المرصاد نت - متابعات
نشر موقع The Canary تحليل (حصري) للدكتور والمحلل الجيوسياسي نافيز أحمد
كشف فيه عن “كذبة” العملية العسكرية التي قادها تحالف العدوان السعودي المدعوم من الغرب ضد تنظيم القاعدة في حضرموت مبيناً أن الهجوم العسكري “المزعوم” ليس إلا وهماً لأجل الاستيلاء على على مسار خط أنابيب النفط لصالح السعودية.
يقول المحلل نافيز إنه كان لدى التحالف العسكري المدعوم من الغرب الذي حول اليمن بقصفه إلى قطع صغيرة فرصة غير مسبوقة لسحق دويلة القاعدة. ولكن بدلاً من ذلك سمح لما يقرب من ألف من المتشددين الإسلاميين من الفرار إلى بر الأمان تحت صفقة سرية أبرمت بينهما. متسائلاً بذلك: هل هي مكافأة؟ أم أنها للاستيلاء – سريعاً وبدون دماء – على مسار خط أنابيب النفط والغاز المربحة لصالح السعودية؟ مشيراً أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تمكن من حشد دويلة على طول الساحل الجنوبي من اليمن وسط الدمار الذي خلفه القصف الجوي الهائل من قبل المملكة السعودية في اليمن. وكان مركز الحماية الفرعية للقاعدة في جزيرة العرب في محافظة النفط حضرموت التي تحتوي على الجزء الأكبر من موارد النفط والغاز في اليمن.
وكشف المحلل أنه خلافاً للمزاعم الرسمية عن هجوم كبير مدعوم من الغرب على تنظيم القاعدة في عاصمة حضرموت وميناء مدينة المكلا في أبريل/ نيسان الماضي قالت مصادر وشهود عيان إن “الهجوم المزعوم” الذي قامت به السعودية والقوات التي تقودها دولة الإمارات المتحدة كان في غاية المهزلة.
مبيناً أنه بدلاً من ذلك عقد التحالف المدعوم من الغرب أسابيع من المفاوضات السرية مع القاعدة في جزيرة العرب قبل العمل العسكري المخطط له. وفي يوم “الهجوم المزعوم”، سلم القاعدة الميناء النفطي الاستراتيجي سلمياً لـ”المهاجمين”. في المقابل مُنح تنظيم القاعدة الضوء الأخضر الخروج وعدم اعتراضه أو القبض على أين من عناصره مزوداً بمئات الملايين من الدولارات لتمويل مؤامرات إرهابية في المستقبل.
هجوم مكثف
بعد العملية في أبريل قالت قوات تحالف العدوان التي تقودها السعودية في بيان رسمي، إن “أكثر من 800 من عناصر القاعدة قتلوا في المواجهة العسكرية”. ورددتها وسائل الإعلام الموالية للتحالف. وأشارت وول ستريت جورنال حينها إلى “هجوم” ناجح مما يمثل “اتجاها ًجديداً للتحالف”. ووصفت رويترز العملية بأنها “تقدم منور” في دحر المسلحين من معقلهم.
وقال بيان صادر عن السفارة السعودية في واشنطن:
القوات السعودية هي أيضاً على الأرض جنباً إلى جنب مع قوات دولة الإمارات المتحدة في المكلا… إنه التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يحارب القاعدة في جزيرة العرب جنباً إلى جنب مع وحدة عسكرية من الولايات المتحدة. وبعدها ظهرت تفاصيل جديدة حول مزاعم الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الأربعاء في مقابلة مع قائد القوات اليمنية الموالي للسعودية وراء عملية المكلا.
في مقابلة مع قناة الجزيرة رسم اللواء فرج سالمين الباحسيني – صورة هوليوود:
قضي على عدد كبير من مقاتلي [القاعدة في جزيرة العرب] في البداية من قبل الطائرات الحربية للتحالف ومن ثم على أيدي القوات على الأرض. لم يكن أي من مقاتلي القاعدة قادراً على الفرار. وقال الباحسيني إن العدد الإجمالي لمقاتلي القاعدة في جزيرة العرب الذين قتلوا “على الأرجح” أعلى بكثير من 800 الذي أعلن عنه رسمياً.
أي هجوم يزعمون؟
نفت مصادر مستقلة على أرض الواقع لموقع the canary أن يكون هناك أي هجوم من هذا القبيل. وقالت مراسلة الـ”بي بي سي” المخضرمة إيونا كريغ التي تكتب تقارير على نطاق واسع من اليمن إن بيان التحالف “مثير للسخرية”، حيث إن القاعدة أخلى المدينة بالفعل قبل “الهزيمة” العسكرية المزعومة: لم يكن هناك حتى 800 من المقاتلين المتبقين هناك. لم يكن هناك قتال داخل المدينة بسبب أن تنظيم القاعدة قد غادر بالفعل. ووصفت الرقم 800 بأنه “كذب وليس حتى من باب المعقول”.
كريغ التي كانت في المكلا قبل شهر من العملية العسكرية المزعومة قالت إن القوات التي تقودها السعودية تفاوضت سراً مع القاعدة على مدى أسبوعين قبل العملية العسكرية المزعومة “بالسماح للمقاتلين المغادرة”.
وقالت كريغ إن اشتباكات متفرقة وقعت على الطرق المؤدية إلى المكلا لكن لا شيء حدث داخل المدينة نفسها. وقالت، أيضاً إن التحالف ضرب الأهداف التي سبق أن تعرضت للقصف مراراً وتكراراً.من جانبه قال محمد اليزيدي كاتب مقيم في المكلا للموقع إن السكان المحليين فوجئوا بـ”الخروج الفوري وغير الدموي” للقاعدة من المدينة.
هشام العميسي المحلل السياسي اليمني بدوره أفاد كذلك بأنه لم تكن هناك “أي معركة حقيقية” حيث إن مقاتلي القاعدة قد غادروا المدينة في غضون اثني عشرة ساعة. ومع ذلك زعم التحالف أن المعركة الضخمة قتلت 800 من تنظيم القاعدة! بعبارة أخرى حققت السعودية “نصراً” ضد القاعدة في المكلا دون معركة نارية حقيقية واحدة في المدينة.
مؤامرة الغرب على خط الأنابيب لصالح السعودية
يقول التحليل إنه عندما كانت حضرموت تحت سيطرة تنظيم القاعدة ظلت خالية – بشكل غريب – من القصف الجوي السعودي منذ بداية الحرب.مشيراً أن المحافظة – حضرموت – تعد مركزاً محورياً في الخطة السعودية منذ فترة طويلة وبدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وذلك لوضع مسار خط لأنابيب النفط والغاز يمر باليمن إلى خليج عدن.
وفي هذا الصدد كشفت برقية سرية في 2008 عن طموحات المملكة – حصل عليها ويكيليكس- من السفارة الأمريكية في اليمن إلى وزير الدولة جاء فيها، أن “دبلوماسياً بريطانياً في اليمن أخبر بولوف وهو [ضابط سياسي بالسفارة الأمريكية] أن المملكة السعودية لها مصلحة في بناء خط أنابيب بحيث أنها ستقوم بحمايتها وتشغيلها وتكون ملكاً لها بالكامل، من حضرموت إلى ميناء خليج عدن متجاوزة بذلك الخليج العربي ومضيق هرمز. إن اهتمام المملكة الأولية على محافظة حضرموت هي إمكانية بناء خط أنابيب النفط. وكان بناء خط أنابيب طويلة حلماً لحكومة المملكة السعودية.
ووفقاً لأحد كبار المستشارين في مجال الأمن وسيادة القانون باليمن في وزارة الشؤون الخارجية لهولندا جوك بيرينجا، فإن “الخوف من الحصار الإيراني لمضيق هرمز والنتائج الكارثية ربما بالنسبة للاقتصاد العالمي موجود من سنوات. لذا ضغطت الولايات المتحدة على دول الخليج لتطوير البدائل. ففي عام 2007 المملكة السعودية، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، واليمن، أطلقت، بالاشتراك، مشروع خط أنابيب النفط. وكانت خطوط الأنابيب الجديدة التي تم إنشاؤها من رأس “التنورة” السعودية على الخليج العربي ودولة الإمارات المتحدة إلى خليج عمان (خط واحد إلى إمارة “الفجيرة” وخطان لسلطنة عمان) وخليج عدن (وخطان لليمن).
وقد أدت المبادرات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى عدم التيقن من نوايا السعودية حول مضيق هرمز. ففي عام 2014 وقعت إيران وعمان اتفاقاً لبناء خط أنابيب من إيران إلى عمان من أجل تصدير الغاز الإيراني إلى عمان.
ومع ذلك كما كشفت جوك بيرينجا عارض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (خلال حكمه من 1978-2012) بناء خط أنابيب تحت سيطرة السعودية على الأراضي اليمنية. لكن السعودية لسنوات عدة استثمرت زعماء القبائل على أمل تنفيذ هذا المشروع في إطار خليفة صالح. والسنة الماضية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية السعوديون يستعدون لإجراء دراسة جدوى لخط أنابيب حضرموت. ويسعى السعوديين الآن لتنصيب حكومة جديدة في اليمن متشاركه معهم – وشركات النفط الغربية – في المصالح.
ويختتم التحليل أنه بفضل الاتفاق المبرم بين القاعدة والتحالف السعودي المدعوم من الغرب في أبريل استفاد تنظيم القاعدة في اليمن الآن مجاناً من النهب الهائل وربما يخطط للمزيد من الهجمات على غرار شارلي أيبدو.
المزيد في هذا القسم:
- عملية تبادل جديدة للأسرى بالجوف بعيدا عن مشاورات الكويت المرصاد نت - متابعات أجريت اليوم الأحد عملية تبادل جديدة للأسرى بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وبعض المجموعات المسلحة في محافظة الجوف من جهة ثانية....
- اجتماعات عمّان حول الأسرى: مقترح تبادل أولي لا يلقى تجاوباً ! المرصاد نت - متابعات بعدما أتمّت حكومة الإنقاذ وحكومة هادي تبادل الردود على الإفادات ضمن المرحلة ما قبل الأخيرة من آلية تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى انطلقت أمس في...
- إغتيال مدير مكتب المغتربين وعضو مجلس محلي بلحج قتل مسؤولان يمنيان مساء اليوم الجمعة في محافظة لحج برصاص مسلحين مجهولين. مصادر محلية في محافظة لحج ذكرت أن أحد أعضاء المجلس المحلي بمديرية تبن ” ويدعى محمد محم...
- فعاليات أسبوع الشهيد في عدة محافظات وافتتاح أكبر معرض لصور الشهداء في معرض أكسبو ابوللو ب... شهدت عدد من المحافظات فعاليات افتتاح معارض الشهيد والتي أقيمت في كل من صعده وتعز وذمار وحجة وعمران وإب والبيضاء والضالع وريمه والحديدة ومأرب والجوف ، تك...
- من الجنوب إلى الإمارات: مصر بوابة هادي لـ«ترميم العلاقات» المرصاد نت - متابعات أعادت زيارة هادي إلى مصر أخيراً تساؤلات واستفسارات عدة إلى الأذهان بشأن دور القاهرة في الحرب على اليمن سياسياً وعسكرياً ولوجستياً.الزيارة...
- تصعيد في حجة والبيضاء: «انتكاسة نهم» تحرّك جبهات الغرب والوسط المرصاد نت - متابعات كثّفت القوات الموالية لـ«التحالف» محاولاتها التقدم على جبهات وسط البلاد وغربيها خصوصاً في محافظتي البيضاء وحجة. يأتي ذلك بعدم...
- صنعاء تتحرك بدهاء سياسي “انعقاد البرلمان ومهمة عبدالسلام” المرصاد نت - متابعات تمكنت صنعاء في وقت قياسي من حزم أمورها بعد أحداث ديسمبر وأفشلت تحركات السعودية والإمارات من محاولة سحب المؤتمر من صنعاء إلى عدن كما حافظت...
- السعودية تعيد التوازن السياسي إلى ما قبل معارك عدن المرصاد نت - لقمان عبدالله أطلّ بعض مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى رأسهم رئيسه عيدروس الزبيدي على شاشات التلفزة ليعلنوا النصر على غريمهم هادي وحكومته. ...
- فضيحة من العيار الثقيل.. نجلا وزيري خارجية وإعلام هادي يمثلان اليمن في مؤتمر الدول الأقل ... المرصاد نت - متابعات في سابقة هي الأولى من نوعها وفضيحة من العيار الثقيل لأعضاء حكومة فنادق الرياض - مثل اليمن في مؤتمر الدول الأقل نموا نجلا الوزيرين قبا...
- تقرير أمريكي: الأهداف الخفية لأمريكا والسعودية وراء الحرب على اليمن المرصاد نت - متابعات يجمع محللون سياسيون غربيون وخبراء جيوسياسيون وتقارير أمريكية أن كل شيء عن الحرب على اليمن ما هو إلا لذر الرماد على العيون ومخفي وراء قصة ...