المرصاد نت - العربي
51عاماً على نيل الجنوب استقلاله عن «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس» لكن ذكرى «30 نوفمبر» لهذا العام جاءت واليمنيين لا يزالون ينشدون «استقلالاً». هي 4 أعوام من العدوان والحرب والحصار تفرّق فيها اليمنيون وتشتت عضدهم وبين موالٍ لهذا البلد ومعارض لذاك انقسمت أبناء البلد الواحد حتى صار الاستقلال مطلباً متعدد الوجهات.
خلال سنوات العدوان والحرب الـ 4 يجدّد اليمنيون في كل «30 نوفمبر» مفردات السيادة والتحرير واستعادة الدولة كاملة السيادة وعلى غرار ما فعله ثوار «14 أكتوبر» ضد الاحتلال البريطاني للجنوب يهتف اليمنيون في الشمال والجنوب لخروج القوات الأجنبية من اليمن ووقف الحرب وفك الحصار.
يعيش الجنوب اليمني اليوم استقلالاً غير منجزٍ في مفاهيمه الجغرافية والسياسية. كل ما في الأمر أن بريطانيا الدولة التي احتلت سابقاً تحولت الى دولةٍ راعيةٍ للاحتلال والذي أخذ طابعاً عربياً هذه المرة إذ تدعم الأخيرة دول تحالف العدوان في حربها وتوسعها جنوباً وشمالاً فيما تقضم الإمارات و السعودية الجغرافيا اليمنية لخدمة مصالحها ونفوذها وتنفيذاً لأجنداتها الخاصة بعيداً عن أي اعتباراتٍ أخرى.
وتنقسم على ذلك القوى الجنوبية بين داعمٍ ومعارضٍ أو متسترٍ على موقف بانتظار تغيراتٍ ما. الثابت الوحيد أن المستفيد من التشرذم اليمني يرى في المطالب والدعوات التي تطلقها القوى الجنوبية على وجه التحديد وسيلة لأهدافه لا غايةً ينشدها فتتحول معظم المطالب لـ«حصان طروادة» تستغله قوى خارجية للسيطرة على القرار السياسي ومن خلاله على الأرض والثروة والمؤسسات الحيوية.
ما بين رحيل القوات البريطانية عن جنوب اليمن عام 1967 ودخول القوات السعودية والاماراتية اليه خلال السنوات الثلاث الماضية تتبدّل الوجوه لا الأدوار فالاحتلال قائم بأساليبه المباشرة وغير المباشرة ينهب ثرواته ويشتت قوته ويضيّع إنجازاته ويختلق بين مكوناته السياسية الفتن والخلافات متبعاً طريقة «فرّق تسُد» للحؤول دون توحّد الجهود ضدّه. فلم تعد المشكلة بمن يدعم الانفصال عن الشمال ممن يعارضه بل بمن يرى في قوى «الاحتلال» داعمةً لمطالبه بغض النظر عن تلك المطالب وتوجهاتها لأن الأهداف والمطالب التي تتحقق بدعمٍ من محتلٍ ستسقط سريعاً أمام التبعية وسترتبط حكماً بمصالح المحتل لا المصالح الوطنية.
ليس المطلوب المقارنة بين احتلالين بقدر ما هو مطلوب الاستفادة من التجارب الدالة على ذاتها بذاتها. لم تدخل بريطانيا جنوب اليمن للنهوض به ولم تخرج منه على هواها ورأيها بل دخلته محتلة ناهبة لخيراته وخرجت منه بقوة السلاح الذي رفع بوجهها. والحال اليوم أن القوات الإماراتية والسعودية لم تدخله أيضاً داعمة ولو أنها تتذرّع بذلك. فالشواهد كثيرة تبدأ من احتلال الموانئ والسيطرة على الثروات ولا تنتهي باحتلال القرار «الجنوبي» قبل الأرض. بناءً عليه بات المطلوب بالدرجة الأولى فهم المرتكزات التي تتحرك في فلكها قوى تحالف العدوان وسحبها منهم كـ «دعم الشرعية» و«دعم الانفصال» و«مواجهة القوات الانقلابية» و«مواجهة القاعدة وداعش» جميعها ذرائع تعطي قوى تحالف العدوان مشروعية لتوسعها وهيمنتها.
يكمن الحل باستعادة القرار في تلك التحديات وفصله عن القرار الخارجي والسير ضمن تفاهماتٍ يمنية وطنية خاصة وجامعة تعطي كل ذي حقٍّ حقه، ولا تشرعن التدخلات الخارجية، لا سيما وأن الأمور باتت أكثر وضوحاً من المرحلة السابقة فلا «الشرعية» استطاعت فرض عودتها بقوة السعودية ولا «الانفصال عن الشمال» تحقق بدعمٍ إماراتي فقد بقيت الأولى ذريعة للرياض للتوسع شمالاً والسيطرة وتحول المطلب الثاني بعد عشر سنواتٍ من النضال وتأسيس «الحراك الجنوبي» لمجرّد شعارات تستخدمها أبو ظبي لفرضِ هيمنةٍ طال انتظارها.
يدخل الاستقلال عاماً جديداً مخنوقاً بعبرَة الاحتلال والحصار والقتال الداخلي ومحكوماً بالعِبرة من التجارب السابقة في الوقت الذي يزداد المشهد اليمني سوءاً تحت وطأة الاستنجاد بالخارج. ووفق التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية بات لزاماً المطالبة باستقلالٍ آخرَ تتجاوز أهميته استقلال عام 1967 مع ازديادِ منسوبِ القهر والاستغلال والسرقة الذي يمارسه «الاحتلال الجديد» والتشرذم الذي أصاب المجتمع اليمني بقبائله وأحزابه وطوائفه. وعليه يستحق النضال ضد المستعمر جولةً أخرى ليدخل الاستقلال مرحلته التطبيقية لا «التنظيرية». فهل المكونات السياسية اليمنية تستطيع تطبيق قوانين التاريخ بينها وبين الاحتلال الذي يخفي أهدافه بقناعِ أهدافها؟ وبعد توغلها في ارتهان قرارها للخارج الى أي حدٍّ بات الرجوع عن هذا الخطأ مهلكةً لتلك المكونات واندثاراً لها، بعد أن كان فضيلة؟
المزيد في هذا القسم:
- تحليل : اليمن شق عصا الطاعة على الوصاية وحطم محرمات أمريكية وخليجية المرصاد نت - خاص أميركا تأمل في كسر إرادة الخروج على الوصاية الدولية من خلال الحرب على اليمن والبيت الأبيض الذي يشرف على حرب بالوكالة في اليمن يراهن على طم...
- مكتب الأمم المتحدة : مستمرين في التزاماتنا بتقديم المساعدات والخدمات الإنسانية في اليمن أفاد مكتب الأمم المتحدة باليمن عن مواصلة الأمم المتحدة في تقديم المساعدات واستمرار التزامها في تقديم خدماتها الإنسانية لليمن. وقال مسئول في مكتب المنسق المقي...
- أطفال اليمن.. مأساة إنسانية كبرى بعد ألف يوم من العدوان المرصاد نت - متابعات ألف يوم كانت الأشد قسوة على أطفال اليمن .. بدأت في السادس والعشرين من مارس 2015م ومازالت حتى اللحظة جراء العدوان السعودي الأمريكي .. واجه...
- شهيدان و3 جرحى في غارات همجية للعدوان على الحديدة وصعدة المرصاد نت - متابعات وأصل طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي صباح اليوم الاثنين 19 فبراير شن غارته الهمجية على عدد من مناطق محافظة صعدة . حيث أوضح مصادر ...
- العدوان يدفن عشرات القتلى في الجوف وحرب بين قبائل مأرب وقوات العدوان السعودي المرصاد نت - محاقظات تتصاعد المعارك في الجوف تحت تحليق مكثف للطيران الحربي للتحالف السعودي. قال مصدر أمني في الجوف شمال شرق اليمن إن القوات الموالية ...
- مارتن غريفيث إلى عدن اليوم ..الكلمة العليا للجيش واللجان الشعبية المرصاد نت - متابعات قبيل ساعات من بدء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث جولة جديدة من المشاورات الهادفة إلى وقف الهجوم على مدينة الحديدة ألقت جبهة تحالف ...
- الشارع اليمني يعلن دعمه لرؤية الوفد الوطني في مشاورات الكويت ' أهم بنود الرؤية' المرصاد نت - صنعاء أعلن الشارع اليمني دعمه للرؤية الوطنية الذي قدمها الوفد الوطني في مشاورات الكويت للحل السياسي والأمني في وقت سابق اليوم السبت.وكان عرض ا...
- شهداء وجرحى في سلسلة غارات على نقاط أمنية ومناطق حول صنعاء المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان السعودي الأمريكي فجر اليوم الأربعاء سلسلة غارات استهدفت مناطق ونقاطا أمنية على مداخل العاصمة صنعاء ما أدى إلى سقوط شهداء...
- ذمار: البدء في تنفيذ اتفاق الصلح بين مسلحي الاصلاح وأنصار الله. أكد مصدر محلي بمحافظة ذمار اليوم الجمعة ان اتفاق ايقاف الاشتباكات المسلحة بين مسلحين ينتمون لحزب الاصلاح وآخرين لأنصار الله ادخل حيز التنفيذ بعد مواجهات استمر...
- أبرز التطورات العسكرية والسياسية في محافظة مأرب! المرصاد نت - متابعات قطعت قبائل عبيدة، اليوم الأربعاء الطريق الدولي الرابط بين مدينة مأرب ومنفذ الوديعة الحدودي بالتزامن مع إعلان عودة وزراء “حكومة هادي” إلى ...