حرب التحالف .. الميليشيات والمرتزقة الأجانب مدعومين من القوة الغربية!

المرصاد نت - متابعات

في أي نقطة تصبح الحرب الإقليمية حربًا عالمية تجذب القوات العسكرية لدول متعددة من عدة قارات؟ في اليمن تم الوصول إلى هذه النقطة منذ فترة طويلة.war agains yemen2019.3.28

منذ أربع سنوات من تدخله في اليمن يواصل التحالف السعودي الاستفادة من الموارد العسكرية من جميع أنحاء العالم العربي والعالم بأسره ويدعم عملياته بالأسلحة والخبرات التقنية المبنية من الغرب لكن الميليشيات المحلية والمرتزقة الأجانب هم الذين يقاتلون الحوثيين على الأرض.

على الرغم من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأخطر في العالم  ظلت مجموعة الدول القومية الملتزمة رسميًا بالتحالف مستقرة نسبيًا منذ عام 2015. من بين دول مجلس التعاون الخليجي انضمت دولة الإمارات والبحرين والكويت وقطر إلى التحالف في بدايتها كما وافقت مصر والأردن والمغرب والسودان على الانضمام لدعم الحملة السعودية. على الرغم من تصويت برلماني ضد مشاركة البلاد فقد ساهمت باكستان بألف جندي لتعزيز القوات المسلحة السعودية.

قطر فقط التي طردت من التحالف مع بداية أزمة دبلوماسية كبيرة مع السعودية والإمارات في عام 2017م وتعليق مشاركتها إلى جانب منطقة الشرق الأوسط الأوسع قدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا دعمًا كبيرًا للتحالف.

أعلنت الولايات المتحدة “دعم لوجستي ودعم استخباراتي” في بداية الحملة العسكرية من قبل التحالف في اليمن واستمرت في إنشاء خلية تخطيط أمريكية-سعودية مشتركة. كما قدمت الولايات المتحدة التزود بالوقود الجوي للقوات الجوية السعودية والإماراتية.

في عام 2017م قامت إدارة ترامب بتتبع بيع الصواريخ الموجهة بدقة إلى السعودية وتوسيع التعاون العسكري الأمريكي مع سلاح الجو السعودي “في كل من الاستهداف وقانون النزاع المسلح” وفقًا لتقييم كريستوفر بلانشارد و جيريمي شارب مستشار الشرق الأوسط في دائرة أبحاث الكونغرس.

نشرت واشنطن وحدة متواضعة من الأفراد العسكريين على الأرض في اليمن كجزء من العمليات المستمرة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) والتي تمسك بالسيطرة على الأراضي في محافظة حضرموت الشمالية وعلى الساحل الجنوبي والمتشددين المتصلين إلى جماعة الدولة الإسلامية.

قدمت المملكة المتحدة أسلحة بقيمة 6.5 مليار دولار تقريباً للتحالف السعودي. زود الجيش البريطاني الطائرات والصيانة لتلك الطائرات طوال الحملة. يتمركز أفراد عسكريين بريطانيين وأمريكيين داخل غرف القيادة في الرياض.

وفي وقت سابق من شهر مارس ظهرت تقارير تفيد بأن خمسة من قوات الكوماندوز البريطانية الخاصة للقوات الخاصة  قد أصيبوا بجروح في القتال في اليمن على الرغم من أن متحدثًا باسم  وزارة الدفاع نفى التقرير .

بالإضافة إلى قوات هادي تقاتل شبكة من القوات المحلية وغير الشرعية لدعم التحالف. قوات “المقاومة الوطنية” وهي قوة يمنية بقيادة الجنرال طارق محمد عبد الله صالح ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح تقاتل حاليًا من أجل التحالف بدعم من الإمارات تلعب القوات الوطنية بعضها من قوات الأمن اليمنية دوراً رئيسياً في حملة المشاة التابعة للتحالف.

تلقى عدد من الميليشيات اليمنية دعما مباشراً من السعودية أو الإمارات  بما في ذلك ألوية الحزام  وقوات النخبة الشبواني وكتائب العمالقة وكتيبة أبو عباس وميليشيات الإصلاح ومقاومة تهامة وميليشيا يسران  المقطري .

تم تجنيد طلاب سابقين في مدرسة دار الحديث الدينية (دماج) في محافظة صعدة الشمالية بشكل متكرر في ميليشيات تقاتل مع التحالف. تقاتل الاتحادات القبلية اليمنية باستمرار مع التحالف منذ عام 2015. كما تم دمج القوات العسكرية الأجنبية في الوحدات العسكرية المحلية  التابعة للشرعية والخارجة عن سيطرتها

 يُعتقد أن حوالي  400 جندي إريتري متورطون في القوات المسلحة الإماراتية.

قدم السودان أكبر عدد من القوات الأجنبية للتحالف. ما يقرب من 14000 من رجال الميليشيات في دارفور يقاتلون في اليمن جنبا إلى جنب مع الميليشيات المحلية.

تم اختيار هؤلاء المقاتلين السودانيين بشكل أساسي من قوات الدعم السريع وهي مجموعة قبلية شبه عسكرية متحالفة مع الحكومة السودانية كانت تعرف سابقًا باسم الجنجويد. غالبًا ما يكون السودانيون الذين يقاتلون مع التحالف السعودي ناجين من الصراع في دارفور وقد اتُهموا بدمج الأطفال في صفوفهم. بالإضافة إلى القوات العسكرية الأجنبية يضم التحالف السعودي أيضًا مقاولين عسكريين خاصين يُعرفون أيضًا بالمرتزقة.

وأكبر فرقة هي  مرتزقة أمريكا اللاتينية الذين يتألفون من مقاتلين من كولومبيا وبنما وشيلي والسلفادور تحت الإدارة العامة لأوسكار جارسيا بات ، قائد العمليات الخاصة الكولومبي السابق. في عامي 2015 م و 2016م عملت شركة مرتزقة أمريكية هي Spear Operations Group مع الإمارات في عمليات قتالية داخل اليمن.

أخبر متعاقد سابق Buzzfeed News أنه تم تعيين جنود سابقين من القوات الخاصة لتنفيذ برنامج اغتيال سري يستهدف قادة حركة الإصلاح الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين.

بينما تستمر النزاعات المتفرقة في جميع أنحاء البلاد يشكل حصاران رئيسيان هما الحديدة وتعز جبهتين رئيسيتين. لكن القوات السعودية تحتفظ بوجود في عمق اليمن مثل محافظة المهرة وهي محافظة جنوب شرق بعيدة عن الخطوط الأمامية. واجه معقل الحوثي الرئيسي في محافظة صعدة الشمالية غارات جوية سعودية أكثر من أي جزء آخر من البلاد منذ بدء الحرب. منذ نوفمبر 2017م فرض التحالف أيضًا حصارًا بحريًا على جميع الموانئ اليمنية مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.Taiz Ksa2019.3.28

خلال الصراع زادت كل من السعودية والإمارات الإنفاق العسكري بشكل كبير. تمتلك السعودية حاليا ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم. الموازنة العسكرية للإمارات غير معروفة حاليًا لكن الإنفاق العسكري يُقدر بأنه الرابع عشر في العالم .

وقال جيلبرت أتشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن “من الواضح أن التوغل كان مدمرًا بشكل أساسي وفيما يتعلق بحل المشكلات بطريقة أو بأخرى فقد كان فشلًا تامًا”.

وفقًا لأشار بينما كانت الحكومة السعودية تنوي التدخل لفترة قصيرة ومحدودة فقد تطورت الحرب لتصبح  مستنقع في السعودية. وقال “السعوديون والشريك الرئيسي الآخر في هذا التدخل الإمارات لا يتطابقون في وجهتي نظرهما بعيدًا عن ذلك – لقد تطورت التوترات بينهما”.

في حين أن السعودية كانت مهتمة أكثر بدعم قوات حكومة هادي إلا أن دولة الإمارات تسعى إلى تحقيق أهداف منفصلة في النزاع  مثل دعم الحركة الجنوبية الانفصالية. كما تسعى دولة الإمارات إلى إنشاء قواعد دائمة في جنوب اليمن كطريق لمزيد من النفوذ في منطقة الخليج ككل.

داعش والقاعدة من قائمة “الإرهاب” الأمريكية إلى رأس حربتها في حرب اليمن

مسرحيات انتصارات قوى التحالف على ما يسمى تنظيم القاعدة الاجرامي في المحافظات الجنوبية وتمكنها من استعادة بعض المدن تم نسفها من قبل تحقيق صحفي لوكالة اسوشيتد برس الامريكية نشر العام الفائت.

التحقيق الصحفي كشف قيام دول التحالف وعلى راسها السعودية والامارات بعقد صفقات سرية مع التنظيم الاجرامي القاعدة في محافظات جنوبية محتلة, ودفعت دول العدوان أموالا طائلة للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق  من اجل ان يتم ترويجها في وسائل الاعلام على انها انتصارات ضد التنظيم.

المئات من التنظيم الاجرامي انضموا الى القوات التي تنشئها دولة الاحتلال الاماراتي والسعودي في المحافظات الجنوبية ولتم دفعهم بعد ذلك الى جبهات القتال وخصوصا في الساحل الغربي.

الوكالة الامريكية لفتت الى ان هذه الاتفاقات تمت بعلم أميركي والذي بدورهم قاموا بتأمين انسحاب بعض العناصر الاجرامية للتنظيم مع عتادهم الذي نهبوه من بعض المدن وإيقاف العمليات الوهمية التي تزعم انها ضد التنظيم من قبل الطائرات بدون طيار حتى تمت المفاوضات والانسحابات ومن المدن التي تم الانسحاب مدينة المكلا في حضرموت ، وكذا من سبع مناطق في محافظة أبين ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة.

وأشارت الوكالة الى أن فصائل المرتزقة المسلحة المدعومة من دول العدوان جندت مسلحي تنظيم القاعدة الاجرامي حيث تم الاتفاق في احدى الصفقات على انضمام 250 من اجرامي القاعدة لما يسمى قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الاحتلال الإماراتي في محافظة أبين المحتلة.

وقد كشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين تابعين لحكومة المرتزقة وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين للوكالة اسوشيتد برس أن اتفاقا أبرم في أوائل عام 2016 قضى بإدماج عشرة آلاف مسلح قبلي - منهم 250 من تنظيم القاعدة الاجرامي  في ما تسمى قوات الحزام الأمني الإماراتية  في أبين.

وفي فبراير 2016م أعلنت قوات الاحتلال الاماراتي انها سيطرت على منطقة الصعيد بمحافظة شبوة ونشرت ذلك على وسائل الاعلام مدعية انه تم تطهيرها من تنظيم القاعدة تحت مسمى عملية السيف الحاسم ، الامر الذي تبين انها احدى الصفقات المبرمة بأنسحاب التنظيم وذلك  وفقا لما قاله أحد الوسطاء القبليين، الذي كان مشاركا في صفقة انسحاب مقاتلي التنظيم الذي قال انه تم انسحابهم على متن شاحنات وبأسلحتهم من منطقة الصعيد دون التعرض لأي مضايقات بحسب ما ذكره مدير أمن شبوة المرتزق عوض الدهبول ووسيط ومسؤولون حكوميون تابعين للفار هادي للوكالة.

وكما صرح الوسيط ومسؤوليْن اثنين فإنه بموجب الاتفاق انه ما تسمى قوات النخبة الشبوانية التابعة للأمارات يتواجد بها مقابل كل الف مقاتل 70 من تنظيم القاعدة .

وتمت صفقة أخرى في 2016 بين دولة الاحتلال والتنظيم وذلك بخروجه من المكلا مقابل 100 مليون دولار .

حيث تم الانسحاب من المدينة الذي ظل الاتنظيم يسيطر عليها منذ ابريل 2015 م وبمسرحية تم فبركتها من وسائل اعلام العدوان ان قوات الاحتلال الاماراتي طردت القاعدة وسيطرت على المدينة في ليلة واحدة.

وفي تصريحات لخالد باطرفي القيادي في تنظيم القاعدة  لوكالة اسوشيتد قال إنه بالنسبة للذين على الخطوط الأمامية فهم بالتأكيد على علم بمشاركتنا فنحن إما نقاتل مع إخواننا في اليمن أو ندعمهم بالسلاح”.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن هذه الاتفاقات وهذه الأموال المدفوعة ساعدت التنظيم الاجرامي على الاستمرار في القتال وقالت أطراف رئيسية في الاتفاقات السرية المبرمة إن أميركا على علم بهذه الصفقات.

عمليات تجنيد كبيرة تتم من قبل الفار هادي و دول العدوان لمسلحي التنظيم الاجرامي ومقابل ذلك تدفع ملايين الدولارات لقيادات من التنظيم عن طريق وسطاء قبليين.

وذكر تحقيق الوكالة أن مجموعات المرتزقة المسلحة التي تتبع دول العدوان على اليمن جندت العديد من مقاتلي القاعدة ليصبحوا في صفوفها بالنظر إلى القدرات التي يمتلكونها في ساحة الحرب مشيرا الى حصول قيادي مرتزق ينتمي الى التنظيم على 12 مليون دولار من الفار عبد ربه منصور هادي مقابل المحاربة معه برغم وجوده على لائحة الإرهاب الامريكية.

جبهات محافظة تعز فيها حضور كبير وقوي لمرتزقة تنظيم القاعدة الاجرامي وما حدث من جرائم قتل وسحل وتعذيب في قري صبر والصراري ليست ببعيدة والتي ارتكبها مرتزقة التنظيم بحق المدنيين.

وكشف للوكالة المرتزق عبد الستار الشميري المستشار السابق لمحافظ تعز عن تجنيد مقاتلي القاعدة قائلا إنه علم بوجود مسلحين من القاعدة منذ البداية وقال لمسؤولين عسكريين بضرورة عدم تجنيد هؤلاء فكان ردهم أنهم “سيتحالفون مع الشيطان لمواجهة الحوثيين”.

وأورد تحقيق الوكالة نقلا عن عادل العزي اليد اليمني لأبي العباس  قوله إن المليشيا تحصل على تمويل الإمارات رغم أن أبا العباس مدرج ضمن القائمة الأمريكية لمحاربة الإرهاب.

وحيال هذا الشأن أفاد مايكل هورتون، أحد الباحثين في مؤسسة جيمس تاون، وهي مجموعة أمريكية مختصة في تعقب الإرهاب، أن “عناصر الجيش الأمريكي تدرك بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهناك قلق كبير بشأن ذلك”.

وصرح هورتون أن معظم أحداث الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإماراتي والميليشيات التابعة لها على تنظيم القاعدة تعد “مهزلة” وقد قال إن “تحديد انتماءات الأشخاص، والقول إن أحدهم ينتمي إلى تنظيم القاعدة أو لا، يعتبر ضربا من ضروب الخيال. ويرجع ذلك بالأساس إلى العدد الكبير للتحالفات والصفقات التي تم عقدها”.

في إطار هذا اعترف احد قيادي  في تنظيم القاعدة أن عدد أعضاءها، الذي قدره المسؤولون الأمريكيون بين 6000 و8000 عنصرا آخذ في الارتفاع  مضيفا ان عمليات انتشار المقاتلين في جبهات القتال الأمامية ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية توفر أرضية خصبة لتجنيد أعضاء جدد وقال إن “معنى ذلك أنه عندما ترسل 20 مقاتلا، يمكنك العودة صحبة 100 مقاتل”.

وفي السياق كشفت شبكة سي ان ان الامريكي في فبراير من العام الجاري في تقرير صحفي ان دولة الاحتلال الاماراتي سربت أسلحة أمريكية إلى تنظيم القاعدة في اليمن. واشارت الشبكة الى حصولها على معلومات تفيد بقيام كل من دولتي العدوان "السعودية والإمارات" بتزويد مقاتلين مرتبطين بالقاعدة بأسلحة أمريكية مؤكدة  أن الرياض وأبو ظبي استخدمتا الأسلحة الأمريكية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية.

بدورها أشارت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير صحفي العام الفائت إلى أن دولتا التحالف - السعودية والإمارات - وفي انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية - تسببتا في وصول بعض الأسلحة المتطورة التي تم شراؤها من الشركات الأوروبية والأميركية مثل العربات المدرعة ومنصات الصواريخ والعبوات الناسفة والبنادق المتطورة إلى ميليشيات محلية في إشارة الى تنظيم القاعدة.

توم ستيفنسون - ميدل ايست آي

المزيد في هذا القسم: