المرصاد نت - الأخبار
تجددت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وبين قوات تحالف العدوان والمسنودة جوياً من طيران العدوان
وذلك بعد أسبوعين من إخفاق محاولات قوات هادي وحزب «الإصلاح» (جماعة «الإخوان المسلمين») في التقدم نحو سلسلة جبال يام الاستراتيجية التي تربط مديرية نهم بمديرية أرحب شرقي العاصمة صنعاء.
ورغم فقدان تلك القوات السيطرة على عدد من المواقع العسكرية في يام سابقاً، فإن قوات هادي عادت وتلقت تعزيزات عسكرية كبيرة قبل أيام قدمت من محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة «الإصلاح»، المدعوم عسكرياً ومالياً من السعودية.
المواجهات الأخيرة اشتدت خلال الساعات الـ 48 الماضية وشملت المناطق المحاذية لجبل المنارة التي أعلنت قوات هادي السيطرة عليه مطلع كانون الثاني الماضي ثم امتدت إلى جبال القتب ويام.
وتحت الغطاء الجوي الكثيف، حاولت تلك القوات التقدم إلى مناطق الجرجور والعقران والمديد التي سبق أن استعادها الجيش واللجان مطلع شباط الماضي.
ويبدو أن الهدف من هذا الهجوم هو العقبات الجغرافية التي تواجه العدوان في منطقة مسورة، الواقعة في نهم والقريبة من نقيل مسورة الرابطة بين نهم وبين صنعاء من الشرق.
كذلك، فإن التوغل من اتجاه جبال يام يؤمّن خطوط الإمداد العسكري الواقعة على طريق مأرب ــ صنعاء ضمن خطة «اقتحام صنعاء» المعلنة علماً بأن السيطرة على سلسلة يام ستضع مطار العاصمة ومديريات بني حشيش وبني الحارث وأرحب تحت السيطرة النارية بما يهدد صنعاء.
في المقابل يؤكد مصدر عسكري في «جبهة نهم» تصدي الجيش واللجان الشعبية لمحاولات التقدم الأخيرة التي اعتمدت عنصر المفاجأة مشيراً هذه المرة إلى «استماتة من قبل المغرر بهم الذين يقاتلون مع القوات المعادية».واتهم المصدر في الوقت نفسه تحالف العدوان باستهداف أسواق المواطنين ومنازلهم في منطقة مسورة بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً.
المتغير الجديد في معركة نهم التي تجاوز عمرها العام هو فتح القوات الموالية لهادي أكثر من جبهة عسكرية في محاولة منها لتشتيت الجيش واللجان. ووفقاً للمصدر نفسه فإن خريطة المواجهات اتسعت لتشمل أكثر من جبهة بالإضافة إلى «اشتداد المواجهات العسكرية في جبهات مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب الثلاث: كوفل، المشجع وهيلان».
وكشف المصدر أن ما ساهم في زيادة التصدي هو الحشد المقابل الذي بدأ بتدشين «المرحلة الثانية من البأس الشديد في العاصمة صنعاء والمحافظات بعد دعوة السيد عبد الملك الحوثي الشعب اليمني إلى التعبئة العامة وصد العدوان والذود عن الوطن في شباط الماضي»، الأمر الذي دعم الجبهات بأعداد كبيرة من المقاتلين، وفق قوله.
في مقابل تصاعد المواجهات في نهم وصرواح انحسرت المواجهات المسلحة التي يشهدها الساحل الغربي للبلاد في الأيام القليلة الماضية وذلك بعدما تحولت جبهات الساحل الغربي إلى معركة استنزاف ضربت قوات الحراك الجنوبي وخاصة بعد الكمين المحكم الذي استهدف لواء «حزم».
وأكدت مصادر محلية في مديرية المخا انسحاب العشرات من ضباط «اللواء الأول ــ حزم» وجنوده خلال اليومين الماضيين من جبهات القتال في الساحل الغربي، وعودتهم إلى محافظة عدن، لافتة إلى أنها أول عملية انسحاب جماعي من نوعها تشهدها تلك الجبهة منذ دخول قوات اللواء للقتال فيها قبل عدة أشهر.
وجاء الانسحاب بعد معركة جبل حوزان شرقي منطقة الحديد في مديرية المخا وتسببت في مقتل العشرات من القوات الجنوبية الموالية لدولة الإمارات المتحدة وفقد فيها اللواء العشرات من القتلى والجرحى وعدداً من القادة العسكريين الكبار منهم رئيس عمليات اللواء العقيد فضل الحقلي والعقيد أحمد مقراط، والنقيب طالب محمد طالب ووفق مصادر عسكرية تم الكمين بعملية التفاف على القوات الموالية للإمارات في حوزان لكن «أنصار الله» لم تعلق رسمياً على هذا الحادث بعد.
واشنطن تستأنف بيع الأسلحة للرياض
الي ذلك وافقت وزارة الخارجية الأميركية على استئناف مبيعات الأسلحة للسعودية رغم الانتقادات التي تطاول هذا النوع من الصفقات على خلفية العدوان السعودي على اليمن وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدت موافقتها على استئناف عملية بيع الأسلحة والمعدّات العسكرية للرياض التي تتضمن ذخائر ومعدات عسكرية ثقيلة.
وأكدت الصحيفة أن موافقة وزير الخارجية ريكس تيلرسون تُعد مؤشراً مبكراً على نهج الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب والتي تميل إلى اتجاه أكثر ودية مع السعودية في العدوان الذي تخوضه في اليمن.
في السياق أكد مسؤولون في واشنطن للصحيفة حرص الولايات المتحدة على تسهيل عملية التعاون مع الجانب السعودي وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تقتنع فيه إدارة ترامب بضرورة التعاون مع الرياض في العديد من ملفات المنطقة لافتة إلى أن هناك نقاط اتفاق واضحة بين السعودية وترامب، أبرزها رفض الجانبين للاتفاق الخاص بالبرنامج النووي لإيران.
الإمارات في جنوب اليمن... باقية وتتمدد
تستمر دولة الإمارات في مراكمة رصيد القوة في جنوب اليمن على حساب الدور السعودي الآيل إلى الركود والتراجع والانحسار ورغم النفي المتكرر للقادة الإماراتيين بشأن منافسة الدور السعودي في اليمن فإن علامات التزاحم والتفرد بالقرار وصراع أجنحة السلطة الموالية للطرفين تدحض ادعاء النفي والزعم بطيب العلاقة وخلوّها من التنافس، وصولاً إلى الإقصاء.
وفيما لا يزال وفد المحافظات الجنوبية المؤلف من الشخصيات المدعومة من الإمارات (محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير أمنها شلال علي شايع) يجري مفاوضات في الرياض مع الأطراف المحسوبة على السعودية (حزب «الإصلاح» الإخواني والمحسوبون على هادي) منذ أكثر من أسبوع، تحاول الرياض وهي راعية المفاوضات فرض رأيها في دمج قوات «الحزام الأمني» وبقية الفصائل المدعومة من الإمارات ضمن وزارة الداخلية المحسوبة على «الإخوان».
وتريد المملكة أن يكون الدمج مرفقاً مع إحداث تغيير في سياسة الوزارة والعمل على إحداث قيادة مشتركة لكن النتائج التي تعمل على تحقيقها حتى هذه اللحظة تصطدم بجدار سميك من أبو ظبي عبر أدواتها في الساحة اليمنية، والأخيرة ترفض حتى الساعة التنازل للطرف الآخر أو حتى قبول الحلول الوسط.
وينسجم موقف الإمارات مع قوة الدفع الإضافية التي حصلت عليها من إدارة البيت الأبيض إثر مشاركة قواتها الخاصة في الضربات والإنزالات الأميركية الأخيرة على مواقع مفترضة لتنظيم «القاعدة»، وهو ما زاد رصيدها في الداخل اليمني، فصرفته بالتشدد وبالجرأة في تكريس خطتها وأجندتها الخاصة على حساب الدور السعودي، الأمر الذي ظهر أخيراً في المزيد من الركود والهرب من مواجهة الاستحقاقات، كما أبدت الرياض عجزاً واضحاً في الحفاظ على مكتسبات أتباعها في الجنوب.
في سياق آخر منيت الميليشيا المدعومة من الإمارات في جبهة الساحل الغربي بانتكاسة كبيرة خلال الأيام الأخيرة إذ وقعت إحدى كتائب لواء «الحزم» الذي يقوده العميد عبد الغني الصبيحي، في مكمن مميت نصبته قوات الجيش واللجان الشعبية التي حاصرت الكتيبة المذكورة من كل الجهات شرقي مدينة المخا لمدة عشر ساعات كانت حصليتها مقتل حوالى مئة جندي وضابط؛ بينهم قائد عمليات اللواء العقيد فضل الحلقي والعقيد أحمد مقراط إضافة إلى جنود وضباط من يافع والضالع وردفان والصبيحة لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وقد عُلم أن قرابة مئتين بين ضابط وجندي مفقودون ويرجح أن قسماً كبيراً منهم وقع في الأسر وعندما حاولت قيادة اللواء إرسال كتيبة ثانية وقعت هي الأخرى في كمين ثانٍ ليرتفع عدد الإصابات في صفوف اللواء. وقد عبّرت وسائل إعلام جنوبية محسوبة على التحالف عن المشهد بقولها إن جبهة الساحل الغربي شهدت فراراً جماعياً للضباط وللجنود باتجاه عدن الذين رووا عن الساعات العصيبة التي قضوها من دون أن تتمكن طائرات «التحالف» من التدخل بسبب استفادة الجيش و«اللجان» من التضاريس الطبيعية.
رغم ذلك لم تتوقف القوات الإماراتية عن إنزال المزيد من المعدات العسكرية واللوجستية عبر ميناء عدن ثم تسليمها للفصائل الجنوبية المسلحة التابعة لها، تمهيداً لجولة ثانية من المعارك في الساحل الغربي. ورغم خروج عدد من الأصوات في الجنوب تدعو إلى رفض التجاوب مع المطالب الإماراتية بالخروج إلى جبهات القتال ضد الشمال فإن القادة الجنوبيين المتعاونين مع أبو ظبي صار لديهم من الأدوات ما يكفي للدفع في تغيير الموازين وإجبار الشباب على الالتحاق بالجبهات في الوقت المناسب، وذلك بالاستفادة من الإمكانات والقدرات المالية والإعلامية الهائلة المسخرة لهم.
في غضون ذلك لم تنتهِ في عدن الإشكالات والتحديات وصراع أجنحة السلطة وغياب الخدمات الضرورية للناس حتى عمد مدير الأوقاف في المدينة محمد الوالي المعين من الوزير السلفي هاني بن بريك المدعوم إماراتياً إلى إقالة نحو ثلاثين خطيباً وإمام مسجد دفعة واحدة وكانت ذريعة الإقالة أن أولئك الخطباء محسوبون على حزب «الإصلاح»، لكن الحقيقة تخالف تلك الادعاءات إذ إن بعضهم يتبعون الطرق الصوفية وثمة آخرون معتدلون ومستقلون.
وتأتي تلك الإقالات في إطار سياسة كم الأفواه وتغليب الرأي الواحد، في وقت كانت تعتبر فيه عدن ساحة للتنوع وللتعدد، وكان من العبث أن يتصور أي كان أن بإمكانه إقصاء الآخرين أو أن يتفرد بالساحة الدعوية أو الفكرية أو الثقافية بمفرده مع العلم بأنه حتى في زمن النظام السابق كان تنوع الانتماءات شأناً شخصياً وطبيعياً في ظل تنوع المجتمع الديني والمناطقي والقبلي ولم تكن تصنف المساجد وفقها.
بعد فوز الإمارات بعدد من الملفات الداخلية في جنوب البلاد ونجاحها في تكبيل يد ميليشيا هادي وإضعاف منظومته في دوائر الدولة العميقة يتمدد نشاط أبو ظبي إلى بقية المؤسسات الحكومية والخاصة للتطويق الكامل على تحالف هادي وحزب «الإصلاح» وهذه المرة جاء دور المساجد باتخاذها ساحة للصراع المذهبي والفئوي.
المزيد في هذا القسم:
- أجتماع سري بين قيادة حضرموت العسكرية والسعوديين في شرورة لترسيم الحدود المرصاد نت - متابعات كشفت معلومات مؤكدة أن السلطات السعودية استدعت أمس الأول الأربعاء كبار القادة العسكريين في محافظة حضرموت وطلبتهم للاجتماع معهم في منطقة شر...
- بريطانيا شريكة في المجازر والجرائم التي ترتكب باليمن المرصاد نت - متابعات خرجت بريطانيا مرة أخرى لتثبت أن تجارة الأسلحة ومصالحها الاقتصادية والتجارية تفوق بأهميتها ليس فقط «حقوق الإنسان» والقانون الد...
- نتائج استوكهولم بين اليمنيين.. تحوّلات مهمة لأسباب وتداعيات ! المرصاد نت - متابعات إن "مستقبل اليمن في أيديكم لدينا فرص يجب اغتنامها… كانت محادثات صعبة لكننا حقّقنا نتائج إيجابية". هكذا عبّر الأمين العام للأمم الم...
- عاصفة تغريدات أنطلقت مساء اليوم لفضح ولد الشيخ ودعوات لأحرار العالم للمشاركة الفاعلة المرصاد نت - متابعات أنطلقت مساء اليوم الثلاثاء الساعة الثامنة مساءً 19 ابريل 2016م حملة تغريدات عبر شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر ) لفضح الدور السلبي الذ...
- “وثيقة المدينة تسقط مبررات التطبيع” في فعالية لرابطة علماء اليمن تنديداً بتطبيع الأنظمة ال... المرصاد-متابعات عٌقدت بالجامع الكبير بصنعاء اليوم الأحد ، فعالية بعنوان “وثيقة المدينة تسقط مبررات التطبيع”، نظمتها رابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى الهجرة الن...
- قوى العدوان تواصل استهداف المواطنين وممتلكاتهم في عدة محافظات! المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان السعودي اليوم 24 غارة على مناطق متفرقة بمأرب والجوف. وأوضح مصدر أمني أن طيران العدوان استهدف بـ17 غارة مديرية الغيل وغار...
- قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة عند فرع البنك المركزي بعدن المرصاد نت - متابعات قتل 6 من أفراد الأمن في الساعات الأولى من صباح السبت 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 جراء انفجار سيارة مفخخة بمدينة عدن عاصمة المحافظة جنوب ا...
- المحافظ دماج يعود لمحافظة عمران بعد توبيخ علي محسن الأحمر .. ويلتقي ببعض مشايخ الاصلاح الي... ذكر مصدر خاص للمرصاد بمحافظة عمران عن عودة المحافظ محمد حسن دماج المحسوب على حزب الإصلاح والمعين من قبل ال الاحمر برار من هادي الى المحافظة بعد أن...
- تحذير أميركي من السفر إلى السعودية... و اليمن يهدد بالرد على التجويع المرصاد نت - متابعات تقرير دولي جديد يضاف إلى سلسلة تقارير وتصريحات سابقة كلها تحذر من المأساة المقبلة على اليمن وبينما لا يبدو أن السعودية تنوي فكّ أو حتى تخ...
- عبد السلام يلتقي بالفريق الإعلامي المرافق للوفد الوطني بعد أجتمع مع سفراء الدول دائمة الع... المرصاد نت - الكويت اجتمع الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام اليوم الإثنين مع الفريق الاعلامي المرافق للمشاورات اليمنية في الكويت بفندق شيراتون بالع...