"القاعدة" بدأ عملياته الإرهابية وسط اليمن بمهاجمة الأمن - لقاء هادي مع قيادي كبير في “الحراك” يثير عاصفة من الجدل في الجنوب

 

صنعاء – من يحيى السدمي:

1402221005
في تطور لافت على الساحة اليمنية, استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء, أمس, رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين العميد ناصر النوبة, حيث أثار اللقاء عاصفة من الجدل في أوساط قيادات “الحراك” في الجنوب بين الرفض والتأييد.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن هادي بحث مع النوبة القضايا والموضوعات المتصلة بالقضية الجنوبية وما استحقته من نقاش في أعمال مؤتمر الحوار ومخرجاته وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
وقال النوبة في تصريح صحافي بعد لقائه هادي “اتفقنا على الكثير من الخطوط والعمل بصورة نوعية من أجل المضي صوب المستقبل بصورة واضحة”, مضيفاً استمعت من الرئيس (هادي) إلى شرح بشأن استمرارية المعالجات والعمل الستراتيجي ونؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل التعاون معه في كل ما يهم القضايا الوطنية وسنعمل برؤية تخدم التطلعات نحو المستقبل الجديد وما يحمله من آمال عريضة من أجل الحرية والعدالة والمساواة”.
من جانبه, أكد هادي “أن القضية الجنوبية حظيت بنصيب وافر من المعالجات الشاملة التي نتجت عن حرب صيف العام 1994 وغيرها من المظالم, مشيراً إلى أن الحكومة, اعتذرت عن تلك الحرب وأن هناك معالجات واسعة للكثير من الملفات ذات الصلة بالمظالم أو الحقوق المنهوبة على مختلف المستويات والصعد”.
والنوبة يعد من أبرز قيادات “الحراك الجنوبي” ومؤسسيه, كما أنه من المطالبين بفك ارتباط جنوب اليمن عن شماله, وهو يرأس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين التي تأسست في العام 2007.
وفي هذا السياق, قال القيادي البارز في “الحراك الجنوبي” حسين زيد بن يحيى إن اللقاء بين هادي والنوبة هو الثاني, موضحاً “أنه منذ فترة قريبة بدأت عودة الوعي الثوري الجنوبي وهناك حالياً تغيرات جذرية لا تنهي اختلالات حرب العام 1994 وحدها بل تنهي اختلالات وحدة 22 مايو 1990 التي ورط الجنوبيين فيها (الرئيس الجنوبي السابق) علي سالم البيض والحزب الاشتراكي اليمني, كما بدأت الشراكة الحقيقية حالياً تعود إلى الندية بين الشمال والجنوب في إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية مدنية ديمقراطية”.
وكشف بن يحيى ل¯”السياسة”, “أنه قبل زيارة النوبة إلى صنعاء كانت هناك لقاءات تمت بين هادي وعدد من ناشطي الثورة الجنوبية”, مضيفاً “بعد لقائه النوبة نتوقع أن يلتقي هادي قيادات أخرى من الحراك الجنوبي بشكل علني وواضح”, معتبراً “أن اللقاء بين هادي والنوبة يمثل ضربة قاسية للتيار الفوضوي في الحراك المطالب بالانفصال”.
في المقابل, قلل الأمين العام ل¯”الحراك الجنوبي” قاسم عسكر من شأن اللقاء بين هادي والنوبة.
وقال عسكر ل¯”السياسة”, إن “النوبة لم يتواصل مع قيادات الثورة والحراك الجنوبي منذ نحو ثلاثة سنوات, حيث جمد نفسه خلال هذه الفترة, ونعتقد أن زيارته صنعاء لن يكون لها أي تأثير على الساحة الجنوبية ولكن هدفه شخصي في هذه الظروف, خاصة وأن هادي يبحث عن عدد من الشخصيات الجنوبية التي تلتف حوله من أجل تقوية مركزه لمواصلة مشواره ومستقبله السياسي”.
وأضاف “إن هادي يريد الاستفادة من النوبة للقيام بدور الوسيط مع قيادات جنوبية في الخارج بينها رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس وآخرين لدعم مشروع الدولة الاتحادية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
في سياق منفصل, قتل جندي في الأمن وأصيب ضابط في هجوم على نقطة أمنية بمحافظة إب وسط اليمن, أمس.
وقال مصدر أمني ل¯”السياسة” إن أربعة مسلحين من تنظيم “القاعدة” يستقلون دراجتين بخاريتين هاجموا نقطة القاسمية بمديرية العدين وقتلوا الجندي وأصابوا قائد النقطة الرائد عبد الله الحسني ولاذوا بالفرار إلى منطقة حزم العدين.
في غضون ذلك, أعلنت وزارة الداخلية مقتل رجل شرطة وإصابة ثلاثة آخرين في مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين من “الحراك” في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن.
وقالت مصادر إن المسلحين هاجموا بأسلحة متوسطة وخفيفة مبنى إدارة أمن المحافظة وديوان عام المجلس المحلي, على خلفية مطالبتهم بالإفراج عن أقرباء لهم محتجزين في سجن حكومي منذ أيام بعد اتهامهم في قضايا أمنية.

 

المزيد في هذا القسم: