المرصاد نت -BBC
الانسحاب الجزئي للقوات الإماراتية من اليمن هذا الصيف بينما لا تزال الحرب مستمرة، أثار سؤالاً هاماً: هل حقق أحد أي شيء من هذا الصراع؟ فالإمارات نفسها الحليف الأقرب للسعودية اعترفت في 22 يوليو/تموز بأنه "لم يكن هناك انتصار سهل ولن يكون هناك سلام سهل". لنبدأ مع الجانب السلبي للصراع. فما ضاع واختفى هنا وكذلك حجم الكارثة مذهل للغاية.
حرب اليمن التي دخلت عامها الخامس الآن يُنظر لها على أنها أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا. تتراوح تقديرات القتلى بين 10 آلاف إلى أكثر من 70 ألف قتيل غالبيتهم من اليمنيين. وبحسب تقارير فإن الغارات الجوية التي تقودها السعودية تسببت في مقتل ثلثي هذا العدد. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إن هناك أكثر من 30 جبهة قتال ونزح أكثر من 3.3 مليون شخص من مناطقهم ويحتاج 80 في المئة من السكان إلى المساعدة والحماية بما في ذلك 10 ملايين يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية.
وبحساب هذه الأرقام على عدد سكان بريطانيا فهذا يعني أننا لو وضعنا في ظرف مماثل سيكون هناك 53 مليون بريطاني يحتاجون إلى المساعدة والحماية. وأدى هذا إلى غرق اليمن أفقر بلد في العالم العربي أكثر في مستنقع الفقر والكوارث الاقتصادية.
وشهد العام الجاري انتقال الصراع إلى خارج اليمن. وشن الجيش واللجان الشعبية هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البلدات الحدودية السعودية وعلى سفن الشحن في البحر الأحمر وحتى على أهداف بعيدة داخل السعودية مثل العاصمة الرياض وضد أهداف في الإمارات.
لكن الحقيقة أن هذه الحرب لم تبدأ بالحملة الجوية التي تقودها السعودية في مارس/آذار 2015. لكنها بدأت قبل ستة أشهر من هذا التاريخ عندما قام الحوثيون بالدخول إلى العاصمة صنعاء وطرد الحكومة الشرعية ونجح الحوثيون في التحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي دعمهم عسكرياً للسيطرة على معظم المناطق المأهولة بالسكان في اليمن.
بالنسبة للسعودية المنافس الإقليمي لإيران كان ما يجري في اليمن تهديداً لحدودها الجنوبية وعقد حكام السعودي على التحرك والتدخل في اليمن. وسريعاً قام وزير الدفاع السعودي حديث العهد بالأمور العسكرية محمد بن سلمان والذي أصبح وليا للعهد بتشكيل تحالف عسكري وبدأت حملة مدمرة من الغارات الجوية على مواقع أكثرها مدنية داخل اليمن.
عندما زرت مركز عمليات التحالف في الرياض في أبريل/نيسان 2015م أي بعد شهر واحد من بدء الحملة كان المتحدث باسم التحالف واثقاً من أن المقاومة اليمنية بصنعاء ستنهار في غضون بضعة أشهر وسوف يسعون لتحقيق السلام. والآن بعد أكثر من أربع سنوات لا تزال الضربات الجوية مستمرة. وكان هناك بالفعل محادثات سلام، لكنها لم تحقق السلام. لكن هل فشلت الحرب في تحقيق أي شيء؟ هذا بالتأكيد ما يبدو عليه الحال بالنسبة لبقية العالم.
وجدت بريطانيا نفسها متورطة في هذا الميدان. واتهمها نشطاء حقوق الإنسان بتزويد القوات الجوية السعودية بالأسلحة والذخائر التي تم استخدامها في عدة مناسبات في قصف المدارس والمستشفيات وأسواق وحتى جنازات خلال السنوات الأربع الماضية. كما ارتكب التحالف أيضا جرائم حرب بأسلحة أخرى وبريطانيا تزودهم بهذه الأسلحة.
قررت الإمارات تخفيض عدد قواتها في اليمن إلى بضع مئات. وكانت قد أرسلت في وقت سابق حوالي 7 آلاف جندي وتواصل السعودية وحلفاؤها محاربة الحوثيين الذين ما زالوا متمركزين بقوة في العاصمة ومناطق حولها وكذلك في شمال البلاد. وترى الإمارات أن مشاركتها في هذه الحرب ساعدت في تحقيق العديد من الأشياء. فقد منعت سيطرة أحدي الأطراف على البلد بأسره وبالتالي حرمت إيران من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بين إفريقيا والجزيرة العربية. وأيضا عملت أبوظبي على أنشاء كيانات ومليشيات مسلحة لخدمتها وتنفيذ مصالحها واهدافها في اليمن .
أما بالنسبة للسعودية فإن مكاسبها أقل وضوحا. فهي أنفقت مليارات الدولارات في هذه الحرب وتجد حاليا مدنها ومطاراتها مستهدفة من جانب طائرات بدون طيار. يعتقد مايكل ستيفنز خبير شؤون الخليج في مركز الخدمات المتحدة الملكي في لندن أن الحرب كانت مضرة للسعوديين ولليمن أيضا. وقال: "الحرب لم تحقق فائدة تذكر للسعودية ومن الناحية الاستراتيجية يمكنك القول أن الرياض في وضع أضعف مما كانت عليه في عام 2015".
وفي الوقت نفسه فشلت محادثات السلام التي عقدت في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول الماضي في التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف دائم لإطلاق النار. وبينما يمكن لآخرين مناقشة ما حققوه أو خسروه في اليمن فإن الواقع على الأرض هو استمرار معاناة هذا البلد.
المزيد في هذا القسم:
- تقرير لمنظمة دولية عن تحرير المختطفين: كيف نجحت الأمهات اليمنيات فيما فشل فيه الجميع! المرصاد نت - متابعات جاؤوا لاختطاف ابن إحدى النساء من حفلة الخطوبة، أطلقوا النار على المنزل بأكمله وتحطمت جميع الزجاجات، ذهبوا إلى حيث أقارب العروس وأطلقوا ال...
- خلافات وصراع بين صفوف ميليشات العدوان في محافظة المهرة والضالع المرصاد نت - متابعات أعلنت وسائل اعلام موالية تابعة لهادي اعتقال مجموعة مسلحة في محافظة المهرة تتبع لرئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمار...
- الإمارات غير مرغوب فيها في عدن.. الجدران تتكلم ! المرصاد نت - متابعات انتشرت شعارات منددة بالوجود العسكري والممارسات الإماراتية على جدران عدد من أسواق وشوارع مدينة عدن. وقد عبّرت تلك الشعارات عن تراكم السخط ...
- العدوان وحكومة هادي يقودان اليمن نحو المجاعة باستمرار الحصار وتسييس البنك المركزي المرصاد نت - رويترز تمتلئ أجنحة الرعاية المركزة في مستشفيات اليمن بأطفال أصابهم الهزال موصولين بأجهزة لمتابعة حالاتهم وبالمحاليل الطبية هم ضحايا أزمات نقص الغذ...
- أين الأمم المتحدة .. من مجازر تحالف العدوان في اليمن؟ المرصاد نت - متابعات عندما تأسست منظمة الأمم المتحدة وما تفرّع عنها من مؤسسات أمنية وإنسانية واقتصادية وما إلى ذلك كانت الفكرة الأساس من ذلك هي حماية المجتمع ...
- مصدر: علي محسن الاحمر يرسل سيارات واسلحة الى عمران من داخل مقر معسكر الفرقة المنحلة ,, قال مصدر خاص بالمرصاد مساء اليوم الجمعة ان سبع سيارات مشحونة بالاسلحة غادرت مقر معسكر "الفرقة الاولى مدرع" المنحلة باتجاه طريق عمران بغرض توصيلها الى محافظة عمر...
- الصحف الغربية تصرح بوجود قوات أمريكية في اليمن المرصاد نت - وكالات نشرت عدة صحف أمريكية وبريطانية تفاصيل عن تواجد قوات أمريكية في اليمن لمساعدة ما يسمى التحالف العربي.ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال...
- اتفاق بالجنوب وتفاوض بالشمال.. قواعد الحرب تتغير في اليمن! المرصاد نت - متابعات عند حاجز أمني وسط مدينة عدن، جنوبي اليمن يقف جنديان منضبطان وبزي عسكري كامل ما يوحي بأنهما حديثي تخرج من أحد الألوية العسكرية وبإشارات صا...
- "توشكا" يدمر معسكرا سعوديا بالكامل في جيزان ومصرع وجرح عدد من العسكريين السعوديين في قصف ... المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية صباح الإثنين صاروخا باليستيا من نوع توشكا على معسكر للقوات السعودية بمنطقة “أحد ...
- بن بريك ساكشف بالاسم من وراء الإغتيالات ومأسي عدن ومن يدعم القاعدة وتواصل وزراء هادي مع صا... المرصاد نت - متابعات قال القيادي السلفي هاني بن بريك الوزير المقال من قبل هادي في اول رد فعل له انه عاد الى عدن من اجل التحقيق معه .. وأضاف في تصريح صحفي ب...