تحذير اممي من مجاعة قد تطال 14 مليون شخص في اليمن

المرصاد نت - متابعات

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك بأن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر القادمة في اليمن في حال استمرت الأوضاع على emen sanaa2018.10.24حالها في هذا البلد في مذكرة داخلية سلمت إلى أعضاء مجلس الأمن الـ15.

وكتب لوكوك في المذكرة التي تحمل تاريخ 18 تشرين الأول/ أكتوبر أن الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم. 75% من السكان، ما يعادل 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 ملايين في حال انعدام الأمن الغذائي الخطير وبحاجة على توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة.

وأوضح المسؤول الذي قدم عرضاً أمس الثلاثاء حول الوضع الإنساني في اليمن أمام مجلس الأمن: في أسوأ الحالات قد يزداد عدد 8,4 ملايين بمقدار 5,6 ملايين ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص على شفا المجاعة في اليمن إلى 14 مليونا.

وكان برنامج الأغذية العالمي حذر في 16 تشرين الأول/ أكتوبر بأن المجاعة قد تطال ما يصل إلى 12 مليون شخص خلال الأشهر القادمة.

وقال لوكوك في المذكرة إن الأزمة الغذائية في اليمن على ارتباط مباشر بالحرب.

وذكر بهذا الصدد سعر البنزين الذي ارتفع بنسبة 45% والريال الذي تراجعت قيمته بنسبة 47% مقابل الدولار مشيرا إلى أنه منذ أيلول/ سبتمبر فقد 20% من قيمته ووطأة هذا التراجع في قيمة العملة يطال جميع العائلات في اليمن.

وأضاف أن أكبر عملية إنسانية تجري في اليمن مؤكدا أن أكثر من 200 شريك يقدمون المساعدة والحماية من خلال خطة إنسانية دولية وشدد لوكوك على أن مواصلة تقديم الهبات السخية أمر أساسي للتصدي للأزمة وكذلك الحفاظ على حركة وصول الواردات وحتى زيادتها عبر جميع المرافئ.

كما حذرت الامم المتحدة من ان نصف سكان اليمن يواجهون خطر المجاعة الذي اصبح وشيكاً جدا في وقت يواصل فيه تحالف العدوان السعودي حصاراً وحرباً اقتصادية على اليمنيين تسببا في خسارةِ العملة الوطنية لثلثي قيمتها امام العملات الاجنبية وهو ما ادى لارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية.

وعلى نحو متصاعد تتفاقم خطر المجاعة في اليمن بشكل اكبر مما كانت عليه منذ عام الامم المتحدة حذرت من ان اربعة عشر مليون شخص قد يجدون انفسهم على شفا المجاعة خلال اقل من شهرين في حال استمرت الاوضاع على حالها، وهو رقم اكبر مما اعلنته المنظمة في وقت سابق والذي قدرت اعداد من يحتاجون للغذاء لاحد عشر مليون ونصف المليون شخص

تفاقم خطر المجاعة ياتي متزامناً مع التدهور الاقتصادي في البلاد وخسارة الريال اليمني لاكثر من ثلثي قيمته، وهو ما تسبب بتوسيع الازمة الغذائية و عدم قدرة المواطنين على شراء المواد الاساسية التي ارتفعت بنسبة ثمانية وستين في المائة كما ادى تصعيد تحالف العدوان السعودي في الحديدة ومنعه لدخول السفن التجارية والاغاثية الى تعقيد الوضع الانساني ونقص في الامدادات الغذائية.

ويحوم خطر المجاعة بشكل لافت بين فئة الاطفال حيث يعاني اكثر من خمسة ملايين طفل من نقص الغذاء وفقا للمنظمات الدولية التي حذرت في وقت سابق من انها تخسر معركتها ضد المجاعة جراء هذا التطور وتعمل في اليمن اكثر من مئتين منظمة في اطار خطة الاستجابة الانسانية الا انها لم تستطع الوصول للاعداد الكبيرة من المحتاجين للمساعدات والذين يقدرون باثنين وعشرين مليون شخص.

وعلى مدى اكثر من ثلاث سنوات يستخدم تحالف العدوان السعودي الغذاء كاداة في اطار حرب اقتصادية غير انسانية قد يفوق خطرها خطر الحرب المباشرة. 

الي ذلك يعاني القطاع الصحي في اليمن من أزمة انسانية حادة، حيث أدى العدوان والحصار السعودي الى تدمير كامل للبنية التحتية خاصة المستشفيات والمراكز الصحية كما انعدمت العديد من الأدوية وأصبح المواطنون يعيشون حالات صعبة.

وتزدحم المرافق الصحية بالمرضى ؛ مرافق لاتكفي لتقديم خدمات الاسعافات الاولية لمعظم السكان وسط ارتفاع كبير في تفشي الأوبئة والأمراض وخصوصا عند النساء وصغار السن وفي ظل غياب شبه تام للأدوية والعقاقير الطبية جراء حصار العدوان السعودي.

الكثير من المرضى  لايمكنهم الحصول على عناية مركّزة لحالاتهم المرضية الحرجة او إجراء عمليات جراحية لانقاذهم ليصارعون الموت قسرا في منازلهم او على اسرة المشافي أو في مركبة السير بقطع مسافات بعيدة بحثا عن علاجهم. ومع انقطاع بعض الأدوية الضرورية وارتفاع أسعار الأخرى جراء استمرار العدوان والحصار السعودي تجاوز عدد مرضى الكلى في اليمن السبعة آلاف يتهددهم الموت يومياً.

المزيد في هذا القسم: