المرصاد نت - متابعات
يعود التوتر من جديد إلى محافظة شبوة جنوب شرق البلاد بين قوات حكومة هادي وقوات مدعومة من النظام الإماراتي بعد أيام من اشتباكات دامية بينهما. وأفاد مصدر يمني مسؤول بأن ما تسمى "النخبة الشبوانية" المدعومة من أبوظبي حشدت قواتها في محيط مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة في تصعيد جديد ينذر بانفجار الوضع عسكرياً مع القوات الحكومية مجدداً.
وأضاف المصدر أن تصعيد "النخبة" الأوضاع في مدينة عتق من جديد بعد ما نجحت وساطة بإنهاء التوتر سابقاً الهدف منها " السيطرة على المؤسسات الحكومية والانقلاب على السلطة في شبوة".
وشهدت مدينة عتق كبرى مدن شبوة اشتباكات بين قوات حكومة هادي وقوات النخبة بعد محاولات الأخيرة السيطرة على عدد من المقار والمنشآت الرسمية قبل أن تتدخل وساطة للتهدئة وقضت بخروج المسلحين التابعين للنخبة منها.
من جهة ثانية أتهمت لجنة حكومية قوات "النخبة" بمنعها من الوصول إلى مواقع نفطية للتحقيق في التفجيرات التي استهدفت خطوط نقل النفط والغاز في الأيام الماضية. وقال بيان صادر عن اللجنة المشكلة من قيادة محافظة شبوة أمس الأحد إنه بناء على قرار محافظ شبوة بشأن التحقيق في أحداث تفجير أنبوبي النفط والغاز والأحداث التي تعيق استئناف عمل الشركات النفطية والغازية فقد تم مباشرة عملنا الميداني إلا أنه تم منعنا من قبل إحدى النقاط التابعة للنخبة.
وكان مسلحون قد فجروا يوم الأربعاء الماضي خطا لنقل الغاز المسال الممتد من منطقة صافر في محافظة مأرب إلى ميناء بلحاف في شبوة على بحر العرب بعد أيام من تفجير آخر استهدف خطا لنقل النفط في المحافظة ذاتها.
وبحسب البيان فإن اللجنة التي تضم مسؤولين حكوميين وأمنيين بينهم وكيل شبوة تم إيقافها في نقطة الرمضة في مديرية حبان التي تتبع النخبة المدعومة إماراتياً وتم طلب البطاقات التعريفية لأعضائها كافة ونسخة من قرار التكليف.
مؤكدا أنه بعد انتظار أعضاء اللجنة لمدة ساعة و10 دقائق تم إبلاغهم من قبل الجنود الموجودين في النقطة العسكرية بأنه لايوجد لديهم أي توجيهات للسماح لهم بالمرور لإنجاز مهامها المكلفة بها. وأوضحت أن أعضاء الفريق تعرضوا لاستفزازات من قبل جنود النخبة وعندما قرروا العودة إلى عتق، قام أحد الجنود بإطلاق النار كإجراء استفزازي.
وتنتشر قوات "النخبة الشبوانية" منذ آب/ أغسطس 2017م في عدد من مناطق محافظة شبوة بإشراف من قيادات عسكرية إماراتية منها مديريتا "رضوم وجردان" التي يمر من الأخيرة "خط تصدير الغاز المسال" الممتد من محافظة مأرب (شمالا) وحتى ميناء بلحاف النفطي على بحر العرب.
وتتمركز قوات إماراتية أيضا في منشأة بلحاف أهم منشأة يمنية لتصدير الغاز المسال وحولتها إلى قاعدة عسكرية في وقت عطلت العمل في الميناء ومنعت استئناف تصدير الغاز لإعاقة جهود الحكومة في تعزيز سلطاتها ووضع يدها على مواقع البلاد الحيوية وفقا لمصادر مطلعة.
ودخلت العلاقة بين حكومة هادي والنظام الإماراتي مرحلة جديدة من التعقيد والتصعيد وسط اتساع دائرة الرفض بشكل أوسع من ذي قبل وأنضمام أصوات جديدة مناوئة لسياسات الإمارات التي تتعارض تماماً مع مصالح اليمنيين وتتجاوز أهداف التحالف العسكري السعودي نحو تقسيم البلد خدمة لأجندتها.
وأنضم مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى إلى الحراك الرافض للدور الإماراتي في بلادهم بعد تفجر الأوضاع عسكرياً بين قوات حكومة هادي ومليشيات مدعومة من أبوظبي في محافظتي أرخبيل سقطرى وشبوة جنوب وجنوب شرق البلاد.
النائب البرلماني علي عشال التحق مؤخراً بمنتقدي الإمارات ودعا إلى مغادرة مربعات الصمت حيال ما يجري في جنوب البلاد وأكد أن "الوقت قد آن لأن يغادر القادة الرسميون والحزبيون وأعضاء مجلس النواب وأعضاء الحكومة مربعات الصمت" وقال عشال "إن ما يجري اليوم حالة صمت عجيبة وركون من كل طرف أن غيره معني بتصحيح الوضع المختل".
وأضاف أن "ما يجري يشبه الحالة التي عشناها قبل سقوط صنعاء (بيد الحوثيين 2014)" في إشارة منه إلى حالة الصمت إزاء دعم الإماراتيين مليشيات مسلحة للانقلاب على حكومة هادي في محافظات جنوب البلاد.
وحسب النائب في البرلمان فإنه "لن يرتدع أي عابث بأمن واستقرار اليمن ما لم يقف الجميع صفاُ واحداُ ويقولوها بالفم الملآن: لن نسمح لطرف في تحالف دعم الشرعية أن ينحرف عن أهداف هذا التحالف". في إشارة منه إلى الإمارات.
ولم يكن عشال وحده الذي انضم إلى زخم الحراك السياسي والشعبي ضد أبوظبي ففي الأيام القليلة الماضية شن وزير في حكومة هادي هجوماً شديداً على الدور الذي تمارسه الدولة الخليجية في بلاده.
وقال عبد الغني جميل وزير الدولة إن الوجود الإماراتي في سقطرى "احتلال متكامل الأركان". وجاء تصريح جميل بعد إحباط قوات حكومة هادي محاولة مليشيات انفصالية مدعومة إماراتياً تسمي نفسها "الحزام الأمني" السيطرة على ميناء حولاف في محافظة جزيرة سقطرى قبالة سواحل دول القرن الأفريقي قرب خليج عدن.
ودعا الوزير جميل هادي إلى مكاشفة الشعب بشأن احتلال الجزر والموانئ. كما تساءل قائلا: ماذا تريد دولة الإمارات؟
من جهته عاد رئيس حكومة هادي السابق أحمد بن دغر إلى واجهة المعارضة لسياسات أبوظبي في وقت برز سابقا ندا أمام تحركاتها في أكثر من محافظة. وقال بن دغر في مقال تداولته وسائل إعلام محلية : "هناك خطيئة كبرى تُصنع في اليمن كل الذي جرى ويجري في صنعاء المستباحة (شمالا بيد الحوثيين) وعدن المكلومة (جنوبا تتحكم الإمارات وحلفاؤها بملفها الأمني) هدفه تمزيق البلاد"وتابع بن دغر: "أهداف التحالف تغيرت في اليمن والتقسيم سيطال من يسعون لإحياء التشطير".
وأوضح: "يدعم هؤلاء مخطط التقسيم دون تفكير أو اعتبار لمصالح ومشاعر الشعب اليمني وحقه في الحفاظ على وحدته وسيادته على أرضه متجاهلين في الوقت ذاته مصالح الأمة وأمنها، مُعتبرا هذا سلوكا تدميريا لا يقبله غالبية اليمنيين، ولن يقبله جل العرب". وحسب بن دغر فإن "مخطط التقسيم لن يتوقف عند اليمن فمثل هذا التفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة والتسطيح، وليست اليمن سوى العتبة الأولى في سلم المؤامرة في المنطقة".
وخاطب التحالف الذي تقوده الرياض: "أنتم خطوة لاحقة في مخطط التقسيم العام وقضية الجنوب التي تستخدمونها حصان طروادة على عدالتها وحق أهلها في الإنصاف هي قضيتنا وهي بدرجة أولى شأن يمني" ودعا إلى مواجهة هذا المخطط بالقول: "ينبغي لهذا الشعب بكل مكوناته وأبنائه المخلصين عدم الصمت وترك الأمور للغير ليقرروا مصير البلاد ومصيرهم".
وتوجه مخاطباً قيادة التحالف: "اليوم لم يعد الأمر خافيا على أحد أن أهدافكم في اليمن تغيرت وتبدلت لم يعد الحوثيون في هذه المواجهة في اليمن سوى تكتيكاً يتم به خلط الأوراق، وتمرير مشروع التقسيم ولم تعد مواجهة مخططات إيران للسيطرة والهيمنة على المنطقة عبر السيطرة على أجزاء من اليمن أمرا يهمكم رغم ارتباطها الوثيق بأمنكم وأمن المنطقة".
وأكد "وجود مؤامرة تعصف باليمن وتمس بصورة وثيقة وحادة أمن الأمة، بدأها الحوثيون بجريمة لا تغتفر، ويكمل مخططها بعض منّا". "مؤامرة" وفقا لبن دغر أولى نتائجها "دولة إيرانية الولاء والنهج والهدف في شمال اليمن ودولة أو دويلات هزيلة ضعيفة مسلوبة الإرادة والكرامة في جنوب اليمن هذا ولا شيء غيره".
وشدد بن دغر على أن "الغالبية الساحقة من أبناء اليمن يشعرون بغضب شديد إزاء سياسات التقسيم التي يُمارسها البعض، المصحوبة بعنف الأتباع".
المزيد في هذا القسم:
- الإفراج عن 130 من المغرر بهم وتعرض اللواء الشامي لمحاولة إغتيال بإب المرصاد نت - متابعات أفرجت الجهات الرسمية اليوم السبت عن 130 أسيرا من المغرر بهم كانوا أسروا على خلفية تعاونهم مع قوى العدوان السعودي الأمريكي والمرتزقة.وأ...
- الغارديان : عدن ... ثلاثة صراعات في حرب وأحدة! المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة الغارديان مقال كتبته بيثان ماكيرنان بعنوان "ثلاثة صراعات في واحد، تحالفات عدن المتغيرة وجبهة انفصالية جديدة" في إشارة إلى الوض...
- تقرير خبراء الأمم المتحدة يكشف ارتكاب الموالين للإمارات وقوات هادي اغتصابات للنساء والأطفا... المرصاد نت - متابعات كشف تقرير لجنة الخبراء الأممية بشأن الانتهاكات في اليمن عن فضائح جنسية ارتكبتها الجماعات المسلحة الموالية للإمارات جنوب اليمن والقوات الإ...
- نتائج استوكهولم بين اليمنيين.. تحوّلات مهمة لأسباب وتداعيات ! المرصاد نت - متابعات إن "مستقبل اليمن في أيديكم لدينا فرص يجب اغتنامها… كانت محادثات صعبة لكننا حقّقنا نتائج إيجابية". هكذا عبّر الأمين العام للأمم الم...
- قائد الثورة : التفريط بالمسجد الأقصى والقدس يعني التفريط بما يوحّد الأمة المرصاد نت - متابعات قال قائد الثورة الشبابية الشعبية السيد عبد الملك الحوثي إن التفريط بالمسجد الأقصى والقدس يعني أن الأمة تفرّط بما يوحّدها ويجمعها. وفي كل...
- شاهد بالصور : اللجان الشعبية تعثر على معمل لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات داخل جامعة ال... عثرت اللجان الشعبية على معمل لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات في إحدى الشقق الأرضية داخل جامعة الإيمان كما كشفت أقنعة ولوحات معدنية كانت تستخدمها فرق الإغتيا...
- جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن! المرصاد نت - متابعات يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة مغلقة من خارج جدول الأعمال يستمع خلالها إلى إحاطة جديدة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الي...
- حركة خلاص وأسرة تحرير المرصاد يهنئان الشعب اليمني بشهر رمضان المبارك! المرصاد نت - خاص يسر حركة خلاص وقادتها ومنتسبيها وأسرة تحرير موقع المرصاد نت الأخباري ومتابعيه أن يتقدموا بأحر وأخلص التهانى وأطيب التمنيات للشعب اليمني الصام...
- ملاحظات على هامش العدوان: نهاية سعودية وبداية يمنية المرصاد نت - عدنان باوزير (1) إسقاط هيبة السعودية لعلّ أكبر مكسب حققه الجيش اليمني ولجانه الشعبية في مواجهة العدوان هو إسقاط هيبة الدولة السعودية ليس في عيون...
- فشل خطط بن سلمان لـ«استعادة الهيبة»قوات صنعاء تعزز مكاسبها على الحدود ! المرصاد نت - رشيد الحداد لم تهدأ جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة طيلة أيام عيد الفطر لا لأن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية أرادتها أن تكون جبهة ساخنة بل لأن ول...