المرصاد نت - محمد المحفلي
ندرك أن عملية نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن تعد معركة سياسية وجزءاً من معارك العدوان والحرب الدائرة منذ العام 2015 بيد أن هذه المعركة لم يخسر فيها أحد غير المواطن والاقتصاد اليمني ذلك أنها تفتقر إلى عدة مقومات تحمي الاقتصاد من جهة وتؤدي أثرها بشكل فعال في الطرف الآخر كما أرادت قوات تحالف العدوان وحكومة ماتسمي ب«الشرعية» من جهة أخرى. فعملية النقل هذه من صنعاء إلى عدن لم يكن لها في الحقيقة أي هدف اقتصادي يعزز دور الدولة وأدواتها وانما تم نقل الفساد ليكون المستفيد الوحيد من هذا النقل هو والتيار المتربح من الحرب ونتائجها.
لا يمكن إنكار أهمية سحب الغطاء الاقتصادي الرسمي للقوى المتحكمة بالعاصمة صنعاء فلا معنى أبدا أن تتكلم باسم ماتسمي ب«الشرعية» في حين يكون البنك ومختلف الأجهزة الرسمية تعمل تحت إمرة الخصم ناهيك أن أغلب إيرادات المؤسسات الرسمية تعود إلى خزانة البنك المركزي ومن ثم يتحمل هذا البنك مسؤولية تغطية نفقات الموظفين من القطاع المدني في كل مناطق اليمن. فاستراتيجية الحرب الاقتصادية كانت تعني تحمل كامل المسؤولية من نقل البنك المركزي للعمل تحت إشراف حكومة هادي وما يترتب على ذلك النقل من تبعات منها استقبال الإيرادات من مختلف مناطق اليمن والعمل على استقرار العملة الوطنية ودفع مرتبات الموظفين في كل المناطق.
غير أن ما حصل هو أن الحكومة المسماة بـ«الشرعية» قد عملت على نقل البنك لا لدعم الاقتصاد وحماية استقرار العملة ولكن ليضمن عدد من مسؤوليها الفاسدين التحكم بالاقتصاد لأغراض شخصية وفشلت الحكومة في محاربة الفساد حتى صار يستشري دون خوف أو وجل وبصورة مقابلة فقد استفاد «الحوثي» بصورة أكثر من قبل فمن خلال مبرر نقل البنك استطاع أن يتنصل من مسؤولية دفع المرتبات وأن يسيطر على كل الإيرادات التي تصله لتمويل المجهود الحربي فقط. كما أن فساد حكومة ماتسمي ب«الشرعية» وفشلها في إدارة المناطق الجنوبية ومنها عدن قد أفضى إلى جعل ميناء الحديدة الميناء الأول في اليمن حيث لم يصبح ميناء عدن آمنا لاستقبال البضائع وهو الأمر الذي منح السلطات في صنعاء موارد مجانية دون أن يكون عليها أي التزامات.
لقد أدى نقل البنك المركزي إلى نتائج كارثية تمثلت في التدهور السريع للعملة اليمنية مقابل العملات الأخرى وفقد الريال اليمني قيمته بشكل مضاعف كما حرم الموظفون في أغلب مناطق شمال اليمن من مرتباتهم وهذا أدى إلى أسوأ كارثة إنسانية يعرفها اليمن حيث انخفضت السيولة من المواطنين ومن ثم أدى ذلك أن يفقد الاقتصاد طاقته فقلت حركة شراء المواطنين وهذا انعكس على مختلف مستويات النشاط الاقتصادي إضافة إلى الزيادة المهولة في الأسعار مما جعل أغلب الشعب يعايش كارثة المجاعة. في الوقت نفسه تحررت سلطات صنعاء من أي التزامات تحت هذه الذريعة وأثرى الفاسدون في عدن وتوسعت أذرعهم إلى كل مفاصل الحياة الاقتصادية للبلد.
المزيد في هذا القسم:
- الانسحاب الإماراتي من عدن: حلفاء أبو ظبي قلقون! المرصاد نت - متابعات حالة من الحيرة والترقب تسود في أوساط أنصار وقيادات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بالترافق مع الانسحابات الإماراتية في عدن وت...
- مظاهرات عارمة في تونس احتجاجا على العدوان على اليمن المرصاد نت - متابعات شهدت تونس تظاهرات عارمة وحاشدة للتعبير عن السخط الشعبي الكبير اثر مجازر العدوان السعودي بحق ابناء اليمن لتدخل المرحلة الجديدة مرحلة ال...
- ما لا يعرفه الكثيرون .. أين يقف علي عبدالله صالح ولأجل ماذا؟ المرصاد نت - المساء برس كشفت الأزمة الحادة التي عصفت بمكوني أنصار الله والمؤتمر "حليفي السلطة في صنعاء" عن ملفات وقضايا هامة تتعلق برئيس المؤتمر علي عبدالله ص...
- هادي والإمارات يتصارعان على حساب الاقتصاد الوطني المرصاد نت - رشيد حداد بينما تحاول حكومة هادي تشكيل كيانات موازية للدولة كبنك مركزي جديد في المحافظات التي تسيطر عليها يقف الإماراتيون وجه عثرة في تحصيل تل...
- ماحقيقة الحوار السعودي - الحوثي ... تهدئة أم مناورة؟ المرصاد نت - متابعات بعد ما يقرب من شهر ونصف على إعلان الحوثيين وقف هجماتها ضد السعودية جاء إعلان مسؤول سعودي عن حوار تجريه الرياض مع الجماعة، ليعزز مجمل التص...
- النظام السعودي يدفع بقوات عسكرية كبيرة إلى وادي حضرموت! المرصاد نت - متابعات دفعت السلطات السعودية اليوم الاثنين بقوات عسكرية ضخمة تابعة لها إلى وادي حضرموت شرقي البلاد. وقالت مصادر محلية إن قوات عسكرية سعودية شوهد...
- اعتراف نتنياهو أن الحوثيين يهددون اسرائيل يكشف حقيقة الجبهة المناوئة لهم نتنياهو يقول ان الحوثيين يهددون امن اسرائيلعبر رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني عن قلقة ومخاوفة من الثورة في اليمن معتبراً أنها تُهدد اسرائيل . نتنياهو وفي خطابه...
- سحب «الدعم السريع» من اليمن: «حميدتي» يبيّض صفحته! المرصاد نت - مي علي على نحو مفاجئ أعلن قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» سحب عشرة آلاف من قواته المشاركة في الحرب التي يشنها «التحالف...
- المشاورات والهدنة في انتظار اجتماع الرباعية... بمشاركة روسيا المرصاد نت - الأخبار يكتنف الغموض مصير التحركات الأممية بخصوص تحريك عجلة المشاورات عقب مقترح أميركي قدّمه وزير الخارجية جون كيري فيما توحي التطورات العسكري...
- أستهداف الإمارات يعني أسقاط الحماية الأمريكية والبريطانية لها المرصاد نت - متابعات قراءة في جزئية من خطاب السيد القائد ....من اليوم ستطال الإمارات لأول مرة في تاريخ هذه الدويلة صواريخ باليستية قادمة من اليمن من ...