعرقل تقدم الكويت 2 المرصاد نت - الأخبار مثّلت ورقة الحلّ التي قدمتها السعودية إحدى نتائج انقلاب المبعوث الدولي على التزاماته واقتراحاته في الجولة الأولى من محادثات الكويت وهو...
- تحالف العدوان يواصل ضرب اتفاقات السويد عرض الحائط ! المرصاد نت - متابعات يعاني اتفاق السويد الموقع بين الاطراف اليمنية لوقف إطلاق النار في الحديدة والذي دخل حيز التنفيذ في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي العديد م...
- أبرز التطورات السياسية والميدانية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن أكثر الطرق فعالية لحماية المدنيين هي منع الحروب وإنهاءها. وأضاف في خطابه أمام مجلس الأ...
- همدان عودة الاحتقان والاصلاح ينشر مسلحيه في قرى قريبة من مطار صنعاء الدولي أفاد مصدر محلي بمنطقة همدان للمرصاد في اتصال هاتفي أن مجاميع مسلحة تتبع حزب الإصلاح قامت بالانتشار في مناطق تابعة لمديرية همدان والقرى التي تقع بالقرب م...