المرصاد نت - كريم الحنكي
تخضع عدن منذ نحو عام لانتداب إماراتي عبر سلطة أمنية شكّلتها الدولة الخليجية
تتحكم بكل القرارات في المحافظة الجنوبية. سيطرةٌ على الأمن والخدمات لم تسفر إلا عن تدهور أمني ومعيشي غير مسبوق بالتزامن مع تبدد معظم الوعود التي قطعتها أبو ظبي للجنوبيين، ما بات يهدّد ضمان «ولاء» أبناء المحافظة
لم يعد خافياً أن عدن والمدن المجاورة التي تؤلف معها ما يسمى «إقليم عدن» وفقاً لمخرجات الحوار الوطني قد وُضِعت تحت انتداب إماراتي بموجب صفقة لم تتضح ملامحها كاملةً بعد بين الإمارات والسعودية وحلفائهما.
فمنذ انسحاب الجيش اليمني في تموز 2015 أصبحت عدن مستعمرة غير معلنة رسميَّاً للإمارات صاحبة السيطرة التامة عليها من دون أن تقدم الدولة الخليجية «المنتدِبة» على القيام بأي واجبات وإن خدماتية نحوها مهما بلغت رداءة الأوضاع في المحافظة الجنوبية.
على أن فهم هذا الوضع الملتبس وما كان يبدو قبولاً شعبياً به يتطلب التعريج على التوجيه الإعلامي والنفسي الذي تمت ممارسته على الناس بين الأشهر الأخيرة من عام 2014 وصولاً إلى الحرب وما تلاها. حينها تعرضت عدن ومدن الجنوب لحملةٍ دعائية واسعة ومنظمة ركزت على إقناع الرأي العام بقرب انفصال الجنوب والترويج للفكرة القائلة بأنّ دول الخليج ومصر ستتدخل لـ«حماية عدن وباب المندب من الخطر الإيراني المتمثل بالحوثيين» إلى جانب «تأمين استقلال الجنوب» إذا التف حول الرئيس الجنوبي المنتهيه ولايته عبد ربه منصور هادي بالتزامن مع الشحن الطائفي. وقد تم توظيف مواقع وكتائب إعلامية وإلكترونية ودعاة السلفية الوهابية ومساجدها، لإنجاح تلك الحملة.
تحكم الامارات بـ”عدن” عبر «لواء الحزام الأمني»
وبالتكامل مع إجراءات معيّنة تحمل الإيحاء ذاته للجنوب قام بها هادي قبل تهريبه إلى عدن وبعده تمكنت الحملة المذكورة من تحقيق تأثير واسع على الناس وتهيئتهم لخوض معركة «الاستقلال» تحت «شرعية هادي». وقد أسهمت «عاصفة الحزم» في نجاح الحملة التي استمرت في أداء عملها بإلهاب حماسة «ماتسمي بالمقاومة» وقمع كل معارض لخوض الجنوب هذه الحرب وبشيطنة الخصم «المجوسي» ونسب كل جريمة بحق المدنيين إلى قناصيه ومدافعه.
والغريب أنها نجحت في ذلك أيضاً وفي الترويج بين العامة أن الخليج سيجعل عدن بعد تحريرها كإحدى مدنه نمواً وازدهاراً!
لكن تلك الآمال بدأت منذ انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية في تموز الماضي تتضاءل تدريجياً إذ لم يرَ الناس من تلك الوعود شيئاً عدا سوء توزيع «الهلال الأحمر» الإماراتي لمواد الإغاثة والإعلان عن «ترميم» العديد من مدارس عدن إلا أن هذا الترميم لم يتعدَّ طلاء جدران المدارس بألوان زاهية وتزيينها بصور كبيرة لرئيسَيِّ الإمارات الراحل والحالي وولي عهده وبالعلم الإماراتي ولافتات الشكر «لإمارات الخير» وأولاد زايد، إلى جانب تسمية بعض الشوارع والمؤسسات بأسماء خليفة وسلمان.
أما كهرباء عدن وغيرها من الخدمات العامة فلم يفُقها رداءة وانهيار سوى الأوضاع الأمنية بانفلاتها المعروف الذي أدى إلى ما لا يُحصى من جرائم الاختطاف والنهب وفظائع القتل والتفجير. ومنها ما استهدف محافظ عدن السابق جعفر سعد الذي قتل مع عدد من مرافقيه في اليوم نفسه الذي أعيد فيه عيدروس الزبيدي وشلال شائع من أبو ظبي وعُيِّنا محافظاً ومديراً لأمن عدن الرجلان قائدان بارزان في الحراك الجنوبي اللذان تبيّن للناس اليوم أنه ليس لهما من موقعيهما سوى الولاية الإسمية فقط بينما تتولى الإمارات الحكم الفعلي عبر «لواء الحزام الأمني» الذي شكله الإماراتيون من العناصر السلفية الإماراتية الولاء بالمطلق.
ولا يزال القتل مستمراً في عدن بـ«تهم» الصوفية أو الحوثية أو الإسماعيلية أو الاثني عشرية أو التنصُّر أو الشعوذة أو الشذوذ أو الإلحاد.
فما يقرب من عام مر على إحتلال تبيَّن خلاله للجميع مدى تخبط الرئاسة والحكومة في الرياض وعجزهما المطبِق عن فعل شيء للناس أو حتى الإقامة بينهم وعدم امتلاكهما والسلطة المحلية في عدن أي قرار.
الأخبار البنانية
المزيد في هذا القسم:
- معركة الحديدة والمعادلة العسكرية والسياسية الجديدة! المرصاد نت - متابعات دخلت الحرب على اليمن منعطفاً جديداَ بعد جمود عسكري في جبهات القتال المختلفة كانت سماتها الواضحة الكر والفر وربح جبهة هنا وخسران أخرى ...
- عاجل: دار الافتاء الشرعية غداً السبت أول ايام شهر رمضان المبارك.. اعلنت دار الافتاء الشرعية مساء اليوم ان اول يوم من ايام شهر رمضان المبارك سيكون غداً السبت بعد ثبوت رؤية الهلال .. ...
- أجندة العدو السعودي فشلت والحرب على اليمن ليست بـ"النزهة" المرصاد نت - متابعات ما من دولة على وجه الأرض ترغب أن تُدخل بلادها أتون الحرب لما يترتب على هذا الأمر من نتائج سلبية تحصد أعدادا هائلة من الأرواح فضلا عن التد...
- الإمارات تسعى لإستنساخ مايحدث في عدن ..اغتيالات وخطف بالجملة بتعز المرصاد نت - متابعات حالة من الاغتيالات بلغت المئات في الفترة الماضية و تسيطر على الوضع الامني في مدينة تعز وتودي بحياة المارة في شوارع المدينة بشكل يوم...
- كوليرا آل سلمان: طفل يمنيّ يصاب كل 35 ثانية ! المرصاد نت - متابعات من قال إنّ اليمن سوف يصبح عصيّاً على التوحيد بعد تلاعب قوى العدوان بمصيره؟ فليراجع من يشكك بإمكانية وحدة اليمن واقع الانتشار المستمر والس...
- تودد باكستاني إلى السعودية: إسلام آباد تقامِر بدعم «الأصدقاء» المرصاد نت - دعاء سويدان ينبئ القرار الباكستاني الأخير إرسال قوات إلى السعودية برغبة متزايدة لدى الطرفين -إسلام آباد والرياض - في تقوية علاقاتهما كل لمصالحه و...
- لماذا وصلت الأزمة اليمنية إلى طريق مسدود؟ المرصاد نت - الوقت بعد مرور نحو عشرين شهراً على بدء العدوان السعودي على اليمن بدعم من أمريكا والكثير من الدول الغربية والإقليمية لازالت الرياض تواجه مشاكل حقي...
- الألعاب النارية تزين سماء العاصمة ابتهاجاً بنجاح الثورة أشعلت مساء أمس بالعاصمة اليمنية صنعاء الأعيرة والالعاب النارية بشكل كثيف لم يسبق له مثيل ابتهاجا بانتصار الثورة الشعبية. وقالت المصادر, ان صوت الألعاب النارية ...
- مراوِغة أمريكا : ترامب يعقد صفقات الأسلحة وماتيس يدعو لـ«إحلال السلام»! المرصاد نت - متابعات بعدما تباحث دونالد ترامب مع بن سلمان في ما سمّاه «الخطر الذي يمثله الحوثيون على المنطقة» أطلّ وزير دفاعه جيمس ماتيس قبيل بدء ...
- السعودية باحثةً عن إنجاز: أطفال صعدة «هدف مشروع»! المرصاد نت - متابعات يضرب تحالف العدوان على اليمن عرض الحائط بكل الجهود الأممية المبذولة لإنهاء الحرب. رغم تحديد موعد لإطلاق مشاورات السلام مجدداً ويواصل العد...