ما الذي يحدث في سُقطرى ؟

المرصاد نت - معروف درين

تٌعد سقطرى موطن الدهشة وقبلة السياحة البيئية ومن أهم الجزر على مستوى العالم إن لم تكن الأولى بلا منازع لما تحتويه من مناظر خلابة واشجار وطيور نادرة لا توجد في أي مكان في العالمSocotrah2017.4.12


الا في هذا المكان المسكون بالدهشة والسحر حيث يمتزج الخيال بالواقع ويتمايل السهل نحو الجبل والساحل نحو البحر، فمهما حاول المرء أن يكتب عن هذه الجزيرة ومميزاتها التي صنفتها اليونسكو ضمن أهم مناطق التراث البيئي العالمي وكذلك تم التصويت لها كإحدى عجائب الدنيا السبع في العصر الحديث فلن يستطيع الإحاطة والوصف كون الموصوف أكبر من أن تحتويه الحروف وتسعه السطور غير أنما يحدث هذه الأيام في هذه الرقعة الساحرة من اليمن الحبيب جعلنا نخرج عن صمتنا ونحاول الحديث ليس عن الجزيرة وما تحتويه وأهميتها وما تمثله للعالم عموما ولليمن خصوصاً فذلك أشهر من نار على علم وإنما اردنا أن نقف ونشير لما يحدث لها ولأهلها ولكنوزها الطبيعية من قبل العدوان..


فكما أشرنا أن الجزيرة تعد من أهم الأماكن على مستوى العالم سواء من حيث الموقع الاستراتيجي أو من حيث البيئة الساحرة وما تحتويه من اشياء نادرة قل نظيرها في العالم، وبالتالي ظلت عيون الأعداء تتربص بها وتحاول بشتى الطرق الحصول عليها فثمة من طلب قبل سنوات الحصول على قاعدة عسكرية فيها وثمة من طلب استأجرها وهناك من حاول الدخول اليها عن طريق الأعمال الانسانية والجمعيات الخيرية ومنذ عقود، نعم هذه السمات التي تتمتع بها الجزيرة جعلت الكثير يسعى للسيطرة عليها وعلى خيراتها بيد أن القيادة اليمنية كانت ترفض كل ذلك وترفض كل المغريات وتأبى أن تُفرط بشبر واحد منها أومن غيرها من الأراضي اليمنية.


وقد أستمر الحال حتى مارس 2015م حين شنت قوات التحالف بقيادة السعودية عدوانا ظالما على اليمن وبرعاية امريكية اسرائيلية ومشاركة خليجية وعربية بذريعة إعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب الحوثي الصالحي، لكن الحقيقة كانت ولا تزال غير ذلك حيث رأينا السعودية تسعى للسيطرة واحتلال مناطق الثروة في مثلث مآرب الجوف شبوة حضرموت وتناور في المناطق الأخرى فقط لمجرد المناورة وفي الاتجاه الأخر تحتل الامارات العربية المتحدة مدينة عدن وميناءها الاستراتيجي وتحتل جزيرة سقطرى بالكامل بحجة أنها استأجرتها من هادي أو تم انتدابها مقابل دعم الاعتراف بدولة الجنوب العربي على مستوى العالم، فسقطرى وغيرها من الأراضي اليمنية ليست ملكاً لهادي أو غيره حتى يتم التصرف بها بل ملكٌ للشعب اليمني وهو من يقرر مصيرها وليس هادي وزبانيته!!


الطامعين بهذه الجزيرة كُثر ومنذ عقود حاولت الامارات العربية المتحدة الدخول الى الجزيرة عبر الاعمال الخيرية والجمعيات والمؤسسات التابعة لها ليس من أجل الأعمال الانسانية وإنما من أجل التواجد وشراء المواقف ومنح بعض ابناء الجزيرة الجنسية الاماراتية كخطوة أولى والأن وفي ظل العدوان والحصار تستغل الظروف وتقوم بالكثير من الخطوات الاستفزازية الاستعمارية سواء بتسيير ثلاث رحلات جوية في الأسبوع من الامارات الى الجزيرة أو من خلال صرف شرائح اتصالات الامارات لأبناء الجزيرة أو السعي لإلغاء الصفر الدولي بينهم وبين الجزيرة أو من خلال إنزال العلم اليمني واستبداله بالعلم الاماراتي ونقل بعض الأشجار والطيور النادرة الى الامارات وكذلك ممارسة الصيد العشوائي وتجريف الشعب المرجانية وما خُفي كان أعظم، والا فما معنى أن يكون هناك ثلاث رحلات جوية الى سقطرى في الأسبوع، وماذا ستنقل هذه الطائرات على متنها يا ترى؟!


ولمن يدافعون عن الشرعية وعن المحتلين الجدد هل لهم أن يجيبوا عن بعض الاستفسارات بخصوص جزيرة سقطرى وغيرها فلماذا تم إنزال العلم اليمني ورفع العلم الاماراتي، وهل يقتضي دعم واعادة الشرعية انزال الاعلام اليمنية واستبدالها بأعلام الداعمين للشرعية” المحتلين” ولماذا وكيف اختفى الريال اليمني وحل مكانه الدرهم الاماراتي، وما معنى الغاء كافة الاجراءات السابقة واعلان تبعية الجزيرة لأبو ظبي ونهب كل الطيور والأشجار النادرة منها ونقلها الى حدائق الشارقة، وما معنى تواجد السفن الاماراتية العملاقة الخاصة بالصيد هناك وتجنيس ابناء سقطرى بالجنسية الاماراتية، وهل من حق هادي أو غيره بيع أو تأجير وانتداب الجزيرة، ولماذا لا تُسلم المناطق المحررة من أهلها وسكانها الى شرعية هادي لإدارة الأمور فيها، وما الذي تقوم به السعودية من دعوة ما يسمى بمشايخ اليمن الى الرياض بالتزامن مع طمس الهوية ونهب جزيرة سقطرى واحتلالها من قبل الامارات، وهل ذلك من باب الصدفة أم وفق مخطط سابق، وهل مصير حنيش وميون وكمران وبقية الجزر الأخرى سيكون نفس مصير سقطرى؟!


فمهما حصل من استغلال للعدوان سواء من قبل السعودية أو الامارات اللتان يصبغان تدميرهما لليمن واحتلال اجزاء منها بصبغة الحماية واعادة الشرعية وحفظ الامن والاستقرار فإن ذلك لن يطول وسيستعيد اليمنيون كافة اراضيهم وجزرهم ولن ينفعهم امريكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول التي تشرعن وتدعم هذه الاجراءات وهذا التدمير والقتل والحصار الممنهج، لأن هذه الدول تعمل على استغلال واطالة العدوان على اليمن لابتزاز واستغلال الثروة وسيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الثروة الخليجية وينتهي الدعم ويتفكك التحالف القائم على المصلحة والاستغلال ويحل محلها الثورة والثأر من قبل ابناء اليمن لتحرير واستعادة كافة الاراضي المحتلة أو غيرها من الشعوب العربية التي تعاني من هذا التحالف وهذه الثروة الشيطانية التي اُستخدمت للتدمير والقتل وليس للبناء والنماء والتاريخ مليءُ بالتجارب والعِبر ولن يهدأ لنا بال في اليمن حتى ندحر الغزاة ونعيد اللحمة اليمنية ونعمل على ترتيب البيت اليمني من الداخل منبع العروبة وساسها.

المزيد في هذا القسم: