المرصاد نت - رشيد الحداد
أخيراً استغلت الرياض سقوط طائرة عمودية في صحراء محافظة المهرة (شرقي البلاد) مدعية أن الطائرة كانت في مهمة مطاردة إرهابيين. يشكّك الكثير من المهريين بروايات التحالف السعودي ــ الإماراتي ضد اليمن لأسباب سقوط الطائرة التي قالت الرياض إن سقوطها كان نتيجة خلل فني ويعتبرون ما حصل عملاً مدبراً يراد به فرض المزيد من السيطرة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بعد أن تبددت ذريعة مكافحة التهريب في سواحل المحافظة ومنافذها.
يدلّ هؤلاء على صوابية تلك الشكوك بالتصوير الكامل لحادثة إسقاط القوات السعودية للطائرة في موقع سقوطها وهو ما يوحي بأن الأمر كان مدبراً. يشار إلى أن تاريخ سقوط الطائرة تزامن مع عودة أبناء المهرة الرافضين للوجود السعودي إلى استئناف اعتصامهم المفتوح في مديرية المسيلة القريبة من منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان.
عبد الكريم السقطري الناشط في «المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى» الذي يقود الاعتصامات المناهضة للوجود السعودي العسكري في المهرة أكد أن ذريعة «الإرهاب» التي لجأت إليها الرياض «لا يقبلها المنطق لكون المهرة من المحافظات الأكثر أماناً». ورأى أن لصق الإرهاب بالمهرة من قبل السعودية «يأتي في إطار الملفات المعدة مسبقاً لتبرير مساعيها للسيطرة على البوابة الشرقية (لليمن) لتحقيق أجندة كانت تسعى لتنفيذها منذ عقود من جانب ولمواجهة مطالب المجتمع المهري الرافض للوجود العسكري السعودي ومحاولة إخضاعه لحكم الأمر الواقع» وهو ما يراه «مستحيلاً». ولفت إلى أن الرياض «حولت الطائرة وطاقمها طعماً لتنفيذ خطة معدة سلفاً لفرض سيطرتها على المهرة».
في الأسابيع الماضية عمدت الرياض إلى مواجهة الاعتصامات السلمية المناهضة لها باختراق المجتمع من الداخل وشق وحدة الصف الاجتماعي من خلال الاستقطاب وشراء الولاءات في أوساط القبائل. ووفقاً لمصادر مهرية فقد أقدمت الرياض على توزيع الامتيازات المالية والعينية لأبناء القبائل الرافضة لوجودها يضاف إلى ذلك تجنيس المئات من أبناء المهريين وتقديم الوعود بمنح الجنسية السعودية لآلاف الشبّان في المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن الرياض بدأت بالتحرّك لتفكيك قبائل من الداخل وتفريخ أخرى مناهضة لها وتصعيد مشائخ موالين.
في موازاة ذلك سعت الرياض إلى التمدد العسكري في المهرة ونصبت عدداً كبيراً من النقاط العسكرية، ونشرت قوات على الخط الساحلي من الغيظة حتى منفذ شحن البري ومنفذ صيرفيت الساحلي وهو ما أثار حفيظة المهريين الذين عادوا لاستئناف الاحتجاجات المتمثلة بالاعتصامات المفتوحة المطالبة برحيل القوات السعودية. ومع انتقال الاعتصامات من الغيظة، عاصمة المحافظة، إلى مديرية المسيلة حاولت الرياض الدفع بالعشرات من الموالين لها لتنظيم وقفة احتجاجية جرت بالقرب من اعتصام المسيلة أواخر الأسبوع الماضي.
وفي الوقفة التي جرت بحماية القوات السعودية اتهم الموالون للرياض الاعتصامات المناهضة بإقلاق الأمن والاستقرار في المحافظة، وأعلنت تأييدها للوجود السعودي وللحملة الأمنية المعلنة، الخميس الماضي من قبل السلطات المحلية الموالية للرياض والقيادات العسكرية السعودية تحت مبرر ملاحقة الخارجين عن الأمن والاستقرار ومنع حمل السلاح في المحافظة، وهو ما يعدّ تلويحاً بقمع الاعتصامات من جانب ونزع سلاح القبائل تحت ذريعة منع حمل السلاح في المحافظة من جانب آخر.
