ترتيبات لتطوير موانئ ومطارات يمنية .. هل تبحث تركيا عن موطئ قدم في اليمن؟

المرصاد نت - متابعات

ازاح التصريح الأخير لوزير النقل في حكومة هادي صالح الجبواني الستار على الخلافات التي تعتمل داخل اروقة الحكومة. ويتمحور التصريح حول اتفاقية ناقشها الجبواني مع وزير النقل Ankrah2020.1.8yemenالتركي تتمثل في تطوير الموانئ والمطارات وشبكة النقل في اليمن.

الجبواني الذي يزور تركيا أكد أنه توصل إلى اتفاق مع نظیره التركي یقضي بتشكیل لجنة فنیة (یمنیة ـ تركیة) تمھیداً لتوقیع اتفاقیة مع تركیا لتطویر الموانئ والمطارات وشبكات الطرق الیمنیة في المرحلة المقبلة بحسب ما جاء في حوار له مع موقع قناة “الجزیرة” القطرية.

ما ذهب إليه الجبواني الممنوع من زيارة عدن والذي لن يدخل الحكومة المقبلة المرتقب تشكيلها بموجب اتفاق الرياض الذي لا يزال تنفيذه يواجه عقبات جمة مؤشر على حجم الخلافات التي باتت تعصف بأطراف حكومة هادي خاصة وأن مثل هذا الاتفاق يبدو أنه لن يرى النور في ظل سيطرة الانتقالي على محافظة عدن والتي يوجد فيها ميناء ومطار عدن.

مصدر في حكومة هادي رد على تصريح الجبواني بأنه يعبر عن وجهة نظر شخصية ولا يمثل الحكومة كون ما ذهب إليه الجبواني لم يتم الرجوع فيه إلى رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية. مشيرا إلى أن زيارة الجبواني إلى تركيا، كانت زيارة شخصية.

وبموجب هذا التصريح تنصلت حكومة هادي عن ما أقدم عليه الجبواني خاصة و أنه مثير للحساسية مع دولة الإمارات التي تسعى للسيطرة على الموانئ البحرية ليس في اليمن فقط و انما في القرن الافريقي المجاور.

يكشف هذا التنصل عن خلافات عميقة داخل حكومة هادي التي باتت اجندات الاقليم تتنازعها وتطيعها لخدمة هذا الاجندات رغم تضاربها وتباين أهدافها ما يكشف أن تعثر تنفيذ اتفاق الرياض لا يجع لخلافات الطرفين الموقع عليه وانما لخلافات داخل حكومة هادي نفسها والتي يبدو أن الأطراف التي كانت رافضة التوقيع على الاتفاق ذهبت للتوقيع عليه بضغوط سعودية وربما ارضاء لها.

الجبواني رد على تصريح المصدر الحكومي بوصف رئيس الحكومة معين عبد الملك بـ”الانتهازي” وأنه مجرد مغطي لمشروع تفتيت الوطن.وقال الجبواني: “لم يكفه تغطية الإنقلاب في عدن والغدر بالرئيس الذي أأتمنه على المسئولية بعد أن قال أنه والإنتقالي في خندق واحد، بل لم يخف تطلعه وطموحه الجامح للسلطة ولو على حساب الوطن .. ركب الشرعية بإنتهازية مفضوحة واليوم يغطي على مشروع تفتيت الوطن”.

هذا الرد يكشف هو الآخر عن حجم الخلافات داخل الحكومة التي باتت مشلولة و مشتتة التنفيذ بين اجندات الرياض وأبو ظبي من جهة واجندات الأطراف المتشاركة فيها من جهة ثانية.

تصريح المصدر الحكومي يبدو أنه بدد لمخاوف الاماراتية من تحركات الجبواني والأطماع التركية، ومن خلفها قطر لكنه دفع بالجبواني وأخرين معه، أبرزهم وزير الداخلية أحمد الميسري إلى الطرف النقيض الذي تدعمه قطر و تحتضنه تركيا ويتصدره في الداخل التجمع اليمني للإصلاح “اخوان اليمن”. وهو ما يعني أن حكومة هادي باتت مقسمة بين اجندات أبو ظبي و معها الرياض واجندات قطر أوبمعنى أخر أصبحت الأزمة الخليجية التي عزلت قطر عن السعودية و البحرين والإمارات ملقية بضلالها على حكومة هادي.

ويرى مراقبون أن الاتفاقية التي يجري الترتيب لتوقيعها مؤشر على وجود نوايا تركية للحصول على موطئ قدم في اليمن لكن هذه النوايا التركية ستصطدم بالأجندات الاماراتية التي باتت مهيمنة ليس على ميناء عدن فقط وانما على ميناء المكلا وميناء بلحاف في شبوة والمخا بتعز فضلا عن الهيمنة السعودية على ميناء نشطون بالمهرة.

يبدو أن المرحلة القادمة ستفرز كثير من التداعيات داخل حكومة هادي ما سيفقدها القدرة على اتخاذ قرار موحد وأن ما سيصدر عن هذه الحكومة من قرارات في قادم الأيام يجب النظر إلى من أصدرها لمعرفة من يقف خلف القرار وهو ما سيمثل كابح أمام تنفيذ اتفاق الرياض الذي يبدو أنه جاء لتأجيل معركة أبين وليس وقف المعركة والحرب بشكل عام بين طرفي اتفاق الرياض.

المزيد في هذا القسم: