حرب التحالف ... من تدخل للإنقاذ إلى مشروع للسيطرة!

المرصاد نت - متابعات

في منتصف ليلة الـ26 من مارس/آذار 2015م وجد اليمنيون أنفسهم فجأة أمام شاشات التلفزة لمتابعة أخبار ساعة الصفر لإعلان تدخل سبعة عشر دولة عسكرياً في اليمن بناءAden UAE2019.3.26 على ذريعة إعادة هادي للحكم في صنعاء ولإيقاف تمدد الحوثيين في البلاد.

وللوهلة الأولى شعر البعض أن هذا التدخل سينقذهم من تبعات سيطرة الحوثيين على صنعاء ويوقف زحفها جنوباً واستمر ذلك الانطباع لفترة ولكن الغالب منهم باتوا يشعرون اليوم أن تلك الأهداف المعلنة تغيرت بعد أن أصبحت قوى التحالف "السعودية والإمارات" تتسابقان للسيطرة على البلاد.

وخلال العام الرابع من الحرب أعلنت بعض الدول وقف مشاركتها في تحالف التدخل العسكري الأمر الذي جعل اليمنيين قلقين من إتاحة الفرصة للسعودية والإمارات في الاستمرار بإعادة تمزيق بلادهم وتنازع المليشيات على النفوذ وتوحيد اليمن، بحروب دامية.

من جهته استغرب مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان السابق في محافظة المهرة علي عفرار من الدواعي التي جعلت السعودية والإمارات تجلبان قواتهما العسكرية وتحاولان السيطرة على المدينة.

وقال عفرار إن مبررات تدخل التحالف باليمن هو إعادة الشرعية ودحر الانقلاب ولكن في محافظتي المهرة وسقطرى لم يكن هناك أثر للحوثيين ومع ذلك سيطرت الإمارات والسعودية على هاتين المحافظتين بحجج واهية.

وبدأت الرياض وأبو ظبي بخلق بؤر في تلك المدن لزعزعة الأمن الإقليمي وعملتا على استجلاب جماعات متطرفة كما عززتا وجودهما بالسيطرة على مناطق وممرات الحركة الاقتصادية والعسكرية، حسب عفرار.

ويشدد على أن التحالف لم يكتفِ بذلك العبث بل بعث شبكات تجسسية وعناصر استخباراتية وجماعات مشبوهة لتأجيج الصراع في المهرة المحاذية لسلطنة عمان.

وأضاف عفرار أن التحالف قام أيضا بشراء ولاءات للقيادات المجتمعية وإغرائها بمنحها الجنسية والأخطر أنه عمل على تقويض بقايا أركان الدولة الشرعية وإحلال المليشيا التابعة للإمارات والسعودية مكانها.

وعن أسباب ممارسة السعودية والإمارات كل هذه السلوكيات قال عفرار إن هناك تعاملا وتنسيقا إماراتيا سعوديا يهدف إلى السيطرة على الممرات المائية باليمن ومحاصرة بعض الدول المجاورة لمخطط مستقبلي حيث تعمل القوات السعودية الموجودة بالمهرة على استنساخ تجربة الإمارات في عدن.Uae Yemen2019.3.25

وبحثا عن موقف حكومة هادي إزاء كل هذه الأحاديث والمخاوف التي أصبحت تلازم اليمنيين اليوم مسؤول حكومي رفيع أفاد - في تعليق مختصر- بأن العلاقة مع التحالف فعليا أصبحت مشبوهة وبحاجة إلى تصحيح وتقييم عاجل.

وحسب حديث المسؤول الحكومي فإن الإمارات تعمل اليوم على تقسيم اليمن والعبث بمقدراته السيادية وتمنع الحكومة من مزاولة مهامها على الأرض بمباركة السعودية أيضاً وحتى عودة رئيس الدولة نفسه. ولم يتردد المسؤول الحكومي عن التلويح بخيار الحكومة في الاستغناء عن خدمات الإمارات تحديدا خلال الفترات المقبلة إذا أصرت على احتلال المدن المحررة ودعم الكيانات المتطرفة والمليشيات المسلحة التي تعيق عمل الحكومة.

صراع سعودي إماراتي على 'سقطرى'
كما تشهد جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي تنافساً شديداً بين السعودية والإمارات ثاني أكبر دولة مشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ 5 أعوام وفقاً لما ذكره مصدر مطلع حيث إن هناك "تنافسا خفيا وسباقا محموما بين الدولتين في الجزيرة يهيمن على المجال الإنساني والإغاثي".

وتابع المصدر "رغم الهدوء الذي يتموضع عليه الصراع بين الرياض وأبوظبي إلا أن كلا منهما يصارع للاستحواذ على المشاريع الإنسانية داخل سقطرى".

وبحسب المصدر ذاته فإن "الإمارات تبدي غيرتها من المشاريع التي ينفذها السعوديون في الجزيرة الواقعة قبالة السواحل اليمنية الجنوبية". ودلل على ذلك قائلا: "ينفذ السعوديون من خلال مشروع إعادة الإعمار ترميم عدد من المنشآت منها تربوية تقوم مؤسسة خليفة الإماراتية بتنفيذ المشروع نفسه في مكان آخر داخل سقطرى".

وأشار المصدر إلى أن الإمارات "لا زالت تمارس الاستفزازات للمجتمع والإدارة المحلية الحاكمة في سقطرى من خلال تجدد مساعيها في إنشاء قوات موالية لها على غرار المحافظات الجنوبية والشرقية، رغم تحذيرها من قبل حاكم الجزيرة".

وكانت مصادر كشفت في 19 آذار/ مارس الجاري عن تحذير حاكم سقطرى رمزي محروس من خطورة النشاط الإماراتي لإنشاء قوة عسكرية موازية للقوات الحكومية في الجزيرة، وأنه لن يسمح بذلك.

وذكر المصدر أنه في أعقاب فشل أبوظبي في احتواء اللواء الأول مشاة بحري الموجود في سقطرى، بعدما كانت تتحكم به عن طريق قائده العميد محمد الصوفي، الذي تم إيقافه عن العمل من قبل الرئاسة، حولت بوصلة اهتمامها نحو قوات الشرطة. لافتا إلى أن الإماراتيين أوقفوا المعونات والدعم للواء، بعد إيقاف الصوفي وتكليف رئيس أركان اللواء العقيد ناصر قيس القيام بأعمال قائده.

وأوضح المصدر أن التوجهات الاماراتية التي كانت منصبة صوب قوات الجيش اتجهت حالياً إلى قوات الشرطة خاصة منذ الزيارة الأخيرة لقائد شرطة سقطرى العميد أحمد الرجدهي للعاصمة أبوظبي، مطلع العام الجاري.

وأضاف أن ما تقوم به أبوظبي يتمثل في "إعادة تأهيل بعض الأقسام والمراكز الأمنية فضلا عن تقديم 50 مركبة عسكرية (أطقم) للقوات الشرطية في سقطرى".

النتائج الكارثية التي يعانيها الشعب اليمني جراء استمرار الحرب و الحصار 

نتائجُ كارثية فظيعة حلت على أبناء الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه منذ إعلان التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي حربة على اليمن في 26 من مارس 2015 مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة والقنابل والذخائر العنقودية المحرمة دوليا في انتهاك صريح وواضح للقانون الدولي بالتزامن مع حصار شامل من البر والبحر والجو لإخضاع هذا الشعب في ظل صمت دولي مريب والى اليوم وقوى التحالف ما زلت تفرض حصار خانقا على اليمنيين محدثة كارثة لا مثيل لها في تاريخ الحروب الحديثة والقديمة.

حيث تؤكد التقارير والإحصائيات الرسمية وغير الرسمية المحلية والدولية أن الوضعَ أصبح لا يحتملُ في ظل استمرار الحصار و ذكرت آخر الإحصائيات أن حصيلة ضحايا غارات التحالف العسكري على الأراضي اليمنية خلال أربع سنوات بلغت “أكثر من 16005 شهداء بينهم 3547 طفلاً و2271 من النساء فيما تجاوز عدد الجرحى الـ 24967 شخصا بينهم 3568 طفلا و2560 امرأة.

كما انتهج التحالف العسكري السعودي سياسة التدمير الشامل والممنهج للبلاد حيث شملت المنشآت التعليمية والجسور وآبار المياه والمطارات وميناء الحديدة ومخازن الغذاء ونقل البنك وكل ما له علاقة بالوضع الاقتصادي وبقوت المواطن بالتزامن مع قصف مطار صنعاء والحديدة كذلك قصف أهم الموانئ في الحديدة.

التقارير ذكرت ان التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي منع استقبال المواد الغذائية الضرورية والدواء والأجهزة والمعدات الطبية وخاصة المتعلقة بأمراض الكلى والسرطان ومنع الناس من السفر لتلقي العلاج في الخارج ما أدى إلى وفاة الآلاف إلى جانب انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تلويث مياه الآبار المتعمد من قبل طيران التحالف السعودي وتوقف أكثر من 60% من القطاع الصحي جراء القصف.

منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيرات كان آخرها ما قاله المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط / أحمد المنظري أن العديد من المرضى اليمنيين يفقدون حياتهم لعجزهم عن تحمل تكاليف العلاج.

وقال في بيان صدر عنه الأحد 24 مارس 2019 إنه شاهد شخصياً خلال زيارته لليمن مرضى يموتون في احد مستشفيات صنعاء فيما كان الأطباء يقفون عاجزين عن إنقاذ حياتهم وأن أكثر من نصف المستشفيات في البلاد لا تعمل بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وخلال أربع سنوات من حربها على اليمن استهدفت قوى التحالف منظومة العملية التعليمية بكل أركانها من خلال قصف المدارس وقطع الرواتب عن على المعلمين والقوى العاملة في قطاع التعليم  حيث أن إجمالي عدد المنشآت التعليمية المتضررة نتيجة الغارات بلغ 3526 منشأة في 22 محافظة دمر منها أكثر من 402 منشأة تم تدميرها كليا فيما تضررت 1465 منشأة جزئيا وان المنشآت التعليمية التي أُغلقت جراء الحرب بلغ عددها 660 منشأة بالإضافة إلى 993 منشأة تعليمية استخدمت لإيواء النازحين.

ويصادف في السادس والعشرين من الشهر الجاري الذكرى السنوية الرابعة لحرب التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن والذي استخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات آلاف المدنيين ودمار هائل في البُنَى التحتية والاقتصادية اليمنية إضافة إلى تسببه بأسوأ كارثة إنسانية في العالم أدت إلى انتشار الأمراض المستعصية والمجاعة في مختلف أنحاء البلاد نتيجة حصار الموانئ اليمنية ومنع إدخال الأدوية والمساعدات الإنسانية.

 

المزيد في هذا القسم: