المرصاد نت - متابعات
أكد فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن أن الحصار والحصار العسكري كأسلوب حرب المفروض على اليمن من قبل التحالف خلف آثاراً مدمرة على أكبر أزمة إنسانية في العالم. وأوضح فريق الخبراء الدوليين والإقليميين في تقريره الصادر مؤخراً أن قيود الوصول إلى اليمن المفروضة من قبل التحالف، مثل الحصار البحري وإغلاق مطار صنعاء الدولي كلاهما فرضا قيوداً على الواردات وحرية التنقل وساهما بشكل كبير في تدهور الاقتصاد اليمني وعززا الأزمة الإنسانية الحالية بما في ذلك زيادة عرقلة إيصال إمدادات الإغاثة.
وأشار التقرير إلى أن التحالف فرض في 2015م قيوداً على الدخول إلى المياه الإقليمية اليمنية والتي تصل إلى حد الحصار البحري الفعلي حيث تحتاج كل سفينة لدخول المياه اليمنية إلى تصريح بعد تفتيش لجنة الإخلاء والعمليات الإنسانية التابعة للتحالف، وفي مايو 2016م تم إنشاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن ( UNVIM ). وبحسب الخبراء فإن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش هي المسؤولة عن تخليص السفن التجارية التي تسعى إلى دخول اليمن عبر الموانئ الخاضعة لسلطة المجلس السياسي الأعلى.
ولفت التقرير إلى أن هذه الإجراءات من قبل التحالف التي تم إبقاءها وأصبحت مزدوجة مع آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش أدت إلى تباطؤ كبير في دخول البضائع إلى اليمن، مما زاد من تكلفتها وكان لهذا تأثيراً مدمراً على الاقتصاد الذي يعتمد بشكل أساسي على الواردات، كما يتضح من حقيقة أن كمية الواردات قد انخفضت بالفعل بشكل كبير.
وبين الخبراء أن القيود التدريجية التي أدت إلى الإغلاق التام لمطار صنعاء وإيقاف الرحلات الجوية التجارية في أغسطس 2016م أثرت بشكل كبير على حركة الأشخاص من وإلى اليمن وكان لها تأثيراً كبيراً على حق المحتاجين إلى رعاية صحية في الخارج. وقال الخبراء “في نوفمبر 2017 فرض التحالف حصاراً تاماً على اليمن لمدة ثلاثة أسابيع حيث أعلنت السعودية إغلاق جميع الموانئ الجوية والبحرية والبرية في اليمن ما أدى إلى حبس 27 مليون شخص فعلياً وحجز 500 ألف طن متري من الغذاء والوقود، و1476 طناً مترياً من المساعدات”.
وأضاف التقرير “بعد 10 أيام، أعيد فتح مطار عدن وميناءها البحري إلى جانب الموانئ البحرية في المخا والمكلا والمعبر البري مع السعودية في الوديعة وأمر التحالف بإعادة توجيه جميع الواردات عبر تلك الموانئ، وفي 23 نوفمبر 2017م أعيد فتح موانئ الحديدة والصليف لتقديم المساعدة الإنسانية المحدودة”.
ولفت التقرير إلى أنه “بالنظر إلى أن حوالي 80 في المائة من جميع واردات اليمن تتدفق عبر مينائي الحديدة الصليف وأن حوالي ثلثي سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يخدمها مطار صنعاء مباشرة، فإن الإغلاق المستمر للموانئ يضع عبئاً هائلاً على توافر الغذاء في السوق ويزيد بشكل كبير من خطر المجاعة على نطاق واسع في اليمن “.
وأكد التقرير أن الإغلاق أدى بالفعل إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير، موضحاً أن القيود المفروضة على واردات الغذاء والوقود والإيرادات التجارية أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى إضعاف الاقتصاد اليمني بشكل كبير. وأفاد التقرير أن “ستة عشر يوما قطعت جزء من البلد من جميع الواردات مما كان له تأثير مدمر على أكبر أزمة إنسانية في العالم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما جعل الطعام الرئيسي بعيداً عن متناول العديد من الناس”.
وأوضح فريق الخبراء أن وكالات الإغاثة والقطاع الخاص يتحملون أعباء مالية بسبب تأخر السفن الراسية خارج الحديدة في المياه العميقة؛ تصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار لكل سفينة في اليوم الواحد وهذه التكاليف الإضافية يتحملها المستهلكون اليمنيون في نهاية المطاف، الذين هم بالفعل فقراء ومجهدون مالياً.
وذكر التقرير أن تأخير صهاريج الوقود وتحويلها كان له تأثير ليس فقط على الاقتصاد ولكن أيضا على الزراعة والصحة، لأن الوقود ضروري لتشغيل مولدات المستشفيات ولضخ المياه إلى المنازل وللري . وقال التقرير” في حين تم تخفيف الحصار تدريجيا، فإن بعض القيود الموضوعة في نوفمبر 2017 لا تزال قائمة حتى وقت إعداد هذا التقرير على سبيل المثال ظل ميناء الحديدة مغلقا أمام حاويات الشحن (باستثناء حالة واحدة في العام 2018)”.
وأكد فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن في تقريره الأول أنه توجد أسباب معقولة للاعتقاد بأن القيود المختلفة التي فرضها التحالف بما في ذلك الحصار الفعلي في نوفمبر 2017م تنتهك مبدأ التناسب.
الحصار العسكري كأسلوب حرب:
وأعرب فريق الخبراء عن القلق من التقارير الأخيرة التي تفيد بأن قوى العدوان تمنع الوصول إلى مدينة الدريهمي في محافظة الحديدة. وأوضح التقرير أن فريق الخبراء لم يستطع تحديد العدد الدقيق للأفراد الذين ما زالوا يعيشون في مناطق الدريهمي، وبالتالي الاحتياجات المحددة لسكانها على الرغم من أن التقديرات الموثوق بها تشير إلى حوالي ألف و800 شخص كما أن عدم وصول الجهات الفاعلة في المجال الإنساني لإجراء تقييم مستقل للوضع يمثل مشكلة أيضا.
واستنتج الفريق أنه لا توجد فائدة عسكرية يمكن أن تبرر هذه المعاناة الشديدة والمستدامة لملايين الناس.. وقال” بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى تأثير هذه القيود على العمليات الإنسانية وجد الفريق أنها تنتهك التزام الأطراف بالسماح بتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية دون أي عوائق للمدنيين المحتاجين وتيسير ذلك”. واتهم التقرير التحالف باتخاذ الحصار كعقاب جماعي على المدنيين مؤكداً أن التقييمات التي أجراها على عملية الحصار وعدم رفعه “على الرغم من التأثير الواضح والمدمّر على السكان المدنيين يميل إلى الإشارة إلى أن الغرض الضغط على السكان المدنيين مما قد ينطوي على جانب عقابي”.
وأضاف” حقيقة أنه لا يمكن لأي حاوية، باستثناء حاوية واحدة أن تدخل ميناء الحديدة حتى وقت كتابة هذا التقرير منذ فرض الحصار عام 2017م وحقيقة أن الهدف العسكري المطلوب قد يتحقق بالفعل بواسطة التفتيش بواسطة خلية الإجلاء والعمليات الانسانية يوحي ببعض النوايا العقابية” وشدد التقرير على أن القيود المفروضة على الوصول المتمثلة في الحصار وغيره من التدابير التي اتخذتها قوات التحالف وأوضاع الحصار العسكري قد أعاقت العمليات الإنسانية بشكل كبير، مما حد من تنقل موظفي الإغاثة أو الإمدادات إلى أو داخل اليمن.
المزيد في هذا القسم:
- ترامب وماكرون والمأزق السعودي في اليمن ! المرصاد نت - لقمان عبدالله على رغم أن الولايات المتحدة لاعب رئيس في الحرب على اليمن إلا أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حولها قليلة جداً. وما المواقف ...
- تحالف العدوان يصعد وفرنسا تصف العدوان على اليمن بالحرب "القذرة" المرصاد نت - متابعات مع اشتداد المعارك في الحديدة وبعد فشل قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي في فرض أي وأقع على الأرض سوى مزيد من المآسي الانسانية وتدمير ل...
- باعوم : السعودية والإمارات تحتلان اليمن وعليهما الخروج المرصاد نت - متابعات طالب المؤتمر العام الثاني “للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال جنوب اليمن” السعودية والإمارات بسحب قواتهما من أ...
- حكومة هادي تنهب الرواتب وأنشقاق بصفوف المليشيات وانسحاب آلاف المقاتلين من باب المندب امرصاد نت - متابعات ما تزال عملية صرف المرتبات التي وعدت بها حكومة هادي قبل أكثر من اسبوع مجرد وعود كسابقاتها منذ نقل البنك المركزي إلى عدن. وكان بن دغر رئ...
- عهد السعودية في الجنوب: الأولوية ترويض «عملاء» الإمارات ! المرصاد نت - أحمد الحسني تعمل الرياض على ترتيب الأوراق الجنوبية بما يخدم مصالحها، في ظلّ مخاوفها من أن يشكل انسحاب الإمارات فرصة لحلفاء الأخيرة للابتعاد عن را...
- قائد أنصار الله : إذا لم تتحرك القوى الأمنية لتتحمل مسؤوليتها في الحرب على التكفيريين فإن ... قال قائد حركة “أنصارالله” السيد عبد الملك الحوثي أن اليمن يمر بأخطار عديدة في ظلّ تعطيل العملية السياسية والسعي لتعميم الفوضى وتمزيق البلاد، معتبراً أنه لا إراد...
- الحكم بإعدام السباعي وأربعة آخرين مدانين بقتل عبدالله الأغبري رمياً بالرصاص المرصاد-متابعات قضت محكمة شرق الأمانة الابتدائية اليوم السبت ، بإعدام خمسة مدانين بقتل الشاب عبدالله الأغبري والحبس للمتهم السادس ل...
- شهداء وجرحي جراء تصعيد العدوان لغاراته الهستيرية المرصاد نت - متابعات أكثر من 100 مدني كانوا ضحايا الغارات الهستيرية التي شنها العدوان السعودي على مختلف المناطق اليمنية خلال الساعات الماضية فيما أفاد مصدر عس...
- قرار مجلس الأمن 2342 مهلة دولية جديدة للحسم العسكري في اليمن المرصاد نت - متابعات على عكس ما كان متوقعا من مجلس الامن الدولي بأن يصدر قرار طال انتظار اليمنيين له يدعم فيه موقف المبعوث الدولي الى اليمن و يدعو للقبول بخار...
- تصعيد العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والعدوان أدي لازدهار "القاعدة" متابعات : جدد طيران العدوالسعودي الامريكي غاراته على مختلف أنحاء اليمن مستهدفا المدنيين والممتلكات العامة والخاصةفيما شىددت حركة أنصار الله على أنّ الحرب لا يم...