هيرست: لم ينجح بن سلمان إلا في توحيد اليمنيين ضده

المرصاد نت - متابعات

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن الأمير السعودي محمد بن سلمان لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده مؤكداً أنّ أول مغامرة عسكرية أطلقها آلت إلى فشل ذريع من الناحية Gizan2017.11.26التكتيكية والاستراتيجية.


وأوضح هيرست في مقاله له في صحيفة "ميدل إيست أي" البريطانية، أنه بعد عامين من الحرب يبدو أن تحالف القوات البرية الذي شكله السعوديون على وشك الانهيار.

وتطرّق هيرست إلى الانقسامات التي بدأت تبرز بين القوات البرية اليمنية والأجنبية التي تقاتل ضد الجيش واللجان الشعبية داخل البلاد الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية. ومن تلك القوات القوات السودانية التي تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين يصل تعدادهم إلى عشرة آلاف مقاتل داخل التحالف الذي تقوده السعودية وهي تتكبد نسبة عالية من الخسائر في الأرواح؛ فقد صرح مصدر مقرب من الرئاسة في الخرطوم لموقع ميدل إيست آي بأن ما يزيد على خمسمئة من المقاتلين السودانيين قتلوا في اليمن حتى الآن.

هيرست يؤكد أن التمرد يسري في صفوف اليمنيين الذين رحبوا قبل عامين ونصف بالتدخل السعودي ضد الجيش واللجان الشعبية.

 ويضيف أن أكبر مجموعة مقاتلة منظمة على الأرض ضمن القوات البرية للتحالف في اليمن هي التجمع اليمني للإصلاح الذي أقل ما توصف به علاقته الحالية مع السعوديين هو أنها متضاربة.
 ويشدّد الكاتب البريطاني على أن القيادات المحلية للإصلاح يشعرون بالثمن السياسي الذي يدفعونه مقابل دعم حملة تحولت في أعين اليمنيين من التحرير إلى الاحتلال.
 كما أنهم يدفعون ثمنا من حياتهم، فقد تعرض للقتل أو لمحاولات اغتيال عدد من مشايخ وعلماء الإصلاح. "يكفينا ما لحق بِنَا من ضرر" هكذا يتحدث الآن قادة الإصلاح المحليين ما يدفعهم لتدارس البدء في فتح مفاوضات مباشرة مع الحوثيين.

العنصر الآخر الذي تعاني منه عمليات السعودية في اليمن بحسب هيرست هي سلطنة عمان التي تعتبر جنوب اليمن حديقتها الخلفية وتشعر بقلق شديد إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة من الموانئ والجزر الاستراتيجية.

العمانيون الآن يتواصلون مع زعماء القبائل في جنوب اليمن وبعض هؤلاء يتبعون القوى الانفصالية وذلك بهدف تنظيم "رد منسق" على المليشيات التي تمولها وتديرها إمارة أبو ظبي.

ويوضح هيرست أن "الأمير الذي يشاد به في الدوائر الغربية على أنه مصلح شاب سيكون رأس الحربة في الحملة ضد إيران لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده وهو إنجاز نادر في عالم شديد الاستقطاب. لقد قام فعلا بإطلاق النار على قدميه، ليس مرة واحدة، بل عديد المرات".

ويخلص هيرست إلى أنه ثبت أن أول مغامرة عسكرية يطلقها الأمير السعودي البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما بوصفه وزيرا للدفاع آلت إلى فشل ذريع من الناحية التكتيكية والاستراتيجية

وفي ذات السياق كشف الموقع البريطاني أن النظام السعودي وفي سعيه لشراء النفوذ عن طريق البترودولار قام بتقديم رشوة لعدد من أعضاء البرلمان البريطانية لتبيض سمعته.

ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تحقيقا جديداً اشار فيه الى أن السعودية اشترت نوابا من حزب المحافظين وآخر من حزب العمال في البرلمان البريطاني ضمن مساعي الرياض لتبيض سمعتها المتلطخة بالارهاب ودماء الابرياء.

ولفت الموقع الى أن"الهيئة التي تراقب الالتزام بمعايير البرلمان بشأن وقوع انتهاك لقواعد الكشف عن المصالح المالية مؤكدا ان أعضاء برلمان من حزب المحافظين تلقوا هذا العام ما يقرب من مائة ألف جنيه إسترليني (ما يعادل 133 ألف دولار) من المملكة السعودية على شكل إقامة في فنادق فاخرة وتذاكر طيارة في درجة رجال الأعمال وضيافة الأمر الذي حفز على توجيه شكوى إلى الهيئة التي تراقب الالتزام بمعايير البرلمان بشأن وقوع انتهاك لقواعد الكشف عن المصالح المالية.

وبلغة الارقام ايضا فان عدد  ثلاثة عشر عضواً من أعضاء البرلمان التابعين لحزب المحافظين حصلوا على 87,467 جنيها إسترلينيا (ما يعادل 116,600 دولار) على شكل ضيافة قدمتها لهم الحكومة السعودية هذا العام كذلم تلقى نائب تابع لحزب العمال هو ليام بيرن مبلغ 6,722  جنيها إسترلينيا (ما يعادل 8,964 دولارا) ما رفع فاتورة اللوبي السعودي إلى 94,189 جنيها إسترلينيا (ما يعادل 126,939 دولارا) لنواب من كافة الأحزاب.

وبحسب المعلومات المدونة في سجل "مصالح أعضاء البرلمان" إلى أن السعودية كثفت جهودها في مجال اللوبي منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015، وقدمت لعدد من النواب المحافظين تلقوا ما يزيد على مائة وثلاثين ألف جنيه إسترليني (ما يعادل 173,300 دولار) على شكل ضيافة منذ بدء العدوان والذي راح ضحيته حتى الآن ما يزيد على مائة ألف قتيل وجريح.

وفي شهر سبتمبر/ أيلول، قاد النائب دوتشري وفداً من أربعة نواب في زيارة إلى السعودية استمرت ستة أيام قابل الوفد خلالها الملك سلمان في قصر السلام وبحسب ما جاء في السجل فقد دون كل واحد من النواب أنه استلم تبرعاً من وزارة الخارجية السعودية قدره 7,900 جنيه (أي ما يعادل 10,400 دولار) وتضمن ذلك تذاكر سفر في درجة رجال الأعمال وإقامة في فندق فاخر ووجبات وتنقلات وضيافة

المزيد في هذا القسم: