أبو ظبي والرياض والدور المشبوه في اليمن.. هل ينهي حوار جدة لعبة تبادل الأدوار؟

المرصاد نت - متابعات

مرت مسيرة التحالف العسكري السعودي ضد اليمن بمحطات ومسارات ومنعطفات متعددة خلال خمس سنوات منذ تدخله العسكري بذريعة إعادة ماتسمي بالشرعية للحكم. وفي مسار العلاقة معSAnanakjhhgd2019.10.26 حكومة هادي وبين التحالف العسكري ذاته جرت مياه كثيرة إذ تصدع التحالف من داخله وأدت الخلافات لخروج دول خليجية كقطر من التحالف فيما شهدت العلاقة بين حكومة هادي وبعض دول التحالف تصدعاً هي الأخرى وبلغت ذروتها بقيام أحدى دول التحالف بشن الحرب على قوات حكومة هادي ذاتها.

 وعلى صعيد التحالف ذاته برزت محطات كثيرة على صعيد العلاقة بين الرياض وأبو ظبي كقائدتين للتحالف العسكري وبرغم أن محطات عديدة منها بدآ فيها تقاطعاً في المواقف والتحركات بين الرياض وأبو ظبي في اليمن فإن قيام الرياض بدور شرطي اطفاء حرائق أبو ظبي في جنوب اليمن كان الأكثر وضوحاً خصوصاً في أحداث محافظتي سقطرى والمهرة والانقلاب المسلح على السلطة في عدن.

في محافظة سقطرى عملت الرياض على حل الخلاف بين حكومة هادي والإمارات واطفئت حرائق أبو ظبي التي أشعلتها هناك بمساعدة أدواتها الممثلة بالمشائخ والمجلس الانتقالي لكنها لم تعمل - كعادتها - على إنهاء تدخل أبو ظبي فيما أعتبرته حكومة هادي هناك بالسيادة الوطنية فلم تلبث أن عادت أبو ظبي لممارساتها المضرة بالأمن والاستقرار في الجزيرة من باب آخر.

أوضحت أحداث عدن مدى التماهي بين أبو ظبي والرياض وتقاسمهما لعب الأدوار فعلى رغم التصعيد الإماراتي الخطير والذي وصل ذروته بالانقلاب المسلح الكامل على سلطات وحكومة هادي في عدن وعقبها محافظة أبين وقيام طيران أبو ظبي بقصف قوات حكومة هادي والنداءات المستمرة من الحكومة والرئاسة للرياض بإيقاف  النظام الإماراتي واستمرار دعمها لما وصفته الحكومة بالمليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل الامارات فإن الرياض ازاء كل ذلك لم تحرك ساكنا واكتفت ببيانات التهدئة والدعوات للحوار.

 الا أن الذي يرجح صحة القول بان أبو ظبي والرياض تتبادلان تقاسم الادوار في اليمن وكلاهما يعملان على اضعاف دور السلطة اليمنية ودعم وتشجيع المليشيات المسلحة التي تنازعها سلطاتها في المناطق الجنوبية.

 في الحديث عن التنازع وأطماع الدولتين فإن نظرة فاحصة إلى الدور السعودي والتدخلات والممارسات الفجة لها في محافظة المهرة تكشف الوجه الحقيقي للرياض. في محافظة المهرة كشرت الرياض عن أنيابها وخرجت عن كل المألوف عنها إذ لا تزال تعمل وبكل الوسائل والسبل للسيطرة على المحافظة لاهداف متعددة. المهرة أوضحت بما لا يدع مجال للشك أن للرياض أطماع لا تختلف عن أطماع أبو ظبي.

 برغم تعثره حتى اللحظة على أرض الواقع فإن حوار جدة الذي ترعاه إليه السعودية يعد المسار الفاصل في العلاقة بين أبو ظبي والرياض وحكومة هادي من جهة أخرى. فمهما كانت نتائج حوار جدة فإن النتيجة الأهم هي تحديد العلاقة بين الشقيقتين ببعضهما وبحكومة هادي من جهة أخرى. وحتى ذلك الحين فمن المؤكد يبقى أن القرار السعودي بات مختطفاً من قبل أبو ظبي، وتداعيات فلتان القرار السعودي عن أروقة الحكم تداعياتها مستمرة على الرياض وعلى أشقائها.

 

المزيد في هذا القسم: