العام الدراسي ينطلق .. مدارس مدمَّرة وفصل مناطقي

المرصاد نت - رشيد الحداد

بعد تدمير أكثر من 700 مدرسة في مختلف المحافظات انطلق العام الدراسي اليمني في ظلّ محاولات لتسييره بصورةٍ طبيعية وسط الخطر المترصد بالمدارس والصعوبات الاقتصادية المتفاقمةyem school2016.10.8


إلى جانب فصل حكومة الرياض طلاب الجنوب عن زملائهم في صنعاء لناحية المرجعية ما جعل التعليم ينقسم إلى إثنين وللسنة الثانية على التوالي يبدأ العام الدراسي الجديد في مدارس صنعاء والمحافظات اليمنية في ظل استمرار العدوان البربري وتحت وطأة الغارات الجوية التي لم تحيّد المدارس والمنشآت التعليمية.

ومع فتح المدارس أبوابها أكدت وزارة التربية والتعليم استكمال كل الاستعدادات لسير العملية التربوية والتعليمية بنجاح. وأكد مصدر مسؤول في الوزارة أن عودة ستة ملايين طالب وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية إلى مدارسهم في أمانة العاصمة وعموم المحافظات لبدء الدراسة في العام الجديد هي «رد عمليّ على الاستهداف الممنهج لتحالف العدوان السعودي لمؤسسات التربية والتعليم في العاصمة والمحافظات الذي تجاوز أكثر من 700 مدرسة منذ بدء الحرب».
عودة العام الدراسي في ظل استمرار الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية واتساع نطاق المواجهات بين قوات الجيش واللجان الشعبية والقوات والميليشيات الموالية لـ«تحالف العدوان» وضع أولياء الطلاب أمام ضغوط نفسية واقتصادية إذ دفع الآلاف من الآباء في العاصمة صنعاء بأبنائهم للدراسة في مدارس حكومية إلا أن الطاقة الاستيعابية للمدارس الحكومية محدودة وخصوصاً في الصفوف الأولى حيث يتجاوز عدد الطلاب المسجلين الـ600 ألف طالب وطالبة في مختلف المستويات يضاف إلى أن العام الدراسي الجديد تزامن مع أزمة مالية خانقة وهو ما أثقل كاهل الآباء الذين وجدوا أنفسهم أمام استحقاق لا يمكن تجاوزه ولذلك حاولت المدارس الخاصة (650 مدرسة في العاصمة) وفقاً لتقرير حديث الحفاظ على طلابها من خلال تخفيض رسوم الدراسة التي تراوح بين الـ50 ألف ريال والـ120 ألف ريال (بين 200 دولار أميركي و480 دولارا).


وعلى الرغم من نجاح وزارة التربية والتعليم في صنعاء خلال الفترة الماضية من الحرب في تحييد التعليم عن الصراع الدائر إلا أن وزارة التربية والتعليم في حكومة الفار منصور هادي عمدت إلى فصل التعليم المدرسي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوي العدوان عن صنعاء ما ضاعف معاناة الطلاب الذين يدرسون في المحافظات الجنوبية والذين يجدون أنفسهم ضحية للصراع ولا سيما أن وزارة التربية الموالية لهادي التي يقودها عبدالله لملس من عدن تارةً ومن الرياض تارة أخرى لم تفِ بالتزاماتها تجاه الطلاب ولم توفر الكتاب المدرسي أو تتكفل بالنفقات التشغلية للمدارس وبصرف مرتبات المعلمين (كانت حتى الشهر الماضي تصرف من صنعاء).

وفي ظل استمرار الغارات التي تشنها طائرات تحالف العدوان والتي استهدفت مئات المدارس الحكومية ما أدى الى مقتل وإصابة المئات من الطلاب ظلّت مخاوف الأهل من ضياع مستقبل أبنائهم تمثل ابرز الدوافع لمواصلة أبنائهم التحصيل العلمي في المدارس الحكومية تحت أعلى درجات المخاطر.
دراسة حكومية حديثة عن الأضرار التي طاولت قطاع التعليم في اليمن أكدت تدمير وتضرُّر ما لا يقل عن 11,405 مدارس ومنشآت تعليمية منها 288 مدرسة دُمرت كلياً و1,117 مدرسة متضررة. وأكد بيان صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) أخيراً أنّ العدوان علي اليمن منع ما يعادل نسبة 40% من إجمالي عدد الأطفال في سن الدراسة من التعليم أي إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل معرّض للتسرب من المدارس.
أما محافظة صعدة التي احتلت المرتبة الأولى لناحية عدد المدارس المستهدفة من قبل «تحالف العدوان» فقد استقلبت مدارسها المتضررة الطلاب والطالبات ووفقاً لمصدر محلي جرى اتخاذ عدد من البدائل خلال الفترة الماضية لاستمرار العملية التعليمية مثل نقل الطلاب إلى منشآت أخرى أو اللجوء إلى التدريس في العراء وأكد تقرير صادر عن مكتب التربية والتعليم في صعدة أن طائرات «تحالف العدوان» دمرت خلال الفترة الماضية 196 مدرسة ومرفقاً تربوياً في محافظة صعدة على نحو كلي وجزئي بقيمة إجمالية بلغت ملياراً و376 مليون 800 ألف ريال.
وفيما حوّلت طائرات «تحالف العدوان» المدارس في صنعاء وحجة وصعدة ومأرب وتعز وذمار والحديدة إلى أهداف عسكرية احتلت الميليشيات المرتزقة له مختلف مدارس مدينة تعز وحولتها إلى مقار وسجون تابعة لها وهو ما تسبب برد فعل شعبي على الميليشيات التابعه لحزب «الإصلاح» وأخرى تابعة لكتائب «حماة العقيدة» (أبو العباس). ومطلع الأسبوع الجاري طالب أولياء أمور الطلاب والطالبات مكتب التربية في تعز بالتدخل ومطالبة الميليشيات المسنودة من التحالف بإخلاء المدارس إلا أن تلك الميليشيات رفضت الطلب ما حدا بالمئات من الطلاب والطالبات إلى تنظيم فعاليات احتجاجية أمام مكتب التربية والتعليم في تعز للمطالبة بفتح جميع مدارس المدينة وتمكين الطلاب من الدراسة فيها.

 

الأخبار

المزيد في هذا القسم: