قوات المجلس الانتقالي تسيطر بالكامل على مدينة عدن !

المرصاد نت - متابعات

سيطرت قوات المجلس الانتقاليّ الجنوبي المدعومة إماراتياً على عدن أكبر مدن الجنوب بعد أن كانوا قد سيطروا على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وعلى مدينة جعار إضافة إلى معسكر Aden Adenyemen2019.8.30السابع من أكتوبر جنوب البلاد.

ولم تكد تمر ساعات قليلة على استعادة قوات حكومة هادي مناطق الجنوب التي كان الانفصاليون قد سيطروا عليها من شبوة إلى أبين وصولاً إلى العاصمة المؤقتة عدن حتى دخلت الإمارات بقوة على الخط بدعم جوي مكثّف لأتباعها في "المجلس الانتقالي الجنوبي" بالتوازي مع استقدام الانفصاليين تعزيزات من قواتهم في جبهات الشمال ما أدى إلى قلب الأوضاع بشكل كبير وسمح للانتقالي باستعادة المبادرة والسيطرة من جديد على عدن وزنجبار عاصمة أبين فيما سقط عشرات الضحايا من القوات الحكومية والمواطنين بقصف من الطيران الإماراتي لتدخل الأزمة طوراً جديداً عنوانه مواجهة مباشرة يمنية -إماراتية تدق مسماراً جديداً في نعش التحالف السعودي الإماراتي.

وكشفت مصادر محلية وأخرى قريبة من حكومة هادي تفاصيل النهار الدامي أمس الخميس عندما قامت طائرات عسكرية إماراتية، بمهاجمة القوات المواليى لحكومة هادي وأغلبها من منتسبي اللواء 115 مشاة في منطقة دوفس التابعة إدارياً لمحافظة أبين والواقعة على أطراف عدن حيث مدخل العلم الشرقي إلى المدينة. وأوضحت المصادر أن طائرات مروحية إماراتية حلّقت على ارتفاع منخفض في سماء المنطقة وبدأت باستهداف التجمّعات والمركبات التابعة لقوات حكومة علدي ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود والمدنيين المتواجدين، في ظل معلومات عن غارات أخرى في مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين.

الغارات الإماراتية التي وصلت إلى نحو 20 غارة بحسب مصادر محلية بدأت بعدما عاودت قوات الجيش التقدّم باتجاه مدينة عدن بعد ساعات من تمكّن قوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات والتابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي من استعادة المدخل الشرقي لعدن. وكشفت مصادر أن نوعين من الطيران الإماراتي الذي استهدف قوات حكومة هادي طائرات حربية نفذت أكثر من 15 غارة وسرب من طائرات "أباتشي" مشيرة إلى أن ضباطاً إماراتيين رفيعي المستوى أشرفوا على القصف وسير المعارك من خلال طائرة "أباتشي" كانت تحمل قيادات "الانتقالي" مع بعض ضباط إماراتيين.

وبحسب المصادر استمرت القوات الموالية لأبوظبي بملاحقة قوات حكومة هادي في الصحراء من مدخل مدينة عدن الشرقي عند نقطة العلم إلى مدينة زنجبار لما يصل إلى أكثر من 45 كيلومتراً وكلها منطقة ساحلية صحراوية. وفي الوقت الذي كان فيه الطيران الإماراتي يستهدف قوات حكومة هادي من الجو كانت قوات "الانتقالي" تصفي جنوداً جرحى لتغطية قصف الطيران الإماراتي وفق مصدر عسكري في قوات حكومة هادي في أبين.

وحمّلت حكومة هادي الإمارات المسؤولية الكاملة عما حصل. وكتب نائب وزير الخارجية في الحكومة محمد الحضرمي على "تويتر": "تدين الحكومة القصف الإماراتي على قوات الحكومة في عدن وزنجبار". وأضاف "نحمّل الإمارات كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف السافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية". ودعا السعودية لدعم الشرعية اليمنية ووقف التصعيد غير المشروع وغير المبرر.