جديدة القضية قيام قبائل المهرة في الساحل والصحراء بعد تلقيهم بلاغاً من سكان منطقتي ضحية وطوف شحر أكدوا فيه وضع السعودية علامات إسمنتية، بحدود 25 كلم، تمهيداً للشروع في إنشاء أنبوب نفطي، بتنفيذ وقفة احتجاجية، أول من أمس، بقيادة وكيل المحافظة السابق المقال بسبب معارضته تأييده لمطالب السكان الشيخ علي سالم الحريزي، وهددوا باعتصام مفتوح في حال استكمال وضع هذه النقاط. ورداً على التصعيد السلمي قررت القوات السعودية أمس اعتقال على الحريزي بتهمة «التحريض والإخلال بالأمن والاستقرار وعرقلة فريق المسح الأمني التابع للمركز السعودي لإعمار وتنمية اليمن» وهو ما أثار حفيظة أبناء المهرة فوجّه شيوخ وأعيان المحافظة رسالةحذروا فيها من المساس بحياة الحريزي.
وكان «المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى» بقيادة السلطان عبد الله بن عيسى آل عفرار قد حذر من أن أي قرار يصدر عن حكومة هادي يعدّ «غير ملزم لأبناء المهرة، لكون تلك الحكومة خاضعة للرياض ومن المتوقع أن تلبي أي مطامع ورغبات سعودية توسعية».
وتحت ذريعة «مكافحة التهريب» وأخيراً «مكافحة الإرهاب»، تسعى الرياض إلى تحقيق أطماعها في المهرة التي تحتسب موقعاً استراتيجياً مهماً ذا قيمة اقتصادية حيث تشرف على الممرات الدولية للتجارة في البحر العربي الذي يربط دول المحيط الهندي بالعالم من الجنوب وتتصل بصحراء الربع الخالي وتقع على حدود سلطنة عمان من الشرق.
فالرياض التي دفعت بقوات عسكرية ضخمة أخيراً إلى المهرة بدأت قبل أيام بإنشاء أنبوب نفطي في الأراضي اليمنية بالقرب من منفذ خراخير البري. ووفقاً لمصادر فقد أوقفت قوات تابعة لـ«اللواء 11 مشاة» عمالاً يتبعون إحدى الشركات السعودية على حدود المهرة اليمنية أثناء قيامهم بأعمال رصّ لتمرير الأنبوب النفطي. وجاء ذلك بعد تسرب رسالة موجهة من شركة «هوتا» للأعمال البحرية للسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، رداً على طلبه التقدّم بالعرض المالي والفني لتصميم ميناء سعودي وتنفيذه لتصدير النفط عبر بحر العرب ومن موانئ المهرة كما ورد في إحدى الوثائق.
تلك المطامع التي تكشّفت وقابلتها حكومة هادي بالصمت لا تنحصر في إنشاء ميناء نفطي بالقرب من ميناء نشطون وأنبوب نفطي يضخّ النفط السعودي من بحر العرب وإليه بل للرياض مطامع أخرى أبرزها إنشاء قناة بحرية تربط الخليج العربي مروراً بالمملكة ببحر العرب للالتفاف على مضيق هرمز.
إلى جانب الموقع الاستراتيجي تسعى السعودية إلى السيطرة على منابع الذهب الأسود في محافظة المهرة الغنية بالنفط حيث تكتنز رمال الصحاري والبحار ثروة نفطية وغازية. وفقاً لتقارير رسمية صادرة عن مكتب النفط والثروة المعدنية في محافظة المهرة بلغ إجمالي القطاعات النفطية في مختلف مناطق المحافظة 87 قطاعاً حتى نهاية عام 2013، منها 12 قطاعاً إنتاجياً و26 قطاعاً استكشافياً و14 قطاعاً قيد الموافقة على الاستكشاف بعد المسح و35 قطاعاً مفتوحاً. ورغم ذلك سعت الرياض على مدى العقود الماضية إلى إلحاق عشرات القرى والمناطق المهرية الواقعة في نطاق الربع الخالي. وعمدت إلى استدراج أبناء تلك القرى المتباعدة المحرومة الخدمات، ومنحت أبناءها الجنسية السعودية لتضم بعد ذلك أراضيهم بهدف السيطرة على حوض الربع الخالي.
المزيد في هذا القسم:
- طيران العدوان يواصل شن غارته الإجرامية ومحرقة للجنجويد السوداني في ميدي وذباب المرصاد نت - متابعات واصل طيران العدوان الأمريكي السعودي شن غاراته على العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية خلال الـ 24 ساعة الماضية مستهدفاً المواطنين ومم...
- ليلة هز انفجار مدوٍ "أيقونة الحزم" المرصاد نت - إبراهيم الوادعي الساعات الأولى صباح الـ 26 من مارس 2015م الرجلان الثاني والثالث في النظام السعودي يدلفان الى قاعدة الملك سلمان بالعاصمة السعودية ا...
- تحالف العدوان السعودي يصعد من خروقاته في الحديدة! المرصاد نت - متابعات صعدت قوى العدوان السعودي والمرتزقة من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة. وأوضح مصدر أمني أن قوى العدوان أطلقت أكثر من 15 ...
- السقوطُ الأممي والخِزي الدولي أمام جرائم تحالف العُدواَن! المرصاد نت سقطت هاماتُهم وصفاتُهم الأمميةُ التي يظهرون بها أمام العالم وتكشفت عناوينُهم الزائفة وتعرّت أدبياتُهم الصوريةُ التي يتباهون وَيتشدقون بها، وكشفوا ع...
- مجلس الأمن الدولي يطلب من الوحدات العسكرية اليمنية مواصلة التزامه بالحياد ويأسف لوقع ضحايا... طالب مجلس الامن الدولي في بيان صادر عن جلسته الاخيرة بشأن اليمن من الوحدات العسكرية اليمنية مواصلة التزامها الحياد خدمة لمصلحة الدولة. وعبر أعضاء مجلس ...
- برعاية وزارة الشباب والدائرة الرياضية لأنصار الله .. نجوم الكرة اليمنية يعقدون لقاء تشاوري... يعقد اليوم عدد من نجوم كرة القدم اليمنية بمشاركة رواد الحركة الرياضية اللقاء التشاوري الرياضي الأول لكرة القدم برعاية من وزارة الشباب والرياضة والدائرة الرياضية...
- القوى الثورية السياسية تدعوا الى أستمرارية الثوره وعدم التنازل عن أهدافها "بيان " المرصاد نت - خاص أصدرت القوي الثورية السياسية اليمنية بياناً أوضحت فيه موقفها من كل مايجري ضد الوطن ودعت الي أستمرارية الثورة الشعبية والشروع في بناء مؤس...
- رئيس جمعية مصدري ومنتجي الرخام: اليمن يمتلك مخزوناً كبيراً من الأحجار الطبيعية لم تستثمر ب... الاستثمار في اليمنبلادنا مازالت بكرا في جانب استخراج المعادن رغم ان آثار التعدين التي ذكرها المؤرخون مازالت شاهدة على ما عرفته اليمن من استغلال للمع...
- طيران التحالف يستهدف صنعاء المرصاد-متابعات قصف طيران التحالف اليوم الخميس ، صنعاء بغارة جوية.مصدر أمني بمحافظة صنعاء أفاد أن الغارة استهدفت مديرية همدان شمال غرب العاصمة صنعاء .وكان طي...
- عدن: الإمارات تقابل تصاعد عداء الشارع الجنوبي لها بالاغتيالات المرصاد نت - متابعات أغتال مسلحون مجهولون مساء أمس الأربعاء إمام وخطيب مسجد الرحمة عادل الصبيحي في حي المنصورة بمدينة عدن جنوب البلاد في ظروف مشابهة للظروف ال...