المرصاد نت - لقمان عبدالله
في ظل صمت سعودي مريب حول الموقف من خريطة الطريق التي طرحها اسماعيل ولد الشيخ على الأطراف اليمنية والتي لاقت رفضاً واضحاً وشديداً من قبل ما يسمى الشرعية
ورفضاً مبطناً من صنعاء (إلا في حال اعتبار الخريطة أرضية أساسية للنقاش) فإنّ الصمت السعودي لا يعكس موقف بقية الأعضاء الاخرين في التحالف ولا سيما الأساسيين منهم.
جاهرت دولة الإمارات مبكراً بالموافقة على الخريطة على لسان أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. ودعمت دولة الإمارات جهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، معتبرة أن خطة الطريق تمثل حلاً سياسياً للأزمة اليمنية مؤكدة أن هدف الحل السياسي تغليب مصلحة اليمن واستقرار المنطقة، وأن الخيارات البديلة مظلمة.
يبدو أن السعودية والإمارات وإن كانتا متفقتين على الإطار العام للحرب وتتقاسمان المخاوف من وجهة الخط السياسي والاستراتيجي المقبلة لليمن فإن التباين بين الدولتين لم يعد حصراً على الدوائر المغلقة بينهما بل أصبح ظاهراً ويجد له طريقاً واسعاً للتعبير. ويأخذ الاختلاف مداه في الظهور العلني بواسطة الكتّاب القريبين من دوائر القرار في البلدين، ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح للطرفين التعبير عن مواقفهما من دون أن تحمل مسؤولية التبعات للمسؤولين في البلدين الذين لا يزالون يحرصون على عدم خروجها الى العلن.
ربما كان على الحماسة الإماراتية في قبول خريطة ولد الشيخ من دون التشاور مع السعودية الانتظار على الأقل حتى تُصدر الأخيرة رأيها في الخريطة وتبني على الشيء مقتضاه غير أن المسارعة في تبنيها أظهر أن دولة الإمارات لم تتحسس ألم التردد والضياع والإرباك السعودي والشعور بوضعها الذي لا يحسدها أحد عليه إطلاقاً (يتمثل بين العجز “المكشوف والمفضوح” للصديق والعدو وبين الانسدادات السياسية والعسكرية التي تعترض وستبقى تعترض طريقها في تحقيق أهدافها الواهية).
تتوافق خريطة طريق ولد الشيخ مع الموقف الإماراتي لناحية عدم مقاربتها بأي شكل للقوات الأجنبية (المحتلة) التي تنتشر في الجنوب اليمني ومن دون أن يتحدد مصير هذه القوات، وهذا يتناغم مع مطلب أبو ظبي البقاء في الجنوب اليمني بما يحقق لها طموحها في التوسع في النطاقين الخليجي والإقليميي، ولا سيما أنها تعتبر أن استقرار اليمن خصوصاً في الجنوب سيكون على حساب تطورها الاقتصادي، لما تتمتع به موانئ الجنوب وحيازتها مميزات اقتصادية واستراتيجية غير موجودة في موانئ الإمارات.
والقضية الأخرى التي تتوافق مع الموقف الإماراتي دون السعودي أن خريطة ولد الشيخ تنهي دور خصومها التاريخيين في اليمن وعلى رأسهم حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” ممثلين بنائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي عليه الاستقالة فور التوقيع على الخريطة والرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي رغم أن الأخير محسوب حالياً بالكامل على الجانب السعودي والذي عليه نقل صلاحياته إلى نائب جديد متوافق عليه من الأطراف اليمنية.
ولتحقيق غايتها تعمد الإمارات في الجنوب اليمني الى اعتماد سياسة الترويج لفصل جنوب اليمن عن شماله. وظهر في الأسابيع الأخيرة توجيه واضح للماكنة الإعلامية ولبعض قادة الرأي والسياسة الإماراتيين بضرورة أن يقرر سكان الجنوب اليمني مصيرهم كحق طبيعي لهم، كبقية الشعوب. غير أن النخب الجنوبية تدرك أن هدف الإمارات هو مسك الجنوب وتعطيل دوره وموقعه الاستراتيجي لمصلحة دولة الإمارات وإن كان بعض المراقبين المطلعين يعتبرون أن الجنوب اليمني أكبر من أن تهضمه دولة صغيرة سكانياً مهما امتلكت من إمكانات وقدرات حتى ولو اعتمدت سياسة تجزئة الجنوب الى إقليمين شرقي وغربي (حضرموت وعدن) لأن سكان الجنوب لن يرضوا الانسلاخ عن تاريخهم ومحيطهم ولأن مصلحتهم تتعارض كلياً مع التجزئة والتقسيم.
في الأيام المقبلة ستجتمع دول “الخلية المصغرة” للتحالف المتشكلة من الأطراف التي تقود الحرب على اليمن وهي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية والإمارات لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة المرحلة المقبلة. ولا تزال أمامهم حالة الاستعصاء وانسداد الأفق للخروج المشرّف من الحرب. ستجتمع هذه الدول الفاعلة بالحرب وأمامها العديد من القضايا التي تبحث عن حل.
والقضية الأكثر قساوة أمام المجتمعين هي انتهاء تمثيلية الحمل الوديع الأوبامية عقب بدء عهد جديد في واشنطن غير واضح الاتجاه. لكن الواضح في هذه المعادلة أن الرياض سوف تبقى وحيدة وفريدة بهذه الحرب لأن أهداف واشنطن والغرب هي ليست ذاتها أهداف الرياض كما هي ليست ذاتها أهداف أبو ظبي وبقية دول الخليج.
صحيفة الاخبار
المزيد في هذا القسم:
- ناطق أنصار الله: تسلمنا مسودة اتفاق وقف إطلاق النار وسلمنا ملاحظاتنا ولم تتم الموافقة النه... متابعات : أعلن الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام اليوم الخميس تسلم اليمن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة. وقال محمد عبد السلام “تسل...
- عملية "نصر من الله".. ملحمة لا تتكرر ببساطة في الحروب المعاصرة ! المرصاد نت - متابعات سنة 1975 سقطت سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية. ما كانت تلك الهزيمة للولايات المتحدة وجماعاتها سوى نتاج صمود أسطوري للشماليين لسنين مديدة ان...
- باعتراف سعودي: انقلاب موازين المعركة في منفذ الطوال واتهام الموالين اليمنيين بالخيانة المرصاد نت - متابعات شهد منفذ الطوال الحدودي في جانب جيزان السعودية انقلابا محوريا في سير العمليات العسكرية من حيث أمسكت القوات اليمنية بزمام المبادرة وتوليها ...
- معتقلون ومختطفون يروون انتهاكات حزب الإصلاح في سجون مأرب! المرصاد نت - متابعات لقد جعل مرتزِقةُ العدوان من المسافرين في الطريق العام في محافظة مأرب صيداً ثميناً لهم حَيْــثُ شكَّلَ إغلاقُ مطار صنعاء معضلةً لدى المجتمع...
- تفاصيل صادمة عن تعامل الرياض مع هادي وحكومته المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر يمنية مطلعة قريبة من حكومة هادي عن تفاصيل صادمة لأساليب وأشكال التعامل "السيئة" التي تقوم بها السعودية بحق مسؤولين يمنيين وفي ...
- المغامرات السعودية الإماراتية في اليمن .. أيام العسل أنتهت المرصاد نت - متابعات بين التوتر والفتور تراوح العلاقات السعودية الاماراتية مكانها، فالتاريخ والواقع يؤكدان أن المصالح وحدها من جمعت الجارتين الخليجيتين واطماع...
- مطالبات اوروبية بوقف تصدير الاسلحة لمجرمي الحرب باليمن! المرصاد نت - متابعات بعد إقرار باريس بأن سفينة سعودية ستقوم بتحميل شحنة أسلحة فرنسية الصنع بموجب عقد تجاري وتبريرها من جديد بأنها لا تملك "أي دليل" يؤك...
- الحديدة مسيرة حاشدة للمطالبة بحكومة شراكة تحفض الأمن والسيادة خرج الالاف من ثوار محافظة الحديدة عصر اليوم الجمعة في مسيرة حاشدة طالبت باقالة الحكومة الفاشلة التي فرطت في السيادة الوطنية والدماء اليمنية وطالبوا تشكيل حكوم...
- أزمة المجاعة تشتد في الیمن .. أسوأ كارثة إنسانية في العالم المرصاد نت - متابعات ادى الحصار الجائر واستمرار العدوان السعودي المدعوم أمريكياً على الشعب اليمني الى ارتفاع حالات سوء التغذية و ظهور بوادر ازمة نقص الغذاء وا...
- فورين بوليسي: جنون العظمة يورط آل سعود وعليهم إنهاء الحرب في اليمن المرصاد نت - متابعات كتبت صحيفة فورن بوليسي في عددها الصادر يوم ٢٠ اكتوبر مقال عن كيف يتم انهاء جنون العظمة لدى السعودي وايقاف حربها المجنونة . وكانت...