المرصاد نت - أحمد الحسني
يرتّب «التحالف» الذي تقوده السعودية لمرحلة جديدة في اليمن بدأت معالمها بالتشكّل مع انسحاب القوات الإماراتية من المحافظات الجنوبية لتحلّ محلّها نظيرتها السعودية وتُستكمل اليوم بإرساء تسوية سياسية بين حكومة عبد ربه منصور هادي و«المجلس الانتقالي». «عهدٌ» جديد يبدو أن «التحالف» يستهدف من خلاله توحيد جبهته قبيل الدخول في مفاوضات سياسية من دون أن ينفي ذلك احتمال عودة التصعيد مجدداً.
دشّن التحالف السعودي - الإماراتي في اليمن عملية إخلاء وتبادل واسعة لقواته في المحافظات الجنوبية لأول مرة منذ بدء العدوان العسكري على اليمن قبل أكثر من 4 سنوات. عملية تأتي بعد شهرين من اندلاع المعارك في تلك المحافظات بين حكومة هادي المدعومة من الرياض وبين «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لأبو ظبي. وبالتزامن مع سير المفاوضات في مدينة جدة بين الطرفين بدأت الإمارات سحب قواتها المتمركزة في قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج وخفّضت عديد تلك المتواجدة في محافظة عدن لصالح القوات السعودية التي وصلت السبت الماضي في مَهمة سدّ الفراغ.
هذه الخطوات يبدو أنها تندرج في إطار تنفيذ مقررات مؤتمر جدة التي لم تُعلَن بشكل رسمي فيما تمّ تداول مسودة لها فقط، تنصّ على تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال، وتمكين قوى الحراك الجنوبي المطالب بعودة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل عام 1990 من المشاركة في الحكومة بعدد من الحقائب ودمج الميليشيات التابعة لدولة الإمارات، وعديدها يفوق 90 ألفاً، ضمن مؤسستَي الدفاع والداخلية التابعتين لحكومة هادي وعودة الأخير من الرياض إلى عدن. مقرراتٌ يظهر أن «التحالف» يسعى من خلالها إلى التوفيق بين القوى الموالية له في الجنوب، وتشكيل فريق سياسي موحّد من أجل الذهاب إلى مفاوضات السلام الشامل التي ترعاها الأمم المتحدة بين «التحالف» وصنعاء خصوصاً وأن الرياض لا تزال ترسل في العلن إشارات متتالية إلى رغبتها في إنهاء الحرب أو على الأقلّ إرساء هدنة طويلة الأمد وذلك بعد استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية المنشآت النفطية السعودية فضلاً عن توغلهما في الحدود الجنوبية للمملكة.
في هذا الإطار يرى القيادي في «مجلس الإنقاذ الوطني» المُشكّل حديثاً محمد سكين أن «تخريجة الاتفاق بين الحكومة والانتقالي تصبّ في اتجاه الذهاب إلى تسوية شاملة خصوصاً وأن التحالف لا يريد الدخول في مفاوضات مباشرة مع صنعاء من دون حلّ الإشكالية بين حلفائه في الجنوب» معتبراً أن «المشهد في اليمن بعد أكثر من 4 سنوات على العدوان و الحرب يميل لصالح صنعاء سواء من حيث الفعل السياسي أم من خلال العمل العسكري الأمر الذي يُرغم التحالف على تقديم تنازلات».
في المقابل يستبعد محلّلون أن تكون السعودية ساعية حقيقةً إلى إنهاء الحرب بقدر ما تريد ترتيب أوضاع القوى الموالية لـ«التحالف» من أجل الذهاب إلى تصعيد جديد في مواجهة صنعاء بعدما بدا في خلال الأسابيع الماضية أن باب المفاوضات عاد لينفتح مع الحركة. وفي هذا الاتجاه يعرب السياسي اليمني، أزال الجاوي عن اعتقاده بأن «المفاوضات هدفها ترتيب الوضع السعودي في الجنوب وحلّ الإشكاليات بين الحلفاء الموالين للرياض وأبو ظبي والتي أضعفت جبهة مواجهة الحوثيين وضاعفت مأزق التحالف في اليمن» معتبراً أن «نجاح السعودية في طبخ تسوية بين حلفائها في الجنوب سيُمكّنها من فتح جولة جديدة لمواجهة الحوثيين». لكن في الوقت نفسه، يرى الجاوي أن «التحالف يسعى إلى هدنة مع الحوثيين ولعلّ أبرز أسبابها انشغال الموقف الأميركي والبريطاني المساند للتحالف بسبب الانتخابات الأميركية وموضوع بريكست البريطاني».
في الاتجاه نفسه يرى بعض المراقبين أنه على رغم التصريحات السعودية المتكررة عن الرغبة في التوصل إلى حلّ سياسي في اليمن إلا أن الرياض لا تزال تضع رهانها على الخيار العسكري. ويستدلّ هؤلاء على تقديرهم بعدة مؤشرات من بينها تقلّد الأمير خالد بن سلمان مسؤولية الملف اليمني والتصعيد على جبهات صعدة حيث تلقّت السعودية أخيراً هزيمة جديدة قامت على إثرها بنشر ألوية إضافية على الحدود فضلاً عن إشراف خالد نفسه على هندسة التسوية السياسية بين حكومة هادي و«الانتقالي» والتي سيتمخض عنها - بحسب هذا الرأي - توحيد القوات الأمنية والعسكرية وتوزيعها على جبهات القتال مع سلطة صنعاء.
المزيد في هذا القسم:
- سقوط العاصمة المؤقتة عدن من قبضة هادي بعد عامين من سقوطه في صنعاء المرصاد نت - المراسل نت جاء إعلان هادي لمحافظة عدن كعاصمة مؤقته لحكومته ليضع مزيدا من العلامات التي تكشف انتهاء نظامه وفقدانه السيطرة الفعلية والقرار ولو على م...
- السيد عبد الملك الحوثي يعلن بدء المرحلة التصعيدية الثالثة والاخيرة ويدعو سكان العاصمة الى ... قال السيد عبد الملك الحوثي مساء اليوم في خطاب له القي على الهواء مباشرة انه آن الآوان للأنتقال الى المرحلة التصعيدية الثالثة التي غالبيتها سيكون في اطار العصيان...
- حصيلة الشهداء والجرحى في صعدة خلال 2019م! المرصاد نت - متابعات بلغ عدد الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء بنيران قوى العدوان السعودي على محافظة صعدة خلال 2019م أكثر من 632 شهيداَ وجريحاَ. حيث أصدر مكت...
- العدو السعودي يقصف نهم صنعاء بأسلحة كيميائية المرصاد نت - متابعات قال مصدر عسكري يمني مساء السبت 20 أغسطس/آب 2016 إن العدو السعودي قصف مناطق في “نهم” صنعاء بأسلحة كيميائية مشيراً إلى وجود ...
- كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد المرصاد نت - خاص يلقي السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مساء غد الإثنين كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله تعالى ...
- بعد عام على ضربة توشكا باب المندب .. أنجح الضربات التي قضت على قائدي القوات السعودية والام... المرصاد نت - محمد الصفي يصادف يوم 14 ديسمبر الذكرى الأولى لثاني أنجح ضربة صاروخية يمنية استهدفت قوات التحالف السعودي في باب المندب بعد الضربة التي استهدفت القو...
- العدوان ينفذ جرائم تستهدف الطرق والجسور ومحاولات زحف فاشلة المرصاد نت - متابعات كثف العدوان السعودي الأمريكي خلال الأسابيع الماضية من عملياته الإجرامية على الشريط الساحلي الغربي الممتد من ميدي شمالاً إلى ذوباب جنوباً ...
- سيادة وطن تدعو لتنفيذ وقفة إحتجاجية أمام السفارة السعودية صباح الأحد المقبل رفضاً للتدخلات... منظمة سيادة وطندعت منظمة ” سيادة وطن ” للخروج في وقفة إحتجاجية أمام السفارة السعودية صباح يوم الأحد الموافق 1 / 2 / 2015م لطالبة حكومة المملكة بتنفيذ إتفاقية جد...
- غريفيث: ما يجري في اليمن هو تدمير للدولة وللمجتمع وتقسيم اليمن أصبح تهديد حقيقي! المرصاد نت - متابعات قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن تقسيم اليمن تحول إلى تهديد حقيقي وهو ما يستدعي مضاعفة الجهود وأضاف في إحاطة أمام مجلس ا...
- ما الأهداف الخفيّة من إستماتة قوي العدوان للسيطرة على الحديدة؟ المرصاد نت - متابعات يوماً بعد آخر تتوضح الأهداف الخفيّة من استماتة المحمّدين "ابن سلمان وابن زايد" للسيطرة على مدينة الحديدة وميناءيها البحري والجوي خصوصاً ل...