كما دانت وزارة الدفاع "القصف الجوي الإماراتي". وطالب بيان مشترك صدر عن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان الرئيس هادي والسعودية بمحاسبة "المتسببين في ذلك والمستهترين بدماء أبناء اليمن". وأيد البيان الحكومة في مطالبتها الإمارات بوقف كافة الدعم المالي والعسكري للتشكيلات العسكرية الخارجة عن سيطرة الدولة. وفي السياق أبدى مجلس الأمن الدولي قلقه بشأن التطورات في جنوب اليمن ومحاولات السيطرة على مؤسسات الدولة داعياً جميع الأطراف في اليمن إلى التحلي بضبط النفس والحفاظ على وحدة أراضي البلاد .

ومع هذا التصعيد الإماراتي نجح الانفصاليون في استعادة عدن وأجزاء من أبين أهمها زنجبار فيما تراجعت قوات حكومة هادي إلى مديريات أخرى في أبين. وكان الانفصاليون قد استقدموا تعزيزات كبرى من محافظات أخرى وقال نائب رئيس "المجلس الانتقالي" هاني بن بريك إن قوات المجلس التي تقاتل في الشمال استدعيت الى الجنوب لشن معركة كبرى وأضاف "لن نبقى في جبهات الشمال والشمال يغزونا". وجاء في بيان لـ"الانتقالي" أن أحد "ألوية العمالقة" التابعة له وصلت إلى عدن من الحديدة للمشاركة في القتال.

وبعد هذا التطور أكدت قيادات في حكومة هادي أن المعركة مع الإمارات انتقلت إلى مربع آخر خطير للغاية وهو استهداف دولة أجنبية لقوات دولة ذات سيادة وهذا الأمر سيدفع الشرعية لفتح ملف الغارات السابقة والجديدة التي نفذتها الإمارات طوال السنوات الماضية والتي كانت تستهدف القوات الموالية لحكومة هادي وتتعذر أبوظبي أنها بالخطأ وستتوجه سلطة هادي لتقديم ملف متكامل عن انتهاكات الإمارات للسيادة الوطنية وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

هذا التصعيد الإماراتي يمثل إعلان حرب على الشرعية التي يقول التحالف إنه تدخل لدعمها وهو ما يعني أن أحداث جنوب البلاد والتصعيد الدائر منذ أسابيع هناك يكتب نهاية للتحالف السعودي الإماراتي بعد أن سعت الرياض خلال الأيام الماضية لوقف زحف الانفصاليين باتجاه الشرعية ودعمت القوات الحكومية باستعادة محافظة شبوة ومن ثم التقدّم إلى أبين ثم عدن. وفي السياق، أطلقت أبوظبي من خلال التصعيد النار على البيان السعودي الإماراتي المشترك الذي صدر قبل أيام وتضمّن التأكيد على دعم الحكومة الشرعية وإدانة الاتهامات الموجهة للإمارات.
إلى جانب ذلك يمثل دخول الإمارات في الحرب على حكومة هادي بطائراتها الحربية اعترافاً بفشل أدواتها الميدانية والتشكيلات المسلحة التي أنشأتها وموّلتها على مدى سنوات لتؤسس للانفصال.

الرئيس هادي قال إن القوات الحكومية انسحبت من مدينة عدن جنوبي اليمن "لمنع تدميرها".وطالب السعودية بالتدخل لوقف الهجوم الإماراتي على قواته واصفاً الهجوم بـ "السافر". وفي بيان تعليقاً على أحداث عدن اتهم هادي الإمارات باستغلال الظروف الحالية لمهاجمة مؤسسات الدولة الشرعية.

وفي تغريدة على تويتر قال وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن المخرج للأزمة في اليمن بين المجلس الانتقالي والحكومة هو الحوار والتواصل لافتاً إلى أن حوار جدّة المقترح هو السبيل. قرقاش أكّد أن البيان الإماراتي موجّه ضد الإرهاب وأن بلاده حازمة في حماية قوات التحالف ودعا إلى حشد الجهود ضدّ ما وصفه بالانقلاب الحوثي. 

وكشفت المعارك الأخيرة في عدن عن الفجوة في العلاقة بين الحليفتين الخليجيتين السعودية والإمارات. رويترز نقلت عن مصادر أن الملك السعودي غير راض عن الأداء الإماراتي في اليمن وأن ثمة تخبّطاً في العلاقة بين الجارتين.

المزيد في هذا القسم: