المرصاد نت - مهدي علواني
بعد مضيّ عشرين شهراً على حرب السعودية وحلفائها على اليمن صار ممكناً الجزم بصعوبة تحقيق أي نصر عسكري في المحافظات الشمالية أو في الطريق إليها
الأمر الذي يعني أنه لن تتكوّن معادلة سياسية تُفرض على أنصار الله والجيش فهل تكون فزّاعة «استعادة تعز» بوابة لتحقيق ما لم تحققه الشهور الماضية؟
انعكس غياب النصر الميداني الفعلي والواضح على مسار المفاوضات السياسية، وما كل مماطلة سعودية ــ خليجية وحلفاء العدوان من داخل اليمن، إلا تعبير عن الحاجة إلى المزيد من الوقت لتحقيق إنجاز ما على الأرض.
وبعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري مبادرته منتصف الشهر الماضي حزم هادي حقائبه المتراكمة في الرياض وعاد إلى عدن ضمن عدة عناوين أبرزها كان التحشيدات العسكرية لبدء معركة «استعادة تعز». لكن لماذا تعز الآن؟
من الواضح لكثيرين أن هذه الخطوة فيها هروب إلى الأمام والأمام هنا هو الاستحقاق السياسي بإنهاء الحرب والحصار. ولأنه لا يمكن الاكتفاء بتقديم ملاحظات على الخطط الأممية، فلا بد من عنوان للمرحلة المقبلة حتى إن قدوم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى عدن ولحوقه بهادي لتسلّم ملاحظاته لم يمكّناه من الحصول على جواب منطقي يمكن البناء عليه.
عملياً لا يملك هادي ومليشياته في هذا التوقيت قوة عسكرية ــ بشرية لخوض معركة كبرى في تعز رغم أهميتها بالنسبة إليه لتعزيز وضعه، في ظل رفض أبناء المحافظات الجنوبية من المجندين والعسكريين القتال خارج محافظاتهم، خاصة في تعز.
يضاف إلى ذلك الخلافات بين دول تحالف العدوان السعودية وقطر والإمارات حول إمكانية تحقيق تقدم في تعز فضلاً عن تضارب المصالح بين القطريين الذين دعموا الخلايا الإخوانية فيها، والإماراتيين الذين أبقوا دعمهم بعيداً في جبهات مناطق الصبيحية في محافظة لحج، والحدود الغربية قبالة باب المندب والشرقية على تخوم منطقة كرش (75 كلم) شمال عدن كذلك، لم ينجح هادي، خلال زيارته الأخيرة للإمارات، في إقناع المسؤولين هناك بضرورة المشاركة في هذه المعركة.
وربما يبالغ بعض المحللين في النظر إلى أن هادي كان يطمح إلى نقل حكومته إلى تعز بدلاً من عدن في محاولة لتعزيز شرعيته المفقودة مع الأخذ بالاعتبار الضغوط الصادرة من قوى الحراك المدعومة إماراتياً.
ولهذه المحافظة موقع استراتيجي مهم أدركه الجيش اليمني واللجان الشعبية منذ بداية الحرب؛ فهم منذ خروجهم من المحافظات الجنوببة أواخر تموز 2015 تمركزت قواتهم على طول حدود التماس مع المحافظات الجنوبية فيما بقيت تعز (170 كلم شمال عدن) مرتكزاً أساسياً لحضورهم العسكري.
في المقابل تدرك دول تحالف العدوان أن تعز لا مأرب ولا الجوف ولا أي محافظة شمالية هي مفتاح أي نصر عسكري يتبعه استحقاق سياسي لذلك حرص الرئيس السابق صالح وأنصار الله على الحفاظ عليها وتوزيع القوات في معظم مساحتها الجغرافية الكبيرة خاصة مناطقها الجبلية المطلة على باب المندب غرباً ولحج وعدن جنوباً.
إذن هل يستطيع هادي فتح هذه المعركة الخاسرة سلفاً؟ لا يبدو ذلك وإلا لكان قد أقدم على ذلك من دون هذا الضجيج الإعلامي بل في أقرب وقت ممّا يعد خاصة أن دول العدوان ليس لديها ما يؤهلها هي الأخرى لفتح معركة مصيرية في تعز، وتكرار تجربة عدن التي صارت الآن تحت سيطرة فصائل مختلفة، تسبّبت تالياً في إرباك لقوى العدوان أكثر ممّا كان يمكن أن يُحسب كخسارة لـأنصار الله ولصالح.
على عكس ما حدث في عدن حيث غابت عن أنصار الله الحاضنة الشعبية وخذلتهم الطبيعة الجغرافية الساحلية فإن في تعز حاضنة قبلية في المناطق المتاخمة للمحافظات الشمالية وهذا العامل يتقدم في الحسابات السياسية والميدانية بل كان الأكثر حسماً في حروب اليمن التاريخية.
وتعز المدينة (مركز المحافظة) مدنيّة مثلها مثل عدن ولحج وتكاد معظم أطرافها الريفية الجنوبية تشبهها في مدنيّتها، بعكس أرياف عدن ولحج ذات الحواضن القبلية المحاذية لهذا الريف التعزي شبه المدني وهؤلاء ليس لديهم أي مطالب سياسية أو عداء مع تمركز الجيش واللجان الشعبية بل لأهل المدينة تجربة سيّئة مع العناصر الموالين للعدوان.
وبالنسبة إلى الأطراف الجبلية المطلة على الساحل الغربي، توجد بيئة موالية لصالح واللجان الشعبية ستعطل حتماً أي تقدم عسكري أو إنزال بحري كذلك، تفيد مصادر قبلية من المحافظة بأنه لا أحد يأخذ تصريحات هادي ومسؤولي حكومته على محمل الجد بشأن معركة استعادة وشيكة أو بعيدة.
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن لحلفائها: النصر العسكري غير ممكن في اليمن ! المرصاد نت - متابعات منحت الولايات المتحدة دفعة جديدة للجولة التفاوضية المقبلة بتشديدها لحلفائها على أن لا إمكانية لنصر عسكري في اليمن. رسالة تنضمّ إلى الدعوا...
- الكشف عن إفشال مخطط لتسليم عدن إلى “القاعدة” شن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هجوما عنيفا على بريطانيا ولمح الى سعيها الى العودة واستعمار ارض جنوب اليمن التي كان احدى مستعمراتها في المنطقة حتى ستين...
- وصول دفعة أولى من المازوت لكهرباء الحديدة المرصاد نت - متابعات وصلت اليوم السبت إلى ميناء الحديدة ناقلة تحمل على متنها 5800 طناً من المازوت وهي الدفعة الأولى من الكمية المخصصة لإعادة تشغيل محطة رأس...
- الأمم المتحدة: عدد ضحايا العدوان على اليمن بلغ 10 آلاف المرصاد نت - متابعات قالت الأمم المتحدة إن عدد ضحايا العدوان علي اليمن منذ 18 شهرا بلغ عشرة آلاف قتيل وبذلك يقترب عدد الضحايا من ضعف تقديرات مسؤولين ومنظمات إ...
- حرض.. مدينةُ الحياة أسْكنها العُـدْوَان للأشباح ! متابعات : لم تنجُ حتى أشجارُ أرصفة الطُّرقات تراكُمُ اقتصادي وعُمراني قطعته مدينةُ حَرض الـيَـمَـنية في محافظة حجهُ فهدمه العُـدْوَان وكأنَ شيئاً ل...
- اشتباكات الفصائل المسلحة في تعز تعود الى الواجهة مجدداًّ! المرصاد نت - متابعات تجددت المواجهات المسلحة بين فصائل حكومة هادي اليوم الجمعة في منطقة البيرين في مديرية المعافر بريف محافظة تعز. وقالت مصادر محلية في المدين...
- الغارديان: بريطانيا متهمة بالتواطؤ مع السعودية وعدم الدفاع عن أطفال اليمن المرصاد نت - متابعات أكد المشاركون في مؤتمر تعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي عقد أمس في العاصمة البريطانية لندن أهمية التغطية الإعلامية وعكس معاناة الم...
- انسحاب "الانتقالي" من المواقع في عدن: غموض يكتنف عمل اللجنة السعودية! المرصاد نت - متابعات تسود حالة من الغموض في مدينة عدن حول عمل اللجنة السعودية التي أرسلتها الرياض لمطالبة ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بالانسحاب من ال...
- بريطانيـا تعـوّض خسائرها الاقتصادية على حساب دماء اليمنيين المرصاد نت - ضياء الصفدي يبدو أن هم بريطانيا الوحيد هذه الأيام هو تصدير السلاح وعقد صفقات لبيع الأسلحة بملايين الجنيهات الإسترلينية ولا تأبه بيد أيّ من الإرهاب...
- ممرضة دولية: هكذا عان أطفال "حافلة طلاب ضحيان" ! المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة الغارديان البريطانية صباح اليوم مقالاً لممرضة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مارتا ريفاس بلانكو من مستشفى الطلح في صعدة تحدثت...