المرصاد نت - العربي
يتشاءم العدنيون عندما يُذكر أمامهم اسم “الصولبان” كون هذا الاسم ارتبط في أذهانهم بمشاهد القتل وفنون التعذيب خصوصاً قبل قيام الوحدة في العام 1990
فقد كان المعسكر الكائن في مدينة خور مكسر شرقي عدن مقراً لأمن الدولة الذي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه لأنه سيُصلب كما صُلب المسيح ! هكذا كان يعتقد البعض من أبناء عدن وبعد الوحدة وبالتحديد في العام 2005 اكتشف في محيط المعسكر وجود مقبرة جماعية اتضح أنها تعود لجنود مفقودين من الحروب السابقة في الجنوب، و منها حرب 13 يناير.
أصبح المكان نفسه معسكراً للقوات للخاصة (الأمن المركزي سابقاً) والذي اندلعت فيه أشرس الاشتباكات المسلحة بين اللجان الشعبية الموالية لهادي وقوات الأمن المركزي التي رفضت الانصياع لأوامر هادي.
كانت المعارك أكثر ضراوة داخل معسكر الصولبان طيلة أيام الحرب لقربه من مطار عدن الدولي وعقب دخول قوات تحالف العدوان عدن سيطرت القوات الموالية لهادي على المعسكر وأعلن أنه سيكون مقراً خاصاً لاستقبال المستجدين من الجنود ومنذ سيطرة قوات هادي على المدينة.
مستنقع الدم
استهدف المعسكر أربع مرات توحد فيها أسلوب الهجوم، بنفس الأداة و بذات السيناريو، حيث كان أول استهداف للمعسكر في مايو 2015م بتفجير انتحاري والثاني في يوليو من نفس العام، و الثالث قبل أسبوع من الاستهداف الرابع وفيه قام أحد عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” ويدعى أبو هاشم الردفاني بتفجير نفسه وسط عدد من الجنود الذين كانوا في انتظار استلام مرتباتهم.
الصولبان الذي يعني في اللغة الانجليزية “البركة الدائرية المالحة” بات اليوم مستنقعاً للدم اليمني فخلال أسبوعين سقط في المعسكر أكثر من مائة مواطن هذه الكارثة أثارت غضب عدد من المواطنين الذين طالبوا بكشف “لغز” الصولبان، والذي مثل صورة مصغرة للواقع الأمني السيء الذي يعاني منه أبناء عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
لامبالاة أم تواطؤ
علي قايد مواطن يسكن بالقرب من المعسكر يقول : “في الأيام التي سبقت الانفجارين لاحظنا تواجداً لأشخاص غرباء في ساعات متأخرة من الليل و أبلغنا المسؤولين الأمنيين بذلك، دون مبالاة منهم، وإذا لم تقم الحكومة بعمل حلول سريعة وعاجلة لعودة الأمن والأمان بأية طريقة كانت سواء بمضاعفة الجهود الأمنية وملاحقة العناصر المتطرفة أو بتغيير المسؤولين عن الأمن، فإن الوضع سينفجر، لأن الناس سئموا الوعود الكاذبة ولأن الناس أصبحوا يتساءلون هل ما يحدث هو تقصير من المسؤولين أم تواطيء مع المجرمين لقتل أبناء عدن؟”.
يوافقه الناشط علي البيتي الذي أوضح أنه “في أسبوع واحد بلغ ضحايا الانفجار الأول في معسكر الصولبان 52 شهيداً وفي الانفجار الثاني بلغ 53 وأصبح المجموع يساوي 105، ألا يستحق هؤلاء أن نرى إجراءات أمنية ويقظة وعملاً دؤوباً وتحريات وجمع أدلة وانتشاراً أمنياً واسعاً وتفتيشاً وحملات من رجال الأمن..؟ لكن الحقيقة المرة هي أن رجال الأمن في عدن كالعادة لا يهتمون إلا بسفاسف الأمور بينما خصومهم يخططون ويجهزون ويعدون لمثل هكذا عمليات، للأسف أصيب الأمن في عدن ببلادة لا علاج منها وستكون عواقبها وخيمة أكثر مما نتخيل”.
انفجار في معسكر الصولبان
الصحفي الجنوبي أمجد يسلم صبيح يؤكدأن “طبيعة العمليات الإرهابية في عدن عادة ما تكون عمليات انتقامية بعد القبض على عدد من الخلايا الإرهابية التي تتحدث عنها السلطات التي لم ير أو يسمع أبناء عدن أو غيرهم تقديم أي أحد من تلك العناصر إلى المحاكم، أو نشر اعترفاتهم كاملة، وما الأعمال التي ارتكبوها”.
ويرى صبيح أنه على الرغم من أن السلطات الأمنية في عدن تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة الإرهاب وفق ما تستطيع من أدوات متوفرة لها “إلا أن الشرعية أغلقت الكثير من الأبواب في وجه السلطات الأمنية وأيضاً قوات التحالف ممثلة بالإمارات التي لم تقدم دعماً كاملاً للسلطات الأمنية”.
ووفق صبيح فإن هذا الأمر هو “ما ساعد في اختراق الأجهزة الأمنية وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد المجندين الجدد والمجندين الذين أتوا لاستلام مرتباتهم من اللجان.
في التفجير الأخير تتحمل الخطأ لجان الصرف التي قدمت كل التسهيلات للانتحاري ولم تقم بعمل أو تخصيص مكان خاص أو وقت محدد لصرف الرواتب كما أن اللجنة الوزارية تاجرت بأرواح المجندين وكل همها فرق سعر الصرف فقط لذا عليها أن تتعلم الدرس من لجان صرف المرتبات في عدد من المحافظات كحضرموت ومأرب وحتى صنعاء وتعز وفي الحقيقة إن لجان الصرف لم تتعلم الدرس من انفجار الصولبان الأول.
الحل للوضع الأمني في عدن أن تدمج جميع التشكيلات الأمنية في جهاز واحد وتكون هناك غرفة عمليات واحدة لا غرف عمليات موزعة على عدد من الأجهزة والقادة العسكرين وأن تقدم ما يسمى بالحكومة الشرعية الدعم الكامل للأمن في عدن إن أرادت أن تتواجد في عدن وإلا على أبناء عدن مطالبتها بالرحيل سريعاً لإيقاف نزيف الدم”.
المزيد في هذا القسم:
- إستمرار القصف على اليمن: أسماء الأسر وعدد الاطفال الذين قتلوا بغارات التحالف في الجوف اليو... المرصاد-متابعات قتل 9 أطفال وأصيب 13 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، اليوم الخميس، بثلاث غارات لطيران التحالف استهدفت سيارات ومخيمات للبدو الرحل...
- صنعاء : مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار "أمريكا والسعودية صناع الغلا" المرصاد نت - متابعات شهدت ساحة باب اليمن في العاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة مسيرة حاشدة تحت شعار "أمريكا والسعودية صناع الغلاء وارتفاع الدولار " حمل فيها المشا...
- ذا نيويوركر: نفقات الرياض في حرب اليمن تجاوزت حرب فيتنام المرصاد نت - متابعات في عام 1974 أصبح «ريتشارد نيكسون» أول رئيسٍ أمريكي يزور السعودية و(إسرائيل) فضلًا عن سوريا سعيا إلى تحقيق الانتصارات في الخار...
- فشل خطط بن سلمان لـ«استعادة الهيبة»قوات صنعاء تعزز مكاسبها على الحدود ! المرصاد نت - رشيد الحداد لم تهدأ جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة طيلة أيام عيد الفطر لا لأن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية أرادتها أن تكون جبهة ساخنة بل لأن ول...
- الأميركيون في الخطوط الخلفية: معركة الحديدة في انتظار جولات تصعيدية المرصاد نت - رشيد الحداد تتابع الإمارات ومن خلفها التحالف السعودي ومن أمامها ميليشياتها المحلية الحملة العسكرية المتجددة في الحديدة. حملة بات واضحاً أنها تهدف...
- الإفراج عن 200 من المغرر بهم في رداع و76 في ذمار المرصاد نت - متابعات أفرجت الأجهزة الأمنية في رداع بمحافظة البيضاء اليوم السبت عن 200 من المغرر بهم في إطار المبادرة الإنسانية التي أطلقها قائد الثورة السي...
- الامم المتحدة والعدوان يبيعان الكلام .. المدنيون وحدهم يدفعون الثمن في الحديدة! المرصاد نت - متابعات تنفيذاً للوعود الجدية واستكمالاً لإتفاق السويد بدأ الجيش واللجان الشعبية اليمنية سحب قواتهم من ميناء الصليف ورأس عيسى ولاحقاً من مرفأ الح...
- بيــــــان بسم الله الرحمن الرحيم استجابة لدعوة قائد الثورة و المقاومة الوطنيه ضد العدوان الصهيو_سعودي_امريكي السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله و نصره) بالتعبئة...
- لماذا تعثر اتفاق الحديدة ؟ ..العدوان يتلاعب بسفينة استكهولم! المرصاد نت - إبراهيم الوادعي قبل ما يقرب من شهرين جرى توقيع اتفاق وقف إطلاق لنار في الحديدة خلال المشاورات التي استضافتها مملكة السويد الاتفاق بشأن هدنة في مح...
- الصماد : السعودية تُعد لحرب كبيرة دون الإكتراث لمفاوضات الكويت المرصاد نت - متابعات قال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد أن المملكة السعودية تعد لشن عدوان كبير على اليمن دون أي اعتبار لمايجري في الكويت والتف...