المرصاد نت - متابعات
لا يزال قرار الانسحاب الإماراتي من اليمن يأخذ حيزاً واسعاً من اهتمام الصحف العالميّة خصوصاً الأميركيّة منها واعتبرت كلّ من "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" خطوة الانسحاب بأنها عززت القناعة التي ترى الحسم العسكري للحرب أمرا بعيد المنال خصوصا ضمن التوتر مع إيران وتصاعد التهديدات الاميركية.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" في الافتتاحية، أنّ سحب الإمارات - أكبر قوة برية خارجية تدعم التدخل الذي تقوده السعودية والذي حوّل الحرب الأهلية إلى كارثة إنسانية - قواتها من اليمن يجب أن يكون مثالاً لجميع المشاركين الآخرين في الصراع الذي وصفته الصحيفة بـ"الخطير على المنطقة والقاسي بشكل ملحوظ" ورأت أنّ الاعتراف الضمني للإمارات بأنّ النزاع هو مضيعة للأرواح والموارد والمكانة القوميّة جرعة من العقلانيّة.
وفي وقت لم تشرح فيه الإمارات بشكل علني، سبب انسحابها هذا خوفاً من إزعاج حلفائها السعوديين وفقاً للصحيفة إلا أنّ الدبلوماسيين يقولون إنّ الإماراتيين الذين أرسلوا خمسة آلاف جندي إلى اليمن لتدريب وقيادة مجموعة من القوات والمليشيات الموالية للحكومة أرادوا الانسحاب منذ فترة. ويقول الدبلوماسيون بحسب "نيويورك تايمز" إنّ الإمارات خفضت بشكل حادّ نشرها للجنود وطائرات الهليكوبتر والمدافع الثقيلة في محيط ميناء الحديدة على البحر الأحمر، ساحة القتال الرئيسة العام الماضي.
ولفتت إلى أنّ وقف إطلاق النار الهش الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة في الحديدة والذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول الماضي أمّن الحجة والسبب للانسحاب. وأضافت أنّ المحادثات التي استؤنفت الأحد تقدّم إطاراً محتملاً لمفاوضات سلام حقيقية، إذا حذا الأطراف المتحاربون الآخرون، وعلى رأسهم السعودية حذو القيادة الإماراتية.
في المقابل يرتفع الضغط في الولايات المتحدة على الإدارة الأميركية من أجل وقف مساعدة السعودية في مجالات التزود بالوقود والاستخبارات وبيع الأسلحة. ووفّر "الاشمئزاز الأميركي المتزايد من الحرب" في اليمن وفق الصحيفة حافزاً إضافياً للإمارات للنأي بنفسها عن التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن. في الوقت عينه دفعت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بالإمارات إلى إعادة قواتها إلى البلاد التي ستكون بحاجة إليهم في حال ارتفاع التهديد بحصول نزاع عسكري بين البلدين.
"واشنطن بوست": السعودية والإمارات شريكان متساويان في الفشل
بدورها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ السعودية، والحاكم بالأمر الواقع محمد بن سلمان، ملامان بنسبة متساوية على ما وصفته بـ"تدخل عسكري كارثي في اليمن فشل في هزيمة القوات اليمنية وأدّى إلى مقتل آلاف المدنيين، في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
ورأت في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء أنّ الإمارات شريك متساوٍ في الفشل هي التي نشرت آلاف القوات في اليمن وأطلقت حصاراً على الحديدة هدّد إمدادات الغذاء في البلد في وقت كان الملايين معرّضين لخطر المجاعة.
وأشارت إلى التقارير التي تتحدث عن سحب الإمارات قواتها من منطقة الحديدة، وتقليصها إلى حدّ كبير التزامها العسكري في اليمن معتبرة أنّها خطوة متأخرة لكن مرحّب بها، يمكن أن تساهم في التسوية السلمية التي يتمّ التفاوض بشأنها، والتي تُعتبر الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية.
ويبدو أنّ القرار الإماراتي، كان مدفوعاً، بجزء منه، بردّ الفعل العنيف والمتزايد للكونغرس ضدّ الحرب، والذي صوّت في مناسبات عدّة على تعليق الدعم الأميركي للتحالف السعودي أو حظر مبيعات الأسلحة إلى كلّ من السعودية والإمارات.
وردّت الصحيفة قرار الانسحاب الإماراتي إلى سبب ثانٍ، هو تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد قرار ترامب إعادة فرض عقوبات على إيران. ويبدو وفق "واشنطن بوست" أنّ القلق من احتمال أن تكون دول الخليج هدفاً للثأر الإيراني في حال نشوب نزاع عسكري قد أدّى إلى قرار إعادة بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ، وأنظمة دفاعية أخرى، من اليمن إلى الإمارات. وقد أكّد مسؤول إماراتي لصحافيين الأسبوع الماضي هذه الحسابات، قائلاً إنّ الإمارات ليست عمياء عن الصورة الجيو-استراتيجية الشاملة.
وللأسف قد تعطّل هذه التطورات بحسب الصحيفة التسوية التي يحتاج إليها اليمن بشدّة. وبعد أن بدأت إدارة ترامب أزمة أكبر مع إيران من دون أي داعٍ لا يمكن لها أن تتوقع من طهران أن تعتمد على حلفائها في اليمن من أجل صنع السلام مع الحكومة المدعومة من السعودية. كذلك لا يُظهر بن سلمان أي علامة على التراجع عن الحرب على الرغم من أنّ انسحاب الإمارات جعل الانتصار احتمالاً بعيداً وفق الصحيفة الأميركية.
المزيد في هذا القسم:
- توقيع اتفاق بين أنصار الله والمؤتمر لتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة البلاد وفقا للدستور المرصاد نت - خاص وقّع كل من المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ويمثلهم نائب رئيس المؤتمر صادق أمين أبو راس وأنصار الله وحلفاؤهم ويمثلهم رئيس المجلس السياسي صالح الص...
- المرصاد ينشر تفاصيل جديدة وخطيرة حول الهجوم على السجن المركزي وتهريب السجناء.. ذكر شهود عيان للمرصاد أنهم شاهدوا 8 أطقم عسكرية قدمت الى داخل حوش منزل الأحمر مساء الأمس عقب وقوع الانفجار الثالث للهجوم الذي استهدف السجن المركزي بالقرب من م...
- اكبر بلد يمتلك احتياطي عالمي للنفط يعاني مواطنيه ازمة مشتقات نفطية المرصاد-متابعات ظهرت اليوم السبت، أزمة للمشتقات النفطية بصورة مفاجئة في محطات بيع الوقود بمدينة عدن الخاضعة للتحالف، جنوبي اليمن. وأفاد مصدر محلي أن عدد...
- ما الذي تسعى إليه السعودية والإمارات في اليمن بالضبط؟ المرصاد نت - متابعات في العادة تشير وسائل الإعلام السعودية والإماراتية إلى أن الحرب علي اليمن حربًا نقية هدفها الوحيد «استعادة ماتسمي بالشرعية» وا...
- الخلاف السعودي الإماراتي مشاكسة أم هزيمة المرصاد نت - طالب الحسني إيحاءات الامارات مشاكسة للسعودية أم خلاف عميق على أطلال هزيمة عسكرية مدوية؟ مشاكسة إمارتية للسعودية، تعليل بارد لخلاف حاد وعميق بين...
- أستمرار التحشيد في عدن وارتفاع حدة التوتر وتحذيرات من انفجار الموقف عسكريا المرصاد نت - متابعات ما يزال مطار عدن الدولي مغلقا منذ الجمعة الماضي و حولت الرحلات التي كانت قادمة إليه إلى مطار سيئون بوادي حضرموت. يأتي ذلك في ظل استمرا...
- المسار العسكري للجيش واللجان الشعبية في ظل العدوان على اليمن المرصاد نت - متابعات شهدت التطورات الميدانية في اليمن خلال الأيام الأخيرة وقوع عدد من الأحداث العسكرية المهمة بدءاً من إصابة مقاتلة سعودية من طراز إف 15 بواسطة...
- العدوان والحصار سبب الكارثة الانسانية الأكبر في العالم المرصاد نت - متابعات تتفاقم مستجدات الوضع الانساني في اليمن بسبب الحرب والحصار من قبل قوات تحالف العدوان السعودي كما ان المساعدات الانسانية التي بذلتها الاطراف...
- هادي في الرياض .. تعويم «الأقاليم الستة» وتحريض ضد عُمان المرصاد نت - متابعات عودة هادي مَــرّة أخرى إلى المملكة السعودية تبدو اعتيادية خصوصاً أنّها ليست المرة الأولى التي يعود أدراجه إلى هناك وهي عودة تكررت كثيراً ...
- مطار صنعاء وإطلاق سراح أسرى: حوافز سعودية للتهدئة مع صنعاء! المرصاد نت - متابعات حوافز جديدة تعزز مسار التهدئة العسكرية يمنياً وهذه المرة من قبل النظام السعودي بإعلان الإفراج عن مئتي أسير يمنياً إلى جانب إعادة فتح مطار...