نزيف الدم اليمني … وصمة العار الأبدية

المرصاد نت - متابعات

مرّت حوالي ثلاثة أعوام ونصف العام على بدء الحرب العدوانية ضد اليمن"26 اذار-مارس 2015" شهدت خلالها صورا مأساوية مؤلمة قل نظيرها في تأريخ الحروب والصراعات.Yemen chailderen2018.8.19

قوى دولية وإقليمية عديدة تمتلك من الأمكانيات العسكرية والموارد المالية والقدرات البشرية الشيء الكثير تكالبت على شعب صغير أعزل أنهكته التدخلات والمؤامرات الخارجية والصراعات الداخلية على أمتداد عقود من الزمن.

لم يكن لهذا الشعب من مطلب سوى نيل حريته وحصوله على حق تقريره مصيره في أختيار النظام السياسي المناسب له من حيث الأليات والشخوص ورسم مستقبله على ضوء الشعارات البراقة والجميلة التي تشدقت وما زالت تتشدق بها القوى التي يبدو أنها قررت تدمير هذا البلد وتحويله الى ركام وأنقاض وإبادة أبناء شعبه بالكامل.

ولعل المفارقة الابرز هو أن الحرب العدوانية التي أنطلقت بقيادة السعودية في أطار ما سمي بالتحالف العربي أتخذت عنوان(عاصفة الحزم) لمدة شهر ليعاد تسميتها بـ(عملية اعادة الأمل) وهنا تحديداً تكمن المفارقة، فأي أمل هذا الذي أرادت مملكة بني سعود تسويقه وإيهام العالم به وهي التي سعت جاهدة مع حلفائها وأصدقائها الى إهلاك الحرث والنسل.

آي أمل هذا الذي ارادت الرياض أن تعيده حينما راحت طائراتها وأسلحتها المختلفة - ومعها الإمارات ومدعومة من واشنطن وتل ابيب تحصد أرواح الناس الأبرياء من أبناء الشعب اليمني المظلوم دون أن تستثني طفلاً أو امرأة أو شيخ عجوز؟.

آي أمل هذا الذي أرادت الرياض ان تعيده حينما عاثت في الارض فساداً ودماراً وخراباً وأندفعت بدون آي وازع أخلاقي أو ديني أو إنساني تلقي حمم نيران أسلحتها المختلفة على البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والطرق والجسور؟.

آي أمل هذا الذي أرادت الرياض أن تعيده وهي التي عملت بكل جهدها على جعل اليمني يقتل أخيه اليمني حينما راحت تبث الفرقة وتثير الفتن من منطلقات طائفية ومذهبية تكفيرية مقيتة؟.

شخصياً لاتوجد لدي إحصائيات دقيقة عن أعداد القتلى والجرحى في صفوف اليمنيين الأبرياء ولا تقديرات لحجم الدمار الذي لحق بالبنى التحيتية اليمنية والممتلكات العامة والخاصة لكن مما لاشك فيه أن الأرقام مروعة ومخيفة ومفزعة فمالذي يمكن أن يتصوره المرء من عدوان متواصل لما يقارب ثلاثة أعوام ونصف لم يترك أصحابه سلاحاً الا أستخدموه.

والمفارقة الأخرى هي إنه رغم كل الأمكانيات والحشود والقدرات التي تم تسخيرها في الحرب العدوانية على اليمن إلا أن الهزائم والإنكسارات التي منيت بها السعودية والإمارات ومن يقف ورائهما كانت هائلة جداً وغير متوقعة وبدلاً من أن تقضي على من أستهدفته في صنعاء وبقية المدن اليمنية الأخرى بات حكام الرياض وأبو ظبي يواجهون أصعب الظروف وهم يقفون عاجزين يائسين أمام صواريخ المقاومة اليمنية التي طالت ووصلت الى قصورهم المحصنة ومدنهم العامرة!.

فالحرب العدوانية التي قدّر حكام الرياض وأبو ظبي وزعماء البيت الابيض وساسة تل ابيب بأنها ستكون سريعة وخاطفة تحولت الى كابوس مرعب لايعرفون سبيلاً للخلاص منه، ولعل حساباتهم كانت شبيه بحسابات نظام صدام حينما شن حربه العدوانية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 1980 معتقداً هو ومن دفعه الى ذلك إن الأطاحة بنظام الحكم الجديد في طهران لن يحتاج سوى الى شهور أو حتى أسابيع قلائل من الحرب الخاطفة.

إن من أعاد الأمل الى اليمن وشعبها المظلوم المضطهد هو الأنتصارات الباهرة والمشرفة المتحققة عل أيدي رجال المقاومة الوطنية اليمنية التي أثبتت للعالم كله أن معايير النصر والهزيمة لاتحددها ترسانات الأسلحة المتطورة ولاعديد الجيوش الجرارة ولا ماكينات الإعلام المأجور وإنما الإيمان والعقيدة الراسخة بصحة المبدأ وصدق الهدف والقانون الألهي المتمثل بقوله تعالى (..كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله، والله مع الصابرين).

كتب : عادل الجبوري – كاتب عراقي

المزيد في هذا القسم: