معركة المكلا تسليم وتسلّم بين القاعدة ودول العدوان ..وإين أتجه تنظيم القاعدة الارهابي بعد تسليمه للمكلا؟

المرصاد نت - تقرير

لم تختلف «مسرحية سقوط المكلا» التي قادتها القوات الموالية لحكومة الرياض والقوات الإماراتية مع تنظيم القاعدة،alqaidah2016.4.26


عن السيناريو الذي شهدته المدينة نفسها حين سقطت بيد التنظيم المتطرف في نيسان من عام 2015.
حينها تسلّم «القاعدة» بقيادة خالد باطرفي المقار الحكومية في عاصمة محافظة حضرموت من قوى عسكرية موالية لهادي من دون مقاومة تذكر ليؤسس «إمارةً» تنعم بثروات طائلة وتعوم على موارد الساحل الحضرمي الغني.
أما المعركة التي أطلقها العدوان السعودي قبل يومين وأدت إلى انسحاب عناصر التنظيم من المكلا إلى شبوة شمالاً، فلم تتجاوز الـ72 ساعة. كما لم يسجل في الحملة التي شارك فيها نحو 200 مدرعة إماراتية مواجهات عنيفة على الرغم من إعلان بعض وسائل الإعلام مقتل المئات من عناصر «القاعدة».
وأكدت مصادر محلية في مدينة المكلا أن ما حدث مجرد تسليم وتسلّم بين «القاعدة» والقوات الموالية للرياض مثل سابقتها لكنها جرت هذه المرة تحت غطاء النيران الكثيفة لطائرات «التحالف».
ووفقاً للمصدر فإن عناصر «القاعدة» انسحبوا بعتادهم الثقيل عبر خط المكلا ــ شبوة من دون أي اعتراض من طيران «التحالف».
واللافت أن عملية الانسحاب تمت قبيل إعلان القوات الموالية لهادي بدء العمليات العسكرية في المكلا، فيما شوهدت عربات الجيش الموالي لهادي والقوات الإماراتية وهي تنطلق في ضواحي المكلا مسرعةً من دون اعتراض أحد، قبل أن تتوغل في شوارع المدينة من دون مقاومة.
وفي مديرية ساه النفطية في وادي حضرموت سلّم «المجلس الأهلي الحضرمي» الذي شكّله «القاعدة» في أيار الماضي مواقع الشركات والحقول النفطية للقوات الموالية للرياض وهو ما دفع تلك القوات إلى إعلان تأمين «القطاع 10» ومواقع شركة «توتال» و«دي أن أو» في وادي حضرموت، قبيل انطلاق عملية «تحرير المكلا» من «القاعدة» بساعات. كذلك، لم تسجل أي مواجهات في تلك المناطق النفطية التي زعمت بعض وسائل الإعلام أن «القاعدة» زرعت فيها ألغاماً استعداداً لتفجيرها في حال تعرضها لأي هجوم من قبل القوات الموالية لهادي.
وفي السياق نفسه أفادت مصادر محلية بأن انسحاب «القاعدة» غير المعلن من مدينة المكلا تسبب بانفلات أمني كبير، حيث سُجلت عشرات الحوادث التي تمثلت بالسطو المسلح على محالّ المواطنين. وطاولت تلك الأعمال مباني «الحسبة» التي كان يعدها «القاعدة» مقار للحكم، بالإضافة إلى تعرّض مركز «بلفقيه الثقافي» للسطو خلال اليومين الماضيين.
والأهم هو أن العمليات العسكرية ضد التنظيم جرت بإشراف مباشر من الجنرال العجوز علي محسن الأحمر الذي عينه هادي نائباً له حديثاً. وأعلن الأحمر البدء بالهجوم على «القاعدة»، فيما اقتصر دور هادي على إرسال التهاني بـ«انتصار الجيش».
ويبدو أن المعركة التي أعلنتها حكومة هادي الموالية للرياض بمساندة العدوان السعودي تهدف إلى تبديد مخاوف واشنطن والدول الكبرى من تمدد «القاعدة» واتساع نطاق سيطرته في المحافظات الجنوبية. ويبدو من سرعة العمليات أن الحملة التي قادتها الإمارات بعدما طلبت من الولايات المتحدة الدعم، انتهت قبل أن تبدأ.
في سياق متصل أعاد ظهور الجنرال الدموي علي محسن الأحمر كقائد أعلى للمعركة الجدل بشأن دور الألوية العسكرية الموالية للجنرال الأحمر ولا سيما «اللواء 27 ميكا» الذي يعد من أهم الألوية العسكرية. هذا «اللواء» الذي يقوده اللواء عبد العزيز الشميري، أحد أهم مساعدي الأحمر، انسحب من مدينة المكلا، بالتزامن مع إعلان «القاعدة» سيطرته على المدينة ثم على مناطق الشحر وميناء الضبة النفطي ومطار الريان الدولي، من دون أي اشتباكات مع عناصره. تجدر الإشارة إلى أن معظم منتسبي هذا اللواء تابعون لحزب «الإصلاح» وتم تجنيدهم خلال صيف عام 2011.alkaidah2016.4.26.3
وكان «العدوان» قد أعلن انتهاء العمليات العسكرية في المكلا وتحرير المدينة ومقتل 800 عنصر من عناصر «القاعدة» في العمليات خلال 24 ساعة وهو رقم كبير يصعب التأكد من دقته.

من ناحية ثانية تشير مصادر محلية وقبلية متطابقة إلى أن مجاميع من عناصر القاعدة وبعد خسارتها مدينة المكلا يممت وجهتها صوب جبال شبوة فيما أشارت معلومات إلى مشاهدة أطقم تحمل أسلحة للتنظيم في منطقة “أحور” بأبين، جنوبي اليمن.

وأفاد سكان محليون في المكلا مركز محافظة حضرموت إن دعوات أطلقتها القيادات العسكرية التي تمسك زمام الأمور في المدينة منتصف ليل الاثنين 25 أبريل/ نيسان 2016 إلى موظفي أجهزة الدولة بالعودة لممارسة أعمالهم، فيما تم إعلان حضر التجوال الليلي لمدة أسبوع، ومنع شامل لحركة الدراجات النارية.

وأكملت قوات عسكرية تم تدريبها بدعم إماراتي سيطرتها على المدينة والميناء الثالث على مستوى البلاد، بالإضافة المطار، وميناء الضبة “النفطي”، بعد انسحابات متسارعة لعناصر القاعدة التي فرضت سيطرتها منذ أبريل من العام الماضي. وتحدثت معلومات سابقة عن انسحاب عناصر التنظيم باتجاه منطقة “بروم ميفع” غربي المكلا التي أنشأ فيها مراكز تدريبية.

وذكر مسؤولان قبليان بشبوة ليل الثلاثاء 26 أبريل/ نيسان إلى أن معلومات متواترة تفيد بوصول عناصر تابعة للقاعدة إلى مناطق تابعة للمحافظة فيما تحدثت معلومات غير مؤكدة عن غارات استهدفت تجمعات للتنظيم في بلدة “عزان”. وأفاد مصدر قبلي أن أطقماً تحمل أسلحة تتبع القاعدة شوهدت في الخط المؤدي إلى أحور (أبين). في الوقت الذي كان الطيران نفذ غارات استهدفت مباني ومواقع وسط مدينة زنجبار مركز محافظة أبين، القريبة من عدن.

وقال مسؤول محلي اشترط عدم ذكر اسمه إن الغارات استهدفت منطقة “الفرزة” ومبنى الشرطة، وقيادة ما يعرف بـ”المحور” في وقت سابق ليل الاثنين لكن لم ترد معلومات بشأن وقوع خسائر بشرية، لكنه أشار إلى نزوح الأهالي جراء الضربات التي وصفها بـ”الأعنف”.

ومنذ أواخر مارس الماضي نفذت مقاتلات حربية غارات على مبان ومواقع يسيطر عليها عناصر التنظيم في أبين، وشبوة والمكلا.

المزيد في هذا القسم: