جبهة نهم تشتعل مجدداً: عين «التحالف» على أطراف صنعاء

المرصاد نت - متابعات

قالت مصادر مطلعة أن تحالف العدوان السعودي دفع أول أمس بتعزيزات عسكرية كبيرة الى مأرب فيما تواصل قيادات المرتزقة حشد المئات من المقاتلين الى نهم لتعويض الخسائرksa ksa2017.11.3 الكبيرة التي تعرضوا لها خلال اليومين الماضيين.


واكدت المصادر وصول معدات واليات عسكرية سعودية الى مأرب بالتزامن مع قيام قيادات المرتزقة بجمع المئات من مسلحي حزب الاصلاح والجماعات السلفية مشيرة الى ان توجيهات صدرت مساء أمس الخميس بتحرك تلك التعزيزات الى جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء لدعم من تبقى من المليشيات والمرتزقة وأوضحت المصادر ان التعزيزات العسكرية الاضافية التي تصل تباعا في طريقها الى نهم تضم دبابات ومدرعات ومدافع حديثه قادمة من السعودية.

الجدير بالذكر ان المعارك في جبهة نهم على اشدها بين الطرفين حيث يتم تبادل القصف المدفعي الكثيف وصد هجومات تحاول فيها مليشيات هادي تنفيذها للسيطرة على مواقع في نهم .. الا ان قوات المرتزقة فشلت حتى الان في احراز اي تقدم لاسيما وان مستشفيات مأرب اصبحت مكتظة بعشرات القتلى والجرحى من قوات هادي ودخلت الجبهات القتالية منذ حوالى أربعة أيام طوراً جديداً من التصعيد بعدما شهدت خلال الأسابيع الماضية هدوءاً ملحوظاً انعكس انخفاضاً في مستوى التحشيد ..

هذا التصعيد يبدو أنه يأتي ترجمة للتصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي حدّد دون مواربة أهدافه من العدوان والحرب والتي يظن أن بمقدوره تحقيقها من خلال تكثيف الضغوط على «أنصار الله» بالاستفادة من الخلاف الحاصل بين الأخيرة والرئيس السابق علي عبدالله صالح من هنا تتتابع الهجمات الشرسة التي تشنّها المليشيات الموالية لهادي في منطقة نهم تحت غطاء جوي كثيف من طائرات «التحالف» والتي تجهد من خلالها لتحقيق خروقات وازنة لكن بخسائر كبيرة إلى الآن وصلت حدّ مقتل أحد قيادييها في نهم.

ويوم أمس بلغت تلك الهجمات ذروتها بإطلاق مجاميع المرتزقة الموالية لهادي أكثر من ثمانية زحوفات من محاور مختلفة اندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة مع الجيش واللجان الشعبية أدت إلى مقتل القيادي في حزب «الإصلاح» في نهم ضيف الله عامر.

وفيما ذكرت مليشيات هادي أنها تمكنت من السيطرة على آخر القرى الواقعة شمالي المديرية إلى جانب قرية بيت البوري الواقعة جنوبيها  قالت مصارد عسكرية إن الجيش واللجان الشعبية تصدّيا لهذه الزحوفات وأرجعا المليشيات المرتزقة المهاجِمة إلى مواقعها ترافق ذلك مع الدفع بمئات المقاتلين من محافظتي عمران وصعدة باتجاه نهم التي كانت شهدت فتوراً إثر تراجع هجمات مجاميع ومرتزقة هادي على «تبابها».

وجاء هجوم أمس الذي يُعدّ الأعنف من بين الهجمات الأخيرة عقب يوم واحد من زيارة قام بها الجنرال المرتزق علي محسن الأحمر إلى جبهة نهم حيث اجتمع بقيادة المنطقة العسكرية السابعة وعدد من قيادات المليشيات في المنطقة. ووفق المعلومات الواردة من هناك فإن الأحمر استحثّ تلك القيادات على الاستفادة ممّا سمّاها «الفرصة الأخيرة» واعداً إياهم بتعزيزات قادمة من مأرب ومن السعودية ومُوزِّعاً المهمات القتالية على كلّ منهم.

وكانت مليشيات هادي قد بدأت محاولاتها التقدم في نهم منذ فجر الأحد الماضي حيث شنّت بمساندة طائرات «التحالف» هجمات متزامنة من أربعة محاور قالت مصادرعسكرية يمنية إنها تمكّنت من «كسرها» موقِعة خسائر بشرية ومادية في صفوف المليشيات المهاجِمة وصاحبت الهجمات في نهم محاولات تقدم مماثلة في مديرية صرواح في محافظة مأرب حيث أغارت المليشيات المرتزقة على مواقع الجيش واللجان الشعبية في أسفل تبة المطار بالتزامن مع غارات من جهة العطيف صوب فرع العرقوب والمشجح.

ويبدو من خلال استماتة مليشيات هادي في كلّ من نهم وصرواح على الرغم من ارتفاع الخسائر البشرية في صفوفها أنها تتعرض لضغوط كبيرة من قبل «التحالف» الذي يُقدّر مراقبون أن يكون الهدف من تحركاته الجديدة الوصول إلى أطراف صنعاء لإرغام تحالف صنعاء على القبول بشروطه والوصول إلى تسوية كيفما كان.

هدف يتطلّع إليه «التحالف» أيضاً من خلال خطة مستحدثة حصلت عليها قيادة القوات اليمنية المشتركة لـلسيطرة علي مديرية خب والشعف في محافظة الجوف ونقل المعركة إلى محافظة عمران والسيطرة على مناطق حدودية مع السعودية ووفق مصادر إستخباراتية عسكرية يمنية فإن الخطة التي أعدّتها مليشيات هادي في مأرب واستحصلت على موافقة «التحالف» وكُلّف بقيادتها قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أمين الوائلي تم إحباطها قبل انطلاقها.

لكنه ليس معلوماً إن كانت ضغوط «التحالف» على مليشيات هادي ستؤتي ثمارها على الرغم من تشديد الجنرال الأحمر على «استمرار السير والتقدم» وفق الخطط المرسومة وتأكيد الناطق باسم تلك المليشيات العميد الركن عبده مجلي أن «التصعيد العسكري في جبهات نهم سوف يستمر مهما كلف ذلك من ثمن حتى الوصول إلى صنعاء» إذ إن المصادر المقرّبة من المرتزقة لا تخفي امتعاض الأخيرة من الزج بمئات المقاتلين في مناطق مكشوفة من الخلف واصفة ذلك بـ«الانتحار» ومؤكدة تلقّي المليشيات رسائل تهديد من التحالف بالتصفية بواسطة الطائرات في حال تراجعها».

كذلك لا تخفي مصادر المليشيات تململها من ارتفاع الخسائر البشرية في صفوفها بسبب صعوبة المعركة في نهم التي تساعد تضاريسها الشديدة الوعورة الجيش واللجان الشعبية على صدّ الهجمات المتكررة على مواقعها. وتشكو تلك المصادر فضلاً عن ذلك حرمان عناصر المرتزقة من مستحقاتهم بسبب عمليات الفساد الواسعة المتفشّية في صفوف حكومة هادي.

على خطّ مواز تتالت أمس ردود الفعل المندّدة بالمجزرة التي ارتكبتها طائرات «التحالف» أول من أمس في محافظة صعدة والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 29 مدنياً. ودان مجلس النواب والمكتب السياسي لـ«أنصار الله» المجزرة معتبرَين إياها دليلاً على «إفلاس العدوان وفشله الذريع وتخبّطه الواضح». وكانت الأمم المتحدة قد أعربت عن قلقها إزاء ما سمّتها «تقارير» عن سقوط مدنيين بضربة لـ«التحالف» في صعدة فيما أعلنت السعودية أنها ستحقق في ما وصفتها بـ«الادعاءات» في هذا الشأن مكرّرة لوازمها بشأن «التزامها قواعد القانون الدولي الإنساني» في عملياتها في اليمن وأغارت طائرات «التحالف» الأربعاء على سوق شعبية في مديرية سحار ما أدى إلى مقتل 29 مدنياً وجرح 28 آخرين.

المزيد في هذا القسم: