بين صنعاء وعدن: الصمّاد يسبب الإحراج لهادي وحكومته

المرصاد نت - متابعات

تسبب صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى بوضع هادي ورجال حكومته في موقف محرج للغاية فبينما يزور الصماد مقاتليه في الجبهات لرفع معنوياتهمalsamad2017.8.2


يزور الإماراتيون في عدن رئيس حكومة هادي “أحمد عبيد بن دغر” لرفع معنوياته وتلمس احتياجاته التي أورد جزءاً منها “نريد دفع المرتبات للموظفين بانتظام لضمان عدم تأييدهم للحوثيين”.

ممنوع من دخول عدن: ماذا تبقى من شرعية هادي غير الإهانات الإماراتية؟

عشية عيد الأضحى توعد هادي بما وصفه “تحرير صنعاء” بسرعة تتجاوز التوقعات وذلك في خطاب نشرته مواقع رسمية تابعة لحكومته وهو الخطاب الذي وضع توقيعه عليه بعد ساعات قليلة من تلقيه خبراً يفيد بأنه غير مسموح له العودة إلى عدن وذلك أثناء تواجده في مطار سعودي فعاد أدراجه متوجهاً لمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض.

خلافاً لتصريحاته وتهديداته التي تتجاوز قدراته فإن هادي يعيش أسوأ أيامه فالرجل الذي كان قبل عامين يعتقد أن أداء صلاة العيد في عدن رسالة انتصار لخصومه في صنعاء لكن الإمارات سلبته هذه الميزة أو الانتصار المعنوي والمرة الوحيدة التي سمح له بأداء صلاة العيد في عدن كانت خطوة جنى منها التحالف “ربحاً” حاول خلاله التأكيد على نجاحه بإعادة “الشرعية” التي بات وجودها في عدن اليوم محل رفض قاطع من قبل الإمارات التي شكلت “حكومة” أخرى تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال وأطلقت عليها اسم “المجلس الجنوبي الانتقالي”.

خلال الإجازة التي قضاها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في مدينة طنجة المغربية واستمرت شهراً كاملاً وجد هادي نفسه عاجزاً تماماً عن أي فعل حتى أن الأخبار الرسمية لم تنشر أي خبر عن وجود تحركات يقوم بها فيما بات هادي يدرك أن ولي العهد محمد بن سلمان بات في قبضة عدوه اللدود ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد فما كان منه إلا أن طار إلى “طنجة” في 18 أغسطس الماضي وهناك التقى الملك سلمان وعاد إلى الرياض معتقداً أن الوعود التي حصل عليها من الملك السعودي ستعيده للواجهة وتسمح له بأداء صلاة العيد في عدن.

بعدها توجه هادي إلى مطار بالرياض بهدف الصعود على متن “طائرة رئاسية” تذهب به إلى عدن غير أنه فوجئ بأن القوات الإماراتية قالت إنها سترفض السماح لطائرته بالهبوط في مطار عدن فظهر صباح أمس الجمعة يؤدي صلاة العيد بمقر إقامته في الرياض.

وفي هذا السياق قالت القيادية بحزب الإصلاح الإخواني توكل كرمان في منشور بصفحتها في الفيسبوك “لا تزال القوات الاماراتية المحتلة هي من تسيطر على المطارات والموانئ في عدن وحضرموت وتمنع دخول الشرعية منها وعبرها” وأضافت أن “الحديث عن انسحابات من تلك المنافذ مجرد كذبة تغدى بها البعض لكن ما تعشوا بها”.

الإمارات منحت الضوء الأخضر لوسائل إعلامها للتشهير بهادي على خلفية قضايا فساد وهذا لا يعني انزعاج الإمارات من الفساد بل استغلالا له للنيل من خصمها.

وشن الكاتب الإماراتي خالد القاسمي هجوما كبيراً على هادي وحكومته وقال في سلسلة تغريدات أن هادي استولى على 850 مليار ريال كانت مخصصة لصرف مرتبات اليمنيين.

وعلى الرغم من صحة استيلاء هادي على المرتبات وقيام حكومته بخداع المحتجين في عدن عندما أعلنت مساء اليوم السابق ليوم عيد الأضحى أنها ستصرف المرتبات يوم الخميس الماضي وستفتح البنوك أبوابها حتى أيام العيد وهو مالم يحدث إلا أن الإماراتيين استغلوا ذلك لتبرير رفض دخول هادي إلى عدن  حيث كتب القاسمي “سمعنا بأن هادي تم إعادته من الطائرة لمكان إقامته بسبب إختلاسه 850 مليار ريال يمني راوتب للمواطنين وجاري التحقيق معه”.

من جانب آخر استطاعت الإمارات أن تسحب البساط من تحت هادي عندما استمالت رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر وسمحت للأخير بالتنقل في مناطق الجنوب حيث تسيطر قوات موالية للإمارات وبات الأخير يتغنى بدور الإمارات في اليمن ونقلت عنه قناة  “سكاي نيوز” الإماراتية مساء اليوم السبت قوله إن “عاصفة الحزم أوقفت التمدد الإيراني” أثناء استقباله من قبل قائد القوات الإماراتية في اليمن.

ويبدو أنه لم يبقى لدى هادي ما يقدمه للتحالف سوى البقاء في الرياض من أجل استمرار “الشرعية” في منح السعودية والإمارات ما تشاءان في اليمن فيما تعجز “شرعيته” عن منحه الحق في أداء صلاة العيد في عدن أو أي منطقة من بلاد يفترض أنه رئيسها، وبالتالي يتضح أن التحالف يريد “الشرعية” وليس هادي.

هادي لم يستطع العودة إلى عدن هذا المنع كان قبل دقائق من موعد صعوده الطائرة ليعود بعد ذلك من مطار الملك خالد إلى مقر إقامته تبريرات التحالف حينها وفقاً لوسائل الإعلام ذاتها وجود مخاطر على سلامته بسبب الأوضاع غير الآمنة في المدينة.

تتحكم قيادة القوات الإماراتية بالأوضاع في المناطق الجنوبية وبعد أن أشيع في عدن أن هادي ينوي العودة إلى اليمن وتأدية صلاة العيد في عاصمته المؤقتة وقعت بعض الاختلالات الأمنية التي حدثت بشكل مفاجئ ويقول مواطنون في المحافظة الجنوبية إن أحداث الفوضى التي حدثت كانت متعمدة بهدف خلق أجواء متوترة لمنع هادي من العودة إلى عدن.

“الصماد كلما زار مقاتليه كلما زاد انزعاج هادي”

في مقابل الوضع الذي يعيشه هادي حالياً يظهر رئيس المجلس السياسي صالح الصماد وهو يجوب جبهات القتال الواحدة تلو الأخرى ومن محافظة إلى الثانية حتى في أول أيام عيد الأضحى تعمل قيادة السلطة في صنعاء وتمارس مهامها وفقاً لكل مناسبة بهدف رفع معنويات مقاتليها وتلمس احتياجاتهم والاطلاع عن قرب وبشكل مباشر على الأوضاع التي يعيشونها.

الحضور الذي يسجله الصماد وفريقه في المشهد السياسي والعسكري يُحرج هادي وفريقه المقيم خارج اليمن وبما أنه مقيم إجبارياً خارج حدوده فما عسى هادي أن يمارس من مهام رئاسية بروتوكولية سوى ارتداء الزي الشعبي والخروج إلى أحد المساجد لتأدية صلاة العيد ثم استقبال المنفيين من مؤيديه في المسجد ذاته رغم أن عدداً كبيراً من هؤلاء المنفيين المؤيدين يقيمون معه في نفس المبنى أو الفندق الذي يقيم فيه.

“القوات الإماراتية تزور بن دغر لرفع معنوياته”

إنها بالفعل “مواقف محرجة لهادي وشلته يتسبب بها الصماد وشلته” فعندما تخرج قيادة الدولة في صنعاء في أول أيام العيد لزيارة الجبهات وتفقد أوضاع المقاتلين يتمنى الموالون والمؤيدون لهادي رؤية قيادتهم تقوم بنفس ما يقوم به الحوثيون في صنعاء وحين يتذكر المؤيدون لهادي أن رئيسهم خارج البلاد لا يستطيع العودة إليها تتجه أنظارهم إلى من ينوبه ويمثله من المتواجدين في عدن وهو رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.

بن دغر وبدلاً من أن يقوم على الأقل بتقليد ما يفعله صالح الصماد من زيارات ميدانية للجبهات ورفع معنويات مقاتليه وتفقدهم أولاً بأول ومن فترة إلى أخرى قامت قيادة القوات الإماراتية بزيارة بن دغر في قصر المعاشيق لتهنئته بالعيد و”رفع معنوياته”.

المساء برس

المزيد في هذا القسم: