حراك جديد لولد الشيخ والميدان لا ينتظر المبادرات

المرصاد نت - متابعات

مرة أخرى يحاول المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن يشغل الوقت السياسي لحرب ناهزت العامين في محاولة لتحريك بنود اتفاق لا يتخطى في الميدان سوى الهدنة المحددةoldalshaik2017.3.8


دون أن يحمل في روحه أو نصّه ما يشي بضرورة وقف القتال الذي لا يزال مستمراً ساعة بساعة.

أمس وصل ولد الشيخ إلى الرياض في ثانية محطات جولته الإقليمية الجديدة بعدما بدأها بالكويت. ومن المقرر أن يلتقي هناك مسؤولين في حكومة هادي بالإضافة إلى مسؤولين سعوديين سعياً إلى هدنة جديدة وفق مصادر مطلعه.
المصادر نفسها قالت إن «الأفكار الجديدة» لدى ولد الشيخ ليست واضحة بعد لكنها لن تتعدّى وصف «التعديلات الطفيفة» على «خريطة الطريق» علماً بأن هذه الجولة سبقها صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي أواخر شباط الماضي أكد «الحاجة إلى عملية سياسية كاملة في اليمن» لكن ضمن المقاس الخليجي نفسه.
أما في الكويت فكان مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي ناصر الصبيح، قد قال إن «ولد الشيخ يقوم بجولة يتبادل فيها وجهات النظر حول السبل المثلى لإقناع أطراف الصراع بالجلوس إلى طاولة حوار واحدة، وبدء مشاورات مباشرة والتحاور لحل الأزمة».
وأكّد الصبيح أن بلاده «حريصة على التوصل إلى حلّ ينهي الأزمة اليمنية في أقرب وقت وبأقل الخسائر» لافتاً إلى حرصها أيضاً على «تخفيف المعاناة الإنسانية في ضوء النداء الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بضرورة إغاثة اليمن ودول أخرى، تفادياً لحصول مجاعة».
في المقابل جدّد المتحدث الرسمي باسم «حركة أنصار الله»، محمد عبد السلام تأكيد «القوى الوطنية التزامها الحل السياسي الشامل» متهماً قوى العدوان بعرقلة كل مساعي السلام من خلال رهانها على الحرب العسكرية والحصار الاقتصادي.
وخلال تلقيه اتصالاً من ولد الشيخ أحمد، شدد عبد السلام على «الموقف الثابت بالتوصل إلى حل توافقي بناءً على تفاهمات مسقط، بما يشمل الجانب السياسي والترتيبات الأمنية والمعالجات الإنسانية».

ولم يصدر عن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أي تصريح خلال زيارته للكويت قبل يومين في إطار جولته للمنطقة في إطار مساعيه لإحياء العملية السياسية في اليمن. وفي ظل صمت ولد الشيخ تزايدت التكهنات حول خارطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري وعمّا إذا كان قد أجري عليها تعديلات نزولاً عند شروط هادي الذي رفضها في أكثر من مناسبة.

صحيفة القدس العربي المقربة من جماعة الاخوان نقلت عن مصدر يمني أنه أجري تعديلات على الخطة الأممية لتجنب رفض هادي لها عبر تعديل البند المتعلق بتعيين نائب رئيس جديد تتوافق عليه الأطراف اليمنية ويتسلم مهام رئيس الجمهورية فور توقيع اتفاق. وأشارت الصحيفة أن التعديل تمثّل في تعيين نائب جديد والإبقاء على صلاحيات الرئاسة بيد هادي لشهور قليلة، وبعدها تنتقل للنائب الذي تم تعيينه.

مصادر مقربة من صنعاء قالت أن أطراف صنعاء لم يتم ابلاغها بأي تعديلات وأنها سترفض ذلك التعديل في حال كان صحيحاً، وهو ما تأكد بعد ذلك عبر الناطق باسم الحوثيين في اتصاله مع ولد الشيخ والذي تمسك بتفاهمات مسقط التي افضت لخارطة الطريق الأممية.وأشارت المصادر إلى أنه قد يكون التسريب حول دخول تعديلات على الخطة الأممية متعمدة من قبل حكومة هادي والإصلاح للضغط على المبعوث الأممي. وكان السفير الأمريكي في اليمن ماثيو تولر أعلن لأول مرة منذ تولي الرئيس ترامب للسلطة، أنه لا يمكن لأي طرف حسم المعركة العسكرية مشيراً لدعم بلاده لخطة الأمم المتحدة وجهود ولد الشيخ.


في الميدان سُجّلت أمس ضربة جديدة في صفوف القوات الموالية لتحالف العدوان بعد مقتل قائد عمليات «لواء زائد» العقيد فضل محمد علي الحقلي وعدد من مرافقيه في كمين نُصب لهم قرب جبل حوزان غرب مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز.
ونقلت مصادر أمنية أن «الحقلي وعدداً من أفراد المقاومة الجنوبية وقعوا في كمين حين حاولوا التقدم باتجاه الطريق المؤدي إلى محافظة الحديدة ما أدّى إلى مقتلهم» مضيفةً أن «عدداً من جنود اللواء وقعوا بالأسر في ذات الكمين لدى محاولتهم فك الحصار عن الحقلي ورفاقه».
المصادر نفسها تحدثت عن مشاركة «طيران العدوان في المعارك بغية فك الحصار عن وحدة العقيد الحقلي وقصف بقوّة مواقع أعلى جبل حوزان» لكن «مسافة الاشتباك كانت قريبة جداً الأمر الذي صعّب مهمّة الطيران»، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ يومين في محيط الجبل.
يذكر أن القوات اليمنية المشتركه استطاعت قبل يوم السيطرة على مواقع جديدة في جبهة الأربعين في تعز واستهداف قوات هادي في تبة الوكيل. كذلك وجهت القوات المشتركه قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة من أماكن تمركزها في تبتي سوفتيل والسلال شرق المدينة على مواقع تمركز قوات هادي في حي العسكري وثعبات وذلك في وقت كانت فيه جبهات المدينة قد شهدت هدوءاً نسبياً مع اندلاع معارك الساحل الغربي لتعز.
في سياق آخر اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين جنود تابعين لإدارة أمن محافظة عدن جنوبي البلاد حيث تسيطر حكومة هادي وعناصر حراسة «لجنة صرف مرتبات الأمن والجيش» قرب مبنى الأمن في المحافظة. وكان سبب الاشتباكات مطالبة جنود تابعين لأمن عدن بصرف مرتباتهم التي لم يتسلموها منذ 15 شهراً، خاصة بعدما قطع متقاعدون عسكريون في الجيش الطريق الرابط بين حيي السعادة والشابات قرب مبنى إدارة الأمن مطالبين بصرف رواتبهم هم أيضاً، المنقطعة منذ خمسة أشهر. يشار إلى أن المتحدث باسم إدارة أمن عدن عبد الرحمن النقيب كان قد اتهم جهات بـ«السعي لزعزعة الأمن والاستقرار في عدن وإحراج هادي وذلك في الوقت الذي كان فيه العشرات من ضباط وأفراد الجيش الجنوبي السابق يحتشدون أمام بوابة قصر معاشيق في مديرية صيرة، في عدن للمطالبة برواتبهم.
بالعودة إلى تعز سُجّل دخول إماراتي على خط الخدمات في المحافظة حيث وقّع المحافظ المعيَّن عبر هادي علي المعمري أول من أمس مع «هيئة الهلال الأحمر الإماراتية» مذكرة تفاهم لصيانة وإعادة تشغيل محطة المخا الحرارية وشبكة الكهرباء العامة. وتكفلت الهيئة الإماراتية بصيانة ثلاث وحدات توربينية لإعادة تشغيلها بطاقة إنتاجية تبلغ 120 ميغاواط، لتغطية احتياجات المحافظة من الطاقة الكهربائية.
إلى ذلك وبينما لم يعلن أي قصف أميركي جديد أمس قالت مصادر قبلية يمنية إن تنظيم «القاعدة» اعتقل اثنين من عناصره بتهمة التخابر لمصلحة الولايات المتحدة وأوضحت تلك المصادر كما نقلت عنها وكالة «فرانس برس» أن «التنظيم اعتقل العنصرين في منطقة موجان في محافظة أبين التي تعرضت لقصف في الأيام الماضية ونُقلا إلى مديرية مودية»، دون أن توضح مصيرهما في ظل توقع بإعدامهما لاحقاً.

المزيد في هذا القسم: