صنعاء تستقبل غريفيث: ما قبل قصف العاصمة ليس كما بعده !

المرصاد نت - متابعات

قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الثلاثاء إن الأطراف اليمنية سلمت ملاحظاتها حول تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين.Graffithss2019.1.22

وذكرت بعثة الأمم المتحدة في تغريدة بصفحتها على "تويتر" أنه في اطار متابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين وطبقاً لما نتج عن اجتماع عمان في هذا الشأن، قام الطرفان بتسليم ملاحظاتهما على الإفادات واعتبر تسليم الملاحظات خطوة مهمة على طريق تنفيذ التبادل الفعلي للأسرى والمعتقلين في اليمن.

كما بحث مارتن غريفيث مع كبير المراقبين الدوليين في مدينة الحديدة باتريك كاميرت تعثر تنفيذ اتفاق الحديدة. وقالت مصادر مطلعة إن غريفيث بحث في صنعاء مع كاميرت اليوم  تعثر وفشل تنفيذ اتفاق الحديدة الذي ينص على انسحاب قوات الطرفين من مدينة الحديدة وموانئها.

وتزامنت زيارة غريفيث مع استمرار المعارك والقصف المدفعي في عدد من مناطق الدريهمي والتحيتا وأحياء الحديدة الشرقية وفشل كاميرت في عقد لقاءات مشتركة بين الطرفين بعد عدد من اللقاءات التي عقدت في مدينة الحديدة.

ومن المتوقع أن يطرح كاميرت على مبعوث الأمم المتحدة مقترح نقل اللقاءات في مكان آخر خارج اليمن بحسب ماذكر وزير خارجية هادي خالد اليماني في تصريحات صحفية. وتناقلت صحف عربية عن مصادر في حكومة هادي والأمم المتحدة أن كاميرت قدم المقترح لمكتب المبعوث الأممي بعد تعرض موكبه لإطلاق نار شرق الحديدة الخميس الماضي.

وللمرة الثانية في الشهر الحالي حطّ المبعوث الأممي مارتن غريفيث يوم أمس في العاصمة صنعاء حيث يجري مباحثات في شأن متابعة تنفيذ اتفاقات السويد التي أُعلِنَت في الـ13 من الماضي. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من اختتام اجتماعات للجنة الفنية المعنية بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى في عمّان حيث اتُّفق على جدولة زمنية جديدة يؤمل أن تفضي إلى إتمام التبادل بحلول الشهر المقبل فيما لا يزال اتفاق الحديدة مُجمّداً في ظلّ استمرار الخروقات في محيط المدينة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان الشعبية العميد يحيى سريع أمس أن «مرتزقة العدوان ماضون في تحدّيهم القرارات الأممية والتنصل من التزاماتهم التي وقعوا عليها في السويد حيث ارتكبوا 306 خروقات خلال الـ48 ساعة الماضية». وأضاف سريع أن «طيران العدوان الاستطلاعي والتجسّسي واصل تحليقه فوق مدينة الحديدة والدريهمي وحيس» في الوقت الذي واصلت فيه القوات الموالية لـتحالف العدوان «قصفها المكثف بمختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة باتجاه أحياء المدينة».

في المقابل أطلقت القوة الصاروخية أمس صاروخين باليستيين من طراز «بدر 1 ـــ P» على تجمّعات لقوى العدوان في جيزان وعسير. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" أن «القوة الصاروخية أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز بدر 1 ـــ P على حشود للمرتزقة في جيزان» وأن «الصاروخ أصاب هدفه مخلفاً قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة». وأشار المصدر إلى أن القوة الصاروخية استهدفت بصاروخ من الطراز ذاته وفي الوقت نفسه «معسكراً للتدريب والتجمع في منطقة علب في عسير».

 وفي ما يتصل بالغارات العنيفة التي استهدفت العاصمة ليل السبت ـــ الأحد والتي ادعى تحالف العدوان أنها استهدفت مصانع الطائرات المسيّرة ومخازنها ودمّرتها أكدت مصادر عسكري مطلعة أن القصف «استهدف مصانع مدنية وبيوت المدنيين الآمنين» مضيفاً أنه «بالنسبة إلى الطائرات المسيّرة لن يستطيعوا الوصول إليها وسيظلّ هذا العام عام الطائرات المسيّرة ولن تبقى الأجواء حكراً عليهم» مؤكّداً أن «ما بعد قصف صنعاء ليس كما قبله وقادم الأيام سيكشف للعدوان ذلك».

على المستوى السياسي يبدأ المبعوث الأممي بعد قرابة أسبوعين من التقائه قيادة صنعاء (5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري) جولة جديدة من المباحثات التي تستهدف على ما يبدو الدفع بتنفيذ اتفاقات السويد قدماً أملاً في فتح الباب أمام انعقاد جولة تفاوضية سياسية ـــ أمنية أواخر شهر شباط/ فبراير المقبل. وحتى مساء أمس لم يتضح جدول أعمال الزيارة التي أُعلنت قبل ساعات فقط من بدئها لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر في الأمم المتحدة أن لقاءات غريفيث ستتركز على «العمل على التنفيذ السريع لاتفاق الحديدة» الذي يشكّل حجر الرحى في تفاهمات استوكهولم ويمكن تطبيقَه أن يحلّ الكثير من العقد.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي في وقت يدور فيه حديث عن طلب رئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت نقل عمل اللجنة إلى خارج اليمن في ظلّ التعقيدات التي يولّدها وجوده داخل الحديدة. تعقيدات تمثل حادثة إطلاق النار التي رافقت انتقال كاميرت وفريقه قبل أيام من مناطق سيطرة صنعاء إلى مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لـتحالف العدوان وما أعقبتها من اتهامات متبادلة نموذجاً منها.

الي ذلك أعلن الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب اليوم الثلاثاء أنه لا مكان للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي ونائبه الجنرال علي محسن صالح الأحمر في العملية السياسية القادمة. وأضاف خلال لقائه نائب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن معين شريم: ما يسمى بالشرعية ليست سوى ذريعة لدول العدوان لتحقيق أهدافها في احتلال البلاد والسيطرة على ثرواته.

كما اتهم أبوطالب رئيس لجنة المراقبة كاميرت بمحاولة حرف مسار اتفاق الحديدة وجره إلى سياقات خارج ما تم التفاهم عليه في السويد وانحيازه مع حكومة هادي مضيفاً دول العدوان يعرقلان اتفاقي الحديدة والأسرى. كما أكد أن عدم تجاوب النظام السعودي والإماراتي مع اتفاقية الأسرى وكشفها عن مصير الأسرى لديها تسبب في عرقلة الاتفاق.

المزيد في هذا القسم: